bc

القطعان

book_age0+
detail_authorizedAUTHORIZED
0
FOLLOW
1K
READ
like
intro-logo
Blurb

يزور أحد المخلوقات الفضائية كوكب الأرض بشكل غير مرئي عن طريق الإسقاط النجمي، واثناء تلك الزيارة يشهد جريمة قتل عن غير قصد، وهو الآن يواجه مشكلتين: هل ينبغي له إبلاغ السلطات عن تلك الجريمة، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف السبيل إلى فعل ذلك؟

ويسلي ستونيهام، محامي وسياسي طموح، قام بقتل زوجته تحت تأثير نوبة من الهياج والغضب، وبعد ارتكابه لجريمته أخذ يخطط لإدانة رجل بريء بهذه الجريمة، لكنه لم يكن يدرك أن هناك شاهداً على ارتكاب جريمته، هذا الشاهد هو مخلوق فضائي غير مرئي قادم إلى كوكب الأرض عن طريق الإسقاط النجمي. والآن، فذلك المخلوق الفضائي أصبح يواجه مشكلتين: هل ينبغي له إبلاغ السلطات عن تلك الجريمة، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف السبيل إلى فعل ذلك؟

PUBLISHER: TEKTIME

chap-preview
Free preview
استهلال
استهلال كان كوكب زارتي يسوده السلام في يوم من الأيام، وكان الجنس الزارتيكي هو أكثر الاجناس تطوراً على سطح ذلك الكوكب وهو جنساً لطيفاً يتسم بطول الأعناق ويقتات على النباتات وكان أقصى ما يطمح إليه هو ملء بطونه، وكان من عادة ذلك الجنس الزارتيكي التجمع في قطعان حتى يكونون في مأمن من الوحوش الضارية، وفي نهاية المطاف قاموا بتطوير طرق بدائية للتواصل من أجل تبادل الأفكار الأساسية فيما بينهم. وعلى حين غرة، حل عليهم الأوفاسيين، تلك الكائنات الفضائية القادمة بأعداد مهولة إلى كوكب زارتي، حيث اجتاحت مئات الملايين منهم أرجاء الكوكب -حتى يمكن القول إن شعبهم بأثره أتى بسفنه الفضائية التي يتسع قطر كل منها عدة أميال، فكانوا كالجراد المنتشر على سطح ذلك الكوكب العشبي وغيروا مسار الحياة على سطحه بلا رجعة. في بادئ الأمر، قام الأوفاسييون بإنشاء حظائر للفصائل الحيوانية تضم بين جنباتها كل ما تناله أيديهم من أنواع الاجناس الحيوانية الرئيسة، حيث كانوا يجرون عليهم الاختبارات والتجارب ويثيرونهم بشتى الطرق الممكنة لأسباب يصعب فهمها، اجتاز الجنس الزارتكي الاختبار وابقوا عليهم بينما أعادوا الأجناس الأخرى إلى بيئتهم الطبيعية. كانت هناك حملات متابعة شاملة حيث كانوا يأسرون أي فرد يعثرون عليه من أفراد الجنس الزارتيكي ويحتجزونهم في حظائر خاصة، بينما كانوا يقتلون الأفراد الذين لم يتمكنوا من أسرهم على الفور، ومن ثم تبدأ ممارسة التعذيب، وقتل العديد من افراد الجنس الزارتيكي وتشريحهم، بينما البعض الأخر لم يسعده الحظ بالقدر الكافي فتم تشريح أجسادهم أحياء حتى تمكنوا من رؤية أحشائهم أمام أعينهم، وكانت صراخات تلك المخلوقات البائسة تتخلل تلك القطعان المعدمة مسببة الزعر لباقي الح*****ت وتودي بحياة المزيد ممن تبقى منهم. لم يتاح للجنس الزارتيكي التكاثر بشكل طبيعي، فقد كان يُجرى انتخاباً للح*****ت المنوية والبويضات من خلال عمليات التلقيح الاصطناعي في الوقت الذي يقوم فيه الأوفاسيون بكل هدوء بتسجيل نتائج ذلك التكاثر لتلك الأجيال، وعندما خُزنت البيانات اللازمة على أجهزة الحاسوب الخاصة شرعوا في تغيير الهيكل التكويني للحامض النووي لأجنة الجنس الزارتكي و تنحية الجينات التي لا يرغبون فيها واحلال جينات أخرى محلها ليرون تأثير ذلك على الجيل الجديد، ومتى ثبت أن بعض من تلك الجينات غير مرغوب فيها يقومون بإزالتها من الأجيال التالية. بعد تعاقب عشرين جيلاً من حياة الجنس الزارتكي وُلد جيلاً مناسباً للصفات التي انتظرها الأوفاسيون، وعندما وصل ذلك الجيل لمرحلة البلوغ كان الأوفاسيون قد أجهزوا على جميع أفراد الأجيال السابقة ولم يتركوا سوى ذلك الجيل الزارتكي الجديد ليحل محلهم في ذلك العالم. كانت تلك المخلوقات الجديدة مختلفة اختلافاً جوهرياً عن أسلافها الذين كان يجولون بحرية في غابات كوكب زارتي، فقد كانت أحجامهم أضخم وكانوا يتمتعون بالقوة والصحة أكثر من أسلافهم، كما كانوا يتمتعون بصبر حاد وقد تحول الشعر القاتم الذي كان يغطي ظهورهم إلى طبقة رقيقة واقيه من الشعر، وقد تطور الطرفان الزائدان على جانبي الاكتاف والذين كانا في بادئ الأمر يعملان على زعزعة أفرع الأشجار أثناء تناولهم لغذائهم وتتطورا إلى زراعين كاملين منتهيين بيدين سداسية الأصابع بإبهامين متقابلين يعملان على الإمساك بالأشياء، كما أن معدل أعمارهم قد تضاعف، والأدهى من ذلك أنهم كانوا أكثر ذكاء من أسلافهم حيث تضاعف مستوى ذكائهم لأربعة أضعاف على أقل تقدير. كما أن ذلك الجيل الجديد قد احتفظ ببعض تراث أسلافهم، حيث ترددت على ألسنتهم على مر السنين قصص التعذيب التي كان يمارسها الأوفاسيون على أسلافهم حيث كان كل جيل يضيف قصص الرعب الجديدة الخاصة به وتنامت تلك القصص مع تواترها وتزايدت وحشية أساطير الأوفاسيين. والآن، وبعدما حظي الأوفاسيون بما تمنوه، شرعوا في استغلال -إساءة استغلال-رعاياهم، فقد أصبح الزارتيكيون عبيدا للجنس الأكبر وكانوا يُستغلون في القيام بأحقر الأعمال الاعتيادية، فقد كان عملهم يقتصر على الماكينات التي ليست في حاجة إلى مراقبة، وأُجبروا على المشاركة في الطقوس التي لا طائل من ورائها، وتم استغلالهم في تفكيك الآلات فقط من أجل أن يقوم الزارتيكيون الأخرون بتجميعها من جديد، وكانوا يُطاردون ويُقتلون على أيدي الأوفاسيين لأغراض رياضية. حيث كان الزراتيكيون يقطعون في الساحات في مواجهة الح*****ت الضارية أو حتى أمام بنو جلدتهم. على الرغم من أن الزواج كان متاحا إلا أن اختيار الأزواج لبعضهم البعض كان يتحكم فيه الأوفاسيون ولم يتبعوا أي طريقه معروفه لدى الزارتيكيين. دامت فترة الاستعباد ما يقارب قرناً من الزمان، حيث تغيرت صورة الحياة على سطح ذلك الكوكب أثناء تلك الفترة، حيث استغل الاوفاسيون كل موضع قابل للزراعة لصالحهم من خلال ممارسة وحشيتهم، فأنشئت المدن ونُظمت وصُممت على أكمل وجه، وتم تعميم أنظمة النقل والاتصالات بشكل شامل. وذات يوم رحل الأوفاسيون، وكان رحيلهم مرتباً ومنظماً بشكل جيد ودونما النطق بكلمة واحدة لهؤلاء الزارتيكيون الذين أصابهم الذهول. فقد سيطر الأوفاسيون على العالم بطريقتهم البارعة ذات يوم، وبعد ذلك تسللوا بهدوء إلى سفنهم الضخمة التي كانت قابعة بلا حِراك منذ هبوطها على سطح ذلك الكوكب، ومن ثم اقلعوا بسفنهم ورحلوا عبر الفضاء وتركوا من خلفهم جُل أعمالهم ومدنهم ومزارعهم وآلاتهم كما تركوا أيضا وراء ظهورهم هؤلاء العبيد السابقين، ذلك الجنس الذي أصابه الذهول والحيرة. في بادئ الأمر لم يصدق الزارتيكيون أن أسيادهم قد غادروا حقاً، واحتشد الزارتيكيون وكان يعتريهم شيء من الخوف من أن يكون ذلك أسلوباً جديداً من أساليب التعذيب، إلا أن أسابيع مرت ولم يكن هناك أي دلائل على وجود الاوفاسيون في جميع أرجاء المكان، وفي نفس الوقت كان هناك محاصيل وماكينات في انتظار من يرعاها، فما لبثوا وأن عاودوا القيام بمهامهم المعتادة. ثم خلت القرون من بعد ذلك وحٌوَل الزاتيكيون ذكائهم الذي ترعرعوا خصيصاً عليه إلى مصالحهم الخاصة، فقد قاموا بفحص الآلات التي تركها الأوفاسيون وراء ظهورهم واكتشفوا مبادئ العلوم وبناء عليها طوروا وطوعوا الآلات لأغراضهم الخاصة، كما قاموا بتأسيس حضارتهم الخاصة، واستغلوا مفكريهم لوضع فلسفتهم وأفكارهم المجردة، كما قاموا بتطوير مواطن استجمامهم ومتعتهم، وبدأوا ينعمون بالحياة الرغدة التي كان يسيطر عليها تلك الكائنات الذكية التي احتلت كوكبهم. كان هناك خوفا كامناً وراء ذلك النجاح الظاهري، الخوف من الأوفاسيين، فقد تركت سنوات القمع والتوحش بصمتها في نفوس الراتيكيون، فماذا لو عاد الأوفاسيون من جديد يوما ما؟ فقطعاً لن تأخذهم رأفة بهؤلاء العبيد المغرورين الذين استغلوا مُعداتهم، وسوف يبتكرون أنواعا جديدة من التعذيب ويسومونهم سوء العذاب وسيلبث الزارتيكيون -كما كانوا من قبل-في ذلك العذاب المهين. فقد كان جو الخوف وحب الاستطلاع هو ما تميزت به أجرأ خطوة اتخذها الزارتيكيون، ألا وهي مشروع استكشاف الفضاء.

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

التراتيرّا

read
1K
bc

لعنة المعرفة ج٢ لسلسلة لعنة الزمن

read
1K
bc

همسات بقلم العشاق.. ج٣ من الجوكر والأسطورة.. للكاتبة أية محمد

read
1K
bc

القافلة

read
1K
bc

همس الأفاعي

read
1K
bc

زوجتي سيئة السمعة

read
1K
bc

أحببت رجلًا آليًا

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook