المشهد الرابع
جزمة حبنا
دفعته فاتن بفزع عند سماعها طرق الباب و عدلت ملابسها بخوف و هى تقول برعب .. ” يا لهوي دا أكيد أبويا عرف أني هنا . هعمل ايه دلوقتي يا محمد ما قلتلك بلاش أنت ما سمعت كلامي .. “
كانت الطرقات تتكرر بإلحاح على الباب و الطارق م**م للحصول جواب . عدل محمد قميصه و قفل زريه العلويين و قال بهدوء مصطنع و قلبه يرتجف خوفاً من أن يكون حماه العزيز هو من بالخارج حقا ..
” طيب أدخلي في أوضة تمرة بسرعة و أقفلي الباب عليكي من جوا و لو أبوكِ مش هخليه يهوب نحية الأوضة ماتخافيش “
استدارت فاتن مسرعة و دلفت لغرفة تمرة و أغلقت الباب بالمفتاح و ألصقت أذنها بالباب تستمع لم يحدث بالخارج .. فتح محمد الباب بقلق لينظر لذلك الواقف و على شفتيه ابتسامة .. ” سسسالامو عللليكوا ييا ممحمد اااافنننندي “
تن*د محمد براحة و عقد حاجبيه بغضب و هو يقول للقادم بحنق ..
” عايز ايه يا زفت أنت ايه إلي جابك هنا دلوقتي “
قال الرجل بتأتأة .. ” جججاي عععشان ااااخد بااااقي الللحساب “
دفعه محمد بحنق .. ” تعالى بكرة الصبح يا مندور الزفت معايش فلوس دلوقتي “
رد مندرو بضيق .. ” اااانا كككمان مممعااايش فففلللووس “
قال محمد بضيق .. ” طيب أستني هنا شوية هجبلك عشرين جنية من فلوس تمرة و أبقى أدهلها “
قال مندور بطلب .. ” خخخخاللليهم خخخمممسين “
نظر إليه محمد بحنق .. ” طيب أستني شوية “
أغلق محمد الباب في وجهه و ذهب لغرفة ش*يقته يطرق الباب على فاتن قائلاً بخفوت .. ” أفتحي يا تونة دا مش أبوكِ “
فتحت فاتن الباب و نظرت من خلفه للغرفة الفارغة إلا من زوجها لتسأله بقلق .. ” مين إلي كان على الباب “
دفع محمد الباب و دلف لغرفة تمرة متجها لخزانة ملابسها يفتحها قائلاً ” دا مندور عايز فلوس هديها له و هيمشي “
أخذ المبلغ من خزانة تمرة و خرج ليعطيه للرجل و يصرفه . بعد أن أغلق الباب و عاد سألته فاتن بضيق .. ” بتاخد فلوس من تمرة ليه يا محمد فين باقي مرتبك بتاع الشهر “
اشاح بوجهه عنها قائلاً بضيق .. ” مش معايا حالياً يا فاتن يومين و هجيبه “
تحركت تجاه الباب لترحل فأمسك بيدها يوقفها قائلاً برجاء .. ” حبيبتي أنا محتاجك جمبي هتسبيني و تمشي “
نظرت إليه بحزن .. ” و أخرتها يا محمد لأمتي هنفضل على دا الحال بطريقتك دي أبويا عمره ما هيوافق يرجعني ليك و مش بعيد يطلقني منك و يجوزني واحد تاني يقدر يص... “ وضع محمد يده على فمها يوقفها قائلاً .. ” مستحيل دا يحصل يا فاتن إنتي لازم ترجعيلي و بأي طريقة حتى غصب عن أبوك “
سألته بغضب .. ” إزاي غصب عن أبويا يا محمد دا بدل ما تصلح علاقتك بيه “
زفر محمد بتعب .. ” و تفتكري أني مش عايز يا تونة مهو على يدك رحلته كام مرة من وقت ما جه و أخدك من هنا بس لو أعرف مين قاله كنت “
قاطعته فاتن و هى تستعد للمغادرة .. ” مش منه فايدة تعرف مين هو المهم تصلح أمورك قبل ما تيجي تكلم أبويا و إلا أنا هاخد باسنت تفضل معايا أنا معدت قادرة على بعدها “
” و أنا يا فاتن مش فارق معاكي “ سألها محمد بحزن لتجيب و قد سالت من عينيها دمعتين .. ” أنا بحبك يا محمد بس أنت بتحب كل الناس و أنا و بنتي آخر اهتماماتك لم أحس أني بقيت قبل الكل هرجع من نفسي و مش هستني تراضي أبويا لكن لو عرفت تراضيه و يوافق مفيش مشكلة أني أرجع برضوا على الأقل هكون مع بنتي “
همت بالمغادرة فأمسك بها من الخلف يحتوي جسدها بين ذراعيه قائلاً بلوعة .. ” حبيبتي أنتِ وحشاني قوي خليكِ معايا شوية صغيرين عشان خاطري “
رق قلبها لتستدير بين ذراعيه و تضمه بدورها ليعود و يغرقها بشوقه
★
أدارت منال وجه زوجها عن المسرح و هى تقول بغضب .. ” اللهم طولك يا روح باينه يوم مش فايت و بدل ما يبقي جوازه هتبقي جنازة مين يا ترى “
التفت إليها عبد الله قائلاً بمكر .. ” مالك يا وليه اعتبريني بتف*ج على الرقاصة في التلفزيون مبتعمليش كدة ليه و تطفي التلفزيون يعني غريب أمرك “
قالت منال بحنق .. ” يومك مش فايت يا عبد الله الرقاصة هتروح بيتها و أنت هتروح معايا خلى بالك من نفسك “
أمسك عبد الله بيدها و يرفعها مقبلا و هو يقول بمكر .. ” طيب على شرط مش هبصلها “
سألته بسخرية .. ” شرط ايه إن شاء الله “
رد عبد الله بعد أن أدعى التفكير قائلاً .. ” مفيش طبيخ عدس لمدة شهرين و أما أقولك تعالي تقولي حاضر يا سي عبد الله من سكات “
رفعت منال حاجبيها بمكر و سألته .. ” و إن موافقتش هتعمل ايه “
**ت مفكرا ثم أجاب ببراءة .. ” هعمل ايه يعني هاكل العدس و أمرى الى الله “
فرقعت ضحكة منال في وسط ضجة العرس فقال عبد الله حانقا ..
” ايه يا وليه اتجنيتِ يقولوا عليا ايه مش عارف ألم مراتي “
لوت منال شفتيها ساخرة و قالت غامزة .. ” إن مكنتش أتبعتر عليك يا عوبدي أتبعتر على مين “
رد عبد الله حانقا .. ” في البيت يا مهفوفة مش هنا عشان أعرف المك كويس يلا شوفي الواد عمر راح فين من ساعة ما جينا مشوفتوش “
نهضت منال واقفة تنظر بين الجميع تبحث عن عمر لتقع عيناها على ما أدهشها و جعلها تصاب بصدمة و معرفة أسباب أسئلته عن الزواج من يومين ..
كانت منال تنظر لعمر بذهول فاغرة فاه قبل أن توكز زوجها من كتفه لينتبه لمكان نظرها . رفع عبد الله رأسه ينظر إليها سائلا بصوت مرتفع من الضوضاء للزفاف .. ” ايه يا وليه بتزغديني ليه “
قالت منال بدهشة .. ” بص عمر يا أبو عمر بيعمل ايه “
نظر عبدالله تجاه اشاراتها ليجد عمر و فتاة صغيرة يقفان على طاولة في منتصف المكان و يرقصان و الفتاة الصغيرة تميل على كتفه برأسها معطية إياه ظهرها . و تتمايل بدلال عليه و حولها بعض المدعوين يصفقون بحماسة . كان حمزة يقف بعيداً عنه ينظر إليه بدوره و على وجهه نظرة حسد و دهشة . فعمر الصغير حصل على فتاته تفاحة قبل أن يتقدم هو خطوة من تمرته . ض*به عبدالله على كتفه بعنف قائلاً
” حبيب قلبي أنت كمان بتتف*ج و مش بتنقط طلع يلا تلاتين و لا خمسين جنية نقط بيهم “
التفت حمزة لعبد الله ضاحكا .. ” مب**ك يا أبو عمر لقيت عروسة لعمر يا بخته يا عم هيتجوز قبلي و أنا لسه مستني “
قالت منال بدهشة .. ” مين دي إلي بيرقص معاها . و مين اللي بيصقفولهم دول . “
قال حمزة بمرح .. ” ماتخافيش يا أم عمر دي تفاحة ابنك و عروسته و دول أهل العروسة يعني مباركين الجوازة “
قالت منال بدهشة .. " أنت بتتكلم جد يا حمزة يعني سؤاله عن جوازه كان بجد مش سؤال برئ من عيل صغير “
قال حمزة بدهشة .. ” هار أسوح هو جه يسألك عن جوازته كمان “
قال عبدالله ضاحكا و هو يراقب عمر مازال يرقص مع الفتاة الصغيرة
” اه تصدق الواد طالع نمس زي أبوه شوف بيرقص مع البت إزاي و الله و ضمنت مستقبلك يا عمر يا ابن منال عروسة و وظيفة سقع ماتروح تنقطهم يا جدع “ وكز حمزة في كتفه بعنف و لكن حمزة كانت عيناه في مكان آخر غير عمر الذي يراقص تفاحة . كانت عيناه على السمراء بزينتها الغريبة و هى تتحرك مبتعدة لتترك الزفاف و ترحل بعد ما قبلت والديها و ش*يقها الفوقش البغيض الذي ضمها في حضن قوي قبل ذهابها . تحرك حمزة مبتعدا ليذهب خلفها سأله عبد الله .. ” رايح فين يا ابني مش هتنقط الواد “
اشاح حمزة بيده قائلاً .. ” دا ابنك إلي هيجبلي نقطة آل يتجوز آل “
خرج حمزة من العرس ليلحق تمرة لعله يستطيع أن يحادثها . أسرع ليلحقها فأصطدم بظهرها و كادت تسقط لولا أنه أمسك بها من الخلف حتى لا تقع على وجهها قال بارتباك مصطنع .. ” أسف مخدتش بالي الدنيا ضلمة بعتذر منك “
التفتت إليه تمرة و همت أن تسبه فهى تعلم هذه الحركات جيدا عندما يتحرش شاب بفتاة و يدعي التصادم معها . رفعت رأسها لتنظر لوجهه تتفرس في ملامحه .. قالت بتعجب .. ” أنت . هو الولد . أنت “
قاطعها حمزة باسما .. ” حمزة . قوليلي حمزة “
تنحنحت تمرة بخجل و قالت بغضب مصطنع .. ” هو أنا كنت سألتك عن اسمك “
ارتسم الحزن على وجهه و قال بصوت خافت .. ” أسف عن اذنك أنا افتكرت أنك عايزة تعرفيه بما أننا نعرف بعض قبل كدة “
قالت تمرة بخجل .. ” أنا كنت بسأل عن الولد لقيت أهله صح أصلي شوفته هنا في الفرح و جه يكلم باسنت و سبتهم هناك ب ..“
قال حمزة بحنق و غيرة من عمر الذي جعل فتاته تفاحة تراقصه و هو مازال يخبرها عن اسمه و ترفض التعرف عليه أيضاً .. ” بترقص معاه شفتهم الولد مضيعش وقت “
سألته بحيرة .. ” وقت لايه “
قال حمزة بهدوء . ” لا ولا حاجة . بقولك هو إنتِ اسمك ايه “
ردت بتردد . ” ليه عايز تعرف “
قال حمزة بمزاح قاصدا به جد .. ” عشان هنسبكم إن شاء الله “
ردت تمرة بضيق .. ” هزارك بايخ مع حد متعرفهوش “
قال حمزة بمكر .. ” مين قال إني معرفكيش . إنتِ اسمك تليدة و بيقولولك تمرة و ماهر العريس ابن خالتك و كنتِ قاعدة مع بباكي و ممتك و الفوقش أخوكِ و هتتخطبي قريب دا لو أنا سمحت بكدا بس ده مش هيحصل لأني أنا إلي هخطبك مش حد تاني “
اتسعت عينا تمرة بدهشة ما هذا المجنون من اين يعرف كل هذا عنها لقد رأته مرة واحدة فقط و تحدثت معه لدقائق . من اين له أن يعرفها قالت بارتباك و غضب .. ” أنت بتقول ايه يا حضرة تخطب مين و تسمح لمين أنت مين اصلا “
رد حمزة بثقة .. ” قلتلك أنا حمزة . حمزة هلال و أمي اسمها فضيلة و بتدلعني تقولي يا وزة عشان متتصدميش لم تسمعيها بتقول كدة .. بشتغل مهندس معماري و معنديش مكتب و عايش مع فضيلة و نفسها اتجوز و اجبلها عيال كتير و كنت بدور على جزمة و لقيت عروسة “
نظرت إليه تمرة بغضب من عبارته الأخيرة فتدارك حمزة قائلاً برجاء
” أسف مقصدش أن العروسة هى الجزمة لا أنا هبقى أفهمك الموضوع بعدين قولتي ايه تتجوزيني “
لانت ملامحها و أخفضت رأسها بارتباك .. ” مش عارفه أنت فجأتني “
قال حمزة بأمل .. ” أكلم أبو تمرة و فكري على راحتك “
تحركت لتسير قائلة .. ” لأ كلم أبو باسنت و هو يكلم أبو تمرة لأنه هو إلي جايب عريس تمرة إلي تمرة مش موافقة عليه “
سار حمزة جوارها بهدوء و سألها .. ” تفتكري لم حمزة يكلم أبو باسنت و يقنعه تمرة كمان هتوافق “
ردت بخجل .. ” يمكن توافق أكيد توافق لأن حمزة أحسن من فرغلي إلي جايبه أبو باسنت أقصد الاسم طبعاً “
قال حمزة بمرح .. ” عندك حق حمزة أحسن من فرغلي . هو في حد بيسمي فرغلي أساسا و إزاي تمرة تتجوز فرغلي تمرة مينفعش تتجوز غير حمزة “
أسرعت تمرة في سيرها قائلة .. ” طيب خلى حمزة يمشي عشان مايصحش حد يشوفه مع تمرة “
قال حمزة باسما بمكر .. ” حمزة حظه قليل ناس تانية رقصت و لمست و هو لسه بيرغي من بعيد لبعيد “
لم تفهم تمرة عبارته الأخيرة فسألته .. ” مش فاهمة تقصد ايه “
قال حمزة بمرح .. ” بكرة أفهمك لم أبو باسنت يوافق و يكلم أبو تمرة و أبو تمرة يكلم تمرة “
قالت تمرة بسخرية مازحة .. ” لا أبو تمرة هيكلم أم تمرة و بعدين يسألوا فوزي أخو تمرة و بعدين في الآخر يسألوا تمرة “
قال حمزة بسخرية .. ” ربنا يطول في عمرك يا حمزة و تنول رضي النخلة كلها قصدي العيلة كلها “
ضحكت تمرة بخجل فقال حمزة مازحا و هو يضع يده على قلبه ..
” تمرة عايزة تخلص من حمزة الظاهرة هتوقف قلبه بضحكتها “
قالت تمرة بخجل .. ” كفاية كدة عشان محدش يشوفنا سلام بقى “
تحركت مسرعة لترحل فقال حمزة بانتصار .. ” و الله و هتجوز قبلك يا عمر يا ابن عبد الله و منال . افرحي يا فضيلة وزتك هتجبلك وز صغير قريب “
★
وصلت تمرة للمنزل و فتحت الباب بهدوء و هى تنادي على ش*يقها ..
” محمد أنا رجعت باسنت هتنام عند أمي و أبويا النهاردة . و فوقش بيسلم عليك و ماهر زعلان أنك ماجتش الفرح “
لم يجب ش*يقها فظنت أنه بالخارج . القت حقيبتها و ارتسمت بسمة مرحة على شفتيها متذكرة حديث حمزة قبل أن تأتي لهنا . قبل أن تذهب لغرفتها خرج ش*يقها من غرفته و هو يعدل ملابسه بارتباك قائلاً
” إنتي ايه إلي جابك بدري كدة يا تمرة من الفرح إحنا لسه في أولها . أقصد الفرح لسه في أوله “
نظرت إليه بدهشة و ريبه و قالت بهدوء .. ” أنت عارف أني مبحبش الدوشة هو أنت رجعت من برة أمتى “
رد محمد بارتباك .. ” دلوقتي . أقصد من شوية كدة كنت نايم و صحيت على صوتك . بقولك ايه متدخلي لأوضتك شكلك تعبانة خشى استريحي “
قالت تمرة بحنق .. ” مالك يا اخويا مش على بعضك ليه هو في حد معاك يا محمد . نهار أبيض أنت جايب حد البيت “
أندفع محمد يضع يده على فمها لت**ت قائلاً .. ” بس بس يا بت هتفضحينا “
ابعدت يده عن فمها و قد تأكدت أنه بالفعل معه شخص في غرفته ..
” نهار ابيض يا محمد أنت بتخون فاتن إياك يا محمد تكون جايب واحدة البيت و ربنا لقول لأبويا و فاتن “
تخلصت من يده و اندفعت لغرفته لترى من بالداخل كانت فاتن تكمل ارتداء ملابسها بسرعة قبل دخولها . اتسعت عينا تمرة بدهشة لبعض الوقت و هى ترى فاتن تعدل من ملابسها و تداري عريها منها أفاقت تمرة من دهشتها و قالت بمكر .. ” فاتن هو إنتِ إلي .. “
قاطعت حديثها فاتن غاضبة .. ” ما تلمي نفسك يا بت و ديري وشك إزاي تدخلي أوضتي كدة من غير إذن “
انفجرت تمرة ضاحكة حتى دمعت عيناها و هى تقول .. ” ال وأنا إلي محموقة ليكون بي**نك اتاريه بي**نك برضوا بس معاكي . “
سحبها محمد خارج الغرفة قائلاً بتحذير .. ” و ربنا يا تمرة لو إلي حصل هنا وصل لأمك و لا أبوكِ لأكون معلقك في السقف يلا أنجري على أوضتك و مشوفش وشك النهاردة “
قالت تمرة بإغاظة قبل أن تدخل غرفتها .. ” بسرعة يا فاتن قبل ما عم غضنفر يستعوقك و يجي هنا يدور عليكِ و إنتي عارفة بقي “
ردت فاتن غاضبة .. ” غوري أبو شكلك يا سودا “
ضحكت تمرة بمرح قبل أن تغلق باب غرفتها خلفها لتسمح لزوجة أخيها تتحدث معه قبل رحيلها .. سخرت من نفسها تتحدث .. نعم تتحدث بالطبع ..
يتبع