HyunJoong’s POV
بقيت تيفاني تبكي على ص*ري. يمكنني الشعور بخوفها، قلقها، حزنها و حاجتها للشعور بالحماية. كنت أحضنها حتى أخفف عنها، إحتضانها سيشعرها بأنها محمية و آمنة. كانت تشكرني لما فعلته وهي تبكي. تؤلمني رؤيتها ضعيفة و تبكي. ربّتُّ على ظهرها لأهدئها. “كل شيء على ما يرام، لا تبكي أكثر… لا أريد رؤيتكِ هكذا… كوني قويّة تيفاني… كوني قوية” قلت لأخفف عنها. مسكتها من أكتافها و نظرت إلى عينيها الحمراوتين المليئة بالدموع “ماذا كنتِ تفعلين في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟” سألتها بلطف و لكنها لم تجبني. لاحظتُ الأكياس التي كانت تحملها فإستنتجتُ أنها كانت في محل البقالة.
مازالت الدموع تنزل على خدودها. لا أستطيع رؤيتها وهي بهذا الخوف ، فإحتضنتها و قمت بمداعبة شعرها بلطف “ششش… أنا هنا… توقفي عن البكاء…”
نظرت إلي وهي تمسح دموعها بيديها “أوبا، شكرا لك… شكرا لك…”.
“لا بأس، كلما شعرتي بالخطر، فقط فكري فيّ و سأكون هناك لإنقاذكِ، حسنا؟” قلتُ و أنا أنظر الى عينيها “هيا بنا، سوف أوصلكِ الى شقّتكِ” سحبتُها من معصمها و لكنها أوقفتني “لـ-لكن مازال عليّ إعداد العشاء إلى شيون~شي” قالت بصوت ضعيف.
“شيون؟ هل كان شيون هو من طلب منكِ الخروج إلى محل البقالة في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟” قلتُ بصوت عال و أنا أشتعل غضبا من الداخل. رغم أنه أعز أصدقائي و لكن ليس من الصحيح أن يكون متسلطا على فتاة ضعيفة.
” لـ -لا أنا هي من……….” حاولت توضيح الأمر لي و لكنني قاطعتُها “سوف تعودين الى شقتكِ! و شيون، لا تفكري بهذا الغ*ي، سوف أهتم أنا بأمره” قلتُ بصوت عال مخرجا كل غضبي.
قبل أن تستطيع الرفض، أمسكتُ يدها و شبكتها بيدي، ثم سحبتُها برفق و إتجهنا إلى شقتها.
“أوبا، لا دخل لشيون بما جرى، كله كان خطئي” تمتمت ما إن إقتربنا من باب شقتها.
“عليه أن يتحمل المسؤولية، حتى و إن كنتِ مجرد خادمة فأنتِ مازلتِ من مسؤولياته” توقفتُ ثم أكملتُ “أنتِ مهمة بالنسبة لي تيفاني”.
تيفاني أمسكت بيدي فخفق قلبي. “ل-لكن، هل تعدني أنَّكَ لن تذكر هذا الأمر الى شيون~شي. و أرجوك لا تتشاجر مع أعز أصدقائك بسبب فتاة مزعجة مثلي. أرجوكَ؟” قالت بكل إخلاص.
“لا يمكنني أن أعدكِ تيفاني، صديق أم لا فإنه كان مخطأ” قلتُ فتركت تيفاني يدي وهي تنظر الى الأرض.
قبل أن أغير رأيي، فتحتُ الباب لتيفاني لتدخل. دفعتُها الى الداخل بلطف “أدخلي و إستريحي. كذلك لا تذهبي الى شقة شيون غدا”
“لماذا؟ لا أوبا!” نادت و لكنني أقفلت الباب و إتجهتُ إلى شقة شيون و أنا أشتعل غضبا.
’لقد وعدني أنه سيهتم بها‘ تمتمتُ و أنا أعبر الرواق.
طرقت على باب شيون بقوة، و خلال ثواني فُتح الباب مظهرا وجه شيون القلق.
إعتلاني الغضب فلم أنتظر حتى يقترح علي الدخول و لكنني حييته بصوت هائج و أنا أدخل الشقة.
“مابك بحق الله، آه؟ لماذا تركت تيفاني تخرج لوحدها في هذه الساعة من الليل؟” صرختُ في وجهه وقد أمسكته من ياقة قميصه و عينيّ مليئة بخيبة الأمل.
ضحك ساخرا “و لماذا علي أن أهتم لها؟ إنها لا شيء سوى مجرد خادمة” قال بلا مبالاة.
“هل تعلم أن عصابة من ستّ شباب كانت تيتحرش بها؟” صرختُ في وجهه ثانية.
ملامح وجه شيون لم تظهر عليها المفاجأة، لم يبدي أي تعبير على ملامحه لسماعه لهذا. لقد جعلني هذا أشعر بغضب و خيبة أمل أكبر تجاهه.
“هل نفسك هي كل ما تهمّك؟ طوال كل هذه السنوات و نحن أصدقاء لم تتغير و لو قليلا!” صرخت في وجهه. “بسبب أنانيتك و سلوكك الفظ لا أحد يريد البقاء الى جانبك، و لو كان هناك من هم بجانبك فهم بالتأكيد أعمياء لرؤيتك على حقيقتك.. و أنا منهم!” صرّحت و لكن جملتي الأخيرة كنت أشعر بالندم لقولها.
“إنه خطأك لإلتساقك بشاب فظ مثلي، لم أجبرك على البقاء بجانبي” أجابني وهو ينظر للإتجاه الآخر مبعدا عينيه عن عيني.
