(21)الحلقة الحادية والعشرين

1267 Words
تركني وهو يظن أنني فقط أهدده بما أقول لم يكن يعلم أنني أعني كل كلمه خرجت من فمي وأنني لن أتراجع عن الطلاق مهما كان حتى وإن تطلب الأمر أن افضح أمرهم بالفعل، فكرت ماذا أفعل؟ وكيف اخذ منه حقوقي؟ أمي لا حول ولا قوة لها وكالعادة ستقول لي بيتك وأولادك، وإخوتي الصبيان لا أتحدث مع أي منهم فهم في وادي ونحن بوادي آخر لم يكن أمامي سوي أهل أبي، دائمًا ما كنت أسمع من أبي أنهم رجال أشداء أقوياء ذو حكمة وعقل، كان لدي رقم لهم وقمت بالاتصال بهم، وأخبرتهم أنني نورا إبنه عمهم وأخبرتهم أنني ليس لي سواهم وعلى خلاف مع زوجي وأريد أن يقفوا إلى جانبي كنت أخشى أن يتملصوا مني ويقولون ماذا نحن بفاعلون لكِ؟ ولكن وجدت رد آخر أخبرني إبن عمي أن انتظرهم بعد يومان وطلب من العنوان بالتفصيل وقال لي أن لا أتحدث معه، ولا اتكلم نهائيًا حتى يأتوا لي وبالفعل إنتظرت يومان على أحر من الجمر كنت كلما رن الهاتف أخاف أن يكون أحد منهم يعتذر مني لعدم مقدرتهم على القدوم، وبعد يومان وجدت مجموعة من السيارات تقف أمام منزلي ويترجل منها رجال في لباس فاخر طوال القامة ذو هيبة كما وصفهم أبي حينها حمدت ربي وشكرته، رحبت بهم بشدة وبعدها عرفني كل منهم عن نفسه كان منهم أولاد عماتي وأعمامي أكثر من أربعة عشر رجلًا منهم ماهو ظابط بالجيش وآخر صحفي وآخر مهندس وطبيب وغيرهم، إستمعوا لي بكل تركيز وبعدها سألني إبن عمي وهو أكبرهم سنًا ماذا أريد؟ قلت له أريد حريتي أريده أن يطلقني ويعطيني متعلقاتي. حينها سألني هل يعطيني مهلة للتفكير؟ ولكني أخبرته أنني لست بحاجة لها وأن قراري نهائيًا. حينها طلب مني الاتصال به، وأن أخبره أن هناك من ينتظره وبالفعل نفذت ما قيل لي نص ساعة وجاء هو، تبادل السلام وعرفوا عن حالهم، حينها شعر بالدهشة والغرابة ولكنهم قالوا له طلباتي، قال أنه سيطلقني ولكن لن يعطيني شيئًا لانني لم أشتري أي شيئ وإنما هو من تكفل بتلك الزيجة حينها قال له إبن عمي إذا كان م**م على رأيه فكما يريد ولكن إن خرجوا من بيته دون اخذ حقي وأنا معززة مكرمة لا يلوم بعدها إلا نفسه. حينها شعر بالخوف وأنه أمام رجال أفعال لا أقوال، وقال لهم كما تريدون، وتم الاتفاق على كل شئ، وحصلت على كافه حقوقي ولكن، وجدت أحد أبناء عمومتي يقول له أن أبنائي سيظلوا معه فهي دخلت بيته وحدها وسوف تخرج وحدها حينها رد بكل قسوة رد مزق قلبي، أن يضعوا أطفالي بأحد الملاجئ فهو لا يريدهم هو الآخر، حينها صرخت قائلة أنهم أطفالي وأنني لن أتركهم مهما حدث وسيأتون معي ولن أفرط بأحد منهم بأي ثمن. خرجت أخيرًا من المنزل بعد أن أخذت كل متعلقاتي ونزلت إلى الأسفل وأنا أتركهم يحضرون آخر الأشياء، وحين خرجت من المنزل وجدت الجيران يقفون ويبكون أقسم أنه كان مشهد غريب فأنا دائمًا ما كنت مقلة للكلام ولست إجتماعية، ولكن لا أرد لأحد طلب وكان الجميع يحترمني. بكيت ليس حزنًا لطلاقي وإنما من محبة الناس لي ووداعهم الحار لي يوم لا ينسى لي أو لأبنائي وأنا أحمل متعلقاتنا ونضعها بالسيارات ونذهب إلى تلك الشقة التي قام أخي بتأجيرها لي. كانت والدة أحمد تقف وتنظر وتبتسم هي وزوجه أخيه بشماته، بينما كان أبنائي يبكون فقد أصبحوا كبار ومدركين لكل شيء يحدث، ولكن لم يتحدث أي منهم أصابهم الحزن والألم وأصبح عمرهم أكبر بكثير من سنهم الحقيقي ولكن ما باليد حيلة. مر يومان وعلمت أنه ذهب برفقه أمه وأشقائه وطلب الزواج من تلك الفتاه وتم كتب الكتاب بسرعة رهيبة وتحديد الزواج خلال أسبوع حينها أدركت أنه سيعود لي يطلب السماح، فأنا أعلم ومدركة أنه سيصل للفتاة قبل الزفاف لأنه كتب الكتاب وبالفعل قبل دخلته بيومين وكانت أمه هي المتكفلة بكل شيء ومستعدين لزفاف لم يحدث من قبل، ولكن هو خيب آمالهم حين جاء لي يطلب العفو والسماح ووافقت على العودة، ولكن تلك المرة بإرادتي وبطلب أبنائي ولكي أقهر وأرد الصاع صاعين لكل من شمت بطلاقي وقبل أن يتم زواجه بي ثانيًا كان قد طلق العروس، وحين عدت إلى المنزل كان في وقت الفجر تقريبًا وفي الصباح خرجت من منزلي إلى منزل جارتي وأصبح منزل جارتي مليء بالنساء والجيران سعداء بعودتي وكانت صدمة حماتي حين وقفت بشرفة منزلها تسأل ما الذي يحدث بمنزل فاطمة؟! أخبرتها إحدى النساء بالحرف التالي: الابلة نورا رجعت وكادت العازل. حينها دخلت الأم وهي تدفع الباب بقوه خلفها وبعدها سمعنا صوت صراخ من منزل الأم و حين صعد بعض الجيران ليروا ما يحدث وجدوا ش*يقه يض*ب زوجته، لأنها تلطم وتوولول لأنها قامت بتنظيف المنزل ومسحه وهي من قامت بترتيب الأثاث الجديد من أجل العروس والآن أنا هي العروس، ض*بها حتى ت**ت، كان الغرباء فرحين بعودتي بينما أهل زوجي أصابتهم الحسرة الحزن وفرحت لهذا وابتعدوا عنه لشهور لا أحد منهم يحدثه، ولكن بعدها أصبح الوضع عاديًا وليس بيننا سوا السلام. أما عن محمد فقد علمت بعودته وأنه أصبح ميسور الحال وأنه تزوج إحدى زميلاته بعد إلحاح من والدته وعاد للعمل مره ثانية لبلده ولكن ما زالت الابتسامة بعيدة عنه لم تعود له ومازال الحزن يخيم على عينيه كبر أبنائي وكبرت أنا معهم فقدت الكثير والكثير لا أنكر أنني أيضًا أصبحت طاقتي على السؤال ومعرفة ما يفعله زوجي ضعيفة لم أعد أريد معرفة أي شيء فأصابني المرض ولم أعد أحتمل ولكني كنت أعلم أنه ي**نني، لا أنكر أنه تغير إلى حد ما وابتعد قليلًا عما يفعله من الممكن بسبب كبر سنه أو لأن أبنائنا قد كبروا لا أعلم، في تلك االفترة مرت الأيام علينا صعبة نظرًا لإنفاقه على شهواته ونزواته لم أكن أدري ما الحل؟ ولكني كنت أ**ت دون شكوى يقوم كل عده أشهر ببيع جزء من ميراثه وتوالي العام تلو الآخر حتى أصبح كل شيء غير موجود، وأصبح أطفالي كبار وكل منهم في مرحلة تعليمية مختلفة كنت أعمل لأوفر لهم معيشه مكرمة، ولكن ما لم أتوقعه هو نظر أبنائي إلى أبناء عمومتهم وأنهم أقل منهم في المستوى المعيشي لم أدري ماذا أفعل؟ حتى أنني فكرت بالذهاب بإعارة خارج البلاد، ولكن لمن أترك أطفالي؟ وهل سيهتم بهم أحدًا غيري؟ هل سيعوضهم أي شخص مكاني؟ بالطبع لا، فكرت أيضًا بالانفصال، ولكن الآن أتركه بعد أن أصبح معي أربعة أطفال، ماذا سيكون مصيري؟ ومن سيتحملني بهم إن تحملني ش*يقي يومًا لن يتحملني الآخر ووالدتي تعيش برفقه ش*يقتي أمل منذ زواجها إن كان علي التحمل سوف أتحمل، ولكن فليساعدني ولو قليلًا تحدث معه كثيرًا، ولكن كان كلما تحدثنا يحدث بيننا خلاف كبير، لم أجد أمامي سوى والدته أعلم أنها تكرهني، ولكن ليس أمامي سواها تحاملت على نفسي وجمعت قواي وانا أجر أقدامي حتى وقفت أمام شقتها وقمت برن الجرس سمعت زوجه ش*يقه الأصغر تسأل عمن يطرق الباب؟ فقلت أنا هي الطارقة تعجبت وجاءت للتأكد أنني أنا من طرقت الباب وجدتني أقف وعلى وجههي ابتسامة شاحبة وقالت: زوجه ش*يقه: أهلًا يا نورا تعالى. ابتسمت بخجل وأنا اشكرها وأسالها عن والدته؟ نورا:ربنا يخليكي أنا كنت بس عاوزه نينه في كلمتين هي صاحيه؟ زوجه ش*يقه: أه صاحيه بس هتفضلي واقفة كده؟ نورا:معلش ممكن تنادي ليها. دخلت زوجه ش*يقه إلى الداخل ما هي إلا دقيقة ووجدت والدته تخرج لي ولكن تغيرت كثيرًا أصابها تقدم العمر وأخذ منها المرض والتفكير كثيرًا نظرت لي بدهشه وهي تقول: الأم :أهلًا يا نورا تعالى يا بنتي خير؟! نورا:ازيك يا نينه، معلش كنت عاوزكي في كلمتين؟ وجدتها تقول لي وهي تأخذني إلى الشقة المقابلة وهي نفس الشقة التي تزوجت بها ومقابلة لشقة ش*يقه. دخلت إليها وانا أبتسم بحزن كيف تحولت إلى سراب تلك الشقة التي كانت تعج بالبشر وصوت الأطفال والعاملين والأبناء لا تنقطع بها، وتلك الموائد الكبيرة وهذا الأثاث كل شيء تغير ومضت الأعوام وكأنها لحظات دون أن ندري لحظات تروي وهي بالحقيقة سنوات مرت من عمرنا لا تعود. دار يا دار يا دار يا دار قوليلي يا دار راحوا فين حبايب الدار فين فين قولي يا دار لياليك كانت نور يسبح في ضيه بحور صرخة صدى مهجور مرسوم في كل جدار راحوا فين حبايب الدار فين فين قولي يا دار دارى الدمع يا عين دارى دارى دارى متزوديش الغيم فيه رب اسمه كريم ساعة المحن ستار راحوا فين حبايب الدار فين فين قولى يا دار. 

Read on the App

Download by scanning the QR code to get countless free stories and daily updated books

Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD