فريدة تنظر له بطريقة لم يفهمها, تنظر له بحزن ربما.., تتقدم منهم وبرفقته الصغيرتين ..!
هي الوحيدة هنا القادرة على خلق جسر للوصال بينهم ووالدتهم, اغتصبت ابتسامة وهي تتأمل زوجة غسان السابقة..
جميلة..
نقية بطريقة ما..
تمنحها ابتسامة بل تقبل عليها بخطوات سريعة تمنحها عناق دون مقدمات!
عناق أوقف تفكيرها , جعل جسدها يتشنج بينما الأخرى تبتعد عنها وهو تعدل من طرف حجابها.. تواجهها بلطف:
-الحضن ده عشان بناتي وانك اخدتي بالك منهم..
اصابت قلب فريدة هنا بل اغتصبت داخلها عدة مشاعر تتعلق بالرفقة, تهمس لها وهي على صدمتها:
-حمد الله على السلامة..
لم تجيبها بل وبتردد اختلط باندفاع يثار بأوردتها كانت تحاول أن تلمس صغارها.. تحت انظار الجميع!
غسان..
يوسف..
فريدة..
المشهد كان مؤلم بطريقة غير عادية , كانت تتابعه فريدة وألمها يزداد , هناك نصل باتر يقطع روحها!
غسان كان يراقب بضعف, لا يعلم أي خطوة قد تساعد وهو بعيد عن توأمه منذ عام!
أما يوسف كان يراقب بحنان وهي تحاول لمس صغارها!
توترها وكل ما هي فيه جعل الأخرى تنظر للرجلين بمعنى أن يتركوا المكان !
جلست بعد انصرافهم في إحدى زوايا الغرفة , تهتف بهمس للصغار , وتكرر ما كانت تفعله منذ أن اخبرها هو بقدوم والدتهم.. تشير بيدها لها:
-دي ماما..
اعتادوا على إطاعتها, في العام الماضي كانت تتابعهم في كل خطوة.., تعلمت كيف تفرض كلمتها, وتعلموا كيف ينصاعوا لها..
كلمتها جعلتهم مترقبين بطفولتهم البريئة, بينما خديجة تود أن تقبل عليهم فتمنحهم عناقاً محموما بعاطفتها المختنقة بالحب والحنان لهم!
هذا الشوق الذي يض*ب ثنايا قلبها , يهدر ويزأر مطالباً بالتحرر !
تصارع هي شوق جسدها لهم وتوق روحها لوصالهم, وتلك النفس التي تطلب الوصل بل وتلح فيه!
أخيراً نجحت أن تلمس بشرة وجههم وهو تبكي وتشهق بخفوت من فرط سعادتها وابتسامة تغالبها ترسم على ثغرها..
تتلكأ على ملامحهم وكأنها تحفرها وكأنها ترسمها!
وكأنها تخلق لهم وشماً بداخلها!
ترتفع أناملها لخصلاتهم وهي تنحني بمستواهم تقف على ركبتيها , تغالبها الشهقات رغماً عنها , تشعر بخصلاتهم النعمة .. تشهر بملمسهم !
كل ذلك والأخرى تجلس تغالب تلك العبرات التي طالبت بالتحرر, تلك الشهقات التي تكبتها, تلك القوة التي تدعيها وهي ترى أمامها أقوى أم خديجة!
تنظر للتوأم ولا تعرف هل تحسدهم لأنهم يمتلكوا والد كغسان وأم كخديجة!
شهقة عالية فلتت منها كبحتها وهي تضع كف يدها أعلى فمها تكتمه!
تساؤل يقف أمامها هل يعود غسان لخديجة؟!
الاخرى وتوأمها كانوا بعالم أخر حينما عانقتهم كل واحدة منهم بذراع يكتنفهم من الظهر , تدسهم بأحضانها ..
تكاد تضعهم داخل جسدها لو تملك المقدرة!
كانت تنال عناقهم في وصال تاقت له , وصال رفعها عاليا و كأنها تتأرجح بين الموت والحياة, تغمرها موجة من الحب ثم ترفعها, تغيب بذكرى مظلمة رغما عنها ولكنها تشد من عناقهم فتتبدل الظلمة بسحاب زرقاء تتوهج بلهيب الشمس, لتصل بالنهاية إلى شط الأمان!
لقد وصلت خديجة...
لقد استحقت صغارها القابعين بأحضانها في هدوء تام متقبلين ما تمنحهم من عاطفة.
هي أنثى كانت في بئر موحل , مياهه ضحلة , ملوثة, سامة..
هي انثى قاومت وحاربت أشباحها, هي من قتلت الشيطان, هي من عادت وتابت..
هي من دعت لربها في سجود منحها السلام في كل خطوة!
هي الان بدلت بئرها الموحل بمياهه الضحلة , بدلت السقوط فيه بالركض على شاطئ بحر تتهلل به النوارس, وتتلاطم الأمواج برماله وصخوره!
لقد نجت كماسة تكافح التفتت لشظايا أسفل مقصلة السقوط!
خرجت من عناق التوأم , تلتفت لفريدة تمنحها أجمل ابتسامة كتلك التي منحتها لوعد وعلا, تهمس لها وهي تستقم من مكانها , تقترب منها وهي تمد يدها وتأثرها يرسم لوحته عليها:
-انا مش عارفة اشكرك ازاي يافريدة
تكتم شهقتها ولا تفلح فتكمل بنبرة باكية:
-انت كنت بتربي روحي, هما روحي..
دمعت أعينها تأثرا , تكاد تسقط وتهوى , تكاد تموت..
تريد أن تخبرها أنها تحبهم, انهم صاروا جزء منها!
كيف تأخذهم؟ كيف؟!
وسؤال يناقض الأخير..
كيف أن تكن بتلك الأنانية؟!
دخل غسان في تلك اللحظة برفقة يوسف يتأمل تشبث خديجة بالبنات وكأنهم المنتهى لكل حياة, تلتفت لغسان تهتف بتلعثم ونبرة مختنقة داخل فمها, تتابع بسؤال يخشاه هو وبشدة:
-غسان ممكن اخد البنات..
عبراتها لا تكف ولا تتوقف ونبرتها معذبة :
-اصل قلبي كان واجعني اوي ..
تبكي بلا صوت وصغارها تمسك بهم كأنهم كنزها الثمين والوحيد:
-رجعلي قلبي ياغسان..
وغسان دوما رجل مختلف وهي تعرف, نظراته لفريدة التي تقف وكأنها تود الصراخ أن كل ذلك كثير!
يعاود النظر لبناته وتوأمه, وبداخله ألف صوت وصوت يتصارعون كل منهم يود النصر والخروج..
يقترب من فريدة يحاوط خصرها , يمنحها دعم , يخبرها أنها زوجته وكفي..
يهتف وهو يشدد من الصاقها لجسده:
-طبعا ياخديجة خليهم يقضوا معاكي كام يوم! وبعدين نتفاهم على كل حاجة!
أطلقها سريعاً وهو يشدد من الصاق فريدة لجسده, يشعر بها تتشنج وتكبح زمام قوتها الذي اوشك أن ينفلت منها!
انصرفت خديجة بعد قليل ومعها التوأم ,فتثور فريدة في تلك اللحظة بعد أن صعدت لغرفتها , تدور بها بفراشة تائهة تم حبسها داخل جدار زجاجي تتخبط داخله راغبة التحرر!
يتسلل هو من خلفها ويتأمل بحذر شديد , يراقب دورانها وثورتها , ثم سكونها المفاجىء , يتابع انهيارها الوشيك وهو يقع بالفعل وهي تنهار على السرير , تدفن وجهها وتحنيه , تحجبه وتحجب عبراته ويدها تض*ب قدمها في حركة هستيرية!
وماضي قريب كان بينهما بعد اهتمامها الأول بالتوأم
كان يتن*د وهو يسترق النظر إليها من الأعلى وهي تجلس مع بناته , تنظر لهم بحنان , يشعر أنها تعوض معهم شعورها كيتيمة الأم وهو يعلم هذا الشعور جيداً...!
كانت والدته بجانبها تتبادل معها الحديث بابتسامة نقية كباقي كيانها.. الذي لم يتبدل بعد ..
ابتسم باتساع عندما قامت إحدى بناته بسكب كوب العصير الخاص بها علي فستانها الليموني.. الذي يعطيها هالة من الانوثة والبراءة.. مزيج غير منصف بالمرة لرجولته..!
لتهرول بعدها للداخل بغرض تنظيفه..!
كان يفكر تلك الأثنى تستفزه , هي حقا خطر عليه.. !خطر على ظلام يجعله محافظا على مسافة ما مع الآخرين..
التفت اليها وهي تدخل إلى الغرفة متذمرة كالأطفال تحاول التخلص من الفستان دون أن تشعر بوجوده .. وهو تركها تفعل ذلك دون تنبيه..!!
يبتسم بعبث .. بمكر.. إلى أن رفعت نظرها اليه شاهقة بصدمة وهي تبتعد .. تهرول ناحية حمام غرفتهم تداري ما ظهر من جسدها ..!
ولكنه كان أسرع منها عندما أمسك بيدها القابعة فوق مقبض الباب..
كانت تشعر بأنفاسه الدافئة من الخلف.. تخشى الإلتفات له.. ولكن هو بالنهاية حقا يحصل على مايريد..!!
هتف بصوت ماكر وهو يداعب بشرة ذراعيها ببطىء:
-مش هتبصي ليا
تشنج جسدها وهي تحاول جاهدة أن تتمالك أعصابها فهمست بحدة متسائلة:
-وده ليه ان شاء الله حد قالك اني عاوزة اشوفك..
حوط خصرها ضاحكا بإستفزاز لها بينما هي تتلوى من تملكه لجسدها بتلك الطريقة ..! انتابها الغضب خاصة وهو يهمس بتسلية:
-طب مش يمكن انا الي عاوز اشوفك..
التفتت له حينها بعد أن تخلصت منه ومن تملكه هاتفة بعصبية وهي تلوح بيدها :
-ده بجد .. وعاوز تشوفني ليه..؟!
هز كتفيه ثم نظر لها ببراءة هاتفا بهدوء :
-يمكن عاوز أتأمل فيك وفي جمالك..
جحظت عيناها أمام نظراته الو**ة والتي وازت حديثه الفج بنظرها.. تستوعب وقاحة لا يواريها ابدا.. لقد وصلها المعنى وكم كان ذلك خارج كل الحدود! هدرت به وهي تمسك بوشاح موضوع أعلى السرير ؛ثم وضعته أعلى جسدها تستره بعيدا عنه وعن نظراته:
-انت وقح..
انفلتت منه ضحكة صاخبة ثم هتف مقا**ها بحقيقة غير قابلة للإنكار:
-انا جوزك على فكرة ولا نسيتي..
رفعت نظرها لها تتأمله بقوة رغم تلك الغصة المريرة من آثر تلك الليلة فهتف بصوت تحاول هي جاهدة أن تخرجه قوي:
_لا ،طبعا منستش..حد ينسي أسوء ليلة في حياته..
كانت عينيها تطل منها نظرات الألم؛شعر بندم لحظي لذكره ذلك اليوم ؛فثبت نظراته عليها...يتأملها؛
مما جعلها تخفض وجهها وهي تتحاشاه وتتحاشى النظر إليه .. تخاف الغرق في دجنتها.. إما رعبا منه.. وإما قلقا.. فغسان رجل لا يسهل التنبؤ به اطلاقا..!!!
وكأنه سمع جملتها الاخيرة.. عندما انقض على شفتيها يقبلها على حين غرة.. ليثبت لها أنه حقا غير قابل للتنبئ..
اما هي لم ترتعش ...!
لم تخاف منه..!
لم تحاول حتى التخلص!!
فقط بقيت مكانها جامدة حتى انتهي .. ثم ابتعد عنها هاتفا بقسوة وهو يمسك ذقنها بجمود:
-برودك مش هيخليني ارجع عن حاجة انا عاوزاعملها يافريدة.. افهمي ده كويس..!
ابتعد عنها يتأملها بنظرات تقيميه مكملا :
-الفستان ده حلو على فكرة..
كاد أن يخرج ولكنها أوقفته وهي تتسائل:
_انا مش لعبة ولا تسلية ياغسان..
لم ينظر لها كان يقف مكانه باتجاه الباب يوليها ظهره مما جعله تكمل:
_انا قوية والدليل اني هنا متقبلة اشوفك قدامي...
لم ينظر لها كما هو يستمع لها وهي تكمل تسرد حروفها بشرود وتيه...تحارب فقدها القابعة داخله:
_انا قوية عشان قادرة اتعامل مع بناتك حلو..قوية عشان وانا معاهم بفصل انهم بناتك...
توقفت عن الحديث وهي تأخذ انفاسها قائلة بحدة جعلته يستدير لها:
_لو مفصلتش انهم بناتك أنا ممكن ااذيهم غصب عني..بس انا انسانة..
قالتها وهي تسير تجاهه تكمل:
_قوية
ثم اقتربت أكثر وهي تعانق نظراته دون خجل:
_انا احسن منك .. انا مش ضعيفة عشان اسيب الانتقام يسيطر عليا..
وصله المعني ؛ وصله جيدا...ولكنه تجاهل كل حديثها وكأنه يخبرها بأنه لا أهمية له قائلا وهو يقترب منها ؛ينحني برأسه لمستواها هامسا بأذنها بجملة واحدة:
_بناتي خط أحمر يافريدة..
فقط تلك الجملة ثم ابتعد عنها يهديها نظرة سوداء وبعدها خرج.. ألقى إعصاره وخرج.. وحقا هو شخص غير قابل للتوقع.. هو رجل المفاجأت....
لقد تجاهل كل ماقالته ؛يحصر الأمر ببناته..!
هو رجل يثير تعجبها وحنقها!
يثير غضبها ويقتل هدوئها..!
هي معه مشتته ضائعة..مفقودة من تعقلها وواقعها..!
فهل من طريق تسير به وتخرج من حيرتها!
هل من طريق يجعلها تتحرر أم أن لا مجال لذلك..وهذا الرجل واقعها..!!!!!
أما هو كان يجلس بالداخل يعبث بهاتفه وهو مستلقي على سريره..؛وما ان دخلت الى الغرفة ابتسم بمكر هاتفا:
-البونبوناية نورت المكان .. ايه ياحلوة ناسية جوزك..
جلست علي مقعد مقابل لها هاتفة بنبرة متعبة :
-غسان.. احنا نهايتنا ايه سوا..!
اختفى العبث من نظراته ثم نظر لها ب**ل وهو يستقم من جلسته على السرير هاتفا أمامها بنبرة باردة:
-نهاية ايه.. عاوزة تطلقي..
همست من فورها :
-ياريت.. انا تعبت من الحرب الي انا فيها ومليش ذنب .
ثم قالت بنبرة عالية:
_تعبت
هز رأسه بعد أن أستمع لها. ملوحا بيده أمامها هاتفا بتقرير:
-فريدة .. حياتك معايا اقبليها. احنا مكملين سوا..
كان يقترب منها وهي شاردة بالماضي.. تشنج جسدها وابتعدت عنه ،نظرت له بصدمة تبعده عنها بقبضتها .. ولكنه امسك بيدها يقربها من وجهه.. تلفح بها انفاسه ..فرفعت نظرها له بقوة هاتفة بنبرة صارمة:
-غسان ابعد..!
يركض بخطواته نحوها , يمسك يدها بحذر فتبدل الض*بات لص*ره , تلكمه بقبضتها مرة تلو الأخرى ..
يسارع بدفن وجهها بص*ره حيث تكتم بكائها بل يتحرر أخيرا , تهبط يده.. تلتف حولها وهو يدخلها لعناقه أكثر , وهنا يخرج اسمها بوهن من بين شفتيه:
-فريدة!
ت**ت فريدة ولا تجيب , ت**ت وعبراتها المفتعلة للوحتها الحزينة تجاوب وتواجه..
يعاود الهمس وهي تحاول التحرر والبعد:
-اهدي..
لا تمتثل لما يقوله بل تصارعه وتبعده فيكرر وهو يدسها لأحضانه عنوة وقسراً:
-اهدي..
ي**ت ويتابع:
-اهدي..
والهدوء سلام نفسي لم تعد تنعم به ولم تعد تجد له سبيل!
يتركها.. يحررها , تبتعد خطوة وراء خطوة في بعد يبغضه, يغضبه, ودموعها تزداد فتحرقه دون ان يشعر ..
تثور براكينه وهي تمسك بحقيبة صغيرة, بل يهدر فيه جنون غضب وهو يراها تحاول الرحيل بجنون..
يقترب منها , ينظر لشفتيها المرتجفة, لملامحها الجميلة!
فريدة جميلة وهذا ما يشعر به, شفتيها تدعوه لشيء واحد يتوق لفعله رغماً عنه, ورغماً عنه أيضاً يخاف عليها , يخاف غضبها من اقتناص فرصة يتوق لها ..
يستجيب لإلحاح القرب والتواصل, يقبلها دون انذار..
دون مقدمات كان يقتنص..
يحتوي..
يتنصر!
يذوب وهي بلا حول معه, يرفع نظراته اليها هاتفاً بنبرة جديدة لم تطرق أذنها من قبل:
-دخلتيني جنتك وعاوزة تخرجيني..
ترفع نظرها له وتلك النظرات المعتمة تذهلها وهو يتابع :
-عاوزة تمشي, طب ليه استنيتي كل ده..
تض*به موضع قلبه وهي تلمح الوجع في مقلتيه وتتجاهله.. تصرخ بوجع :
-انا مش ملكك..
تكررها كثيراً وتبعد أكثر وهو يتابع البعد خطوة تبتره كل ما تقدمت, تهدر بعدم ملكيته ويقرن قولها بالضد حيث يثبت ملكيته بقبلة ثانية..
جائعة..
متطلبة..
أمرة..
يقتنص منها رحيق الراحة, تحتل كل ما فيه كأنثى في تلك اللحظة , تنكمش فوق ص*ره بعد أن تملكها واحتلها الانهاك , ت**ت وهي تسمعه يهمس أخيراً:
-دموعك بقت غالية عندي..
كل هذا قبل أن يحتلها كلياً , قبل أن يعانقها دون رجعه, قبل أن ينشد معها راحة كما تنشد معه سلام!
يحاوطها اكثر , يمتلكها دون مزيد من الكلمات والحديث , يلغي عقله وشيطانه الذي يخبره أن هناك فرد ضال يجب الانتقام منه..
يهز رأسه ويتوه في مشهدها بين يديه..
تلك العاطفة النابعة منها وهي تستلم له.
هو وهي يدوران سويا في بوتقة الاحتياج والرغبة !
تتسلل له مشاعر دون أن يدرى..
تقع هي معه في منطقة : لا هو جنة ولا هو نار..
منطقة بين وبين..
هما هنا في المنتصف أما العودة وإما البتر وانتهى!
***