لم ينتظر ليحمل جسدها الصغير بين ذراعيه ، كان "ظافر" آنذاك بعمر الخامسة عشر ، رُغم سنه إلا أنه يملك جسد صخم ورثه من أبيه ، لذلك فقد كانت "ملاذ" كالريشة بأحضانه ، أستندت "ملاذ" برأسها على ص*ره بإرهاق ، نظر لها "ظافر" بشفقة ليصعد لغرفته تاركاً أبيه يصرخ به ، صعد الدرج بخطوات واسعة ليصل لغرفته ، فتح الباب بقدميها ليلج ، وضعها على فراشه الناعم برفقٍ شديد ، عيناه الزيتونيه تجول على وجهها بقلق أعتراه ، و كأنها مسئولة منه هو فقط .. أعنتت بها أمه أيضاً لـ تأتي تلك السيدة التي تعِش معها "ملاذ" و "براءة" لتأخذ "ملاذ" ، و لكن لم تكن نفسها "ملاذ" .. بل كانت طفلة بقلبِ قاسٍ ، قلب و عقل ترسخ بهما حدقتين .. تلك العينان السمراء القاسية و المتحجرة ، و عيناه الزيتونية الممتلئة بالدفء النابع منها .. ”ليتنا نستطيع أن نعالج خدوش أرواحنا.” • • • • بدون مقدمات رفعت رأسها لتنظر إلى "ظافر" .. بعيناه الزيتوني