كان قد جرّب الطيران وعلم تماماً أن لا أحد لديه أدنى فكرة عن ماهية ذلك الشعور. كما كان قد تناول البعوض في كبد السماء كما تتناول العجائز الشوكولاتة الممزوجة بالكحول في عيد الميلاد ثم حلّق عالياً. لم يعد هناك بعدئذ ما يشكل خطراً عليه. فلن يتضور جوعاً ولن يؤذيه كائن من كان مجدداً. لقد تملكه الشعور بالحرية، الحرية المطلقة، للمرة الأولى في حياته على الرغم من عدم معرفته مما تحمله له الحياة في القادم من المستقبل. إلا أنه شعر بضرورة الحفاظ على سره في الوقت الحالي، على الأقل حتى يتمكن من تقدير الرأي العام المحلي. فالآن قد أصبح (بي بوب) وهو المصطلح الشائع المستخدم في لاوس وتايلند والذي يعني مصاص دماء، فقد كان الجميع يخشى (بي بوب) وهذا كان حاله هو نفسه على الدوام. تفقد أسنانه بدافع الفضول إلا أن أنيابه كانت لم تنمو بعد أو ليس حتى تلك اللحظة على أي حال، على الرغم من شحوب بشرته شحوب الموتى ولون عينيه