السابع

1438 Words
كنتُ ألقي عليه نظرات سريعة كل مرة و أنا أحاول تنظيف الجرح. فتحت قارورة الدواء بيدي اليمنى ثم أخذت قطنة. “أولا عليكي أن تصلي هنا على الساعة الثامنة صباحا تحديدا و ذلك لتقومي بإيقاظي و تعدي لي فطور الصباح”. غطاء علبة الدواء سقط على الأرض فنظرت إليه لألتقطه لاحقا. “ثانيا عليك تنظيف كل الفوض … أريد المكان أن يكون خاليا من الغبار” أضاف “ثالثا عليكِ إنتظاري يوميا حتى أصل إلى المنزل ما عدا حين تكون لي جولة عالمية أو شيء مماثل” عندما كنت أحاول وضع القطنة على قارورة الدواء لأبللها به. و لكن بما أنني كنت أمسك القارورة بيدي اليمنى لم أستطع الإمساك بالقطنة بيدي اليمنى أيضا لأستطيع تنظيف الجرح على يدي اليسرى… فجأة… سقطت القارورة على الأرض و الأسوء أنها قامت بتلطيخ البساط تاركة رقعة حمراء فوقه “عظيم!” قلت في نفسي. لقد قمت بعمل جيد مجددا. وواو. نظرت إلى شيون الشرير و قد كان الغضب يشتعل في عينيه حتى أنه بإمكاني القول أنه كان يريد قتلي “آآآش يالك من فتاة خرقاء” “آ-آسفة” هذا كل ما إستطعت قوله لم أكن أشعر بأية رغبة في العراك معه فقمتُ بالإنحناء له. فقط هنا عندما كنت ألتقط غطاء قارورة الدواء لأغلقها، جلست مجددا و إذا بشيون الشرير يتجه نحوي ممسكا صندوق الأسعافات الأولية. نظرت إليه مصدومة. إقترب مني أكثر، أمسك بيدي و حدق في وجهي. أقرب فمه إلى الجرح و نفخ فيه مرتين… نفخ بكل لطف… ثم قام بتنظيفه بكل رقة. قام بتنظيف الدم الذي على يدي بإتقان. و أخيرا قام بوضع ضمادة لتغطية الجرح. ’أوه، إذا لديه الشجاعة على مساعدتي‘ هذا ما كنت أفكر فيه حينها. كنت أنظر إليه بتمعن وهو ينظف الجرح، فشعر بذلك و دون أن يرفع عينيه وهو يضع الضمادة سألني “ماذا؟” .. إبتسمتُ بتردد … و أخيرا بعد أن إنتهى وقف على رجليه. “شكرا لك” قلت بصوت خافت و لكنني كنت آمل أن يكون قد سمعني. “و القاعدة الرابعة …” توقف قليلا ثم أكمل “لا تطلبي مني أبدا أي مساعدة” ثم مشى بعيدا و دخل أحد الغرف.. ***** ***** هذا كان أول يوم لما يسميه هو عملا، ولكنني لا أعتبر ذلك عملا بما أنني لن أتقاضى أي راتب… بالنسبة لي هذا عذاب. ما إن تمت معالجة ذراعي حتى إتجهت إلى غرفة مواد التنظيف لجلب ممسحة، مكنسة، مكنسة كهربائية و كل ما أحتاجه لتنظيف كل هذه الفوضى التي إفتعلها في شقته… قطعا، إنه شاب قذر. الأشخاص الأغنياء لا يعرفون شيئا عن النظافة على ما أعتقد . إتجهتُ أولا إلى غرفة المعيشة لتنظيفها، ثم دخلت المطبخ، بعد ذلك غرفة الأكل و أخيرا الحمام. بقي فقط مكان واحد وهو غرفة نومه، حاولت فتح الباب و لكنه كان مغلقا بإحكام. ما إن إستدرت حتى وجدته واقفا أمامي تماما و كأنه يغلق الطريق في وجهي. “ما الذي تفعلينه؟ تحاولين دخول غرفتي الخاصة بدون إذن مني؟ ليكن في معلومكِ أنه غير مسموح لكِ بتنظيف هذه الغرفة أو حتى دخولها، هل فهمتي؟” قال بصوت عال. عبست له و فقط أومأت رأسي ’أيا كان‘ هذا ما كنت أفكر فيه. مررت بجانبه و بينما كنت متجهة إلى غرفة لوازم التنظيف لأعيد كل شيء ، نادى علي “أعدي لي طعاما ، أنا جائع” “ياله من شخص متطلب” قلت بيني و بين نفسي. تن*دت ثم إتجهت إلى المطبخ لأعد له شيئا ليأكله. أنا لست بطباخة سيئة، لأكون صريحة فإن أمي قد علمتني العديد من الأكلات إن كانت أجنبية أو كورية، إذا هذه المهمة ستكون سهلة. بعد أن أعدت كل شيء إلى مكانه ، دخلت المطبخ. لبست المئزر و أخذت أبحث في أرجاء المطبخ عن كل ما أحتاجه. لحسن الحظ وجدت كل ما أنا بحاجة إليه. بدأت بتقطيع كل المكونات لطبختي بعد ذلك وضعتهم على نار هادئة . بعد بعض دقائق، وضعت الأكلة على طاولة الطعام و ناديت عليه ليأتي و يأكل “يااااا !!! طعامك جاهز!!!” ما إن أتى حتى وقفت بجانب الطاولة لأعلم إن كانت الطبخة جيدة أم لا. نظر إلي ثم جلس على الكرسي، إلتقط الملعقة ثم أخذ يمعن النظر في الأكلة. “إنه Bibimbap “ قلت له بكل ثقة. أخذ يلتقط اللحم ثم الخضر بدون أكلها ثم يعيدها.. مالذي كان يحاول فعله؟ مرت دقيقة و هو مازال يلتقط الطعام ثم يرجعه.. لم أستطع الصبر أكثر لأعلم رأيه بما أعددت له.. فجأة وقف عن الكرسي و أسقط الطعام على الأرض “لم يعجبني!” قال لي و خرج من غرفة الطعام “يااااا !! مالذي فعلته؟!!” صرخت عليه بأعلى صوتي. بقيت متجمدة في مكاني.. متفاجأة.. لقد أعددت كل شيء كما يجب لتكون الأكلة لذيذة و لكنه قام ببعثرتها.. لم يتذوقها حتى و لكنه رماها على الأرض!! مالذي يريده؟ قمت بتنظيف المكان و أنا مازلت غاضبة لما قام به عندما بعثر الأكل. إذا شيون الشرير ليس له أي عمل لليوم.. فقد إرتمى على الأريكة و بقي يشاهد التلفاز وهو يأكل و يشرب و في كل مرة يرمي بالفضلات على الأرض و أنا علي إلتقاطها. يا له من شاب فوضوي!!! دقيقة بعد دقيقة، ساعة بعد الساعة ، و كل هذا الوقت و هو يرمي بفضلاته في كل مكان و أنا علي جمعها… لقد تغلبت على نفسي فأبقيت فمي مغلقا و لم أقل له شيئا ، ليس خوفا منه و إنما لأن سواري معه. فجأة رمى بأحد أكياس على الأرض و بما أنني لم أعد أتحمل أكثر فصرخت في وجهه “هاي ألا تملك سلة فضلات لتضع فيها فضلاتك؟ هل مازلت تلوث شقتك و تنظر إلي بسعادة و أنا ألتقط فضلاتك؟ آيش” لقد كنت أوشك على رمي كيس الفضلات الذي في يدي على وجهه. “أنتي خادمة لذا من الأفضل لك أن تنظفي و فمك مغلق!!” قال وهو ينظر إلي ثم حمل نفسه و ذهب إلى غرفة نومه. “آآش! سوف أقتل هذا الشخص حالا” قلت بغضب. مرت ساعات و أتى المساء. كل ما فعلته طيلة اليوم كان تنفيذ أوامره. عندما كان الليل يقترب في حوالي الساعة الثامنة ، كنت على وشك العودة إلى سكني و قبل ذلك دخلت إلى المطبخ لشرب بعض الماء. أمسكت بالكأس ، فجأة… … سقط الكأس على الأرض و إن**ر. سمع ذوي الإن**ار في أرجاء الشقة، فأسرع شيون الشرير إلى المطبخ و عبس مما رآه… إقترب مني و حملني بين يديه … لقد كنت متفاجأة. في الحقيقة لقد كنت مركزة على الكأس المن**ر و لم أنتبه أن قدمي كانت قد جرحت بالزجاج. لقد كان الجرح في قدمي اليمنى بليغا جدا و الدم كان ينزل بغزارة و لكنني لم أكن مهتمة بالألم. شيون الشرير حملني إلى غرفة الجلوس ثم وضعني على الأريكة ثم جلب صندوق الإسعافات الأولية للمرة الثانية لي في يوم واحد. قام بتنظيف جرحي هذه المرة أيضا و بكل لطف. نظرت إلى عينيه. لقد كان هناك شيء ما في عينيه جعلني أشعر بحزن، لا أعلم ماهو. لقد كنت أشعر و كأن في داخله هناك شيء يؤلمه. و لكنني بعد ذلك قررت أن لا أفكر في الأمر أكثر. “لماذا أنتي خرقاء جدا؟ حادثان في يوم واحد، أنتي حقا..” هذا ما قاله و هو ينظف جرحي ثم أكمل ” أتعلمين ماذا، إذا بقيتِ على هذه الحالة سوف أقوم برمي سوارك بعيدا و هكذا لن تعودي إلى هنا و تثيري المشاكل”. ” أ-أنا آ-آسفة” قلت بصوت رقيق و أنا أنظر إلى الجهة الأخرى. “ها .. إنتهى.. كم من مرة علي أن أذكرك أن لا تطلبي مساعدة مني” قال وهو يقف على رجليه. “ماذا ؟ أنت هو من حملني بين يديه و الآن توبخني أنا؟ كما أنني لم أطلب أي مساعدة!” هذا ما تمكنت من قوله. لمس بيده ظهر رقبته و كأنه إعترف بخسارته أمام ما قلت. “حسنا. و لكنني لم أفعل ذلك لمساعدتكِ… فقط… فقط لأنني لا أتحمل رؤية الدم … تأكدي أنه من الغد، لا مساعدات حسنا.. و أيضا توقفي عن كونك خرقاء فإنك تفسدين كل أشيائي هنا” قال ثم أخذ صندوق الإسعافات الأولية ثم ذهب. حاولت الوقوف على قدمي و لحسن الحظ أنه كان بإستطاعتي المشي رغم أنني و بصراحة مازلت أشعر بالألم و لكن قد كان بإستطاعتي تحمل ذلك. “سأرحل الآن” قلت و أنا أحاول السير. نظر إلي من رأسي إلى قدمي.. بعد ذلك دقق النظر في ذراعي و قدمي المصابان.. ثم أومأ رأسه كما لو أن كل شيء عاد إلى طبيعته. جررت رجلي إلى الباب و قبل أن أرحل قلت “شكرا لك”. “إنني لست أحاول مساعدتك، لذا لا تفكري بأي إفتراضات” قال ثم دخل غرفته. بعدها رحلت. ربما هو ليس سيئا… لا إنه سيء…. و لكن عينيه …. في عينيه هناك حزن يحاول إخفاءه…. لا تفكري في ذلك أكثر تيفاني!!! إنه شاب سيء!! و كما قال لي سابقا إنه لم يفعل ذلك لمساعدتي. أنا أكرهه!! إبتداء من الغد ، لن أتسبب أبد في أي حادث مرة أخرى .. كما أنني لن أسمح له أبدا بمساعدتي مرة أخرى.. End of Tiffany’s POV ************************
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD