SiWon’s POV
إستيقظت على رائحة الطعام.
وجدت نفسي مستلقيا على فراشي بـ… بقميصي الداخلي الأبيض اللون؟ ماذا حدث الليلة البارحة، لا، لم يكن ذلك ما حصل! و لكن ماذا؟
“فقط لليلة واحدة تيفاني… إبقي معي…” تذكرت تلك الكلمات فجأة . ’هل قلت لها حقا تلك الكلمات؟‘ قمت بحكّ رأسي علني أتذكر شيئا مما حصل. نزلت من السرير فرأيت ماء، منشفة و ميزان الحرارة على منضدة الغرفة. حينها تذكرت.
لقد كنت مصابا بالحمى البارحة….
و هي إعتنت بي….
دخلت الى الحمام لأستحم ثم غيرت ملابسي. رائحة الطعام إنتشرت في كل أرجاء الشقة و بدأت معدتي تص*ر أصواتا. ذهبت إلى المطبخ أين وجدت شخصا ما يطبخ، إقتربت أكثر لأرى تيفاني تطبخ بسعادة. حينها رأتني أقف إلى جانبها.
“شيون~شي، كيف تشعر الآن؟ هل تشعر ببرد؟ بحرٍّ؟” قالت وهي تتجه نحوي.
“أمم… مازلت أشعر بتعب و رأسي يؤلمني” كذبت لأسخر منها “آآوووو” لقد كنت أدّعي الوجع و أنا أضع يدي على رأسي “أشعر بدوار”
“حقا؟” قالت بقلق وهي تنظر إليّ بعينيها التي تبدو كعيون جرو صغير. “بماذا تشعر أيضا؟ هل تريد ماء؟ دواء؟” لمست جبهتي بيدها. يدها كانت دافئة و نامعة. كبتُّ إبتسامتي. ” هل تريدني أن أستدعي لك طبيبا؟” مازالت تسألني بقلق.
“أ-أنا بخير إذا بقيتُ هنا، سأجلس هنا و سأشعر بتحسن” قلت بصوت ضعيف. يالني من ممثل ممتاز الآن! هههههههه.
“هل أنت متأكد؟ و لـ-لكن إذا شعرت أنك لا تستطيع تحمل الألم أكثر، فقط أخبرني؟” قالت بصوت حنون و إبتسمت إلي لكي تطمئنني.
عادت تهتم بطبخها و أنا بقيت أنظر لها. إنها المرة الأولى بالنسبة لي التي أكون فيها مع فتاة هكذا، أنا حقا لا أعلم ما يحصل لي. إنها المرة الأولى بالنسبة لي التي أرى فيها فتاة جميلة تعد الطعام في مطبخي. إنها المرة الأولى بالنسبة لي التي يقوم شخص ما بالبقاء هنا و الإعتناء بي. بسبب طريقة عيشي إلى الآن، لم يكن هنا أحد ليهتم بي و أنا الآن سعيد لأنها تفعل ذلك.
’آنييو… إنني أفكر كثيرا… لاااااا‘ حركت رأسي نفيا محاولة إبعاد تلك الأفكار عني.
“ما به رأسك؟” سألتني عندما لاحظت أنني أحرك رأسي.
“أشعر بدوار..” واصلت إدّعائي .. و لكن في داخلي ، كنت لا أكف عن الضحك. جلست على الكرسي و بقيت أنتظر طعامها.
*بعد دقائق قليلة*
“هذا هو طعامك! كُلْهُ و ستصبح أقوى و بصحة جيدة” قالت وهي تضع الطعام على الطاولة “عليك أن تأكله كله و لا تترك شيئا في طبقك، حسنا؟”.
أومأت رأسي و فعلت كل ما قالت. إلتهمت كل الطعام و قد كان لذيذا جدا .. لقد ندمت على تلك المرة لما أعدت لي الطعام و أنا قمت برميه على الأرض. لقد كنت نادما على ذلك كثيرا منذ أن تركت لي الطعام عندما قام هيون جونغ بزيارتي. إنها طباخة ماهرة.
لقد كنت راضيا عن الطعام.
“كيف كان طبخي؟ هل أعجبك؟ لذيذ؟” سألتني و هي تؤكد على الموضوع.
و لكنني إكتفيت بالنظر الى الجهة الأخرى و وقفت على الكرسي و إتجهت إلى الغرفة مسرعا.
“لقد سألتك سؤالا!” ركضت نحوي.
توقفت و إلتفت إليها “في الواقع، لا أستطيع تذوق شيء… أ-أنا مريض..” كذبت لأنني لم أرغب في أن أخبرها الحقيقة .. أنه كان لذيذا جدا.
“حسنا” قالت بإستياء ثم أسرعت إلى حوض المطبخ لتغسل الأواني.
في منتصف النهار بدأت أشعر بالملل. كل ما فعلته هو الإستلقاء على السرير و الإدعاء انني مريض رغم أنني اشعر بتحسن. فكرت في فعل شيء و فجأة شيء ما خطر على بالي. فتحت خزانتي السرية و أخرجت لعبة
Xbox 360 ..
لقد قررت أن ألعب لأتغلب على الملل. من المؤكد أن تيفاني تقوم بالتنظيف. دخلت غرفة الجلوس و أوصلت الجهاز بالتلفاز. بدأت اللعب. أنا أهوى اللعب كثيرا لذلك لعبت لمدة ساعتين. عندما كنت ألعب
Mass Effect 3
شعرت بأحد يشاهد. أوقفت اللعبة و إلتفت. تيفاني كانت تشاهدني ألعب.. عينيها كانت ملتصقتان بالتلفاز كما لو أنها كانت مهتمة بهذه اللعبة.
“أترغ*ين في اللعب؟” إقترحت و أنا أمدها بآلة التحكم الأخرى.
“هل أنت مريض حقا؟” سألت بشكٍّ.
” انني مالّ .. الأشخاص المصابون بالمرض يرغبون دائما في شيء يشعرهم بتحسن.” أجبتها.
“أوه.. إذا.. هل يمكنني اللعب؟” سألتني.
أومأت رأسي فقفزت إلى جانبي بكل حماس كطفلة صغير. ’كيوت‘ هذا ما فكرت به.
أمسكت آلة التحكم و حثتني على أن أسرع ببدء اللعبة. “هيا لنبدأ” هتفت بحماس.
“إنتظري، إنتظري، إنتظري، هل تعرفين كيفية اللعب؟” سألتها.
“بالطبع! لقد كنت أشاهدك كيف تلعب منذ 30 دقيقة” أجابت.
“حقا؟ و لكنني لم أرى… أيّا كان، سنبدأ، جاهزة؟”
“جاهزة”
قضينا طيلة اليوم في اللعب. لقد كانت جيدة. لعبنا العديد من الأل**ب و عندما تكون أل**ب قتال كانت دائما تتفوق علي. إنها جيدة أيضا في لعب الحروب، يمكنني القول أنها جيدة في كل أنواع اللعب. لقد كنا سعيدين جدا باللعب و كنا نضحك من حين لآخر. لقد كنت سعيدا معها. إنها أول شخص يشعرني بهذه السعادة طيلة حياتي.
أنا أعترف بذلك، بينما كنا نلعب، كنت أنظر إليها و لهذا كنت أخسر معظم الوقت. لقد كنت مفتونا بها. إنها مختلفة عن أي شخص آخر.
لقد كانت ساعة الغروب، سألتني إن كان بإمكانها المغادرة مبكرا.
“علي المغادرة الآن شيون~شي” قالت وهي تقترب من الباب الرئيسي. فتحت الباب و لكنني أمسكت بيدها لأوقفها.
“فقط ساعة أخرى، هل بإمكانكِ الرحيل عند الساعة الثامنة؟” قلت بهمس و أنا أمسك يدها.
نظرت إليّ بإستغراب، ثم نظرت الى يدي التي تمسكها “أممم…..”
تركت يدها “آ-آسف على هذا… يمكنك الذهاب الآن… هل ترغ*ين أن أقوم بإيصالك” سألت بخجل.
“لا بأس، فعليك البقاء هنا و الإعتناء بصحتك، يجب أن تستعيد قوتك” توقفت ثم أكملت “إذا أنا ذاهبة الآن. فتحت هي الباب. أنا إكتفيت بأومأة رأسي مانعا عيني عن النظر إليها.
خرجت تيفاني من الشقة فناديت عليها “تيفاني”
“شـ-شـ-شكرا لكِ، .. البارحة..” قلت بتلعثم و مازلت أمنع نفسي من النظر إليها.
إبتسمت و قالت “على الرحب و هذا لا شيء، إنه عملي أليس كذلك؟ من واجبي أن أعتني بمديري، أليس كذلك؟” ثم رحلت.
فقط عمل؟ كنت أفكر في ما قالته. فعلت ذلك فقط لأجل العمل؟ تن*دت غير مصدق و أغلقت الباب. حينها رن هاتفي.
*وصلتك رسالة*
هل بإمكاني لقاءك في المقهى؟ لدي شيء أخبرك به، إنه شيء مهم.
*من هيون جونغ*
إ
لتقينا في المقهى و طلبنا
2 Espresso.
مالذي تريد أن تخبرني به؟” سألته بدون صبر.
نظر إليّ هيون جونغ بجدية ، لا يمكنني معرفة مالأمر و لكن يبدو أنه أمر مهم.
“أنا معجب بتيفاني”
معجب بها؟
“ماااااذااااا؟؟!! هل أنا أسمعك بوضوح؟” قلت متفاجأ.
“قلت لك أنا معجب بتيفاني” قال بصوت أعلى و هو يبتسم.
صديقي المقرب معجب بها؟ ماذااااا؟!! لقد كنت مصدوما بسبب إعترافه. إكتفيت بالنظر إليه مستغربا و لكن في داخلي كنت أتساءل لماذا شعرت و كأن شيئا ما قد قام بطعن قلبي مما جعلني أشعر بألم مفاجئ.
“أنت معجب بتيفاني؟” أعدت السؤال لأتأكد.
” نعم” قال وهو يشبك أصابعه.
“إذا ماذا؟” قلت بسخرية لأخفي الغضب الذي لا أعلم لماذا أشعر به.
هل يجب أن أكون سعيدا لأجله؟
“لقد أردت أن أخبرك، شيون” ثم نظر الي في عيني و أكمل “أرجوك لا تقع في حبها”
“أقع في حبها؟ لا! لن أقع أبدا في حب تلك الفتاة” قلت و لكنني كنت أشعر بالندم على كل كلمة قلتها.
“إذا تعدني، إذا صرتما في يوم من الأيام قريبين من بعضكما، فلن تقع في حبها؟”
فكرت للحظة.. آشش.. لا أعلم مالذي علي قوله. كل تلك الأحداث التي جرت بيني و بين تيفاني ظهرت أمام عيني
ماهذا الذي أشعر به؟ بماذا علي أن أجيب هيون جونغ؟ لقد كنت حائرا. هذا يجننني.
“شيون؟” قال وهو يلوح بيديه أمام عينيّ ما أعادني إلى الواقع ثم قال “هل ستفعل؟”
“نـ-نعم، أعدك” قلت أخيرا، لأنني لم أكن أعلم ماذا علي أن أقول.
“شكرا صديقي!” إبتسم هيون جونغ بإبتهاج ثم أكمل “أتمنى أن تعاملها جيدا و تساعدني للفوز بمشاعرها.”
شعرت بضربة قوية على قلبي.. ألم لم أعهده من قبل إجتاح قلبي. الندم بدأ يسيطر على عقلي.
هل أشعر بالغيرة؟ هل أنا أيضا معجب بها؟
نعم شيء ما داخلي كان يقول لي أنني قمت بخطأ كبير. لقد كنت مخطئا بوعد هيون جونغ بأن لا أقع أبدا في حب تيفاني..
و لكن ماذا لو أنني قد سبق و وقعت في حبها؟ هل علي أن أفي بوعدي؟ ماذا لو أن تيفاني أيضا معجبة به؟
شعرت بالحزن… شعرت بالكآبة… شعرت أنني بلا فائدة… أنني لا أحد… عقلي كان فارغا …
أنا حائر ……. من هي بالنسبة لي؟؟
End of SiWon’s POV