الفصل الثامن وعشرين

2971 Words
لو أخبره أحد من قبل انه سيتزوج بعد فريدة. لكان سخر منه وبشده ولكن المضحك في الأمر أنه يتزوج في أسبوع واحد فقط.ضحك بخفوت وسخرية من الأمر ككل. .ليركل بقدمه الأرض وهو يستند علي سيارته منتظرا رهف امام منزلها ليبدأ الاحتفال بالزفاف. هو في الحقيقة ..لم يكن في نيته أن يقيم حفلا.ولكن ماذا يفعل امام رجاء والد رهف.من حقه ان يفرح بابنته الوحيدة خاصة بعد تلك الفاجعة التي المت بهم. ..خاصة بعد ان علم انها كانت علي وشك الزواج من اخر في هذا الوقت. استدار علي صوت شقيقته تناديه.ليجدها تقف أمام المنزل وبجانبها.عروسه رهف. كان العديد من نساء وفتيات عائلتها ملتفون حولها يباركون والبعض يهمس أنه افضل من خطيبها الأول. .. اقترب منها تحت نظراتهم المراقبة..ثم أمسك يدها بتوتر هامسا لها: -مبارك رهف.. اومأت دون ان تبادله الحديث ولم يخفي عليه ارتعاش جسدها ..ويدها الباردة بين يده.ليعلم انها خائفة ..أراد أن يتحدث معها ويطمئنها الا أنه في وجود هذا الجمع من النساء المترقبة لن يفلح الأمر. .. دخلت الي المنزل الخاص بزوجها. .لتبتسم بحزن .زوجها الذي لا تعرف عنه شيء سوي أنه طبيب ويعلم بحالتها. ..والأدهى أنه نفس الشخص الذي انقذها من الانتحار. .. وهنا انهالت بداخلها العديد من التساؤلات .لما تزوجها هذا الرجل. ..وما لذي يرجوه منها .فهي شبه منتهية . خرجت من شرودها علي صوته القوي: رهف. _نعم. اجابها نبرة ودودة وكأن زواجهم طبيعي: - انعم الله عليك , انادي منذ فترة اطرقت برأسها ناظرة الي الارض خجلا منه ومن شرودها. ابتسم ابتسامة جانبية ثم اقترب منها ليمسك بيدها الباردة المرتعشة يسير بها الي احدي الغرف المكونة من عدد اثنين من الأسرة. . تحدث بهدوء: -ستجدين ملابسك هنا.قومي بإبدالها . ..ووافيني بالخارج. .. خرج من غرفتها قاصدا ان يترك لها المساحة بالتفكير واستيعاب وضعها الحالي. جلست علي السرير بعد ها, متحيرة من أفعاله. .وهدوء أعصابه, ما لذي يهفوا اليه من طريقته تلك , نهرت نفسها هاتفة: -يهفو لما يا غ*ية , انت لا شيء ..مؤكد انه تزوجك لأنك لا تساوي شيء سيحصل علي ما يريد ثم يلقيك بعيداا وهو يعلم جيدا انه لن يجرأ احد من عائلتك ان يقول لا.. وقفت امام المرأة هامسة لانعكاسها: -انت جسد ملطخ بعار, لقد قالها جمال .انت عار رهف ..انت عار علا صوتها الصارخ والذي وصل الي .موسى بالخارج , هرول الي غرفتها سريعا يقتحمها ,لينصدم بمظهرها البائس. اقترب منها ببطيء متوجس : -رهف انت بخير رفعت نظرها الباكي له صائحة: -لما تزوجتني ؟.ماذا تريد مني..؟.. **ت قليلا ثم اجابها بنبرة هادئة: -سأعطيك اجابتك , ولكن قبل هذا بدلي ملابسك ووافيني بالخارج هبطت متعبة بعد خروجه مرة اخري علي احدي المقاعد باكية ومتعبة الا انها بالنهاية بدلت فستان زفافها بمنامة قطنية واسعة للغاية. خرجت بعد قليل من الغرفة تبحث عنه , .سارت قليلا في الشقة التي لا تعلم أي شيء بها. .لتجده أمامها بعد عدة ثواني.يقف عند مائدة ممتلئة بالطعام.. كانت تود أن تتكلم الا انها بالكاد كانت تنظر إليه. .وربما هو شعر بحرجها واشفق عليها ليتولى هو الأمر هاتفا: -هيا لنتناول الطعام.ألست جائعة. هزت رأسها بنفي ليتابع هو : -ومع ذلك اصر على أن نتشارك الطعام سويا.. جلست تتناول الطعام بخجل.تود لو تعيد اسئلتها لما تزوجها. .وماذا يريد منها.والأهم من ذلك ماذا لو أخبرته انها غير قادرة على أن تعطيه ما يريد.من حقوق زوجية حاليا. .هل سيثور. .ويغضب ام. .. صوته القوي أخرجها من دوامة التساؤلات قائلا: - لقد أنهيت طعامي. وقبل ان يكمل هتفت هي الأخرى : -وانا أيضا. . هز رأسه بإيجاب متمتما: -اذا تعالي معي نجلس بالشرفة حتي نستطيع التحدث. . اطاعته لتسير خلفه. .بينما هو يدخل الشرفة ليجلس على احدي المقعدين الموجودين بها. .ليشير لها بالجلوس على الآخر. . بعد **ت دام لعدة دقائق شاردين في البحر وامواجه العالية تحدث هو بنبرة غامضة: - من انا بالنسبة لك رهف. اجابته بتردد : زوجي. . _حقا.تعتبريني زوجك. لم تجيب تساؤله الا انها همست بنبرة شبه باكية : -(لا اعلم..انا كنت قادمة لقريتي من أجل زفافي من الرجل الذي أحببته. .الا أنه بعد الحادث الذي أصابني. .تحول الي شخص حقير لا أعرفه. .رفعت وجهها له بينما ل**نها يكمل: اذا كنت تبحث عن زوجة خالية من التعقيدات. .سأخبرك ان هذا كان منذ أسبوع فقط.كنت ستجد رهف اخري. .تضحك وتمرح مقبلة علي الحياة وكأنها الأميرة فيها..اما الآن انا مجرد انثي محطمة من الداخل.وسؤالي اكرره لما تزوجتني.وقبل أن تجيب انا تزوجتك مسيرة لا مخيرة. ..لم استطع ان ارفض رجاء والدي بالزواج بك..) اراح رأسه للخلف وهو يرمقها بحزن داخلي .يجاهد على اخفائه حتي لا يشعرها بالشفقة.وهو هنا أيضا يسأل نفسه لما تزوجها. .سؤال عجز عن معرفة إجابته. ..الا أنه اكيد من شيء واحد انها تحتاجه كما هو يحتاجها بحياته. اقترب منها بمقعده هامسا بهدوء: - تزوجتك لأني احتاجك بحياتي..وانت أيضا رهف.ربما زواجنا غريب الا اننا سنجاهد سويا علي نجاحه.وإعادة رهف القديمة. .. انهي حديثه ثم وقف من مكانه ليشير لها بالدخول.. قاصدا الغرفة ذاتها.التي أدخلها لها اول مرة. . بعد دخولهم للغرفة تن*د بصوت مسموع قائلا : - سننام سويا هنا رهف..حتى نتقبل وجود بعضنا البعض.. هزت رأسها بالموافقة وبداخلها تتمني لو تستطيع ان تعترض..الا أن ذلك لم يحدث..وها هي تذهب لتنام على أحد الأسرة الموجودة بالغرفة. .وهي لا تعلم حقا من اين اتي هذا الرجل الرائع..مهلا.هل تراه حقا رائع في اليوم التالي استيقظت من النوم تتأمل الغرفة حولها.تحاول استيعاب واقعها الذي تحيا به، التفتت حولها تنظر للسرير المجاور لها الا انها لم تجده. . تن*دت بحيرة ..حتى وجدته يفتح الغرفة ويدخلها وكأنه معتاد على وجودها.. القي نظرة عليها ثم هتف بهدوء: - صباح الخير. .اتمنى ان تكوني حظيت بنوم عميق أومأت له متحاشية النظر إليه. .الأمر الذي لم يعجبه البته.كان سيخرج دون تعليق الا أنه التفت لها قائلا بنبرة شبه غاضبة: لما تتحاشين النظر الي.. رفعت نظرها إليه بخوف زاد من ضيقه خاصة عندما قالت بنبرة مهزوزة متقطعة : لا انا فقط .اسفة ارجوك لا تغضب. . هز رأسه في محاولة منه ان يتخلص من ضيقه .فاقترب منها ليجلس بجانبها علي السرير متحدثا بجدية وبنظرات كلها ت**يم: رهف انا لا اغضب منك..انا فقط اريد منك ان تعتادي وجودي وتعتادي التعامل معي ..هل يمكنك ذلك. .هذه أول مراحل التعود..الم نتفق بالأمس ان يعتاد كل منا الأخر. . هزت رأسه بالإيجاب. ..ثم همست بنعومة فطرية أثارت شيء ما بداخله ..وكأنه ينقصه ذلك .فيكفي مظهرها الطفولي الجذاب والمثير ما ان راها صباحا وهي مستيقظة من النوم. . :أجل. .اتفقنا اسفة مرة أخرى. . في تلك اللحظة شعر ان هناك شئ غريب يجذبه إليها .ليقف سريعا من مكانه قائلا وهو يهم بالخروج من الغرفة : انا انتظرك بالخارج لتناول الإفطار. .. خرج سريعا وسؤال حائر بداخله يتردد : -هل شعوره بالرغبة والتقارب منها لأنه لم يقرب أنثى منذ ان توفت زوجته. ..ام رهف تثير به مشاعر أعتقد انها ماتت في قلبه برحيل حبيبته الأولى. . طرق علي باب المنزل أخرجه من تفكيره وشروده برهف. .. هم بفتحه حيث وجد والدها ومعه أحدهم يحمل العديد من الأشياء.. اجلي عبد الرحيم صوته قائلا بأعين فرحة ونبرة تنم عن الراحة: -السلام عليكم بني..كيف حالكم؟ ابتسم .موسى لهذا الرجل الذي أحبه لطيبته هاتفا بود : -بخير عمي, تفضل بالدخول ,انرت منزلنا المتواضع. . دخل عبد الرحيم مبتسما وبداخله راحة خاصة عندما قال منزلنا. .ليعلم في تلك اللحظة أنه اختار الأفضل لابنته..و يلاها من اقدار. بعد قليل كانت تخرج رهف مرتدية جلباب باللون الأزرق بطراز الأزياء المغربية. ..يضيق من الأعلى محتضنا جسدها بأغراء ويتسع من الخصر الي قدمها. .. حملق بها .موسى وهي تقترب من والدها تلقي بجسدها مندسة بأحضانه..هاتفة بشوق : -افتقدك ابي ..أفتقدك كثيرا.. ابتسم والدها مقبلا مقدمة رأسها هاتفا بحب : -وانا أيضا ابنتي..ثم أكمل بصوت غير مسموع الا لها: -ارجو ان تسامحيني لو كنت فرضت عليك هذا الزواج. . أمسكت بيده تقبلها هاتفة وبداخلها تتمني ان يحدث ما تقول : -لا عليك ابي.سيمر كل شيء.. بعد اقل من ساعة غادر والدها المنزل وكأنه يود أن يخبرها بشيء.. الا أنه لم يفعل .. جلست بالشرفة علي احدي المقاعد تتأمل شاطئ البحر القريب منها. لتجد .موسى يتحدث من خلفها: -هل يمكنني ان أشاركك تلك الجلسة. . التفتت له مبتسمة بتوتر ..ليحلس هو علي المقعد المقابل لها ..متأملا معها شاطئ البحر قبل ان يقول بنبرة حازمة وعميقة: -رهف جديا, آلا تري انك تحتاجين الحديث مع احدهم. . نظرت له بحيرة ليكمل هو : -اعني ما رأيك لو لجأت الي الاستشارة النفسية ..انت إنسانة متعلمة وتفهمين ما اقصده.. طفرت دموعها. .هامسة بحزن وتقطع : -اعلم ما تقصده ,تعني حادثة ا****بي ..ربما انت محق الا انني انا لا اذكر شيء منها ..انا فقط استيقظت اشعر بآلام شديدة بجسدي. .لا شيء اخر .انا لا اذكر الا تخلي الجميع عني. . _ لا تلومي والدك رهف هو فقط يريد الأفضل لك يخاف عليك بشده. . اومأت له بحزن قبل ان تقول : -اعلم. ..ولكن انا الي الان اعاني. .انا كنت سأتزوج غيرك ..كنت احبه الا أنه تركني وقبص ثمن **ته عن حادثتي. هب من مكانه مقتربا منها وبداخله يتألم لأجلها ..لينظر الي البحر قليلا عله يهدأ ثم التفت لها متجاهلا حديثها بالكامل قائلا : ورغم ذلك سنذهب للاستشارة النفسية رهف.. وبالمناسبة. ستقدمين بالجامعة من أجل الدراسات العليا. .وهذا أمر غير قابل للنقاش.. تركها ودخل. .لتحدق هي في أثره بتعجب وبداخلها تود أن تسل : -من اين اتي هذا الرجل..؟. اما هو كان يشعر انها تؤثر عليه بطريقة غريبة.وتثير به مشاعر لا يعلم من اين اتت. . لم يتمهل هو في الامر فبعد اسبوع من زواجهم ذهب الي عيادة شقيقته بالقاهرة ليمكث بمنزله هناك معها بينما هي تتابع مع منار جلساتها. بداخل غرفة بيضاء بها بعض اللوحات بالألوان الهادئة الباعثة علي الراحة , كانت تجلس هي بالمقعد المقابل لمنار ذات الابتسامة الهادئة. تحدثت منار بنبرة رزينة ع** ما لمسته منها في الفترة القليلة التي تواصلت معها فيها من جنون مرح: -اذا .اراك متوترة, ما رأيك لو اعتبرتني صديقة او رفيقة سفر لن تريها مرة اخري وتحكي لي ما يتعبك. ساد ال**ت قليلا ثم هتفت رهف بنبرة حزينة: -انا اتألم. باغتتها منار: -لما. ومما؟. اجابتها بشرود : -ا تعلمين انا لا اتذكر شيء من حادثة ا****بي , كل ما اتذكره خطيبي الذي كنت اهيم به حبا عندما باعني بثمن يقبضه مقابل **ته , شقيق الاكبر وهو يرمقني بنظرات شك حارقة, والدي ونظراته المتألمة, ينحرني انه وافق علي .موسى فقط لأنه يريد ان يجد لي مخرجا من فضيحة واقعة . همست منار بتساؤل: -هل يؤذيك .موسى هزت رأسها بالنفي .لتكمل منار: -اليس من الافضل انك لم تشعري بما حدث عند الاغتصاب - بالتأكيد افضل , لا اعلم لو اتذكره هل استطيع ان احيا من الاساس. اومأت لها منار ثم همست: - اذا اكملي ما يؤلمك رهف , وثقي بي. لتسترسل رهف بعدها بالحديث ومنار تري ان تخطيها للأمر هين, وذلك ربما لأنها لم تحيا لحظات الاعتداء عليها. توالت الجلسات مع منار والتي كانت لا تخلو من حديث منار المرح الذي كان يجبرها ان تندمج معها بالرغم انها فقط تعرفها منذ ايام قليلة. ************************************ انهت اخر محاضراتها بالجامعة. .بعد ان اصر .موسى ان تكمل الدراسات العليا. ابتسمت وهي تهم بجمع اشيائها لترحل.. وبداخلها شيء واحد .موسى. هذا الرجل الاستثنائي الذي استطاع ان يخرجها من دائرة الحزن. لا وتتخطي ما حدث لها .إلى الان يعاملها كصديقة يشاركها تفاصيله اليومية ويجبرها هي أيضا علي ذلك. . لتجد حالها مع الوقت تألفه وتتوق للحديث معه والجلوس برفقته. . تذكرت اليوم الذي تلي معرفتها بم***بها بن العم ..الذي طلبها مرارا وتكرارا الا انها رفضته دائما.. نظراته المريضة كانت تزرع بها الخوف منه وكان هذا اليوم الأصعب علي الإطلاق. . عندما قام والدها بزيارتهم وأخبارها بوفاة بن عمها حسين مقتولا في شجار مع أحدهم.. ليعلم والدها بعد ذلك أن سبب الشجار هو خلافهم على النقود بعد ان ساعده با****ف فتاة من امام سكنها الجامعي. ..والفتاة كانت هي .لا غيرها.. ودت ان تصرخ او تبكي بعد رحيل والدها. .الا انها لاذت بال**ت والهروب في ان واحد. حرج كبير بداخلها تود لو يلقي عليها تعويذة سحرية تنهي كل شيء هي تتألم ..تود لو تصرخ او تموت.. وبين هذا وذاك هناك ***ة بداخلها.. بالنهاية لقد قتل هذا الحقير.. لم يحظى بميته مشرفة .. مات مقتولا من حقير مثله.. وربما هذا يعطيها بعض الهدوء.. ربما! مكثت ذلك اليوم بغرفتهم المشتركة متكورة علي نفسها شاردة في الفراغ فالصفعة كانت من قريب .وبينما هي علي حالتها تلك, كان هو بالخارج في حالة غضب غريبة.. يود لو كان هذا الحقير مازال حيا.. لينتقم منه علي جرمه الشنيع.. كان يود لو يقتحم خلوتها تلك الا انه امسك نفسه بصعوبة.. هو غاضب.. وغضبه يخاف عليها ان تطال منه شيء فيؤذيها.. ليلا كان يدخل غرفتهم ربما لينام.. وربما ..لا يعلم ..هو مشتت بين غضب وبين حزن عليها وعلي حالها.. اراح جسده علي سريره المقابل لها يود لو ينام الا انه بالنهاية لم يستطيع .اعتدل في مكانه هاتفا بنبرة حنونة: - رهف لم تجيب . ربما من صدمتها وربما لأنها تهرب ب**تها من الواقع حولها. اقترب منها بخطوات هادئة ثم جلس بجانبها ,لتفاجئ بمن يحتضنها برفق ولين هامسا بأذنها : - ابكي. ..اصرخي لك مطلق الحرية. .انا معك .. وحينها فقط بكت وصرخت في احضانه الدافئة لتعلم حينها أنه افضل ما حدث لها رغم كل شيء. اما هو كان يشعر انها طفلته ربما, يريد ان يحتويها .. يمتص حزنها والمها كما استطاعت هي في فترة صغيرة ان تمتص احزانه وتشغله بها. صباحا عندما استيقظت وجدت انها متكورة بأحضانه تغفوا علي ص*ره.. هي بكامل جسدها ترتاح عليه. حاولت التخلص منه ببطيء حتي لا يشعر بها. الا انه استيقظ ينظر لها .. يتأملها للحظة امتدت لدقائق.. يسود ال**ت.. والقلوب تتغير الي طريق اخر.. تنحنح هو اولا مغمغما وهو يهب من نومته : 0صباح الخير رهف.. اسف ربما غفوت بالأمس وانا بجانبك دون ان اشعر لم ترفع نظرها له.. مازالت شاردة وفي نفس الوقت تتهرب منه ومن نظراته. ومن هذا القلب الغريب.. مرت الايام بعدها وهي كما هي , وكم كان رائعا وهو يتحملها في نوبات بكاءها وصراخها المتألم عند النوم .ليأخذها بأحضانه يخبرها: -انها بخير وانه معها لتكتشف بعدها انه حقا يكفي وجوده معها. ************************************* كان يقف بالخارج في سيارته ينتظرها ليذهبوا سويا الي المنزل وابتسامة واسعة مرتسمة علي وجهه شاردا برهف تلك الفتاة التي بددت احزانه وجعلتها شيء آخر. . وكما هي كانت في حاجة إليه كان هو أيضا بحاجتها, ولكنه الي الان لا يعلم الي اين تسير الأمور. ..هل يتمم زواجهم ام. .. وعند تلك النقطة يقف تفكيره الذي يتوق الي طفل له يحمله بين يده هذا الحلم الذي داعبه منذ ان حمل بين يده توأم شقيقته منار.. وهذا الطفل لا يريده الا منها هي (رهف). لمحها من بعيد تلوح بيدها له..ليبادلها ..وبداخله يريد ان يعلم الي اين طريقهم. .. بعد دقائق من ال**ت داخل السيارة هتفت: - هل أخبرتك منار انها قادمة لزيارتنا غدا.. هز رأسه بابتسامة هاتفا بسخرية: -منار منذ ان قامت بشراء شقة بالقرب منا. .وهي تأتي دائما لتبلينا بأطفالها نلتهي بهم وترتاح هي.. ضحكت بخفوت من عبوسه الطفولي من الأمر ليرمقها بتعجب : -ما لذي يضحك.. ازداد ضحكها, وللدهشة انفجر هو ايضا يشاركها ضحكاتها التي بات يعشقها منذ ان تزوجها.. ربما لأنها نادرة وربما لأنها تصبح رائعة في هذه الحالة ..وربما لأنه بات يعشق تفاصيلها ككل. .بكت ام ضحكت .ثرثرت بالحديث أو التزمت ال**ت.. في اليوم التالي كان يجلس مع طارق .الذي كان يشكوا له كالعادة من توأمه المزعج ، بينما هو مشغول بمتابعة رهف من بعيد وهي تنظف المائدة بعد ان أنهوا الطعام.. لاحظه طارق ليكزه بيده هاتفا بمرح : - يمكنك ان تحدق بها ما تشاء بعد ان نذهب. . التفتت له .موسى يرمقه بنظرات حانقة: -اتمنى لو ت**ت ..او اقترح أن تأخذ توأمك النائم بالداخل ومعهم منار. وتحرمني من طلتكم البهية. .. أطلق طارق ضحكة عالية وبداخله سعيد لحالة .موسى صديقه قبل ان يكون صهره، هدأ قليلا هاتفا له بخبث: -لا تقلق.. سنذهب ونتركك. ..انا أيضا اريد ان انفرد بزوجتي. .. _وتوأمك يا طارق بيك.: هتفت منار من خلفه بنبرة ممتعضة. ليقترب منها هامسا بأذنها : - سيحدث ما نريد بعد ان يناموا يا حلوة. .لقد اشتقت لك .. كان .موسى يتابعهم بترقب حتي تحول وجه شقيقته للون الأحمر. ..ليهتف بعصبية: -توقف عن تفوه الحماقات بمنزلي طارق.. خذ زوجتك وابنائك وارحلوا. .. رمقه طارق بلا مبالاة. ..هاتفا لمنار بحب: -هيا يا قلب طارق نذهب من هنا ونترك شقيقك النكد هنا.. اومأت له بابتسامة ..ليرحلوا بعدها بينما هي تغمز لرهف بشقاوة. بعد ذهابهم دخلت رهف غرفتها تتأمل القميص الأبيض التي اهدته لها منار.. كان عاري الظهر بلمسه حريرية قصير الي ما فوق الركبة. .. تذكرت حديثها ان تقترب هي من .موسى هاتفة : - الا يستحق منها ذلك. .. وحقا هو يستحق لقد ساندها ودعمها. ..بالإضافة إلى منار تلك الشقيقة التي أهداها لها القدر. من استطاعت أن تحكي لها بمكنوناتها الداخلية دون ان تشعر بالحرج. .حتى انها أخبرتها بمشاعره المحبة ل.موسى.. هبت من مكانها لتلمع نظراتها بالت**يم وبداخلها تهمس : .موسى يستحق. .. كان يقف في النافذة شاردا في التي دخلت الغرفة متعللة برغبتها بالنوم.. ابتسم بحزن ناظرا للسماء هاتفا بداخله : - فريدة حبي الأول. .لا تحزني يا غالية.. لكن العشق ليس بيدنا، لقد أحببتها وهي تستحق. ..او تعلمين تمتلك منك الكثير كنظراتك المشا**ة.وروحك الناعمة. وانا بت احلم بطفلي منك الذي لم يكتب له النور منها هي رهف. .لقد وقعت بهواها فريدة وهي تستحق. تن*د بارتياح غريب ليلتفت خلفه عندما سمع صوتها الناعم وهو يهمس باسمه. التفت لها ليهاله مظهرها المغري والمثير. . بينما هي تقف تنظر حولها بخجل وترمقه بنظرات جانبية علي استحياء. اقترب منها ..هامسا بالقرب من وجهها لتلفها أنفاسه الدافئة بينما يده الخشنة تتلمس كتفيها بنعومته المغوية له..: -ما هذا الجمال يا رهف ازداد خجلها ليود في تلك اللحظة ان يحملها ويعلن عن رغباته التي بدأت في الظهور منذ ان داعب قلبه حبها البريء علي استحياء. . الا انه قرر ان يهدأ قليلا حتي لا يثير الذعر بها من رغبته العنيفة ليقترب من ثغرها الذي حلم به كثيرا ..يقتنص منه عدة قبلات واحدة تلو الأخرى. . كادت أن تسقط وهي بين يده من شدة مشاعره التي تنقل إليها عبر قبلاته التي تقع عليها كاللمسات الحريرية .ولكنها كانت قوية وأمرة ومتطلبة. .. لا يعلم متي حملها ووصل بها الي غرفة النوم الرئيسية غير تلك الغرفة الذي كانت تحوي اثنان من الأسرة. .. الا أنه كان مأخوذا بها وهو يضعها على السرير الكبير ذي الفراش اللامع من اللون النبيذي ..يود أن يسلها هل تحبه ام الأمر مجرد واجب. .. الا أنه لم يستطيع ان يبتعد عنها خاصة مع تلك النظرة اللامعة التي تشع منها ليرمي بكل شيء عرض الحائط طابعا عدة قبلات علي وجهها. ..ليجردها من قميصها العاري ..متجردا معها كذلك. ..لتكون تلك ليلتهم الأولى في عالمهم الخاص. في الصباح استيقظ من نومه ليجدها تحدق به بوله. تأملها هو الاخر قليلا ثم استقام من نومته ليشرف عليه بوجهه مستندا بيده حولها هاتفا بحب : - صباح الخير يا رهفي. ابتسمت بخجل هامسة بخفوت : - صباح الخير .موسى. . خرجت من الحكاية بألم وقعه صرخة حقيقة وهي تمسك قلبها بوجع صارخة: _انا تعبت... وفقدت الوعي.. يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD