الخامس
جزمة حبنا
وضعت منال يدها في خصرها و هى تهز قدمها و عمر يقف أمامها ينظر إلى الأرض سمع صوتها الحانق .. ” قولي يا منيل البت دي بقالك اد ايه ماشي معاها “
نظر عمر إليها و سألها بحيرة .. ” يعني ايه ماشي معاها يا ماما “
قالت منال بغيظ .. ” استعبط يا ولا استعبط عايز تفهمني أنك النهاردة بس شوفتها و هى كانت شوية و هتحضنك و هى بترقص “
ضحك عبد الله قائلاً .. ” كفاية تحقيق يا وليه الواد لسه ميفهمش بتتكلمي على ايه اسكتي متفتحيش عينه من دلوقتي “
ردت منال ساخرة .. ” أفتح عينه ايه يا سي عبد الله الواد مفتح جاهز مش جاي يسألني من كام يوم هيتجوز امتى اتاريه مربط مع العروسة و جاي ياخد إذن يا عين أبوه “
زمجر عبد الله .. ” يواا متفكينا بقي يا وليه مش كفاية مشتينا بدري لا شربنا حاجة ساقعة و لا كلنا تورته و هتعشينا كمان عدس و تحرقي ص*ري أنا و الواد الغلبان “
قالت منال بغيظ .. ” و عقابا ليك أنت و ابنك مفيش عشا كمان لحد ما يقولي حكاية البت دي من طأطأ لسلاموا عليكوا “
قال عبدالله بسخرية .. ” طيب سلاموا عليكوا بقي أنا في أوضتي لحد ما تخلصي تحقيق مع المحروس ابنك و بعدين تعليلي الأوضة و أنا هستكمل التحقيق معاكي . وليه غم صحيح “
قالت منال بحنق .. ” أدي إلي أنت فالح فيه لكن تربية مفيش لحد ما الواد هينحرف و أنت سيبله الحبل كدة .. “
رد عبد الله بحنق .. ” حبل يلف على ل**نك يا بعيدة أنا هتخمد بدل ما ارتكب جريمة و أنزل أروح أتف*ج على الرقاصة قبل ما تمشي “
ضحك عمر على حديث والده فقالت له منال بغيظ .. ” بتضحك يا سي عمر . ماشي حسابي معاك بعدين بس أكون فيقالك . أما أروح أشوف أبوك و الرقاصة إلي عايز ينزلها تاني “
تركته و ذهبت خلف زوجها ف*نهد عمر براحة أنه نجى منها الآن ابتسم ببراءة متذكرا عندما أتت تفاحة لتحدثه عندما رأته واقفا جوار جدها يشاهدها و هى ترقص . هل معني حديث والدته أنه لا يستطيع الزواج منها الآن . سيسأل عمه حمزة عن ذلك ليتقي غضب والدته ..
بعد انتهاء الزفاف أخذ ماهر زوجته نهى لمنزلهم و هو شقة قريبة من منزل والدها في الحارة القاطنين بها . ما أن دلفا للشقة . تلفتت نهى حولها بخجل تهرب من نظرات زوجها الملهوفة . اقترب منها ماهر باسما ليقف أمامها ب**ت رفعت عينها تنظر إليه بخجل اتسعت بسمة ماهر و انحنى يقبل وجنتها بقوة .. ” مب**ك يا حبيبتي أخيرا بقينا مع بعض“
تنحنحت نهى و قالت بصوت متحشرج .. ” الله يبارك فيك يا مهورتي ربنا يخليك ليا يا حبيبي “
قال ماهر بمرح .. ” الله طلعة منك زي العسل . قوليها تاني يا حبيبتي “
سألته نهى بخجل .. ” هى ايه دي إلي أقولها تاني “
قال ماهر بفرح .. ” مهورتي قولي هالي تاني يا نهنوهتي يا حلوة “
ضحكت نهى بمرح .. ” نهنوهتك “
قال بمرح .. ” اه زي مهورتي “
ابتسمت نهى و قالت بخجل .. ” مش هنغير هدومنا و نرتاح شوية بعد قاعدة الفرح الواحد تعب كتير و من الدوشة كمان “
غمزها ماهر بمكر .. ” معاكي حق نغير هدومنا الأول “
حملها ماهر ليتجه لغرفة نومهم و هو يقبل وجنتها بقوة و هى تضحك بخجل . سمع طرق قوي على الباب كاد يسقطها من يده قبل أن يدخل لغرفتهم قال ماهر بتذمر .. ” ده مين الصقيل إلي جاي دلوقتي “
أنزلها في غرفتهم قائلاً و هو يسمع صوت الباب ثانيتا .. ” استنيني يا حبيبتي هوزعه و أجيلك على طول “
خرج ماهر و على وجهه ملامح الضيق من الطارق الذي يطرق بابه ليلة عرسه . فتحه بعنف ليجد حمزة واقفا على الباب و على شفتيه ابتسامة باردة سأله ماهر بحنق .. ” جرا ايه يا جدع أنت حد يجي يزور حد الساعة دي و بعدين النهاردة فرحي أنت نسيت و لا ايه “
قال حمزة بسخرية .. ” طيب متزوقش اعملك ايه جاي اكلمك في الفرح قالولي روح أعمل ايه يعني “
رد ماهر بغيظ .. ” تعمل خفيف و تروح على بيتكم و لما تشوف وش أهلي أبقي كلمني أفندم عاوز ايه طالما اتنيلت و جيت لهنا “
رد حمزة ببرود .. ” عايزك في كلمتين كدة عن بنت خالتك تمرة و ابن خالتك محمد “
عقد ماهر حاجبه بضيق .. ” مال سي زفت و ست طينة “
قال حمزة بغضب .. ” متحترم نفسك يا جدع أنت بتشتم خطيبتي و أنا واقف “
قال ماهر باستنكار .. ” مين يا خويا خطيبتك و سي فرس النهر خطيبها راح فين دول قريب خطوبتهم “
سأله حمزة بضيق .. ” و فرس النهر ده يبقي سي فرغلي إن شاء الله إلي عايز يتجوزها “
قال ماهر ببرود .. ” اه هو يلا بقي طريقك أخضر “
كان سيغلق الباب فقال حمزة و هو يوقفه .. ” طيب كلمتين بس نعرف تفاصيل عنه و عن ابن خالتك ده “
قال ماهر بغضب .. ” هو البعيد معندوش دم النهاردة فرحي و أنت جاي تحكي معايا عن ست تليدة و أخوها محمد يا ناس راعو مشاعرنا شوية خلي عندكم نظر “
قال حمزة بحنق .. ” بس بس أنت ما صدقت هما كلمتين عايز أعرفهم عن محمد عشان أعرف وافق على فرس النهر ده ليه و ايه المميز فيه عشان يوافق يجوزوها بالعافية “
قال ماهر بحنق .. ” و أنا ايه عرفني موافق ليه عليه روح اسأله بالسلامة “
قال حمزة بغيظ .. ” و حياة أمي لو عرفت أنك تعرف حاجة يا ماهر و مقولتهالي هخلي عمي شكري ياخد نهى بنته أسبوع في بيتهم “
رد ماهر ببرود .. ” ماشي يلا هوينا يا حبيبي آل ياخد نهى آل دا ما صدق أدهالي “
قالت نهى من خلفه .. ” مصدق ليه يا سي ماهر مش لاقي يأكلني “
قال حمزة بسخرية و هو يستدير و يرحل .. ” صباحية مباركة يا عريس أي خدمة “
سبه ماهر بغضب .. ” أبو شكلك حمزة الكلب “
استدار لنهى يقول بمزاح .. ” حبيبتي أنا كنت بهزر عشان أ**فه بس مش كل حاجة تصدقيها “
استدارت نهى غاضبة و ذهبت لغرفتهم تغلق بابها بعنف و تدير المفتاح
قال ماهر بحرقة .. ” و ديني يا حمزة ممعدهالك “
★
دلفت فاتن للمنزل بهدوء لتجد البيت مظلما تنفست براحة و أطمئنت أن والديها نائمين . كانت ستذهب لغرفتها عندما أضاءت الردهة و صوت والدها الجهوري يسألها بغضب .. ” اتأخرتِ لحد دلوقتي ليه يا فاتن كنتي فين كل ده “
ارتبكت فاتن قائلة بتوتر .. ” معلش يا بابا الخياطة كان عندها شغل كتير و ناس كتير مستنية و أنا كنت الأخيرة يا دوب قاست لي الفستان “
اقترب منها والدها و هو رجل ضخم الجسد ملامحه حادة خشن الطباع يهابه من أمامه دون حتى أن يتعمد هو ذلك . قال بخشونة
” وشك أحمر كدة ليه كنتي بتجري في الشارع “
ارتبكت فاتن و ردت بقلق .. ” أيوا يا بابا كنت بمد عشان متأخرش أكتر من كدة لأني قلتلك مش هتأخر خوفت تزعل مني “
لانت ملامح والدها و قال بأمر .. ” طيب روحي على أوضتك و بعد كدة تروحي للخياطة بالنهار يوم اجازتها مش هينفع يبقي غيريها تصبحي على خير “
قالت فاتن براحة .. ” و أنت بخير يا بابا “
تركته لتذهب لغرفتها أغلقت الباب خلفها و استندت عليه تزفر براحة و قد نفدت من يد والدها هذه المرة . تمتمت بخفوت .. ” الله يسامحك يا محمد أنت سبب إلي إحنا فيه ده “
★
دلف حمزة للمنزل ليجد والدته جالسة تشاهد التلفاز و هى تتناول بعض حبوب الفول السوداني . جلس جوارها قائلاً بمزاح و هو يأخذ من الطبق على قدمها بعض الحب .. ” مساء الخير يا فضلضل قاعدة ليه لحد دلوقتي “
ردت والدته باسمة .. ” مستنياك يا وزتي عشان أعشيك طالما قولت مفيش حاجة في الفرح تتأكل “
ضحك حمزة بمرح متذكرا ما حدث عندما وجد نهى تقف خلف زوجها .. ” دا أنا إلي عشيت ماهر ياما مش هو إلي عشاني“
ردت والدته بحنق .. ” يا ساتر على بخله مش عارفة نهى هتعمل معاه ايه و هى إلي كانت مدلعة عند أبوها “
ضحك حمزة بسخرية .. ” مهو عشان كانت مدلعة أكيد هتربيه يا أمي . سيبك منهم بقي و خليكِ معايا أنا قلتلك أني لقيت عروسة صح “
التفتت إليه والدته و توقفت عن تناول الفول السوداني قائلة بتساؤل
” ايوا قولي بسرعة هى مين و مين أهلها “
رد حمزة باسما .. ” أنا حالياً معرفش حد من أهلها غير ماهر المعفن ده يبقي ابن خالتها “
سألته والدته بجدية .. ” طيب و أهلها موجودين يعني و لا ايه “
رد حمزة مطمئنا .. ” ايوا موجودين طبعاً يا أمي ماتخافيش ليها عيلة كبيرة أم و أب و خوات و عيال خوات كمان و خالة و ولاد خالة “
ابتسمت فضيلة بمرح فحمزة يعلم أنها تريد تزويجه من فتاة لديها عائلة كثيرة و ليس مثلها و والده عندما تزوجا هو كان أتيا من محافظة أخرى عندما توفي والداه و هى كانت للتو فاقدة والديها عندما سقط المنزل عليهم في حارتهم القديمة و لم يتبق غيرها و ش*يقها الذي ترك البلاد و لا تعرف مكانه الأن و إن كان حيا أو ميتا . لذلك تريد له عائلة كبيرة ليكون جزء منها و لا يكن وحيداً في كبره مثلهما هى و زوجها الذي تركهم العام الماضي لتزيد وحدتها لولا حمزة معها . ” هنروح نشوفهم أمتى “
رد حمزة باسما .. ” كام يوم بس هكلم أخوها الأول و بعدين نروح سوا “
سألته والدته بمكر .. ” هى العروسة حلوة يا وزة عشان كدا ملهوف على الجواز “
ضحك حمزة بمرح .. ” حلوة دي ياما هسيبهالك إنتي تقوليها أم إذا كنتي بتسألي عجبتني و لا لأ . هى اه عجبتني “
قالت والدته بحنان .. ” ربنا يتمملك على خير يا حبيبي أنا أكره يعني أشوف عيالك حوليا كدا و ملين علينا البيت “
قبل حمزة رأسها .. ” ربنا يخليكِ ليا يا أمي . طيب أنا هروح أنام بقي عشان ألحق صلاة الفجر و متروحش عليا نومه تصبحي على خير “
ردت فضيلة بحنان .. ” و أنت من أهل الخير يا حبيبي “
ذهب حمزة لغرفته يستلقي على الفراش باسما و هو يتمتم بخفوت
” تليدة .. لأ لأ تمرة أيوا تمرة أحلى . تمرة حمزة “
★
كانت منال مضجعه على الفراش تعطيه ظهرها في وضع رفض للحديث معه أو رؤيته كما تعودا منذ زواجهم . أن يتحدثا قليلاً قبل النوم . وضع عبد الله يده بقوة على كتفها و هزها بعنف قائلاً ..
” منونتي أنت زعلان مني و لا ايه يا جميل “
نفضت كتفها بقوة لتبعد يده قائلة .. ” أبعد المرزبة دي عن كتفي تخلعه و أنا مش زعلانه و هزعل ليه لا سمح الله جوزي عايز يشوف الرقاصة و لا كان رايح الفرح مخصوص عشان يشوفها ابدا يبقي ايه إلي يزعلني “
ضحك عبد الله بمرح و سألها و هو يميل بجسده ليضم ظهرها و يقبل عنقها بقوة .. ” أنت بتغير عليا يا جميل “
نهضت لتنظر إليه قائلة .. ” أغير على ايه يا عنيا ع الشعر الحرير ع الجبين يهفهف و لا العضلات المشدودة زي الشحات مب**ك و لا يمكن على الوسامة إلي تشبه عمر الشريف “
لوي عبد الله شفتيه بسخرية و قال ..” و ليه متغريش على العيون الخضر دول، و لا البوق إلي زي خاتم سليمان ده ، و لا تسريحة عماد حمدي في فيلم الخرسة ، و لا جسم فريد شوقي في فيلم رصيف نمره خمسة و النبي دا أنا أحلى منهم كلهم “
ضحكت منال و قد لان قلبها و سامحته و مدت يدها تتحسس بطنه المنتفخة قليلاً قائلة .. ” و لا الكرش إلي شبه كرش فؤاد المهندس في مسرحية هالة حبيبتي “
ضحك عبد الله و شدها إليه قائلاً بمزاح .. ” يا وليه ده من أم العدس إلي حرقتي معدتي بيه أنا و الغلبان عمر لشهور مش عارف مين وصفهولك الله يسامحه “
ضحكت منال و عادت للنوم قائلة .. ” طيب خلاص سمحتك على زوغان عنيك على الرقاصة لكن حذار تتكرر أدبحك زي دكر البط تصبح على خير “
رد عبد الله بحنق .. ” تتدبحيني و دكر بط و تصبح على خير كمان “
ردت بسخرية .. ” طيب بلاش تصبح على خير إذا كانت تزعلك “
قال بسخرية .. ” و النبي ايه بقي تتدبحيني زي البطة مزعلتنيش و تصبح على خير هى إلي زعلتني “
قال منال بتذمر مصطنع .. ” اللهم طولك يا روح عايز ايه يا أبو عمر عشان تسبني أنام “
رد عبد الله و هو يلمس كتفها ضاغطا عليه بإيحاء .. ” عايز أجيب أخت للواد عمر عشان تحلي عن نفوخه شويه و تتلهي في غيره “
نهضت لتنظر إليه بحنق .. ” أفندم يا سي عبد الله و لم تيجي المحروسة هتعد فين في أوضتنا و لا مع عمر في أوضته المتر في متر و لا نقعدها عند الجيران “
قال عبد الله بحنق و هو يدفعها لتعود للنوم قائلاً بغيظ .. ” تعد عند أمي نامي يا منال نامي كانت جوازه ما يعلم بيها إلا ربنا “
عادت منال للنوم و على شفتيها ابتسامة عريضة من غضب زوجها . هو لا يعلم أنها فقط تأخذ المكان حجة لرغبتها في الانتظار سنتين أخرتين فعمر مازال يحتاج إليها في كل شيء ملبسه و مأكله و هى ليس لها طاقة للركض خلف اثنين و زوجها أيضاً بطلباته الكثيرة . حسنا لتنم الآن و بعدها تراضيه و تفهمه أن ينتظرا حتى لعام آخر . و لكنها لم تستطع النوم و هو غاضب منها فاستدارت إليه لتجده مغمض العينين . اقتربت بوجهها منه تهمس في أذنه .. ” هو مينفعش من غير ولاد النهاردة “
فتح عينيه ينظر إليها و قد رق قلبه و ابتسم بمكر .. ” مين الع**ط إلي قال إنه مينفعش “
ضحكت منال قائلة بدلال .. ” مش عارفة يمكن أنت “
شدها إليه قائلاً بمزاح .. ” ع**ط و ستين ع**ط آل مينفعش آل “
يتبع