الفصل السابع عشر

2178 Words
مهما كنت قوياً فأنت ضعيف أحياناً.. مهما كنت تؤمن بالحب فاحذر!! فالخيانة هناك قريبة منك على بابك أو ربما فراشك!! الخيانة دائماً وأبداً مرتبطة بالعشق.. بالحب.. بالهوى.. بالوهم.. أجل العشق وهم .. الحب زيف .. والهوى ملوث بالآثام..! ذكرى خاطفة تمر بطيفها هنا أمامه بعريها وعارها, تتباهي بخيانتها رغم الدموع والقهر.. رغم الموت! شهر زاد حبه الزائف.. عشقه الملعون.. هواه الملوث.. خيالها وذكرياته معها تهاجمه بضراوة تلك الفترة .. جنونه وهيامه بها, احتدامه بها, قلبه الذي كان متيماً .. عاشقاً.. هائما بها وفيها! الآن ومنذ عدة أعوام لا يتذكر سوى صورتها وهي مع أخر على فراش كان له .. فراش زوجية جمعهم برباط مقدس وعشق اعتقد هو أنه طهر ونقاء, فتحوله هي إلى رماد يتطاير الشرر منه فيصيبه بشظايا نارية بها حمم خيانة مسمومة .. تدخل سكرتيرته أو مديرة مكتبه .. تلك الغامضة, لا ينكر أنه لا يهتم بها, لا تعجبه, ولا يألفها ولكنها تشغل أحيانا حيز من تفكيره! تهتف تخرجه من حالته الفائرة .. الثائرة في حالة غضب يحاول كبته! -مستر يامن ممكن استأذن بدري محتاجة امشى .. يتأنى في رده.. يتركه تنتظر بترقب, يشع منها قلق وتوتر يبهجه بطريقة خاصة.. يردف وهو يشعل لفافة تبغ.. ينفثها ببرود.. يستقم من جلسته , ويدور حول المكتب , يقترب منها عدة خطوات.. في خالة قرب لم تألفها هي.. -ايه السبب.. تعاجل برد باتر .. يشوبه استنكار: -ظروف خاصة واظن من حقي استأذن بدري.. يهز رأسه محافظاً على نفس القرب ونفي المسافة بل ربما تقل.. -لا, لا مش من حقك جوا المكتب ده من حقي انا كل حاجة.. ترتعد من طرقة كلامه الملتوية , يشحب وجهها في استمتاع رهيب يصيبه بانتشاء ذكوري.. تبتعد عنه , فيبتسم هو بسخرية.. متحدثاً بتهكم: -لا, مش الي جه في بالك , قصدي الاستئذان.. تجمع شتات نفسها بصعوبة , والمزيد من الاندفاعات البركانية محملة بالأدرينالين تصب داخل أوردته , هذا الرجل غير قابل للتوقع , غير قابل للعب.. غير قابل لجولتها! تنطق بكلمة واحدة وهي تبتعد عنه أكثر : -بنتي.. يعاجلها دون أدنى تأثر: -مالها.. تهتف سريعاً والوقت يداهمها: -بنتي تعبانة .. والمربية مش عارفة تتصرف.. يتخلى عن سخريته من ملامحه ويبقى الجمود محله مرتسماً.. -طيب اتفضلي .. تلتفت لتغادر فيسألها ببساطة أثارت بها القلق: -اسمها ايه.. تقف وتلتفت بنصف جسد , تهتف بتهرب: -هي مين.. تعاود السخرية مكملا : -بنتك يارانيا, بنتك اسمها ايه.. وقبل أن تجيبه كان رنين هاتفه الخاص , باسم أنثى كانت العلاقة الصادقة في تبادل المنفعة داخل رباطها.. ميرال .. يمسك الهاتف , يتأمل الرقم, يستمع للرنين , يصارع بين الفضول للرد ويصارع من اجل عدمه.. يصرف رانيا بإشارة من يده.. تهرول هي على أثرها, ويجيب هو الاتصال.. يأتيه صوتها الخافت, صوتها الخالي من نبرتها المثيرة الناعمة.. نبرتها هل يعتقد أنها ميته؟! -يامن! فقط اسمه خرج منها وهو يتابع النبرة ويحللها ..لا يجيب فتكمل هي.. -يامن ممكن تيجي ليا.. ضروري لازم اشوفك.. يعقد جابيه بتعجب قائلا: -اجيلك فين انت في مصر.. واجابتها كانت الصدمة نفسها: -انا مسبتش مصر يا يامن.. يقف من مكانه حائرا , يستوعب ما تقول ولكنها تهتف سريعاً: -تعالى ليا في المستشفي الي هبعتلك عنوانها على الفون.. تغلق دون أن تنتظر الرد, تغلق وتعرف أنه قادم, تغلق وتتأمل ملامحها الشاحبة, تتأمل خصلات شعرها التي تتساقط بغزارة.. تغلق وعينيها تبكي على حالتها وعلى عمرها الضائع.. تغلق وهي تشعر أنها على مشارف الموت ولو أخبرها طبيبها الع**! أما هو على الجانب الأخر يحاول أن يجمع احجيتها .. ميرال الأنثى التي لم تشبه أي أنثى قا**ها, تلك المرأة المنشقة عن القطيع, تلك المرأة المتمردة بعد طور خيانة ذ*حها ونزفت هي به كل كينونتها.. فكانت النتيجة أنها تغرد داخل عبث.. وصل أخيراً إلى العنوان, يترجل من سيارته بخطوات معتدلة يلاحق الدخول.. يسأل على غرفتها وبعدها يدخل لها.. وهنا هنا كانت الصدمة , هنا ميرال تقف أمامه .. والسؤال كاد أن يخرج منه .. أين ميرال؟! ميرال الجميلة الناعمة.. الهادئة.. ميرال الثائرة.. تهتف وهي تريه كل ضعفها, كل **رها.. كل شيء يؤلمها هنا أمامه عاري! -متبصليش كده متبصليش كده.. رجاء وتوسل يصيبه بشفقة عليها, يخفي الشفقة ويقترب منها فتبتعد.. يردف : -ايه بيحصل يا ميرال.. تجيبه وضحكتها مخلوطة بدموع جرحها والمها ومرضها, مخلوطة بأثر جلسات الكيماوي التي لا ترحمها من الوجع وكأن أحدهم يمسك بجسدها يقتطع منه أشلاء وهي حيه .. واعيه.. صارخة.. -انا بموت.. تشير لشعرها, ثم تهبط لجسدها.. تم لوجهها تعود ..تكمل -بموت زي ما انت شايف, شعري بيقع, وجسمي راح, وملامحي بهتت.. تفرد ذراعيها أمامه وكأنها في ساحة تتلاطم بها الرياح كنسيم, تخبره رغم كذب الاخبار.. انها لا تخاف الموت.. -عندي كانسر, وللأسف انا مبتقدمش, ترفع كتفيها بلا مبالاة: -النتيجة مستنية الموت! يقترب منها ويؤلمه حالها, وذكر الموت عامة يخيفه ويرهبه.. يتحدث هو بمنطق.. -اكيد في علاج, ممكن تسافري بره.. تضحك بصخب وهي تستريح أعلى سريرها هاتفة: -غريبة, خايف عليا.. تحني رأٍسها قائلة : -هتزعل لو انا مت, هو في حد هيزعل عليا يا يامن.. يحاول الاعتراض بكلمة واحده: -ابننا. تقاطعها وهي تبكي : -ابننا الي مكملش سنة هيفتكرني.. يهز رأٍسه: -لا ابننا الي مكملش سنة محتاجك.. تبتسم وهي تشرد في رضيعها, تشرد يوم أن حملته بين يدها.. تشرد غي حلمها الجميل والتي استيقظت منه على كابوس! تتخيل أنها تحيا معه, وهو الان شاب يعشق.. يعمل.. تتخيله أب وابنائه يتدللون عليها! ترفع نظراتها له.. تهتف بكلمة مغموسة بالوجع.. -انا مش وحشة يا يامن , الناس هما الي كانوا وحشين اوي.. يتأملها يامن برهبة, ولا يصدق ان تلك الأنثى , هي نفسها ميرال.. -ميرال هتعيشي اكيد في حل.. تهز رأٍسها وهي ترجع رأٍسها للخلف تكمل بأمنية ورجاء: -عندي طلب يمكن يبقى صعب تنفذه.. ينتظر منها أن تكمل الحديث.. -ممكن نتجوز تاني ! الصدمة تصيبه وهو يرمقها باستفهام ولكنها تكمل سريعا: -نتجوز عشان عاوزة حد جنبي قبل ماموت, عاوزة احس ان ليا اسرة طبيعية قبل ماموت.. ت**ت فيكمل هو..: -ميرال انا.. يحاول الاعتراض ولكنها تكمل بتوسل لم يلمسه فيها من قبل: -انا تعبانة ومحتاجك جنبي, ممكن, ايامي بتخلص صدقني.. الموت شايفاه قريب.. وقبل أن يجيب هدرت بأمنية أخيرة: -عاوزة اقابل مريم, لازم مريم تسامحني! انهت حديثها , فيحني رأسه وتتهدل كتفيه, يقع بين سقوط وسقوط.. سقوط الوقوع معها وبين براثنها ولو لأيام معدودة, وسقوط مؤكد لخسارة مريم مرة أخرى..! ومن داخله يعرف أن الجديدة لا تشبه مريم التي يعرفها, فالتي يعرفها تسامح وتبتسم. والجديدة قد تأتي لتخبرها ببساطة أنها لن تسامحها أبداً..! بعيداً كانت تصل شقتها مهرولة بخطوات متلاحقة من أجل صغيرتها.. تدخل المنزل , تنادي بصوتها على المربية.. تأتيها على عجل , تهمس لها بصوت خفيض: -اهدي يابنتي هي نامت.. تهدأ رانيا قليلا فتكمل المربية: -0هستأذن انا معلش بقى مش هعرف اقعد النهارده اكتر من كده تنصرف هي وتدخل للصغيرة , تتأملها بحنان جارف, تهتف وهي تندس بجانبها تنشد النوم مثلها تردف قبل أن تستسلم للنوم: -حتة من ابوك ياميان! وهنا كانت قصة أخرى! ممتلئة بالخيانة لأخرها! وربما الانتقام!! ********************************* في حضرته تشعر هي أن كل الأمور سهلة, في حضرته كل شيء يكون هكذا بسيط وسلس كطرقعة أصبع ! في وجوده يمحي هو كل شيء ولن تنكر أن هيبته لها مكانتها ولا تهتز.. وهي على أعتاب فقدان الحياة وجدته وربما لا تملك سواه خياراً! تتأمله بنصف حالة وتؤمن هي أنها لاتحيا سوى بالنصف الذي يحثها على التعايش متجاهلة النصف الذي يزأر بها رحيلا تارة.. وتارة يخبرها أنها تريد ذلك التعايش.. تشعل الموسيقي جانبها .. تخرج الكلمات بهدوء.. في **ت غرفتها في غروب الشمس.. غروب لا تحبه.. بخاف من الغروب و كل ما يقرب بفكر في الهروب منين ييجي الاحساس من نفسي ولا الناس تتابع الكلمات بنصف وعي ونصف ذهن, تتابعها وهي تتأمل الغروب الذي يقتلها.. تتابعه وهي تشعر بيأس يحيط بها.. تتابع الكلمات معها.. كلمات تقتلها ولا تعرف لما! احنا زي الشمس احنا زي الشمس مسيرنا الهرووووب مسيرنا للهرووووب! وهنا تتساءل بتشوش, هل هي تشبه الشمس, هل هي عاشقة للهروب!؟ كل هذا وهو بالغرفة يتابع شرودها بضمير معذب, يشعر أنه يرغمها تارة, وتارة أخرى يشعر انه يقتلها.. ومرات و مرات .. يشعر انها الراحة له وهو الامان لها فيرتاح قليلاً.. تلتف لها. . تشعر بوجود من رائحته التي باتت تألفها جيداً , تنظر لها بتكاسل هاتفة.. -جيت بدري مش كان عندك شغل.. يلقى بهاتفه بعيداً , يقترب منها ويحاوطها , يلف ذراعه حولها , يتأمل الغروب معها.. يطلق سؤال: -بتحبي الغروب.. تهز رأسه وهي تغمض عينيها: -بحب النور ساعة الفجرية.. يهمهم : -ليه.. تجيبه وهي تلتفت له, تعانق عينيه, دون أن ترف عينيها.. -بيخليني احس ان اليوم خلص, وان العمر بيجري.. تهز رأسها قائلة: -مبحبوش.. ت**ت وتسأل هي كزوجة تقليدية رغم خروجهم عن المألوف: -جيت بدري قلت هتتأخر.. يبتسم مجيباً ويده تلمس خصلاتها.. يهمس بهدوء , يتأمل عينيها: -حبيت اشوفك .. ترفع عينيها للأعلى هاتفة بامتعاض: -يعني وحشتك.. يهز رأسه وملامحه جادة للغاية: -لا, يعني عاوزة اشوفك.. تبتعد عنه , تكبح ابتسامة لا تعرف سببها -الاتنين معني واحد بس وحشتيني احلى! تهز كتفها بعدم اكتراث مكملة: -بتلمس القلب.. يقف وي**ت, المشاعر داخله في وجودها تتضارب ولا يعرف معني التضارب والتضاد.. يقترب منها وهي منشغله بهاتفها التي فتحته , تتصفحه دون النظر إليه! يهتف أنها ربما لن تسامحه, وربما هو لا يستحق المغفرة.. وربما هي تجد به السند, وربما تجد به ركن أمان بعد والدها.. ولكن كلمتها عن لمس القلب, أثار داخله بعض المشاعر.. يعلم أن فريدة هي الحكم في قضيته, ويخشى أن تكن بلا رحمة! يهتف وهو يشرف عليها بطوله.. -عاوزاني المس قلبك يا فريدة..! تتجمد مكانها , تتصلب في جلستها , ترفع نظرتها المذعورة له.. تهز رأسها بل جسدها كله بنفي هيستيري , أثار تعجبه.. -لا لا.. ت**ت وتكررها.. -لا.. يتابعها وهي تخرج من طور الهدوء, تركن لكور الفقد وتنغمس فيه, الحيرة تحتل كيانها وتظهر على ملامحها.. يهتف وهو يلمس كتفها , في احتواء حاني.. -اهدي , الي انت عاوزاه هعمله يافريدة.. الي انت عاوزاه هعمله.. يحاول أن يبتسم بمرح , يبدد هذا الجو الخانق.. يتحدث بعبث مزيف لا يملك منه مثقال ذرة.. -بس وحشتيني. ينجح هو وتخرج هي من حالتها الغريبة.. تبتسم له وتضحك بخفوت.. يمسك بيدها ويرقص معها على أغنيه تابعت الأخرى عن الغروب.. يتمايل معها وهي تشعر أنه يريد قول شيء ماٍ.. توتر جسده من خلال حركاته ظاهر لها.. يبتلع ريقه مرة تلو الأخرى وتعرف ٍهي ذلك وتشعر به..! تبتعد عنه وهي تتابع ملامحه تهمس بتساؤل: -انت عاوزة تقول حاجة.. يرفع حاجبه تعجباً وهو يحافظ على مسافة تعد بعض انشات: -ليه بتقولي كده.. تتلاعب بخصلاتها تتابعه من عالم آخر.. تهتف والتوجس يصيبها: -حاسة.. شكلك بيقول كده.. يلتزم بجديته المعهودة.. يمسك بيدها.. يجلسها على مقعد موجود بالغرفة.. يستلهم السرد بصعوبة.. يحاول أن يجد الحوار! محاولاته تصل لدرجة العجز,.. ولكنه يتمسك بيدها وعينيه في مزيج موجع ! يختف أخيراً بهدوء وسرعة: -ريتال رجعت وعاوزة بناتها.. ولم يأتي بخاطرها سوى شيء واحد.. أمر واحد.. لم يخلق داخلها في تلك اللحظة سوى ضجيج غاضب , حالتها الان يجحفها كل وصف.. تتحدث وهي تشير لنفسها بنبرة ألم: -طب وانا.. يتغضن جبينه.. يستقم من مكانه وتلك اللحظة تقتله, لا يعلم لما يشعر أن الأمر به حساسية تجاهها.. ولكنه يلتفت قائلاً بحقيقة لا يشوبها تأويل آخر: -انت مراتي.. مراتي يافريدة! تبتعد عنه تستنكر رده, ولا تقبل الجواب منه, تصرخ وخصلاتها تتحرك معها في هالة وحشية .. قاسية: -ولما البنات يبقوا مع مامتهم هفضل مراتك.. لا