…” إنحنى شيون عدة مرات، إقتربت منه و جعلته يتوقف عن القيام بذلك. نظر إلي بإهتمام و عينيه كلها أسف. لم أتعود رؤيته هكذا، شيون الذي أعرفه لا يهتم لأي أحد و لا يقلق على أي شخص آخر.
“إنه ليس خطأك شيون~شي، لا تقم بلوم نفسكَ. الحوادث تحصل دائما و الخطر في كل مكان. ليس عليكَ… ليس عليكَ أن تكون المسؤول على ذلك، هذا لم يكن خطأ أحد…. و.. شكرا لقلقكَ عليّ… شكرا لوجودكَ هناك… دائما…” قلت بصوت حنون، و فجأة قام بإحتضاني “شكرا لكِ تيفاني … شكرا لكِ” قال وهو يداعب ظهري. حضنه مختلف، لقد كان دافئا جدا. كان قلبي يدقّ أسرع … فأسرعَ … فأسرعَ. كنت أدعي أنه لم يكن يسمع دقات قلبي. لماذا أنا أشعر هكذا؟ “أنت لم تحافظ على وعدكَ، كما أن سواري مازال معكَ” قلت عابسة بنبرة صوت أطفال.
نظر إليّ وهو مازال يحتضنني”هل تريدين إسترجاعه؟”
كان قلبي يخفق بقوّة، و قبل أن يدرك ذلك إبتعدت عن أحضانه. حاولت الإبتسام له و لكنني شعرت أن خدودي تشتعل إحمرارا لذلك نظرت الى الإتجاه المعا** مبعدة نظري عنه. “أممم، شيون~شي، هل يمكنني الخروج الآن؟” قلت كعذر لأخفي إحمرار وجهي.
“هاهه؟ أ-أكيد” .
إندفعتُ إلى الباب و لكن كلماته أوقفتني “يمكنكِ الحصول على راحة اليوم، تيفاني”
قبل أن أغادر “هل هيون جونغ أوبا وبخك الليلة الماضية؟” كنت فضولية لمعرفة ماجرى، خاصة بعد حالة الهيجان التي كان عليها هيون جونغ و قد كان غاضبا من صديقه المقرب.
“آآش! فقط إذهبي، إنه يوم راحة لك اليوم!” قال و مع هذا أغلق الباب.
ع
دت إلى شقتي و قضيت طيلة اليوم أشاهد التلفاز.
فجأة، سمعت طرقا على الباب.
“آتية!” قلت و أنا ألبس بعجلة شباشبي و أجرّ رجلي ناحية الباب.
فتحت الباب “أوبا! لـ-لماذا جئت هنا؟” قلت و أنا أدعوه للدخول. وجهته إلى غرفة الجلوس و أغلقت التلفاز.
جلس على الأريكة براحة. “إنتظر قليلا” قلت له ثم إتجهت إلى المطبخ لأعد بعض العصير و الساندوتشات. قدمت له ثم جلست على المقعد المجانب له.
“هل أنتِ بخير الآن؟” سألني قلق.
أومأت رأسي
” Ne ،
شكرا لكَ مرّة أخرى”
“هل ذهبتي إلى شقة شيون؟” سألني فجأة و عينيه مليئة بالفضول.
“Ne!”
توقفت قليلا ثم أكملت “في البداية، حاول إبعادي و لكنني بقيت أصرّ عليه. فأوضح لي كل شيء” كنت مترددة إذا كان عليّ إخباره أن شيون~شي كان هناك حينها، على وشك مساعدتي أيضا. و لكن التوقيت لم يكن مناسبا. “لقد قال أنّكَ أخبرته عن الأمر………… أممم هل فعلت لشيون~شي شيئا سيئا؟ هل قمت بلومه؟” سألته رغم أنني كنت أعرف الإجابة سلفا، و لكنني كنت أرغب في سماعها من فمه.
“Ne،
لقد وبخته و لمته على كل ما جرى…… هذا فقط ليكون العدل مع ما فعله بكِ” قال بلطف و قلق ثم أكمل “هل من الخطأ أن أغضب بسبب ذلك؟”
“ليس هذا هو الأمر أوبا، إنك قد فهمت كل شيء بالخطأ. لقد أخبرتك أن شيون~شي لا ذنب له في ما حصل… في الواقع لقد أخبرني أنه كان…………..”
Knock, Knock,Knock *طرق على الباب*
أنا و أوبا نظرنا لبعضنا مستغربين، وقفت و إتجهت إلى الباب.
ما إن فتحت الباب، “شيون!” سمعتُ أحدا يقول من ورائي، إلتفت له لأرى هيون جونغ أوبا الذي كان بالتأكيد يلحقني. نظرت أمامي و قد كان هو يقف هناك أمام الباب “شيون~شي!” قلت.
دعوته كي يدخل و لكن هيون جونغ قاطعنا فجأة “مالذي تفعله هنا؟” صاح في وجه شيون.
نظرت إليهما و قد بدا شيون هادئا تماما.
“ماذا؟” قال أوبا بأعلى صوته ثم أمسك شيون من قميصه. قمت بجرّ رجلي، و وقفت في وسطهما الإثنان. حاولت إيقافهما بإبعادهما كلّ من جهة، هيون جونغ أوبا على اليمين و شيون~شي على اليسار.
“توقفوا!!!!” صحت لأسكتهما. نظرت إلى هيون جونغ أوبا، الذي كنت أتساءل لماذا كان دائما يبالغ في حمايتي “أوبا، كما كنت أقول، لقد كنت على وشك إخبارك أن شيون~شي كان هناك . كان سيساعدني، و لكنه توقف عن فعل ذلك عندما وصلت أنتَ. و أوبا ليس عليك أن تبالغ في محاولة حمايتي… يمكنني تفهم ذلك و لكن رؤيتك أنت و شيون~شي، الأصدقاء، تتجادلون بسببي. لا يمكنني تحمل ذلك، فهذا يشعرني بالذنب” إعترفت و أنا أنظر إليهما ذهابا و إيابا.
هيون جونغ كان مصدوما “هل كنت هناك؟” سأل.
نظرتُ إلى شيون~شي الذي إكتفى بإيماءة رأسه.
“و لكن لماذا لم تساعدني؟” سأل هيون جونغ.
أومضتُ عينيّ ثم نظرت إلى شيون، ثانية، الذي إكتفى بالتحدث مع هيون جونغ بلغة العيون التي لم أفهم منها شيئا و لكنهما كانوا قد فهما على بعضهما.
“أووووه…” قال هيون جونغ عندما فهم قصد شيون.
أعتقد أن الأمر قد تمّ حلّه الآن، لكن فجأة…..
يدين إثنين أمسكتا بمعصميّا، لقد تفاجأت عندما إكتشفت أن، هيون جونغ أوبا كان ممسكا بمعصمي الأيمن و شيون ممسكا بمعصمي الأيسر. كانا ممسكان بي بلطف و هما ينظران إلى أعين بعضهما البعض.
“سوف أحمي تيفاني، مهما يكن” قال هيون جونغ بنبرة صوت جدية.
“لن أسمح لها أبدا بأن تتأذّى مرة أخرى، سوف أحميها أيضا حتى لو…..” قال شيون بنبرة صوت جدية أيضا و لكنه توقف قليلا. كنت أنتظر ما سيكمل قوله، و ما قاله أشعرني بسعادة كبرى من الداخل لم أفهم سببها “حتى لو كنت سأضحّي بكل شيء أملكه لأجل ذلك” أكمل.
لقد كنت متفاجئة بما قاله، و إبتلعت ريقي بصعوبة. بعد ذلك تركاني كلاهما و إبتسما الى بعضهما البعض.
“آسف شيون! لم أكن أعلم … أنا آسف” قال هيون جونغ ثم عانق شيون عناقا أخويّا ..
لقد كنت سعيدة لرؤيتهما معا متصالحان.
“هذا صحيح، أنت ستكون دائما صديقي العزيز” قال شيون.
كنت أشاهدهما مع بعضهما، و كلامهما و وعودهما عن حمايتي قبل قليل أزعجت تفكيري ’ماذا كانا يقصدان بذلك؟ لماذا يحاولان حماية غريبة عنهما مثلي؟ فأنا لست إلاّ خادمة شيون. و لماذا أشعر بسعادة لقولهما ذلك؟‘
أشعر أنني شخص مختلف منذ أن إلتقيت بهذان الإثنان..
End of Tiffany’s POV