أنزلتُ يدي من ياقته و دفعته على الأرض. لم يحاول الدفاع عن نفسه و إكتف بالإجابة على أسئلتي مباشرة.
“أراهن أنك أنت من أنقذ تيفاني من أولئك الشباب؟” قال وهو يعيد ترتيب قميصه الذي تجعد.
“ماذا؟ من غيري سينفذها؟ هذا سخيف! أكيد أنني أنا من أنقذها! كما أنها المرة الثانية التي أنقذها فيها، ربما هذا هو القدر” قلت و أنا أبتسم من داخلي بسبب ما قلت *القدر* “و لكن أنت.. أنت مجرد غ*ي! لا تتوقع منها أن تأتي الى هنا غدا” قلت أخيرا و خرجت من شقته كالعاصفة غاضبا.
End of HyunJoong’s POV
SiWon’s POV
إبتسمتُ بتكفل عندما غادر. وقفت على رجليّ و عاودت ترتيب قميص الذي كان قد تجعد. “ثاني مرة ينقذها؟” فكرت.
لم أكن أتوقع أن يكون هيون جونغ بهذا الغضب. لم أره منذ سنوات بهذا الغضب. لقد حاولت بكل جهدي لكي أخفي أنني كنت هناك عند الحادثة، أنني رأيت ما حصل مع تيفاني و أنني لم أتمكن من إنقاذها أوّلا. أنا أعلم، هذا كان خطئي، لقد كان علي أن ألحق بها في محل البقالة. إنني غ*ي حقا، أليس كذلك؟ و مغفل أيضا. و الآن صديقي الوحيد أيضا ربما سيتخلى عني و هذا خطئي لعدم حماية تيفاني.
End of SiWon’s POV
*
في اليوم التالي*
Tiffany’s POV
حاولت نسيان ما حصل البارحة، رغم أن الأمر لا يزال ماثلا في ذهني. لم أستطع منع نفسي من التفكير في هؤلاء الشباب الذين كانوا يزعجونني. كذلك لم أستطع نسيان لماذا كنت متأكدة من أن شيون هو من كان سينفذني، و لكنني كنت مخطئة. فمن قام بإنقاذي هو هيون جونغ أوبا. أنا شاكرة لأنه كان هناك، و لكنني كنت أتساءل لماذا حينها كنت أتوق إلى حماية شيون؟
أمرني هيون جونغ أوبا أن لا أذهب إلى شقة شيون اليوم، و لكنني سأفعل. لا أريد خرق الوعد الذي قطعته له بأن أعمل لديه لبعض أشهر. أنا دائما أحافظ على وعدي كما أن جزءا مني لا يرغب بالرحيل.
طرقت على بابه، بعد ثواني فُتح الباب مظهرا ملامح شيون المتفاجأة.
“مالذي تفعلينه هنا؟” قال.
“للعمل، لماذا غير ذلك؟” قلت بنبرة إنتصار و دخلت الشقة. و لكن قبل أن أدخل تماما، أمسك بمعصمي أمام الباب و نظر إلي بعينيه الغاضبة “إرحلي!” أمرني فقمتُ بإسترجاع يدي.
“سأعمل! ماذا بكَ؟” قلت.
“لا شيء” نظر الى الإتجاه الآخر ثم أكمل “هل يمكنكِ الرحيل الآن؟ أرغب في البقاء لوحدي”.
صدمت بكلماته، أرحل؟
“أرحل؟ هل جننت؟ لقد كنت أنت من أجبرني على القيام بهذا العمل السخيف، و الآن تطلب مني الرحيل؟ مستحيل، لن أفعل ذلك أبدا. أنت لا تحافظ على وعودك، كما أن سواري مازال معك” قلت و أنا عابسة وجهي.
نظر إليّ ثم قال “أتريدين إسترجاعه الآن؟”.
صدمت أكثر بهذه الكلمات. و لكن الوعد وعد، و أنا من كنت مخطئة بسكب القهوة على قميصه. إنني مازلت أدين له. “لا. قبل أي شيء سأكمل الأربعة أشهر و أنا خادمتك و بعد ذلك سأسترجعه. أنا لست من أولئك البنات اللواتي لا يحتفظن بوعودهن. عندما أعد، أفي بذلك” أجبته محتجة.
“هل أنتي متأكدة؟” سألني ما جعلني حائرة.
عضّ على شفاهه بأسنانه ثم نظر اليّ تدريجيا “هل أنتِ بخير الآن؟” سألني بقلق.
“الـ-الآن؟ أ-أكيد أنا كذلك! أنا بخير!” إبتسمتُ إبتسامة ضعيفة مترددة.
“ماذا عن البارحة؟” سألني.
نظرت إليه مستغربة “ماذا عن البارحة؟ لقد ذهبت فقط …………..”
“هيون جونغ أخبرني كل شيء ……… و بصراحة، لقد كنت هناك حينها” توقف قليلا ثم أكمل “لقد رأيتك… و لكن قبل أن أستطيع مساعدتكِ… ظهر هيون جونغ و كان أول من أنقذكِ…”
فتحت عينيّ من الصدمة ’هل كان يخبرني الحقيقة؟ هل كان حقا هناك؟‘
“لـ-لكن ……….”
“أ-أنا آسف تيفاني، آسف. أنا المسؤول عن كلّ ما جرى ….. آسف” إعتذر منّي ما جعل قلبي يذوب حينها من كلماته، حاولت تماسك أنفاسي المتسارعة فنظرت إليه مبتسمة بإرتباك.
“آسف … كان يجب أن أكون أنا من ينقذكِ … آسف