(19)الحلقة التاسعة عشر

1205 Words
كنت أنا أجلس أنا ووالدتي حين طرق الباب وحين فتحت أمي الباب وجدته أحد أفراد الشرطة من المركز يسأل عن أخي شادي، فأخبرته أمي أنه غير موجود، وسألته لما يسأل عنه؟ أخبرها أن زوجي العزيز جاء مصاب بذراعه وحين تم سؤاله عمن فعل به ذلك أخبرهم أنه أخي شادي، صدمنا مما نسمع ولم تتمالك أمي نفسها وهي تبكي، وتبكي سوف يضيع مستقبله، مرت علينا الساعات كالجحيم وأرسلت أمي اخي سالم ينتظر ش*يقي بالأسفل ويبعده عن المنزل، حتى نجد حل لتلك المشكلة وبالفعل وجدنا الحل وهو أن أقوم أنا بتقديم بلاغ ضدد زوجي بالض*ب وأن أجرح نفسي وبالفعل أحضر أخي سالم شفرة حلاقة وفتح ذراعي وأنا أشعر بألم لايوصف ليس ألم الجرح فقط، ولكن ألم الذل والقهر والظلم، وتم عمل محضر ضدده وفي اليوم التالي حضر ش*يق زوجي الأكبر ودخل وهو يقول لنا بتكبر، إنهم لا يخافون من ذلك المحضر نهائيًا بالطبع فزوج ش*يقته ضابط الشرطة المرتشي الظالم لم يكن لديه ضمير، ويمكنه أن يفعل أي شيء حتى يضيع مستقبل ش*يقي وأن زوجي المصون سوف يتنازل عن المحضر، ولكن لديهم عدة شروط أولها أنني سأعود إلى منزل العائلة مرة ثانية، والثاني انني لن أطلب الذهاب خارج بلد والده مرة أخرى، وثالثها أن شقتي ستباع حتى يضمنوا عدم رجوعي إليها مرة أخرى. دموع أمي ومعرفتي أنهم عديمي الرحمة ونفوذهم وقوتهم المالية جعلني أشعر بالضعف ومرة أخرى ضحيت بحياتي وسعادتي من أجل عائلتي ورجعت إلى الذل مره أخرى، ومرت ثلاث أعوام والحال لم يتغير من سيئ لأسوء وكنت على يقين أنه يقوم بخيانتي، ولكني لم أتحدث سافر ش*يقي الأكبر إلى الخارج ولم يسأل عنا، ولم نكن ننتظر ذلك فهو دائمًا بعيد كل البعد عن عنا، بينما أنجبت ش*يقتي أسماء أحمد وبعدها محمود وكانت تنعم بحياة هادئة. و الآن أمل في الثانوية العامة وتزوج سالم وفتح مشروعه الخاص، وشادي الأن في كليه الحقوق، تغير الكل ولكن أنا لم أتغير حتى ذلك اليوم، حين حدث خلاف بين حماتي وأولادها وقاموا بتقسيم كل شيء ولم تعد هي المتحكمة بهم، ووجدت نفسي أخيرًا أعيش وحدي بشقة منفصلة بمنزل والده وحينها علمت بحملي الثاني، وانجبتك أنتِ يا صغيرتي، ولكن **روا فرحتي حين قاموا بدس كلامهم المسموم في جسدي وانني لا أنجب سوى الإناث ولكني لم أعير الأمر أي انتباه ومرت حوالي أربعة شهور، وكانت المفاجأة حين علمت أنني حامل مرة أخرى، كنت أشعر برعب حقيقي أن أنجب فتاة مرة أخرى حاولت بكل الطرق أن أجهض جنيني، ولكن سبحان الله لم يحدث ذلك كانت الأيام كلها متشابهة مرت ظروف حملي وأنا بداخلي **رة وحزن وكلما إقترب موعد الولادة كنت أشعر بالخوف أن أنجب فتاة مرة أخرى، وأسمع منهم أسوء الحديث و يسخرون مني، ولكن الله سبحانه وتعالى خلف ظني وأنجبت ذكر هذه المرة مالك ولدي كانت فرحت والده به لا توصف لدرجة أنه كان يريد عمل ليله وصوان وإحتفال كبير به، ولكن أمي أخبرته أنه ليس هناك داعي وليخرج مالًا لله أفضل خوفًا على الطفل من العين والحسد، وبالفعل فعل مثل ما قالت وحين سمح لي الطبيب بالخروج كان والدك طوال الطريق يضغط على تلا** سيارته فرحًا وتعبيرًا على سعادته، كانت فرحته لا توصف وحين وصلت إلى المنزل لم تكن أمه موجودة، ولم يكن هناك سوى إثنين من ش*يقاته وجاءوا ليروا الطفل، والغريب أنهم كشفوا صغيري ليتأكدوا أنه بالفعل ذكر وصعدوا بعدها ولم أرى وجههم مره ثانية. بينما هو من شدة سعادته أخبرني أنه سيذهب إلى والدته ليزف لها خبر أنه أنجب صبي مرت ساعات وجاء هو، ولكن شخص آخر كان أمامي تحول ١٨٠ درجة غاضب، ثائر يخبرني أن كل النساء تجنب الصبيان وأنه شيء عاديًا لم أقل شيئا، ولكنه ظل يكيل لي الكلمات الساخرة الغاضبة ولم أستطع التحمل وبعدها اخذتني والدتي وأنا لم يمر على والدتي سوى ساعات وذهبت مع أمي وأنا الحزن يأكل قلبي وعذابي لم ولن ينتهي، مر يومان وجاء لي واعتذر عما بدر منه وعودت إليه مرة ثانية، ولكن تغير الحال وبدأت أفكر في أطفالي ومستقبلهم و طلبت منه أن يكون لنا منزل مستقل وبالفعل قمنا ببناء منزل كبير يليق به وبأولادي وانتقلت أنا وأبنائي أخيرًا إلى منزل مستقل أغلق وأفتح بابه بيدي لا يتحكم بي أي شخص كنت سعيدة وراضية وحمدت ربي على نعمته أقسم أنني كنت أبذل ما في وسعى وأتحمل كل شيء فقط من أجل أبنائي، مرت الأيام حتى جاءت لي ش*يقتي أمل وكانت في الجامعة أصبحت فتاه يافعة رائعه الجمال والأخلاق محط أنظار الجميع بحجابها وملامحها الشرقية الهادئة والجذابة كانت تجلس أمامي وهي تحاول التحدث ولكن الخجل كان يعيقها. فنظرت إليها وأنا أبتسم : مالك يا أمل حاسة انك عاوزه تقولي حاجه؟ أمل وهي تبتسم بخجل: بصراحة كده أنا عاوزكي تساعديني وتقفي جنبي. نورا: خير يا حبيبتي قولي عاوزه إيه؟ أمل :إنتِ فاكرة نادر، الولد إللي كان معايا في المستشفى لما عملت الزايدة. نورا: ايوة فاكره ماله ده؟ أمل : عاوز يتقدم ليا، وأنا بصراحة موافقة بس ماما رافضة عشان ظروفه. نورا بسخرية:تاني ظروف بس سيبك إنتِ من أي حاجه، إنتِ بتحبيه وعاوزه؟ أمل :ايوة ومش هكون لحد غيره. نورا:وأنا معاكِ وفي ضهرك وربنا يقدرني واساعدكم. وبالفعل حينها قمت بالتواصل مع ش*يقتي أسماء وذهبنا إلى والدتي وبعد جدال طويل رضخت إلى الأمر الواقع وتزوجت أمل من حبيبها بعد الجامعة وقامت بتأجير شقة بالقرب مني كنا على تواصل دائم وأقسم أنني لم أرى رجلًا يعامل زوجته كزوجها أحيانًا نقول أن هذا النوع من الرجال غير موجود ولكن لا، نادر كان ونعم الشاب الخلوق المحترم كان يخبرها بحبه بنظرات، وتحمله