الفصل الثاني

1714 Words
بسم الله الرحمن الرحيم نظر بقوه للذي امامه ليجده شاب في عقده الثالث تقريبا متوسط الحال في هيئته لكن نظراته كانت جحيم للمعتدي هذا نظر له ياسين ليقول بقوه: نعم اؤمر اجاب نضال بجمود: انت بتعمل ايه؟ -وانت مالك اطلق نضال تنهيدة حتي يحاول ضبط ذاته ليكمل حديثه بهدوء: يا استاذ مايصحش كده الناس بتتف*ج . اجابه ياسين بطريقه غير لائقه: وانت مالك دي مراتي ودي بنتي هنا تحدثت كون بقوه من خلف نضال: مراتك في عينك انا اطلقت منك خلاص . اجابها ياسين بغضب: اكتمي يا وليه لاكتمك انا -ولا تقدر تعمل اي حاجه -كده طب انا هوريكي ما ان انهي حديثه حتي تقدم منها لكي يض*بها لكن نضال لم يحتمل ليدفعه بقوه مصاحبه لصفعه علي وجهه ليتراجع من اثر الض*به فيقول بعدم استيعاب: انت اتجننت ده انت نهارك ازرق وهطلع * قالها لينقض عليه ومن تلك اللحظه نشب صراع ظل قائما وكلا القوتين متكافئتين حتي اتت الشرطة لتأخذ كلا منهما . علي صعيد اخر دلفت ليان إلى المستشفى بابتسامتها المشرقة وملابسها الفضفاضة وحجابها السماوي الذي يبعث الصفاء في عين كل من يراه، سلمت على كل من وقعت عليه عينيها العسليتين، داعبت كل طفل مرت عليه ولكنها لاحظت حركة غريبة في المستشفى والكل يعمل على قدم وساق وتسود حالة من التوتر العام اندفعت هدى تنادي عليها: يا دكتورة ليان يا دكتورة . أوقفتها ليان بهدوء: صباح الخير يا احلى هدهد، ها دكتورة ليان دي وراها ايه؟ تحدثت هدى وكأن على رأسها الطير: مجلس الإدارة كان عندهم اجتماع امبارح بعد ما مشيتي ورفدوا دكتور عز وعينوا مدير جديد للمستشفى. قاطعتها ليان: انا فهمت دلوقتي المستشفى مقلوبة ليه، وبعدين فين المشكلة دكتور عز ده كان لازم يمشي من زمان اساسا . لتخبرها هدى ببعض التحفظ: بس بيقولوا الدكتور الجديد ده شديد جدا واصلا قريب حد من مجلس الإدارة وكان عايش بره مصر ولسة راجع وكل الدكاترة خايفين منه ده حتى عامل اجتماع لكل المستشفى بعد نص ساعة. اعترضت ليان بذعر مصطنع وضحكة لعوب: اه ياني هو انا ليه محدش بيقولي على الحاجات المهمة دي انتوا عاوزين اترفد، متقلقيش يا هدى محدش يقدر يرفد حد أو يضايقه في شغله طالما الواحد بيراعي ربنا وضميره وشايف شغله كويس فهماني يا ملاك الرحمة. وأنهت كلامها بغمزة. ضحكت هدى وبنظرة حب قالت: ربنا يبارك فيكي يا دكتورة ليان ياريت كل الناس زيك والله . عانقتها ليان بحب حتى وقعت عينها على الساعة فانتفضت: يلا يا ملاك الرحمة نلحق الاجتماع علشان منترفدش انا وانت على آخر النهار . فضحكت وذهبا سوياً إلى الاجتماع لم تكن تعلم أن أحدهم كان يبتسم على حديثها خلف حاسبه المحمول . في مكان آخر : كانت الاجواء مليئة بالتوتر والاضطرابات، فرفيف تنظر بقوة يتخلل تلك القوة البرود والكبرياء اما الاخر ذو الملابس التقليدية فنظراته لا تبالي كل هذا، لتبدأ رفيف في المقابلة الشخصية ليكون هذا الشخص الذي قابلته في المصعد هو نفسه من المتقدمين للوظيفه لتبدأ به فتسأل الاتي: الخبرة العشر سنين دي فين بالظبط؟ تنحنح ليجيب سريعا: في شركه N & L مطت شفتيها بتعجب لتكمل: ممم وصلت لانهي درجه وظيفية؟ -مدير قسم اماءت برأسها لتقول: عمرك قد ايه؟ -والله العمر وكل ده مكتوب في الابلكيشن كان رده قوي لتجيبه بلا مبالاه: براحتي وبعدين في الاعاده افاده ... اكبر مشروع اشتغلت فيه كان ايه؟ تأفف مجيبا باختصار: اشتغلت في بناء كل حاجه حتي القري السياحيه والابراج اشتركت فيها. -والله لو المقا**ه تقيله عليك تقدر تقوم . -والله مش بمزاجك عشان عارف ان السي في بتاعي مستحيل تلاقي زيه فأنت اللي هتخسري . ارتفع حاجبيها بتعجب لتغلق الملف ومن ثم قالت: مب**ك انت اتقبلت . - انا اول واحد اعمل الانترفيو قالها ببعض التعجب. نهضت سريعا لتقول له بنظرة ذات مغزي: اصل انت عندك حق السي في بتاعك مش هلاقي زيه، وقتك انتهي ميعادك بكره الساعه ٨. وتركته وخرجت اما هو فشرد بها ليضحك ساخرا ليقول: اللهم صلي ع النبي دي مجنونه اكتر من الي سمعته عنها. لينهض خارجا من الشركه. عودة لنضال الذي خرج بصحبة كون ورنا من قسم الشرطه ليخرج بعدهم ياسين الذي القي عليهم نظره ومن بعدها ذهب بتوعد. نظرت كون لنضال قائلة بحرج: انا اسفه جدا مش عارفه اقول لحضرتك ايه اجابها بطريقة لبقة: ماتقوليش كده علي فكره انا المشرف الأسري ل رنا وكنت عايز اقابل حضرتك عشانها اجابته سريعا: مافيش احسن من كده مقا**ه ابتسم بلطف ليقول متن*دا: كده اتعمل محضر عدم تعرض فماتقلقيش وياريت تخدي رقمي عشان فعلا عايز حضرتك في امر مهم جدا اشار لها بعينيه فعلمت ان هذا الامر لا ينبغي ان يسرد امام الصغيرة التي لاحظت فقالت: انا عارفه يا مستر حضرتك عايز من ماما ايه كل المدرسين بيكلموها يشتكوا مني بس علي فكره بقي العيال هما الي بيض*بوني وانا الي ببقي قاعده في حالي . وجه حديثه لرنا فقال: ممكن لما حد يجي جمبك تجيلي وانا هتصرف؟ -ماشي اما نشوف هيحصل ايه ارتفع حاجب نضال من حديثها ولم يعقب لتنظر لها والدتها بتوعد ومن ثم تعيد نظرتها لنضال فقالت بحرج: انا اسفه جدا، معلش اديني رقم التليفون ليعطيها رقم الهاتف بالفعل متغاضيا عن اسلوب الفتاه الذي لا يتناسب مع عمرها ابدا. في قاعة الاجتماعات التي تذخر بكل من يعمل في المشفى مما جعل الجميع يتعجب فمنذ متى يحضر الاجتماعات المهمة كامل طاقم التمريض وعمال النظافة؟ جلست ليان في مكانها كنائب لرئيس قسم الاطفال كانت تنتظر لترى ذلك المدير الذي بث الرعب في الجميع ولكن لا تعلم لما احست أن العالم قد توقف وأنفاسها قد سلبت ودقات قلبها زادت بلا مبرر عندما دخل إلى الاجتماع فما هو إلا صاحب القميص المتسخ . تحدث عدي برزانة تعجبت لها ليان _صباح الخير انا دكتور عدي القاضي أخصائي جراحة مخ واعصاب وطبعا ده تعريف رتيب لازم أقدمه، اكيد كلكوا مستغربين انا ليه جمعت الكل مع أن ده مش اسلوب الاجتماعات القائم في المستشفى بس اللي لازم نفهمه كلنا أن المستشفى دي كيان واحد شغل دكتور الجراحة في نفس أهمية شغل عامل النظافة وشغل طاقم التمريض في نفس أهمية شغل مجلس الإدارة، المستشفى قائمة على مجهودنا كلنا اللي لازم نوحده، طبعا اغلبكم عارف اني كنت عايش بره مصر وده مش معناه خالص اني جاي اشوف نفسي عليكم زي ما سمعت، انا سمعت كمية اشاعات من امبارح وده كان مؤشر مش لطيف بالنسبالي بس الاشاعات موجودة في كل مكان عادي، لكن احسن جملة سمعتها من وقت ما وصلت المستشفى "محدش يقدر يرفد حد أو يضايقه في شغله طالما الواحد بيراعي ربنا وضميره و شايف شغله كويس" قالها وهو ينظر في عينيها بنظرة أربكت جميع أوصالها واكمل حديثه مبتسماً: اتمنى اكون عند حسن ظنكم وتكونوا عند حسن ظني ونقدر نرتقي بمستوى المستشفى لمستوى يليق بينا كقائمين عليها وشكرا. في وسط انبهار الجميع وترحيبهم بالمدير الجديد تسمرت في مكانها فهي في حالة لا تحسد عليها ولا تعلم لها سبباً. انتشلها من شرودها صوت مديرها المباشر: دكتورة ليان، دكتور عدي طالبنا في مكتبه ياريت حضرتك تيجي معايا. تحركت معه في دهشة وعقلها بدء يفكر في كل الأفكار السيئة التي في الدنيا. طرقات خفيفية على الباب حتى سمعوا صوته وهو يدعوهم للدخول. تحدث بابتسامة: _دكتور معتز ودكتورة ليان اتفضلوا، تشربوا ايه؟ معتز بامتنان: لا شكرا جدا. قاطع امتنانه: تمام أنا هطلب قهوة لدكتورة ليان غالبا قهوتك مظبوطة مش كده. تحول وجهها إلى لون الفراولة الناضجة وخرج صوتها محارباً ليظهر: بشربها زيادة. بابتسامة جانبية طلب القهوة واستطرد بجدية: قسم الاطفال من اكثر الاقسام فاعلية و تعاون في المستشفى وده شيء طيب بس انا شايف أن القسم مشاكله كتير مع مجلس الإدارة فممكن افهم ده ليه؟ تنحنح معتز بحرج: مفيش مشاكل ابدا حضرتك هي بس دكتورة ليان بيبقى ليها وجهات نظر مخالفة لمجلس الإدارة. قاطعته ليان بحدة وهدوء: حضرتك دي مش وجهات نظر دي قوانين مستشفى غلط ولازم تتغير . وجه عدي تركيزه لها مثبتاً عينيه على عسليتاها: زي ايه القوانين دي؟ ليان ببعض الانفعال: يعني ايه المستشفى مبتقبلش أقل من نسبة ٤٠٪ من تكلفة العلاج علشان تدخل طفل تحت بند الأعمال الخيرية هي فين الأعمال الخيرية في كده يعني أنا اسيب طفل يموت علشان مش معاه تكلفة العلاج؟! عقب عدي بهدوء: بس ده مش مستشفى خيري يا دكتورة، يعني أنا محترم جدا وجهة نظرك والأعمال الخيرية مهمة بس احنا مستشفى خاص ومرتبات كل ال شاغلين اللى انت واحدة منهم قائمة على مصروفات العلاج. انتفضت بحدة: ده مش مبرر حضرتك، سياسة المستشفى بتمنع الدكتور يساهم في علاج مرضاه والحجة علشان باقي المرضى اللى محتاجين ميعتمدوش على الدكاترة فهل ده منطقي؟ ابتسم بهدوء بع** حدتها: انا شايف أن حضرتك تشربي قهوتك في مكتبك وانا هناقش تفاصيل اقتراحاتك مع مديرك المباشر. عدة مشاعر خالجتها أهمها كان الغضب ولكنها ابتسمت بع** ما بداخلها: لا ملوش داعي اشرب القهوة اصل ممكن تتدلق مني وانا ورايا شغل. وخرجت من المكتب في عصبية، بينما هو كان يضحك بصوت مرتفع. اتي الليل بستائره لتنسدل علي قلوب الفتاتان فتطلق كلا منهن العنان لأنين قلبها علها تخرج ما يكن به كان عليها الاتصال بصديقتها لان الأمر كان مزعج بالنسبة لها فهذا المهندس الجديد جعلها تستشيط نارا. اخيرا امسكت بهاتفها ما ان اعتلت فراشها ليصدع علي الجهة الاخري رنين هاتف ليان التي ما ان لمحت اسم رفيف حتي اجابت بقولها الحرج: انا اسفه بجدد نسيت اسألك عملتي ايه والله كان في أشخاص وحاجات مستفزه حصلت انهارده منعتني فعلا ضحكت رفيف بقوه فتلك الضحكات تنطلق مع رفيقة دربها فقط لتقول: عارفه اللى حباه في علاقتنا ايه، اننا بنأنب نفسنا مش بنأنب بعض في اي حاجه المفروض نعملها وننساها او اي حاجة شبه كده -دي محبه يا بنتي والله اماءت برأسها مؤيدة الحديث لتقول مغيره مجراه: ها قوليلي مين ضايقك؟ -المدير العزيز مديري الجديد عدي القاضي اتسعت مقلتي رفيف قائله: اوووه مدير جديد وااو عملكوا ايه؟ استرسلت حديثها قائله: جايلنا من بره قولت بس ده هيعدل المايله بس لا ازاي ده هيبقي انيل ضحكت رفيف بقوه علي اسلوب صديقتها التي انزعجت قائله: سيبك سيبك وقوليلي لقيتي الي بتدوري عليه توقفت عن الضحك لتجيب بقولها: ممم غالبا بس انا بقي المديره الرخمه دي تعلم صديقتها جيدا لتقول بخوف متسائله: عملتي ايه يا مصيبه اجابتها بابتسامه متسعه منتصره: معملتش انا لسه هعمل - يبقي الله يرحمه بقي هي لا تعلم انها ستسدد هدف لكنه في مرماها صباح يوم جديد مشرق علي هذا المتكبر المهندس الجديد لدي تلك المتعجرفه كان قلبه يدق بقوه ما ان دلف من باب المكتب ليسير حتي توقف امام مكتبها بعدما خرجت سريعا لتقول بصوت مرتفع اجتمع علي اثره البقيه وهي ترفع ساعه يدها: الساعه ٨ ودقيقه يا نوح احمد سليمان بدايه مش مبشره استند بكفه علي احدي المكاتب ياخذ قسطا من الراحه ليقول ببسمه غير مريحه لها علي الاطلاق وهو يرفع ساعه يده الرقميه: لما دخلت ومضيت كانت ٨ بالدقيقه دلوقتي الساعه ٨ و٥٠ ثانيه الي حضرتك اتكلمتي فيهم دلوقتي فمن فضلك اتأكدي من ساعتك زادت من حده نظرتها لتطيل النظر له بغضب مكبوت ع**ه تماما يبادلها النظرات في تحدي واضح مسلي بالنسبة له ومن هنا يمكننا ان نقول ان هذه الحرب شرعت في البدء لتوها. يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD