٨
غادر غيث الغرفة و اتجه نحو الرجل الذي أخبره عند دارين و عن من تكون و عملها و سألها عن مكان نومها و قد قرر التأكد بنفسه مما سمع منها و مما اخبره به رجله
ذهب إلي هناك ليجد سميرة صديقاتها و رغم كونها ليست المقربة لكنها كافية لسؤاله في الوقت الحالي عنها بدلا من لا أحد
سميرة بخوف : سيد غيث
وقفت سريعا و تركت طعامها لقد أتي السفير بنفسه لرؤيتها لكنها لم تفعل شيئا البته
هي ليست مسؤولة عن غرفته و لا عن أي شيء يخصه
غيث بأمر : أريد معرفة كل شئ يخص دارين التي تعمل بالفنادق و أيضا سارة شريكتها بالسكن
سميرة بلهفة : و هل تعلم مكانها ؟؟؟ أنا لم أراها منذ يوم أمس بعد ذلك العصير الذي أخذته من سارة
غيث بجدية : هات ما عندك
سميرة بقلق : دارين يتيمة الوالدين و ليس لها مكان سوى هنا و قد كانت علي وشك الزواج بأحد العاملين هنا لكنها اكتشفت فساد أخلاقه و لذا تركته فتوعد لها بإنتقام شديد
و ساره تلك ممن يركضون خلف المال و قد تفعل أي شيء المهم أن تحصل عليها و قد كانت تقيم علاقات مع نزلاء الفندق و لطالما حذرتها من افعالها و لكنها كانت لا تصغي أبدا
كنت أخشي علي دارين منها و من أفعالها و أن تقوم بتوريطها بأحد تلك الأعمال
و قد قلقت كثيرا علي دارين فأخر مرة رأيتها اعطتها سارة كوبا من العصير
لم أرتح أبدا لتصرفها و قد حذرت دارين منها لكنها طيبة حد الغباء تظن الناس كلهم طيبين و لا يمكنها الدفاع عن نفسها
هل هي بورطة كبيرة ؟؟؟؟!!!
سيدى صدقني إنها لا تدرك ما تفعل كل شيء تفعله بحسن نية و ليست سيئة أبدا
غيث بعدم اهتمام : ماذا تعرفين عن خاطبها ذاك و أين هو الآن ؟؟؟؟!!!!
سميرة بإنزعاج : إنه فتحي و هو يعمل بالمطعم الموجود بالفندق و سمعته سيئة جدا عندما يتعلق الأمر بامرأة جميلة
غيث بغضب لا يعلم سببه : هل تعرض سابقا لدارين أو فعل شيئا لها ؟؟؟؟!!!! إلي أي مدى كان حقيرا معها ؟؟؟؟!!!
سميرة بقلق فهو حقا يبدو مخيفا بغضبه الغير مبرر : لقد أراد منها إقامة علاقة معه و لكنها رفضت و تركته فورا بعد قامت بالصراخ و التصريح بحقيقته للكل لذا كان يتوعد بإنتقام شديد منها و جعلها تدفع الثمن غاليا
غيث ببرود : و أين هو الآن ؟؟؟!!!
سميرة بتذكر : لقد رأيته يتجه إلى تلك الغرفة و أشارت لإحدى الغرف
غيث بمكر : خذي أعطاها مبلغا كبيرا من المال ثم قال اذهبي من هنا و لا تخبري أحدا شيئا عما سألتك عنه و لا عن دارين مفهوم ؟؟؟
سميرة بقلق : مفهوم لكن ماذا عن دارين ؟؟؟!!!!
غيث بعدم فهم : ماذا تعنين ؟؟؟؟
سميرة بخوف : أنا لا أعلم مكانها و أخشي أن يصيبها مكروه فهي وحيدة و ليس لديها أحد بحياتها غيري و لولا أنني ذهبت لزيارة والدي أمس و لا أعلم بما حدث لكنت بجانبها
كانت سميرة قد علمت عن زواج السفير غيث من أحدهم لكنها لم تهتم لتعلم شيئا عنها فحياة الأغنياء لا تهمها أبدا و لا تشغلها
فقط حياتها هي و حياة من تحب من تشغلها فقط لم تشاهد التلفاز و إلا لصدمت بخبر زواج دارين و السفير غيث
و الذي لم تفكر به يوما و لم تحلم به
************************************
في انتظار التعليقات
???
يقول نزار قباني في قصيدته:
اغضب كما تشاءُ.. واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ حطّم أواني الزّهرِ والمرايا هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا.. فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ.. كلُّ ما تقولهُ سواءُ.. فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا.. اغضب! فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ اغضب! فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ.. كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً.. فإنَّ قلبي دائماً غفورُ اغضب! فلنْ أجيبَ بالتحدّي فأنتَ طفلٌ عابثٌ.. يملؤهُ الغرورُ.. وكيفَ من صغارها.. تنتقمُ الطيورُ؟ اذهبْ.. إذا يوماً مللتَ منّي.. واتهمِ الأقدارَ واتّهمني.. أما أنا فإني.. سأكتفي بدمعي وحزني.. فالصمتُ كبرياءُ والحزنُ كبرياءُ اذهبْ.. إذا أتعبكَ البقاءُ.. فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ.. والأعين الخضراء والسوداء وعندما تريد أن تراني وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني.. فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ.. فأنتَ في حياتيَ الهواءُ.. وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ.. اغضب كما تشاءُ واذهبْ كما تشاءُ واذهبْ.. متى تشاءُ لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ.
يا سيِّدتي: كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي قبل رحيل العامْ. أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ بعد ولادة هذا العامْ.. أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ. أنتِ امرأةٌ.. صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ.. ومن ذهب الأحلامْ.. أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوامْ.. يا سيِّدتي: يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ. يا أمطاراً من ياقوتٍ.. يا أنهاراً من نهوندٍ.. يا غاباتِ رخام.. يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ.. وتسكنُ في العينينِ **ربِ حمامْ. لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي.. في إحساسي.. في وجداني.. في إيماني.. فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ.. يا سيِّدتي: لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ. سوف أحِبُّكِ.. عند دخول القرن الواحد والعشرينَ.. وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ.. وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ.. وسوفَ أحبُّكِ.. حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ.. وتحترقُ الغاباتْ.. يا سيِّدتي: أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ.. ووردةُ كلِّ الحرياتْ. يكفي أن أتهجى إسمَكِ.. حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ.. وفرعون الكلماتْ.. يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ.. حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ.. وتُرفعَ من أجلي الرّاياتْ.. يا سيِّدتي لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ. لَن يتغيرَ شيءٌ منّي. لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ. لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ. لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ. حين يكون الحبُ كبيراً.. والمحبوبة قمراً.. لن يتحول هذا الحُبُّ لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ... يا سيِّدتي: ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني لا الأضواءُ.. ولا الزيناتُ.. ولا أجراس العيد.. ولا شَجَرُ الميلادْ. لا يعني لي الشارعُ شيئاً. لا تعني لي الحانةُ شيئاً. لا يعنيني أي كلامٍ يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ. يا سيِّدتي: لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ حين تدقُّ نواقيس الآحادْ. لا أتذكرُ إلا عطرُكِ حين أنام على ورق الأعشابْ. لا أتذكر إلا وجهُكِ.. حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ.. وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ.. ما يُفرِحُني يا سيِّدتي أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ بين بساتينِ الأهدابْ... ما يَبهرني يا سيِّدتي أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ.. أعانقُهُ.. وأنام سعيداً كالأولادْ... يا سيِّدتي: ما أسعدني في منفاي أقطِّرُ ماء الشعرِ.. وأشرب من خمر الرهبانْ ما أقواني.. حين أكونُ صديقاً للحريةِ.. والإنسانْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ.. وفي عصر التصويرِ.. وفي عصرِ الرُوَّادْ كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً في فلورنسَا. أو قرطبةٍ. أو في الكوفَةِ أو في حَلَبٍ. أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو سافرنا نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ حيث الحبُّ بلا أسوارْ والكلمات بلا أسوارْ والأحلامُ بلا أسوارْ .... يا سيِّدتي: لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ.. وأعنفَ مما كانْ.. أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ.. وفي تاريخِ الشعْرِ.. وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ... يا سيِّدةَ العالَمِ لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ أنتِ امرأتي الأولى. أمي الأولى رحمي الأولُ شَغَفي الأولُ شَبَقي الأوَّلُ طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ... يا سيِّدتي: يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها.. هاتي يَدَكِ اليُسْرَى.. كي أستوطنَ فيها.. قولي أيَّ عبارة حُبٍّ حتى تبتدئَ الأعيادْ.
وعدتك الا احبك ثم امام القرار الكبير جبنت وعدتك الا اعود وعودت والا اموت اشتياقا وموت وعدت بي اشياء اكبر مني فماذا بنفسي فعلت لقد كنت اكذب من شدة الصدق والحمدلله الحمدلله اني كذبت الحمدلله وعدتك الا اكون اسيرت ضعفي وكنت والا اقولى لعينيك شعر وقولت وعدتك الا اسيرت ضعفي وكنت ولا اقولى لعيناك شعر وقولت وعدت بالا والا والا