الدموع عالقة بأهدابها، تنظر إلى وجهها الذي بُهت لونه، وعيناها التي أصبحت خالية من كل شئ، لم يعد لديها ظهرٌ تحتمي به، لم يعُد لديها سوى الله، حملت أخيها الصغير الغارق في النوم بعد أن أرتدت ملابسها البسيطة لتلج خارج الغرفة، بحثت عنه لكنها لم تجده في البيت، ظنت أنه تركها وذهب لتضع "يزيد" على الأريكة قائلة في غضب : - هو راح فين !!! يارب أنا تعبت ..!!! لم تشعر بنفسها إلا وهي تجلس على الأريكة منهارة في البكاء الشديد، الذي جعل أخيها ينتفض من نومه، يقترب منها بيداه الصغيرتان جداً ليُزيل دموعها عن وجنتيها بلُطفٍ طفولي مبتسماً في وجهها كالملاك، أحتضنته هي فلم يعد لديها في الدنيا سواه، نظرت لباب الشقة الذي فتح بعنف ليدلف "مازن" قائلاً بعنف أشد : - أنتِ مطلعتيش ليه بقالي ساعة مستنيكي في العرب... استوقفته دموعها ليقترب منها بجزع، نهضت هي قبالته تصرخ في وجهه بحُرقة : - و أنتِ مش قولتلي ليه انك واقف