كلام والدتي اللاذع دائمًا، وحنيته عليها يخبرها بأفعاله أنه يحبها، حين تمرض يرفض أن يكون أحدًا بجانبها سواه يحضر لها الطعام إلى الفراش، ولكن دائمًا القدر يقف عائق بينهم نظرًا لتدهور وضعهم المادي سافر إلى الخارج وابتعد عنها كانت لا تراه سوى شهر كل عامين أو ثلاثة أعوام، ولكنه كان يتحمل لأجلها ولأجل أبنائه وهي كانت سند وعوض له فكانت الأب والأم لأبنائهم وعوضهم الله فيهم وأصبحوا متفوقين دراسيًا ودخلت أميرة وسهير كليةا الطب ومازال أحمد ومحمد في المرحلة الإعدادية. أَبَى الشَّوْقُ إِلَّا أَنْ يَحِنَّ ضَمِيرُ وَكُلُّ مَشُوقٍ بِالْحَنِينِ جَدِيرُ وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَرءُ كِتْمَانَ لَوْعَةٍ يَنِمُّ عَلَيْهَا مَدْمَعٌ وَزَفِيرُ خَضَعْتُ لأَحْكَامِ الْهَوَى وَلَطَالَمَا أَبَيْتُ فَلَمْ يَحْكُمْ عَلَيَّ أَمِيرُ أَفُلُّ شَبَاةَ اللَّيْثِ وَهْوَ مُنَاجِزٌ وَأَرْهَبُ لَحْظَ الرِّئْمِ وَهْوَ غَريرُ وَيَجْزَعُ قَلْبِي لِلصُّدودِ وَإِنَّنِي لَدَى الْبَأْسِ إِنْ طَاشَ الْكَمِيُّ صَبُورُ وَمَا كُلُّ مَنْ خَافَ الْعُيُونَ يَرَاعَةٌ وَلا كُلُّ مَنْ خَاضَ الْحُتُوفَ جَسُورُ وَلَكِنْ لأَحْكَامِ الْهَوَى جَبَرِيَّةٌ تبوح لَهَا الأَنْفَاسُ وَهْيَ تَفُورُ وَإِنِّي عَلَى مَا كَانَ مِنْ سَرَفِ الْهَوَى لَذُو تُدْرَأ في النَّائِباتِ مُغِيرُ كنت أتمنى أن أعيش هكذا نعم زوجي غنى ولديه المال الوفير، ولكن الحب مفقود السند والراحة مفقودة لا يوجد سوي الألم والشك وأنا أعلم أنه يرافق غيري من النساء كنت أسمع كلام زملائي الساخر واكتم حسرتي بداخلي كان قلبي يتحطم كلما جاء أحد من أولادي ليخبرني أن الأطفال يسخرون منهم لزواجه الكثير ومرافقته للنساء ودائمًا ما كنت أخبرهم ألا يستمعون إليهم فهم كاذبون.  كل يوم يكبر أبنائي كنت احاوطهم خوفًا عليهم من كلام الناس أخبره وبكل الطرق أن العمر يمر وأنه لديه بنتان وولد، وليترك تلك النزوات ليس من أجلي بل من أجلهم هم في البداية الأمر كان يسخر مني وبشدة ويخبرني دائمًا أنني اتوهم وأنه لا يفعل شيء ولكنه لا يعلم أن قلبي يشعر قبل حتى أن أعلم حقيقة أي امرأة يعرفها، فقلب المرأة جهاز حساس يشعر بأدق تفاصيل زوجها نظرة عينه حركاته همساته حتى أنفاسه، أخبرته مرارًا وتكراراً وكنت قد فقدت الأمل ودائمًا ما كنت أترك المنزل كلما أصبح الخلاف كبير وأعود بعدها بعدة أيام، مرت الشهور تلو الأخرى ست أعوام منذ أن انجبت ولدي الثالث وكنت قد قررت بداخلي أنني لن أنجب مره أخرى. فيكفيني ثلاث أطفال وحمدت ربي عليهم في تلك الفترة هدأت الأوضاع فيما بيننا ولم أكن أعلم أنه يرتب لأمر آخر،
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD