أريد أن أحبّك، يا سيّدتي.. قبل أن يصبح قلبي.. قطعة غيارٍ تباع في الصّيدليات فأطباء القلوب في (كليفلاند) يصنعون القلوب بالجمله كما تُصنع الأحذية.... السّماء يا سيّدتي، أصبحت واطئةً.. والغيوم العالية.. أصبحت تتسكّع على الأسفلت.. وجمهوريّة أفلاطون. وشريعة حمورابي. ووصايا الأنبياء. وكلام الشّعراء. صارت دون مستوى سطح البحر لذلك نصحني السّحرة، والمنجّمون، ومشايخ الطّرق الصّوفية.. أن أحبّك.. حتى ترتفع السّماء قليلاً....
الفصل الخامس
بقيت صولا واقفه دون حراك هي لا تتذكر ذلك الرجل ولكنه يتواجد فى مكتبها وقربها لدرجة كافية للتسبب بالألم في قلبها حتى أتفاسها ستتوقف إنها تختنق وقدمها لا تحملها لتسقط على ركبتها والصورة لديها مشوشه تأتي في رأسها أشياء لتضع يدها على رأسها بينما هو واقف يشاهد بسعاده ما يجرى لها رغم تركها لمنزلها لكنه كان يعرف مكانها وها قد أتي إليها لأخذ حقه منها بينما مهيب خرج مكتبه ليجدها على هذا النحو لم ينتبه للرجل الواقف أمام المكتب بل اتجه نحوها يضع يده على كتفها بقلق
- صولا ما لك أنتى كويسه في حاجه حصلت أنا معاكى ؟؟
لم تتحدث واكتفت فقط باغماض عينيها بقوه وهي تتألم في رأسها دون فهم منها لما يجري ولماذا ذاك الرجل يثير بداخلها مشاعر غضب وكراهيه لا حدود لها ولم تفعل سوى اتجاه زوجة والدها تلك التي سرقت حقها هي وأطفالها وكانت السبب فى الكثير من المعاناة والعذاب لها ليقول لها ذاك الرجل العجوز مخرجهم من حالتهم بكلماته السامه التي القاها عليها منذ دخوله
- المره دي هترجعى لبيتك من ثاني و لجوزك يا هانم
##########
رغم تأنيب ضمير ديمه لها لكنها لم تتراجع عن خطتها وعقاب رنا وأمثالها تلك الحرباء لم تكن هي تصرفت على هذا النحو . ذلك الشخص الذي دائما يتحدث عن العمل جاورها وهما يتناقشان في أحد الاعمال التي بينهما لكنها لم تتوقف لحظه عن تأمل وجهه ورؤية ملامحه وحفظها في مكان ما داخلها دون سبب مقنع من وجهه نظرها الخاصه نظر بتعجب لشرودها
- مالك يا ديمه بكلمك من شويه وأنتى مش معي خالص هو في حاجه مزعلاك
نفضت الأفكار من رأسها سريعا وحاولت بعد ذلك الحديث بعدم ارتباك
- لا ما فيش حاجه مشكله بس بصراحة كنت عايزة نأجل الشغل النهارده أصلى جعانه جدا عايزه اتغدى يا ترى هتقبلي دعوتى على الغداء
يتبع.......
حديثك سجادةٌ فارسيّه.. وعيناك عصفوتان دمشقيّتان.. تطيران بين الجدار وبين الجدار.. وقلبي يسافر مثل الحمامة فوق مياه يد*ك، ويأخذ قيلولةً تحت ظل السّوار.. وإنّي أحبّك.. لكن أخاف التّورط فيك، أخاف التّوحد فيك، أخاف التّقمص فيك، فقد علمتني التّجارب أن أتجنب عشق النّساء، وموج البحار.. أنا لا أناقش حبّك.. فهو نهاري ولست أناقش شمس النّهار أنا لا أناقش حبّك.. فهو يقرّر في أيّ يوم سيأتي.. وفي أيّ يومٍ سيذهب.. وهو يحدد وقت الحوار، وشكل الحوار.. دعيني أصبّ لك الشّاي، أنت خرافيّة الحسن هذا الصّباح، وصوتك نقشٌ جميلٌ على ثوب مرّاكشيه وعقدك يلعب كالطّفل تحت المرايا.. ويرتشف الماء من شفة المزهريّه دعيني أصبّ لك الشّاي، هل قلت إنّي أحبّك؟ هل قلت إنّي سعيدٌ لأنّك جئت.. وأنّ حضورك يسعد مثل حضور القصيده ومثل حضور المراكب، والذّكريات البعيده.. دعيني أترجم بعض كلام المقاعد وهي ترحب فيك.. دعيني، أعبّر عما يدور ببال الفناجين، وهي تفكّر في شفتيك.. وبال الملاعق، والسّكريه.. دعيني أضيفك حرفاً جديداً.. على أحرف الأبجديّه.. دعيني أناقض نفسي قليلاً وأجمع في الحبّ بين الحضارة والبربريّه.