يصله معنى الحديث فيلزم ال**ت مفكراً, و**ته فسرته هي أنه هروب وإقرار بحقيقة ما تقول: -احنا هنتطلق امتى.. يشتعل منه الغضب وهو يقطع المسافة بينهم بخطوة واجدة غاضبة.. يمسكها من رسغها .. يهزها من كتفيها : -هو كل حاجة طلاق, انت مفيش على ل**نك غيره.. يبتعد عنها مكملاً: -ايه علاقة بناتي بعلاقتنا يافريدة.. ايه علاقة وجودهم من عدمه بينا.. ليه متخيلة اني مخليك معايا عشانهم.. تبكي رغم حمود ملامحها.. تبكي وهي تتأمله وكأنه والدها.. والدها رغم الحب والحنان, ولكنها لا ترى سوى أنه نحر والدتها , قتلها! بزواجه من أخرى.. عقدة داخلها وهو لا يعلمها, وهي لا تدركها! -بتسأل ايه العلاقة, هما كل العلاقة.. اومال انت متمسك بيا ليه.. يود الخروج والهرب منها , ولكنه لا يقدر , يراها مسؤوليته وإن أنكر العقل.. يعانقها , بل يدخلها عنوة بين ذراعيه, تتمرد وتتشنج.. ترى أنها تسقط.. تسقط من الوهم.. تسقط من التعثر.. تسقط من التعايش.. تسقط من نفسها ومن إرادتها.. تض*به وتحاول التخلص منه, ولكنه يأبى , يتجبر في عناقه كما هو منذ البداية.. يهتف أمام ملامحها وعينيها الثائرة خلاصاً منه..: -لو عاوز حد للبنات هجيب مربية, انت مش مربية.. تصرخ به.. تزيد في قوتها للتحرر: -انا مين.. انا تعبت بقى.. يشعر أن بناته لا علاقة لهم بما هي فيه, هي تريد انفجار وثورة وهو سيديها المساحة لذلك.. يطمئنها بلطف قدر استطاعته يحاول أن يهدئها: -انت مراتي, صدقيني والله البنات ملهمش دخل بعلاقتنا! لا تصدقه ولا تصدق الوضع القائم حولها..! يحكم عناقه أكثر.. ويهتف بتأكيد أكبر: -صدقيني البنات بره العلاقة .. تهدأ ولا تهدأ, يسكن جسدها ولا تسكن مشاعرها.. تركن لل**ت وكلها يريد الصراخ! يحيطها خيط واهي رفيع.. قابل للتمزق من الراحة.. وبداخلها الف صراع وصراع وهي بينهم تتمزق ولا تعرف من هي وماذا تريد... طرق على باب غرفتهم.. جعلهم يتحررون من صراعهم.. تدخل منى هاتفة بتوتر: _في ناس تحت عاوزة تشوفك.. يضيق عينيه معتقداً أنها ريتال وقريبها.. ولكن والدته تكمل بتهرب _والدتك تحت وعاوزة تشوفك.. تقول جملتها في خبر قاسي لهذا الرجل.. يتجمد جسده وتقسوا عينيه.. ولا يعرف هل يقا**ها أم يرفض.. يلتف لفريدة.. وجموده يتمكن منه.. يتحدث برتابه.. وهو يشرع بتغيير ملابسه: _تحبي تقابلي الضيوف.. تتحداه بقول حقيقة ينكرها: _مامتك.. مش ضيفة دي مامتك.. ينكر ماتقول بعينيه ولا يعير لقولها تأثر أو اهتمام.. يوليها البرود وبداخله اشتياق كان من طفل يبلغ فقط خمس سنوات.. اشتياق وجوع لم يقدر أحد على سده واشباعه .. جوع لحنان أم فقد وتاه في باطن تعثر قاسي عليه .. بعد دقائق كان يهبط وهي معه.. تتأمل تلك السيدة الجالسة بقلق بجوار منى ابو العزم.. تتلفت حولها بترقب وكأنها تبحث عن طيفه.. نظراتها بها حنان حقيقي مخلوط بندم لا تعرف هي سببه.. يقترب منها غسان دون اكتراث لاشتياقها .. دون تأثر لها ولحالتها..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD