الفصل الرابع وثلاثين..

2028 Words
ضحكة صاخبة هو ماناله وهو تهب من جلستها. تلوح بيدها امام نظراته.. تقترب منه.. ترفع اناملها.. تلمس رابطة عنقه ،تهمس بخفوت دون سقوط أو ارتباك _من امتى الكرم ده.. تضحك وتزيد السخرية الهزلية و تعيد: _الباشا من امتى انا أهمه اصلا.. بتخاف انت على زعلي اوي.. يرفع حاحبه وطريقتها لا تعجبه ، طريقته امبهمة وغاضبة.. يمرر الأمر ينطق بصبر ، يحتمل منها مالا اعتقد يوما أنه قد يتحمله.. _فريدة انت عاوزة ايه.. انا تعبت معاك، يشير لنفسه بعد أن بتر الحديث قائلا: _انا مبقتش عارف ارضيك ازاي.. مش عارف .. لا يكمل مايقول يبتلع ريقه.. يلتقط انفاسه ، هي انثى تثير به كل شيء وضده.. تحاربه وتهديه سلام.. ترهقه وتمنحه الراحة.. تنظر له بجمود وبوجودها تخلق دفء لا يريد الفكاك منه أو الخلاص! يشير إلى نفسه وهو يبتعد عنها خطوة.. _انا مبقتش فاهمك.. بحاول والله بحاول ابدأ معاك صح.. بحاول اد*ك مساحة تفهمي وترتاحي، بحاول اكون صبور؛ بحاول واخالف غضبي بس انت .. يشير لها بوجع: _انت مش بتديني فرصة أبدا.. صرخت به بطريقة أجفلته .. خصلاتها تثور ويدها تلوح بهوجاء، جسدها متحفز.. ونظرتها تصوب له **هام نارية.. تنغز قلبها ببساطة.. _بدايتنا غلط.. غلط.. انا وانت مينفعش نكمل و لو كملنا هنتعب .. يقترب منها ؛ يمد يده يود لمسها ولكنها تبعده عنها، تنتفض منه بعيدا بينما هو ينظر لها بحسرة قائلا-: _ بس انا معاك مش هتعب ابدا ؛ معاك بلاقي راحتي صدقيني يا فريدة ... تغيم عينيه في طيفها مكملا بتعب-: _ بلاقي معاك راحتي.. تصرخ بها و هي في حالة هياج: _بس انا لا .. انا مش مرتاحة ابدا يدلك صدغه ، يتهدل كتفه باهمال، يمسح وجهه مرة تلو مرة.. يقاطع تحفزها وثورتها بانهاك: _طب ايه الصح وانا اعمله.. قوليلي دليني انت ابتدي ازاي.. يقترب منها .. يمسكها من ذراعيها يهزها بعنف صارخا بها : _ دليني على الطريقة، قوليلي بس و شاوري انك عاوزة ده وانا هنفذ.. اديني فرصة.. عبراتها تفور تناصر الثورة المقامة على بترها الموجع.. تبتعد عنه.. تبكي ولا تتوقف عن الترديد: _انا معرفش.. معرفش.. تتخلص من هيمنته عليها قائلة بصوت واهن؛: _ انا خلاص بقت تعبانة منك ومن كل حاجة.. تبتعد بخطواتها.. وهو لا يلاحقها، يتأملها تتعثر في السير ويتوقع أنها تنهمك في البكاء كوجبة دسمة تلتهمها ليلا .. نهارا.. ومع الوجبات! فريدة أنثى كضوء الغسق.. لجة السلام ودهمة الأمل.. ! هي نهار **اه غيوم ديسمبر وثلوج اوروبا في ليلة باردة! وهو.. هو اصابه الانهاك! هو رجل اجاد القسوة وهي ثورية ترفض الحرب والمواجهة! بعد أن خرج من الغرفة فكانت تفكر بين نفسها بحياتها معه.. الأمر لم يكن كما تتمنى فعندما استيقظت في الصباح عندما أتمت زواجها منه بإرادتها، لقد كانت في تلك اللحظة التي شجعته فيها على اتمام الزواج من أصعب اللحظات؛ كيف لها أن تكمل مع جلادها الطريق لموتها، كيف؟ هل هي وقعت في حبه ؛ نظراتها كانت مشتتة، حائرة هي في لجة الألم منه ومما يفعله، هي بالطبع لا تحبه.. هدأت قليلا ثم جلست على المقعد الخاص بالمرآة الموضوعة بغرفة نومها، تلك المرأة الزجاجية التي لطالما عانقت في انعكاسها عيناه السوداء؛ تلك المراة التي احتوت جسده وجسدها في صورة قاسية؛ مبهمة، للغاية.. وغامضة.. تتذكر هي ذلك اليوم عندما جاء لغرفتهم بعد رحيل شقيقته المحير، هي ليست بالغ*ية؛ لقد لاحظت نفوره مم نيره، شعرت وشهدت نيرة تحاول الحصول على غفران محال الحصول عليه من خلال نظرات غسان المعتمة بوجع.. نظرت لا نعا**ها بالمرأة وقلبها يخفق ألما.. وجعا.. كرها.. حيث اخبرتها الصورة لا راحة هنا قد نبتغيها مع الوجع.. همست لنفسها بصوت منخفض : _متكدبيش على نفسك انت مش عاوزة تسيبيه يافريدة، متنكريش غسان ليك امان يافريدة.. تحنى راسها، تبتعد بنظراتها عن انعكاس صورتها التي تكذب بها شيء ما.. تلمس خافقها؛ تستمع بض*بات قلبها الذي لايرحمها.. عبراتها ترسم صورتها باتقان، من هي فريدة هنا من هي حقا.. هل هي الطروادة،؟ أم هي الأنثى التي نزفت الوجع فدفعت ثمن جرم لم تطأ خطيئته بقدمها! تعيد الهمس لنفسها مرة اخري: _مش بحبه؛ ايوه انا موقعتش في الحب؛ اكيد بس انا .. أنا.. صوت يهدر بها متسائلا بلعنة تواجهها بحقيقة لا تود التطرق لها: _ اومال ليه انت لسا معاه، ليه فضلتي و متقبلة منه كل حاجة ، ليه..؟! استقامت من مكانها تهتف بصراخ لانعاكاسها؛ تواجهه ؛ تصرخ به و كأنه شخص يقف هنا يواجهها ويحاربها: _عشان الأمان؛ عشان الاقي سند؛ عشان انا تايهة.. انا تعبت .. انهارت على ارضية الغرفة، بينما في تلك اللحظة شرد ذهنها في ليلة ما جمعت بينهم في نقاش ما عندما اقتحمت غرفته ومنفاه في ملحق القصر.. دخلت عليه المكان مترددة بعد إلحاح من السيدة منى حينما قالت لها: _روحي له يا فريدة يمكن يسمع كلامك؛ يمكن يرجع لنا تاني.. هزت فريدة رأسها في لحظة لم تتمكن فيها من الرفض من تلك السيدة.. دخلت بخطوات مترددة لوكره او عرينه الذي اختاره؛ كانت ترتجف وهي تسير للداخل، تنوى الذهاب له وأن تخبره من بعيد دون أن الإقتراب دون التورط معه ؛ دون التوغل فيه! دون الوقوع في عبث ربما قد وقعت به... عيناها وقعت على تلك الاريكة التي شهدت لها مشهد خزي لم تتمكن هي من أن تفلت منه.. غامت في ذلك ونظرها يعانق الاريكة.. كان كما هو جالسا على مقعده الوثير ,ظهر الملل جليًا على قسمات وجهه، ينتظر منها تنفيذ ما أمرها به للتو، طلب منها أن تتحرر من ملابسها لكي ينفذ صك ملكيته لها، طلبها منها ببساطة وينتظر منها أن تفعل ما يأمر ببساطة مماثلة..! لكنها على ع**ه؛ فوقع ما طلب منها كان كالصدمة بالنسبة إليها، شيء لم تتخيل في أسوء كوابيسها أن يُطلب منها، لم يبدر إلى ذهنها يومًا أن تكون في مثل هذا الموقف. كانت نظراتها مثبته على الأرض تجاهد أن تبكي وتصرخ بصوت عالي إلا إنها كانت تنزف وتتألم من الداخل.. تود لو تركض بعيداً, ولكنها لا تقدر لقد انتهي أمرها عند تلك النقطة المخزية, فطلبه وكأنها ساقطة..!!! وهو بنظرها فقط مجرد رجل غريب عنها كتبت على اسمه منذ أقل من ساعة, يطلب منها التعري وكأنها بائعة هوي لا زوجته...!! زوجته وهل هي حقا زوجته؟!.., هي تحاول أن تستوعب ما يحدث لها , ولكن كل هذا كثير .. كثير لدرجة تؤلمها وبشدة..! هزت رأسها تحاول أن تقاوم الدموع , تتخلص من داخلها من ذلك الضعف الذي يتلبسها , ثم رفعت نظرها له بأعين دامعة هامسة باستجداء صامت أن يرحمها تناجي ربها من الداخل صارخة بالدعاء أن يخرجها من كل ذلك ولكنه قابل ذلك ببسمة شيطانية ساخرة , يخبرها ببساطة أنها هنا للانتقام وأنه لا مجال للشفقة أو الرحمة التي تطلبها .. اتكئ بأريحية على المقعد قائلاً به***ة وأمر وهو يتشرب معالم جسدها الماثل أمامه: -ايه يابونبوناية.. انا بدأت أزهق.. وده مش حلو عشانك.. نفذي الكلام.. ساد ال**ت لدقيقة أو أقل بينما هي تقف بجسد متشنج من شدة الخوف والرهبة, انتفض هو من مكانه يقترب منها بهدوء حذر يثير الذعر بمحياها أكثر, بينما هي تقف في مكانها لا تقوى على الحركة وكأن نظراته تلك تسيطر عليها فتثبتها بالأرض اكثر ...! أما هو كان يدور حولها يفحصها بنظراته, رفع يده يمررها على ظهرها ,فترتعش هي من الخوف... وتتجمد اكثر ! ابتعد عنها قليلا ثم وقف أمامها واضعاً يده بجيبه ينظر لها بخبث هاتفا بتهديد اخر: -هتنفذي إلى بقوله ولا انفذه انا بنفسي وهتبقي دعوة صريحة منك اني اتمم جوازنا النهاردة...وبطريقتي..! اتسعت حدقتيها بعد حملته الأخيرة لتقع بين نارين لقد وضعها بين طريقين كلاهما نار بالنسبة لها فأي الطرق تختار. همست بداخلها ليتها تموت هي حقاً لا تقدر على أي شيء , هي تشعر بالتعب وأنها قد تنهار بأي لحظة.. مسحت يدها المتعرقة بفستانها , ثم همست بعد فترة قصيرة بصوت متعب ضعيف مما هي فيه: -بتعمل فيا كده ليه...انا اذيتك في ايه.. انا معرفكش اصلا.. ومع انتهاء جملتها ببكاء مرير يقطع القلب كان رد فعله نظرة باردة ثم انفلتت ضحكاته الساخرة عليها تلك الصغيرة حتما مجنونة , ألا تعلم لما هي هنا ,وعند تلك النقطة تذكر شقيقته وما حدث لها في تلك اللحظة تخيل كم عانت هي وكم عانوا هم عندما ظنوا بوقتها انهم قد يفقدوها للنهاية , فتحولت نظراته للقسوة وهو يكور يده بغضب , فهو الآن بداخله غضب لو ترك شيطانه يخرجه ربما قد تخرج هي من تحت يده محطمة ,ورغم ذلك هدأ قليلا ثم اقترب منها منحياً قليلا لموضع أذنها هامسا بنبرة اثارت بها رعشة من شدة الخوف : -انا فعلا معرفكيش , بس الصراحة القدر بقي جابك في طريقي يافريدة.. حظك ان فرحك اخر الاسبوع والناس كلها عارفة..فضيحة مثإلىة لعيلتك خصوصا بعد مايعرفوا انك اتجوزتي بالطريقة دي... كادت أن تسقط من فظاعة حديثة وشعرت أن الأرض تميد بها , هي ترى نفسها على حافة الانهيار ,ولكنها جاهدت ذلك بصعوبة فتمالكت حالها قليلا متمتمه بخفوت وهي تتحاشي لنظر إليه تتلاشي تلك القسوة التي تنطلق من حركات جسده ككل هادفة إياها : -وانا ذنبي ايه , مازن إلي غلط مع اختك أنا ذنبي ايه... قالت كلماتها بنبرة باكية وضعيفة ورغم ذلك تجاهلها, فرفع كتفيه ببرود ولامبالاة , مجيبا إياها وهو يرفع أنامله الخشنة يلمس ملامح وجهها ماراً على تلك الدموع التي تنهال بلا هوادة , فيرفع أنامله يمسحها بهدوء متسللًا إلى ذقنها يرفعها , تعانق نظراته القاسية بنظراتها الخائفة المنهزمة: -ذنبك انك اخته وإلى عرفته انك اقرب واحدة ليه..واقرب واحدة لباباكي ..عشان كده اختارتك خصوصا فرحك كمان اسبوع..! ابتعدت عنه تنتزع وجهها من بين يده هاتفة بنبرة متألمة وهي تشير إلى حالها بيأس: -حرام عليك , انت خسرتني كل حاجة خطيبي وعيلتي كل ده في يوم واحد.. سيبني في حالي...! شملها بنظرات جامدة قبل أن يلتفت بخطوات بطيئة لمقعده يجلس عليه مرة أخرى...هاتفاً بغطرسة ونبرة ناهية.. قاسية تخبرها أن لا مجال لمعارضته: -يلا مش عاوز كلام كتير والا...بلاش اقلك هعمل ايه...!! دقيقة ... اثنين ... ثلاثة... لتدرك أنه لا مناص من عدم التنفيذ ,وحينها ارتفعت يدها تتخلص من ملابسها ونظراتها اليائسة مسلطة إلى موضع قدمها...! ودموعها لا تتوقف..! ****************** هزت رأسها والعبرات تعبر عينيها رحمة.. رفعت اناملها لبشرة وجهها ، تمسحها بعنف وتزيد اكثر واكثر .. ارتفعت راسها بكبرياء و هي تنظر حولها.. كانت تسير بخطوات بطيئة وفستانها الليموني منشقا من اللون الأصفر يزين جسدها؛ هذا اللون الذي لاحظت أن غسان لا يستصيغه ولكنها رغم ذلك تحبه ولن تغيره ابدا! بل باتت تبالغ هي في ارتدائه و التنغم به.. هتفت وهي تقف في البهو الفارغ من الحياة بصوت عالي نسبيا: _غسان .. انتظرت الرد ولكنه لم يأتي؛ نظرت حولها ربما تراه ولكن ذلك لم بحدث.. قدمها حملتها لداخل تبحث عن طيفه في المطبخ ولكنها لم تجده.. خرجت منه حيث غرفة مكتبه تنادي باسمه وتكرر النداء و لكن لا مجيب و لا نتيجة و لا صدى .. دخلت المكتب فوجدته خاليا منه ، المكان مرتب للغاية.. وكأن لا قدم تطأه رغم رائحته التي نفذت بالمكان وشملته.. اقتربت من مكتبه تلمس بيدها اشيائه، تستنشق أكثر رائحته.. تشتاق هي وتنكر. ، تعشق تفاصيله ربما و لا تدري هي في شتات .. في حيرة... في ألم! نظرت لمطفاة السجائر الخاصة به فوجدت بها الكثير من لفافات التبغ المستهلكة.. تأففت وخرجت من المكتب.. ونظرها يتعلق بالأعلى فربما لو صعدت تجده بالأعلى.. بالأعلى هو كان ينتظرها.. سمع صوتها.. تصله تنهيداتها.. يصله كل شيء وأكثر.. لم يمنحها الرد على النداء.. لم يمنحها شيء.. هو ينتظرها.. دخلت هي الغرف تبحث عنه ولكنها كل مرة تصيبيها خيبة أمل.. ففي تلك الفيلا مان هناك أسوء ما حدث لها.. لا : همستها بداخلها أنها أبدا لن تعود لتلك الحالة.. طرقت غرفته عدة مرات تنادي اسمه: _غسان انت هنا.. لم يمنحها الرد .. ترددت قليلا قبل أن تدخل المكان.. ، تلك الغرفة الذي يختبى هو بها.. فتحت الغرفة وطلت برأسها ولكنها لم تجده في محيط الغرفة ، دخلت بتردد وقدمها كالهلام من مجرد وجودها في مكان تشبع برائحته.. و امتزج بها.. و ما إن دخلت حتى وجدت من يغلق المكان خلفها ويده تجذبها؛ و ذراعيه تحاوطها.. ، تنظر له بقلب مرتجف بينما هي تشهق من المفاجأة.. التفتت له هاتفة بذعر: _بتعمل ايه.. لم يمنحها الرد من ازداد حدة عناقه لها فهتفت مرة أخرى: _انت اتجننت.. يدها كانت تضغط على ص*ره تود منعه ، تتمنى أن يبتعد عنها بهيمنته تلك ولكن لا أمل أبدا لا أمل.. هتف أمام جنونه بها بغموض: _اهدي.. لم تهدأ إبدأ فزاد هو أكثر من احتضانها: _اهدي يا فريدة.. كرر و هو يحتويها بجسده ويكرر عليها ويطلب الهدوء.. حتى هدأت بالنهايه .. ظل يحاوطها بذراعيه ونور الغرفة الساطع يعانق هيئتهم المستكينة؛ و كأنهم عشاق تائهون من صور العشق والهوى.. وكأنها الحياة وهو المستقبل لنبضها فيحيا هو.. همس باسمها مترقبا لعناق عين اشتاق له عله يمنحه راحة مفقودة منه منذ زمن مضى : _فريدة.. بصيلي.. رفعت رأسها بتردد فوجدته يحيط وجهها بيده ؛ يجبرها ان تعانق نظره ... الدفيء بين أحضانه ماثل دفيء عيناه المنبثق من نظراته التي عانقاتها.. هتفت له بعذاب وعيناها تهدد بحرية العبرات: _وبعدين ياغسان.. ايه النهاية.. لم يمنحها الرد ولكنه منحها قبلة فاجأتها.. فاستسلمت دون رد فعل حقيقي.. استسلمت دون رجوع.. و لكنها في لحظة ادراك ابتعدت عنه ورحلت بعيدا.. هرولت و لم يثبط رحيلها.. فربما ذهابها افضل.. يتبع ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD