- الفصل الرابع -
❈ - ❈ - ❈
(إمرأة تفكر أن تعصاني)
❈ - ❈ - ❈
"يا إلهي ما هذه الوقاحة؟ لِمَ عليه أن يتواقح مع الجميع هكذا" فكرت شيرين لتعقد حاجباها وقد بدأت من الانزعاج لتحديقه المستمر بها، لم يمر الكثير حتى أحضر النادل ما طلب، سكب النبيذ لآدم ثم شرع في سكبه لها "شكراً ولكن لا أريد" قاطعته ليومأ لها باحترام ثم غادر.
جلست لتفكر قليلاً بأسلوبه الجاف الذي لم يرق لها مع الجميع ولكنه قد آجل الإجتماع بناءاً على ما أخبرته به، أعطاها هذا أملاً بسيطاً في أنه ربما يكون شخص عملي للغاية فسارع عقلها بتذكر إقترابه منها لأكثر من مرة بطريقة غير مريحة فتشتت وظلت شاردة حتى آتاها صوته الرخيم ليفيقها مما أنشغل عقلها به.
"هيا تناولي عشاءك" آمرها ببرود
"لا أريد، ليس لدي شهية" أخبرته بعفوية
"لا أُريد نقاش" زفر بغضب ونظر لها لتغلق عيناها بنفاذ صبر ثم بدأت في تناول الطعام
"لقد أنتهيت" همست لينظر في طبقها وقد أنهى هو ما قارب على منتصف زجاجة النبيذ ولاحظت إتصال مراد للمرة الثالثة به ولكن لم يجيبه "أظن مراد يتصل بك فيجب أن تقا**ه كما..."
"لا تخبريني بما يجب علي فعله" قاطعها ببرود وتفقد الساعة فقد عبرت الثانية عشر بقليل، أخرج نقوداً بدون أن يطلب الحساب وتركها بدون أن يقل شيئاً لتتبعه، ركبا السيارة فأخذ آدم في القيادة بشرود ولم تعلم لأين هو ذاهب
"آدم أنت تقود منذ الكثير والساعة الآن عبرت الواحدة والنصف إلي أين تذهب؟" سألت والارهاق يبدو عليها
"هناك بعض العمل الذي لم ينتهي" أجابها بدون النظر إليها لتجد أنهما في الطريق لمنزله فأستغربت لإضاعته لكل هذا الوقت. دخلت خلفه لتتبعه "أنتظريني هنا" آمرها لتجلس بغرفة جلوس
"حسناً" اجابت ولم تزعج نفسها لملاحظة أي شيء فهي بالكاد تستطيع فتح عيناها
ذهب آدم لغرفته وغير ثيابه وأطال قدر المستطاع حتى يجعلها تنتظر لتمل هي وتخبره حتى يفتعل معها عراك لتقصيرها بالعمل ولكنه في النهاية ذهب هوعندما لم تأتي له ليجدها نائمة، ملامحها بريئة ومستسلمة، هناك خصلة قد هبطت على يسار جبينها ويبدو عليها الإرهاق، لم يستطع إكمال خطته، لم يدري لكم جلس يحدق بها، وفي النهاية ذهب يحملها ثم صعد بها الدرج فلم تشعر إلا عند اقترابهم من أحد الغرف "ماذا تفعل بي؟" فتحت عيناها برعب وسألت خائفة بصوت نعس تحاول الهروب منه لتجده ينظر لها عاقداً حاجباه بملامح غريبة..
"لا تخافي" أجابها ببرود وفجأة حاوطت رقبته بذراعيها وتنفست بها غير مدركة لما تفعله وهي نائمة ليتوجه لأحدى الغرف ثم فتح آدم أحد الأبواب وأنزلها برفق على السرير يخلع عنها حذائها ثم دثرها بالغطاء ليسمعها تتمتم
"سيتحرش بي مثلهم.." تمتمت بين نعاسها ليبتسم قليلاً ومسد وجنتها بلطف ثم تركها وخرج موصداً باب غرفتها بهدوء. ذهب لينام ولكن رغماً عنه ودون أن يدرك وجد نفسه يفكر بها
"من هذه الفتاة حقاً، هي جيدة كما يقول مراد، ولكن تصدني كل مرة فهي ليست مثلهم.. هل هي هنا للعمل فعلاً؟.. تثبت لي مع كل موقف أنها جديرة بإحترامي ولكنها في الآخر إمرأة وستخذلني مثلهم.. ا****ة علىَّ لما أفكر بها الآن!!" استغرب آدم من تفكيره بها ولكن لم يستطيع نسيان مواقف مر بها معها اليوم، تركيزها بالعمل، لم ترد أن تذهب أو تقصر بعملها بالرغم من الإنتهاء في وقت متأخر، جرأتها في فرض آرائها وأسألتها المتكررة
"ولكن لن أدعها تأخذ من تفكيري الكثير.. حسناً.. لنجرب قصة العمل تلك وسننظر ماذا سيحدث" قرر آدم بإنزعاج متمتماً لنفسه، فلقد شغلت تفكيره وهو يكره أن تتحكم بتفكيره إمرأة، تذكر قربها منه وبراءة عينيها العسليتين، شفتها الممتلئة، شعرها الأ**د الفاحم، قوامها المثير، ثم تذكر إقترابها من هشام بالشركة ليشعر بالغضب تجاه ردة فعله معها!
"ا****ة عليها وعليك يا مراد من أين أتيت بها؟" تمتم حانقاً ثم بالكاد غفت عيناه لينام وقد قاربت الرابعة فجراً..
لم يلبث إلا القليل فاستيقظ في السادسة صباحاً ثم تفقد شيرين ليجدها لا زالت نائمة فأعد بعض القهوة وجلس يدخن نافثاً دخانه ببطىء ويفكر بما فعلته ميار، هل حقاً أرادته أن يخسر هذه الاتفاقية وعرضته للإستغلال بمنتهى البساطة هكذا لأنه رفض أن يتزوجها؟
Flashback
"لا تتركها يا آدم.. هو صديقي الوحيد.. أوصيك بها.. تزوجها بُني أرجوك أنا لم ولن أطلب منك شيئاً غير هذا، أنت تعرف منذ أفلس أباها واشتريت أسهمه بالشركة ومات ونحن كل ما لديها في هذه الحياة، هي لا تعرف أحد غيرنا...."
تذكر كلمات أبيه على فراش الموت وكم آلمه قراره الذي أتخذه تجاه ميارفبالرغم من أنه أعاد بعض الأسهم لها إلا وأنه يريده أن يتزوجها، فهو لم ولن يشعر بشيء تجاهها وبالرغم من هذا امتثل ما طلبه منه والده، ليفكر جيداً أنه مهما فعل مع شخصية حقيرة مثلها لن ترضى أبداً بل وطمعها سيجبرها على أن تتخذ أسوأ الطرق حتى تحصل على المزيد!
"سأُريك أيتها الع***ة من تستغفل آدم رأفت جيداً وتتخطاه وتعصاه!!" قرر أن يبعث لها برسالة وهو واثق أنها ستستجيب
"أنتظرك بمنزلي..
آدم رأفت"
بعد مرور ساعتان نظر لشاشات المراقبة بمنزله فرآى سيارتها فجلس بغرفة مكتبه وانتظرها ولكنه أعد لها مكيدة فهي من بدأت بالإدعاءات عليه، "هيا لنلعب سوياً أيتها الع***ة ولنرى من يفوز.. لقد حكمتي على نفسك بالموت" دخلت تتمايل بمشيتها ثم نظرت له
"أأشتقت إلي؟" سألته كالمنتصر
"يمكن" اعتدل في جلسته على كرسي فخم أ**د اللون وجاوبها ببرود
"وماذا أيضاً؟"
"مندهش" تبسم نصف ابتسامه
"أعجبك ما سمعت أليس كذلك؟" ابتسمت له بعهر واستفزاز
"حسناً.. آدم رأفت يغتصب ميار الحسيني.. خطيبته.. مممم لم أكن أتوقع هذا"
"لتعلم أني دائماً سآفاجئك"
"تعالي إلي هنا" آمرها وعقد حاجباه ففعلت ولكن على حذر فقام ليقترب منها ونظر لها
"ماذا تريد؟"
"ماذا أقول لك ميار ولكن يبدو أني أحب النساء الذكيات مثلك"
"لتعلم فقط ماذا أستطيع أن أفعل.."
"لقد أشتقت إليك حقاً" ابتسم لها وهو يتصنع ثم همس ووقف خلفها ليحتضنها، عار الص*ر دافناً وجهه بعنقها
"أحقاً أشتقت إلي؟ أم ما فعلته يبدو وكأنها وعكة شديدة عليك فلن تستطيع أن تخرج منها بسهولة؟" سألته وأغمضت عيناها فلكم تمنت أن تسمع هذه الكلمات منه، بالرغم من كل الألاعيب والمكايد ولكن لم يتغير تأثيره عليها حتى الآن
"نعم حبيبتي" اجابها ملثماً عنقها بقبل ساخنة
"ماذا قلت آدم؟" همست سائلة بتعجب وبنفس الوقت شعرت بتأثيره عليها الذي استجابت له دون تريث أو إنتظار، فهو لم يقل لها حبيبتي ولو لمرة واحدة منذ أن تمت خطوبتهما..
لم تحصل منه على إجابة واستمر في تحسس جسدها وقدم ذراعه ليحاوط خصرها وفك رباط شعرها ثم جعلها تنظر إليه.
"أنا آراك الآن لأول مرة بحياتي، لم أُقدر ما ملكت بين يدي، لست أدري لما حدث كل ذلك، سأتزوجك ميار" قال عاقداً حاجباه بجدية ليدعي الصدق بإحتراف
"أحقاً ما تقول آدم؟"
"متى قلت كلمة وأخلفتها؟ هل سمعتي بهذا عني قبلاً؟"
"لا.. ولكن الآن هناك حرب مشتعلة بيننا أمام العالم كله بسببي.. اعتذر لك ولكن رفضك أن تتزوجني آثار حنقي وجعلني أجن وادعي عليك كذب وأتصل بكثيرات من أصدقائي ليشهدن زور معي ويدعين عليك كذب.. أعتذر لك حبيبي"
"وما شأن الناس بنا.. لا أحد يشعر كم أحبك.. دائماً ما كنت غبي.. لا أشعر بقيمة الشيء إلا عندما يضيع من يدي.. أنا الذي يجب أن يعتذر لكِ، لا تعتذرين لي علي شيء"
"آدم أشعر أني أحلم" همست ميار تغمرها السعادة لتقترب منه فقبلها بنعومة فبعدت عنه قليلا "لم انتظرت حتى يحدث كل هذا، أتريد أن أفقد عقلي؟"
"أعتذر لك حبيبتي ولكن كنت أمر بفترة صعبة موت والدي ليس بهين"
"أعرف حبيبي.." اقتربت منه لتطوقه بذراعاها "انتظر" افترقت عنه ممسكة بهاتفها لتجري اتصالاً
"نعم.. هذه ميار الحسيني.. أريد أن أكذب إدعاءي على آدم رأفت بإغتصابي.. لقد عُرضت للتهديد من قبل بعد الأشخاص لقول هذا ولكن الآن لن أستطيع ال**ت فهو لا يستحق هذا.. شكراً لك" انهت المكالمة نظرت له بفخر ليبتسم لها ابتسامه صغيرة، أخذت تجري اتصالات عدة للكثير من المجلات الفنية والجرائد والبرامج حتى تكذب ما أدعته على آدم وبعد قليل ذهبت إليه لتحتضنه "أعتذر لك حبيبي" أخبرته متأسفة بندم.
"قلت لك لا تعتذري.. لم يحدث الكثير مجرد إدعاء وكُذب الآن" أقترب ليحتضنها
"آدم هناك شيئاً آخر" قالت بندم وهي محتضناه لينظر لها
"ماذا هناك؟"
"ممم.. أنا آسفة.. ولكن..."
"ميار حبيبتي، أنا أسامحك على كل شيء علمته وحتى إذا لم أعلمه فستصبحين زوجتي عن قريب"
"يجب عليك أن تعرف..لقد.. منذ ثلاثة أسابيع.. هناك.. العديد" تلعثمت خائفه فهي تعرفه جيداً
"لا تخافي تكلمي ولا تقلقي" حاول طمئنتها بإبتسامة ساحرة
"لقد زورت بعذ التقارير لصفقات الفترة القادمة، ولا تقل لي أنك وقعت عقد الأمس.. أرجوك أخبرني أنك لم تفعلها"
"ماذا هناك أيضاً ميار؟" سألها بعصبية ثم عقد آدم حاجباه منزعجاً فهو حقاً لا يستطيع أن يُصدق أن تصل حقارتها لهذا الحد فهي بطريقة غير مباشرة تؤذي نفسها هي الأخرى إذا تدهور حال الشركة..
"أترى لما خفت منك بالبداية؟ لا لن أقول" اجابته خائفة
"لقد أنزعجت خوفاً من أن يتدمر كل شيء" ابتسم لها ليحاول أن يُشعرها وكأن كل شيء بينهما على ما يرام ثم جذب يدها ليُقبلها
"لا لن تصل لهذا أوعدك.." ابتلعت ريقها ثم أكملت وهي تشعر بالإطمئنان "الوفد الياباني قد اتفق معي ليعرض سعراً أعلي لجودة المنتجات ولكن منتجاتهم ليست جيدة أصلاً والعينة التي وافقت عليها كانت سيئة للغاية فتوسلوا إلي وعرضوا علي مبلغ من المال ولكن أنا أستجبت لهم عند قرارك أنك تريد أن تتركني ليس طمعاً بالمال أو أي شيء.. هناك أيضا اتفاقيات بخصوص المشروع الخاص بالأجهزة اللوحية، كفاءة الرقاقات الإلكترونية ليست كما بالتقارير.. انظر آدم سأرسل كل شيء إليك.. فقط قل أنك تسامحني" ابتعدت عنه ممسكة بهاتفها لترسل له بريداً إكترونياً بكافة المعلومات والتقارير الصحيحة
"أسامحك" قالها ببرود ليصب كأساً ببار مكتبه
"هيا الآن لقد عرفت كل شيء و..."
"من ساعدك بهذا؟" قاطعها ببرود مُهيب
"هشام منذر، فهو يحبني منذ زمن، وأمام مبلغ جيد وافق على هذا" انتهت من إرسال كل المعلومات ثم توجهت نحوه تبتسم له لينظر لها آدم ناظرة ثاقبة مبتسماً بغرور ولم يدري أن شيرين واقفة بالقرب من الباب تستمع لحديثهما ثم فجأة صفق وقهقه بدون توقف لتنظر له ميار بتعجب.
"أتعلمين يا ميار؟ لقد نفذت وصية أبي وعقدت الخطوبة مثلما وصاني وحاولت أن أستمر معكي بصدق، ولكنك أدهشتيني بالفعل، فكل مرة أحاول أن أضعك بإختبار تفشلين فيه فشل هائل.. لقد عرفت خيانتك لي مع هشام وغيره، علمت بذهابك للعديد من الممثلات ليصرحوا بتحرشي لهم الذي لم يحدث من الأساس، علمت بتزوريك لتقارير بالشركة، ولكن أنا أحسد نفسي حقاً كم أنا بارع بالتعامل مع العاهرات مثلك بالإضافة إلي أني ممثل جيد بحق!"ابتسم لها بغرور بعد أن القى تلك الكلمات عليها بمنتهى البرود واحتسى من كأسه ثم تركه على البار الخاص به ونهض متوجهاً نحوها
"آآدم.. أنت.. ما الذي تقوله؟" تلعثمت متوترة
"لا تمثلي البراءة وأنتي تلعبي من ورائي أل**ب قذرة.. ولكن أنتي غ*ية!" دنا منها واضعاً يده بجيباه بشموخ "ع***ة غ*ية فعلاً.. أمام وسامتي وجاذبيتي ووعد مني بالزواج قد انهيتي كل شيء! كذبتي الإدعاء واعترفتي بكل ما ارتكبتيه" ابتسم بسخرية ابتسامة لم تلامس عيناه
"أنا لم.."
"اخرسي!! أخرجي خارج منزلي وأقسم إن رأيتك هنا أو بالشركة سأسجنك بما علمت الآن، أم نسيتي أنك زورتي تلك التقارير؟"صاح بها في برود شديد
"أيها الكاذب الحقير.. أنت لا تملك دليلاً على كل هذا ولا على ما فعلته ولا حتـ.." ليقاطعها مبتسماً في برود
"ألم أقل أنك غ*ية؟" ضحك بإستهزاء "كل ما قلته خطيبتي العزيزة مصور ومسجل أتريدين نسخة؟" همس بنبرة خافتة مستهزءة "مع القليل من المونتاج.. تحرير.. إضاءة.. سيصبح فيلماً رائعاً"
"ا****ة عليك" قالت بغضب
"لتعلمي جيداً أن لا تلعبي معي مجدداً، هيا يا غ*ية خارج منزلي" ابتسم ببرود مخيف وقد احمرت عيناه ووجه لها ظهره
"حسناً.. لتعلم آدم أن لي بالشركة أسهم والدي منذ أن توفى و..."
"سأشتري تلك الأسهم وبرضاءك وبمنتهى الود وإلا استعدي لقضية تزوير.. ووقتها لن تستطيعي حتى شراء الأسهم" ابتسم لها بمكر ثم ضيق رماديتاه" ستبدين رائعة عزيزتي بملابس السجن، ستليق بع***ة مثلك" ثم دنا منها ليجذب شعرها بيديه "سأرسل لكي هشام أيضاً ليمتعك قليلاً فالع***ة مثلك لا تستطيع أن تبعد عن الرجال" همس بإستفزاز لها دافعاً أياها على الأرض.
"سأريك يا آدم وسأجعلك تندم" صاحت به لتنهض في غيظ شديد وخرجت مسرعة إلي الحديقة لتدخل شيرين مصدومة من هول ما سمعت فرآها وأشعل سيجارة ببرود ثم جلس يتجرع كأسه دفعة واحدة عاقداً حاجباه
"أنت لم ترتكب كل ما قيل عنك حقاً؟" سألته بدهشة ولكنه لم يجاوبها وشرب من كأسه لتكمل هي" سألته بدهشة ولكنه لم يجبها وشرب من كأسه الجديد الذي سكبه للتو لتكمل هي "آسفة حقاً، فأنا أدين لك بالاعتذار.. لقد صدقت كل ما سمعت" همست متفآجئة بندم ثم جلست أمامه
"يناسبك هذا أكثر" همس بهدوء مخيف
"عفواً؟" تعجبت لما قاله
"شعرك المنسدل هكذا"
"شكراً لك.." شكرته بخجل فهي لم تتوقع منه مثل هذه الكلمات الآن.. كيف له أن يغازل بعد معرفته أن خطيبته السابقة قد خدعته،كان أجدر به أن يغضب أو ربما يمتنع عن الحديث ولكن فاجئها بمزاجه الرائق تماماً وكأن شيئاً لم يكن! " آدم هل لي أن أغادر للمنزل فأحتاج إلي ملابس و..."
"بالطبع" قاطعها "ولكن يجب أن تتواجدي بالشركة عند الثانية عشرة والنصف"
"حسناً" قالت لتتركه مغادرة ولكنها تذكرت أنها لا تملك سيارة ومنزله بعيد لا تمر سيارات الأجرة بالقرب منه، وحبيبة بالتأكيد بعملها فقد قاربت الساعة على التاسعة فعادت لتحدثه مجدداً "آدم.." حمحمت منادياه ليهمهم لها بدون كلام
"أنت بالفعل لا تملك سائقاً" سألته بخجل رافعه خصلة من شعرها خلف أذنيها
"لم؟" سألها ببرود عاقداً حاجباه لا يدري كيف يرفع نظره عنها ببراءتها وخجلها فهي تبدو رائعة الجمال بعسليتاها وشعرها الفحمي هذا
"حسناً.. بالأمس.. حبيبة أوصلتني الشركة ثم إلي هنا.. وليس لدي وقت لأبعث أحد ليحضر سيا.."
"انتظري" قاطعها مغادراً لغرفته
" يا إلهي.. هل له أن يفسر أبداً ما ينويه"تمتمت لنفسها بعد أن خرج وبعد قليل ظهر لها وقد ارتدى ملابسه التي لم تبدو رسمية مثل أمس.. سترة جلدية سوداء وبنطالاً أ**د اللون وحذاء ذو رقبة وقميص رياضياً أبيض، ساعة رول** سوداء ونظارة شمس سوداء، حسناً ذلك السواد الذي يتعايش به غريباً للغاية.. نظرت له على خجل وشعرها منسدل على عينها اليسرى ومجدداً وجدت نفسها منجذبة لملامحه التي صرخت بالوسامة "لم عليه أن يكون جذاباً هكذا؟ ولم رائحته تلك مزعجة للغاية؟" فكرت وشردت بملامحه ليوقظها صوته العميق مما تُفكر به
"اتبعيني.." تبعته شيرين حتى وصلا إلي مرأب السيارات الخاص به ثم وقع اختياره على سيارة فيراري رياضية سوداء
"اركبي" آمرها ببرود
"آدم ماذا تفعل؟" سألته بدهشة
"سأوصلـ.."
"لا لا لا.. ليس عليك أن.." قاطعته متوترة
"استمعي إلي أيتها ال**اء" قاطعها محذراً ليمسك ذراعها بقوة "اياك وأن تقاطعيني هذا أولاً.. ثانياً اياك وأن تجعليني أكرر كلامي.. ثالثاً لا تحلمي أن تقرري عني شيء.. ورابعاً وأخيراً لا تناقشيني بقراراتي وتسأليني عن قرار اتخذته" ضيق رماديتاه وقد أصبحا غامقتان برعب لينطلق الشرار منهم "هل سمعتي!" صوته الرخيم الغاضب أرسل رجفة لجسدها بالكامل لتومأ له على وجل ولم تستطع أن تخبره أن ذراعها يتألم لتجده يتركه بعد ثوانٍ ثم بدأ بالقيادة بجنون وسرعة مرعبة ولم تقوى على اخباره بخوفها فقط نظرت بأرضية السيارة.
"أين منزلك؟" سألها ببرود
"أنا أمكث عند حبيبة.. ستأخذ هذا المنعطف ثم ستسكمل السير بإتجاه اليسار"قالت بخوف وهي تلعن اليوم الذي رآته به ليسيطرا الوجوم وال**ت على السيارة ليأتي صوته سائلاً
"لماذا تمكثين عندها؟"
"ماذا؟؟ ممم..من؟" تلعثمت وقد نسيت ما أخبرته منذ قليل
"حبيبة تلك" همس ببرود
"مممم.. أمكث عندها لأن.. مممم.. حسناً منذ يوم.." تلعثمت محمحمة لا تدري ماذا تقول
"أليس لد*ك منزلك الخاص؟"
"لدي ولكن.."
"تكلمي!!" قال بنفاذ صبرجاززاً أسنانه
"لقد.. والدتها.. لقد مرضت والدتها وأرادت من يعتني بها لذا جلست معها لأن لديها عمل والدتها صديقة والدتي منذ زمن" اجابته مسرعة ولا تدري من أين تفوهت بهذا وقد لعنت لحظة إخباره أنها تمكث عند حبيبة
"ا****ة!!" صرخ بغضب وأوقف السيارة وقد سمعت إطارتها تزمجر غضباً مثله وقد علت أنفاسه "لم تكذبي؟!" صاح بسؤاله ليرسل لعسليتيها الدموع
"أنا لا أكذب فوالدتها كانت مريضة" اجابته بصوت يكاد يُسمع
"والآن؟!" سألها بعدم اقتناع
"لم أجد وقتاً لأرجع منزلي" همست وعيناها مليئة بالدموع تلمع بهما، على وشك قطع طريقها لوجنتيها
"حسناً" قال ببرود "اليوم ترجعين إلي بيتك" آمرها بهدوء
"ماذا؟! ولـ..." سكتت من تلقاء نفسها ولم تكمل واضعة يدها على فمها فقد تذكرت كلامه جيداً عن مناقشته لقراراته بالرغم من أنه ليس له الحق بأن يتحكم بحياتها الشخصية
"جيد أنكِ سكتي من تلقاء نفسك.. أعجبني هذا" همس بعد ثوان ليستكمل القيادة.
لم تدري شيرين لم انصاعت ورضخت له هكذا فقد آلمها أنها لا تستطيع أن تقرر ما تريده، لم يمر الكثير من الوقت حتى وصلا ليقف وتنزل هي بدون كلام وما إن غادر زفرت بعمق وكأنها تخلصت للأبد منه ثم نظرت لساعتها وقد قاربت العاشرة "ا****ة!!" تمتمت ثم تحدثت بهاتفها
"مرحباً.. أنا شيرين عصام مديرة أعمال السيد آدم رأفت.. هل تستطيع أن نأخر الموعد ليصبح بالحادية عشر ونغير مكان المقابلة.. نعم أنا أعلم هذا الفندق..شكراً لك"
أنهت مكالمتها ثم توجهت للمنزل بسرعة "شيرين ابنتي لقد قلقنا عليك وكنا سنقوم بإبلاغ الشرطة هل أنتي بخير؟" تحدثت والدة حبيبة في لهفة
"نعم.. نعم.. أنا بخير.. لا تقلقي" اجابتها على عجل متوجهه لغرفتها "إنه العمل ليس إلا"
"ماذا؟! هل ستغادرين؟" سألتها وهي تلااها تعد حقائبها
"نعم.. سأهاتف حبية لا تقلقي ولكن أنا على عجلة من أمري" اجابتها مسرعة
"حسناً.. أأحضر لكِ حبيبتي بعض الطعام؟"
"لا لا .. ليس لدي وقت" زفرت بضيق ثم توقفت فجأة لتحتضنها فأستغربت والدة حبيبة "تمني لي الخير أرجوك" همست لتتركها ودلفت إلي الحمام لتستحم ثم لترتدي بنطالاً أ**د ضيق ذو خصر عالٍ وقميصاً أبيض اللون وحذاء أ**د بكعب ثم نثرت شعرها على الجانب اليسار لينسدل على كتفها ون*دها صارخاً أ***ة، لم يكن لديها وقت فحركت الماسكرا على رموشها بسرعة ووضعت مرطب الشفاه الورديثم توجهت لسيارتها واضعة بها حقائبها وانطلقت حتى لا تتأخر ثم وصلت للفندق وصفت سيارتها ودلفت مسرعة.
"مرحباً.. أنا شيرين عصام" ابتسمت وصافحته
"أهلاً بكِ تفضلي.. ماذا تتناولين؟"
"عفواً ولكني على عجلة من أمري، هل نتحدث عن هذا المسلسل؟ هل لد*ك السيناريو الخاص به؟"
"نعم ولكن منذ متى وأنتِ تعملين مع آدم رأفت؟" سألها لتعقد هي حاجبيها بغضب "لا تؤاخذيني ولكني كنت أظن أن هذا الموعد سيلغى بآخر لحظة وسيتصل بي مراد ليبلغني هذا" أكمل مسرعاً بعد أن شعر أنه يعاملها بطريقة لا تليق
"معك حق" همست لتنظر للطاولة أمامها ثم أكملت "أنا أعمل مع السيد آدم منذ يومان فقط، وفعلاً كان سيلغى الموعد بآخر لحظة، ولن أعدك أنه سيقبل هذا العمل.. ولكن لنحاول قليلاً لن نخسر شيئاً.. كما لك الحق بمقاضاتي إذا كنت سارقة أو لا تثــ..."
"عفواً آنستي ولكن أعذريني فهذا غريب علي نوعاً ما" تبسم لها ثم أخرج السيناريو لها لتقرأه على عجل..
❈ - ❈ - ❈
❈ - ❈ - ❈
"يا إلهي يا آدم ا****ة عليك أيها البغيض كيف فعلتها" صاح مراد سائلاً والدهشة تملئه
"قلت لك لا تقلق" أردف بغرور مبتسماً نصف ابتسامة
"قد كُذب الإدعاء وقمت بمقاضاة هشام!! قبلت العمل مع شيرين.. كل هذا بيوم وليلة؟"
"لا تتحمس هكذا"
"أتعلم يا جبل الجليد أنت هذه الفتاة.."
"لِمَ تمكث بمنزل حبيبة تلك؟" سأله عاقداً حاجباه ويديه ببنطاله
"حبيبة من؟" سأله مراد بإستغراب
"لا عليك.." هز رأسه مفكراً
"ماذا هناك يا آدم هذه المرة الخامسة التي تتفقد الوقت أهناك شيئاً؟" أستغرب مراد مجدداً فهو لم يلاحظ آدم طوال حياته يتفقد الوقت هكذا بتلك الطريقة، ثم لاحظ كيف نظر له بحدة فغيرالموضوع لعدم الدخول بنقاش مرهق معه "ولكن أنا أردت أن أجلس مع شيرين أولاً.. لا أسامحك بما فعلته بي أمامها" لم يقل آدم شيئاً فقط نفث دخانه ببطئ وبرود "من سيأتي مكان هشام؟" سأله مراد
" سنرى" اجابه ببرود وهيبة لينظر لساعة يده مجدداً ليجدها الثانية عشر والربع
"ماذا بك يا آدم؟ ألن تتكلم"
"غادر" آمره زاجراً
" حسناً.. ولكن لتعلم أن طريقتك تلك ستصيبني بجلطة يوما ما" غادره مراد ليتركه يفكر بشيرين، فرك شفته السفلي بإبهامه وسبابته ليرن هاتفه
"ماذا وجدت؟" سأل آدم بهدوء
"منذ حوالي أسبوع تركت موقع تصوير إلي بيتها ثم لشقة بالأسكندرية ثم لمنزل صديقتها" أخبره صوت رجولي بالهاتف
"ماذا أيضاً؟"
"قامت بتغير رقم هاتفها منذ ثلاثة أيام، عفواً ولكن هذا كل ما استطعت علمه سيد آدم" أنهى آدم المكالمة مفكراً هل هي سرقت كريم لطفي؟ لم كذبت عليه اليوم بالسيارة؟ هناك شيئاً لا يعرفه ولكنه سيعلم عنها كل شيء عاجلاً أم آجلاً.
توجهت شيرين لمكتبه في تمام الثانية عشر وعشرون دقيقة وقلبها يكاد أن يخرج من مكانه لكثرة توترها وخوفها بأن يعلم الذي فعلته دون أن تخبره "يا إلهي ساعدني!!" همست لنفسها ثم طرقت مكتبه لتدخل "مرحــ..."
"ماذا هناك؟" قاطعها ببرود مميت، بالرغم من أنها تبدو مثيرة كالجحيم وود أن ينهض ليقبلها بل وليفعل المزيد، ولكنه رآى ملامحها المرتبكة وعلم أن وراء ذلك الإرتباك شيئاً ما، ولم يكن منها إلا أن زاد خوفها وارتباكها وكأنه قرأ ما يجول برأسها
"حسناً.." ابتلعت ريقها بخوف ثم نظرت إليه "أنت تعلم أنني مديرة أعمالك وأن أي نجاح لك يعتبـــ..."
"ماذا فعلتي؟" نظر لها مضيقاً عيناه بغضب مصحوباً بالهدوء ليربكها ويخيفها أكثر وعلت أنفاسها فلم تستطع التحدث مما أزاد غضبه ليض*ب مكتبه بيداه "ا****ة تكلمي!!" صرخ بها ليرسل الدموع لعينيها
"لقد أحضرت لك سيناريو المسلسل الذي أردت أن تلغي موعده اليوم" انفجرت بذعر ناظرة له والرعب يملؤها ليتحول من الغضب لبرود قاتم مخللاً شعره بيداه الأثنتين وقد اسودت رماديتاه بالكامل واحمرت عيناه وقام ليجول المكتب حولها لتبتلع ريقها وتنظر له بوجل. "أنا آســ ..."
"ا**تي" همس بهدوء لم تره في حياتها، لا بفيلم.. ولا قرأت عنه برواية..
توترت هي وفزعت من **ته المميت الذي زاد لما يقارب الربع ساعة ليدخل مراد مكتبه لي**ر ال**ت "آدم لقد احتجت أن.." لم يكمل عند رؤيته رعب شيرين و**ته المرعب حتى أنه لم ينظر إليه "آدم هل تسمعــ.."
"غادر!!!" آمره بنفس الهدوء ليدير مراد ظهره بدون كلمة مغادرهما على الفور.
"هل ستتحدث أبداً معي؟" سألته بخوف ولكن لم يجيبها فقط ذهب لبار مكتبه رامياً سترته وربطة عنقه على الأرض، ثم فتح ثلاثة أزرار من قميصة مشمراً كميه، سكب كأساً، ثم الآخر، يتبعه آخر، يليه آخر فقامت شيرين ذاهبة ورائه لي**ر ال**ت صوت كعبها على الأرض وما إن دنت منه حتى صرخ بها
"كفى" همست وكادت أن تبكي من الرعب ومنظر الدماء بيديه
"أيتها الع***ة" صرخ بها لتفزع ومسك الزجاجة ليشرب مجدداً ثم أحضر أخرى وبدأ من الإحتساء منها بنهم
"أنا فقط أردت.." ولم تكمل جملتها لترى هشيم الزجاجة حولها يتطاير ثم أخرى وقد بدأ كالمجنون بت**ير كل شيء تقع عيناه عليه
"كاذبة وسارقة وع***ة تعصاني" صرخ بها ممسكاً شعرها لتبكي هي من الرعب
"أقسمــ..."
"أقسم أنا لكي إذا سمعت صوتك سأ..." قاطعها ثم لم يكمل وفجأة جذبها من ذراعها ممسكاً اياه بقبضته القوية ليغادر مكتبه دالفاً مصعده الخاص ثم إلي سيارته لينظر لهما كل من بالشركة بهول من المنظر فلم يرى أحد بحياته آدم رأفت يفعلها من قبل، فهو شهير بهدوءه وبروده اللاذعان.
جذبها أكثر من ذراعها ليوقفها وظهرها للسيارة ودنا من أذنها بهدوء مميت ليهمس "سأريك ماذا سأفعل بإمرأة فكرت أن تعصاني" لتشعر بأنفاسه باردة مرعبة ليبتعد عنها فنظرت له كأنه تحول لشيطان، عيناه لم تعد تعرف ما لونهما ولم هما هكذا، لم تقرأ على وجهه شيء حتى كادت شهقاتها وبكاءها أن تصيبها بالإغماء.
"اركبي أيتها الع***ة!!" أخبرها بهدوء خالف قسوته ليجذبها بقوة كادت أن يخلع ذراعها بيده حتى انغرست أظافره به ليقطر دماً لطخ قميصها الأبيض ثم قذفها في مقعد السيارة ليقود هو بسرعة جنونية.
❈ - ❈ - ❈
❈ - ❈ - ❈
~ قد يخذلك البعض
تاركين ما فعلوا بنا
جروح لها ندبات
علامات لم ولن يمحوها الزمن ~
قاد آدم السيارة بجنون وصوت بكائها يغضبه أكثر وأكثر وذعرها قد سيطر عليها بالكامل فهي قد خالفته ولم يستطع أحد قبلها أن يفعل ذلك، دخن سجائرة بشراهة وملامح شيطانية ت**وه، بل هو بالفعل الشيطان نفسه. لم تقوى شيرين على منع دموعها ولكنها لاحظت طول الطريق عن المعتاد ورعبها ازداد فهي بعمرها لم تكن تتصور أنها ستتعرض لموقف مشابه لمجرد أنها ستعمل مع آدم رأفت
"إلي أين تأخذني؟" همست مرتعبة وسط بكائها الشديد
لم يجيبها ولم ينظر إليها وكأنها لم تتكلم نهائياً وبعد حوالي عشرة دقائق قد توقف لتسمع هي صوت زئير مكابح السيارة لتفزعها أكثر ثم توجه خارج السيارة يملؤه الغضب ثم جذبها من ذراعها ليفتح بوابة مقبرة خاصة ثم القى بها على الأرض لتسقط هي وتتعالى شهقاتها ولكن لم يكترث بها ليأتي ثم يحكم قبضة يده على شعرها الفاحم المبعثر
"انظري جيداً إلي هذه المقبرة فهي أول ع***ة خالفت إرادتي وخذلتني" جذبها يميناً قليلاً ممسكاً ب*عرها حول يده "وانظري لتلك الع***ة فهي ثاني من وضعتها بيدي هنا"صرخ بها جاذباً أياها مرة أخرى
"آه..كفى إنك تؤلمني" صرخت لتتأوه وكادت أن يغشى عليها
"أما تلك فهي أكبر ع***ة!! فقد قتلتها بنفسي ووضعتها أيضاً بيدي هنا" ترك شعرها ثم نزل على ركبتاه ليواجهها ممسكاً بذراعيها بقوة لتنظر بعينيه التي قد رآت بهما لهيب جهنم نفسها "أقسم لك أيتها الع***ة إذا خالفتيني مجدداً سأضعك بنفسي هنا بجانبهم، لقد كنت أفكر أنه دور ميار ولكن أظن أنكِ ستسبقينها، كلكم تتشابهن، كل ع***ة منكم تريد أن تفعل ما برأسها فقط، أنا لست لعبة بأيد*كم.." صرخ بها مدوياً بصوته الرخيم ولم يوقفه عن كلامه إلا جسدها يرتجف هيستيرياً لتفقد الوعي بعدها.
لم يصدق للحظة كل ما حدث، منذ جلوسه بمكتبه إلي أن نزل على ركبتاه وهو ممسك بها "ا****ة على نساء العالم أجمع!" صاح غاضباً ليحملها للسيارة ثم لمنزله واستدعى طبيباً ليتأكد أنها لم يحدث لها شيئاً.
جلس بجانبها وكأساً بيده يتجرع منه في نهم نافثاً دخانه بهدوء ليكون حوله هالة عظيمة تزداد وتزداد وكأنها لن تتوقف أبداً ثم حدث نفسه مُفكراً
"لم فقدت سيطرتي هكذا؟ كيف استطاعت أن تخرج أسوأ ما بي في يومين فقط؟ كيف لها أن تعصاني بعد تحذيري لها؟ أين ذهب هدوئي الذي لا ي**ره أحد؟ كنت أستطيع أن أدمرها بحق بدون أن آخذها لترى أكثر ثلاثة تهشم قلبي لفراقهم، ماذا بها هذه الفتاة لتجعلني أتصرف هكذا؟ لماذا لم أتصرف مع ميار هكذا؟"
صرخت الأسئلة بعقله حتى كاد أن يجن ولكن ملامحه هادئة باردة وحولة هالة من الهيبة قد تسع العالم بأكمله، دنا منها ليرفع بعض الخصلات المتناثرة على وجهها برفق شاعراً بالندم لما فعله بها ونظر إليها مطولاً وقد لانت ملامحه ليدخل مراد عليهم متفاجئاً بجلوسه بجانبها
"ماذا حد..."
"للخارج" قاطعه هامساً بإماءة حتى لا يوقظها ثم تبعه للخارج
"ماذا فعلت بها أجننت؟ هل حقاً ما سمعته بالشركة حقيقة؟ تحدث معي يا جبل الجليد وإلا سوف.."
"لقد أخذت سيناريو دون موافقتي لعمل تلفزيوني وأنا أخبرتها أن تلغي الموعد " قاطعه بهدوء ليشرب من كأسه
"ماذا الذي.. ولكـ.. كيف" تلعثم مراد فهو نفسه لم يقدرعلى فعلتها طوال سنوات عمله معه، ابتلع ريقه ثم أكمل "لهذا أردت أن أجلس معها قبلك!! أرجوك يا آدم افهمني لمرة واحدة بحياتك، لقد أردت أن أخبرها كيف تتعامل معك حتــ.."
"ستعمل معي ولدي، وقد تركت أنت هذا العمل، لذا ليس لك علاقة بها أو بعملي بعد الآن" قاطعه ببرود وحزم
"عفواً ماذا قلت؟" تعجب بصدمة ظاهرة على ملامحة من كلامه الجارح
"ما سمعته" اجابه بإقتضاب وقسوة
"أتدري يا ابن عمي! أنا سأدع ما قلت جانباً" أخبره بنبرة حزينة ثم مسح مراد على وجهه وحاول أن يغير الموضوع "ماذا فعلت بها؟ لم أحضرت فاطمة الطبيب؟ وا****ة عليك أأصبح تجلس بجانب النساء تتفقدهم الآن؟"
"ليس من شأنك ما أفعله"
"حسناً.. لك هذا" ربت مراد على ركبة آدم مصدوماً فهو لم يقل له هذا من قبل بل ولم يحدثه بتلك الطريقة من قبل أيضاً ونهض ليغادره لأنه تأكد أن هناك شيئاً ما ولكن هو يعرفه جيداً، عرف أنه غاضب للغاية ولن يتحدث أبداً بمثل هذا المزاج فتوجه للمغادرة ليوقفه صوت آدم
"من أين أتيت بها يا مراد؟" همس بهدوء ولكن لم يميز مراد ما سمعه.. هل هذا ضعف أم إن**ار بصوته؟ هل هذا اندهاش؟ هل هو خوف أم شكلاً جديداً من غضبه؟ أو هو فقط يسأل كيف عرفت بها؟ لم يعرف بما يجيبه وبعد سكوت طويل
"هناك شاباً يُدعى يو..."
"غادر وأوصل سلامي لليلي وزينة" قاطعه مغادراً إياه ليصعد لغرفته فلم يستطع الجلوس بها وشعر بالإختناق، ذهب خارجاً للغرفة التي تمكث بها شيرين ونظر لها بقلق عاقداً حاجباه يتأمل ملامحها الهادئة فلم يلبث أكثر من دقيقتان لتفتح هي عيناها وبمجرد إدراكها لوجوده ونظرة عيناه التي قد تحولت للبرود التام
"ابتعد عني" صاحت لتسند بيداها على السرير معدلة من جلستها
لم يجيبها بل أعطاها ظهره ليجلس على الأريكة وينظر شارداً وقد بدأ في عقد حاجباه مجدداً يحاول أن يلاحظها بجانب عيناه دون النظر لها، تحاملت هي على نفسها دون إكتراث لآلامها التي تكاد أن تهشم رأسها نصفين وذراعيها متورمتان تشعر بالآلم مع كل حركة تأخذها لتقوم وتترك السرير لتغادر ولكن أوقفها صوته
"إلي أين تذهبين؟"
"ليس من شأنك.. ولن أعمل معك أو لديك.. ولا يوجد ما يجبرني أن.."
"اجلسي" قاطعها ببرود
"لا لن أجلس سيد آدم!!! ولن تقاطعني مجدداً وستستمع إلي أن أنهي كلامي" صاحت به برسمية تامة لتجده ينظر لها بهدوء فأكملت
"لا يوجد ما يجبرني أن أعمل معك، كفى استهزاء بي.. أنا أتذكر كل كلمة خرجت من فمك تماماً منذ غادر التي أخبرتها لمراد بكل برود ووقاحة إلي آخر كلمة مهدداً لي بقتلي، ماذا تظن نفسك أيها الوقح، هل لك أن تغضب وقتما تشاء كيفما تشاء على من تشاء ثم تأتي لتتلمس جسدي بوقاحة بين الحين والآخر وتظهر أمامي متجرداً من ملابسك وتنتهي بعنفك معي مسبباً لي كدمات!! ماذا بك أمجنون أنت؟ أنت ماذا؟ ممثل شهير سافل مشهور بتفاهاته وأفلامه الرومانسية الحقيرة مستهدفاً المراهقات؟ رجل قد ورث من أبيه وجده ثروات لا حصر لها؟ لك نفوذ سياسي وتصل لما تريد؟ وماذا بعد؟!! كل هذا لا يعطيك الحق لأن تتصرف مع الناس دون رحمه وبوقاحة تفوق التصورات! هذا النادل المسكين ليلة أمس ما ذنبه؟ هؤلاء المخرجين والمنتجين ماذا فعلوا لكي تلغي معهم كل شيء وفقاً لمزاجيتك؟ مراد أليس من المفروض أنه يعمل معك منذ سنين وهو ابن عمك بنفس الوقت كيف لك أن تكون كذلك معه؟ أنا ماذا فعلت لك لتعاملني هكذا؟ أخطأت.. حسناً من منا لم يخطأ، لك أن تتناقش معي، تخ** من راتبي، تطردني إذا أردت.. ولكن أن تتعامل بحيوانية وهمجية مثل ما فعلت فلا يوضح لي هذا إلا إنك إنسان مريض ولن أكمل عملي معك لأي سببٍ كان!" تن*دت لتشعر بهدوئها قليلاً بعد أن أخرجت قدراً لا بأس به مما كان يُثقل ص*رها ويُشكل عبئاً على تفكيرها اليومان الماضيان وتفحصته لتجده عاقداً حاجباه وقد أغمقت رماديتاه وقابض كفيه كمن يحاول أن يحجم نفسه عن قتل أحد
"هل انتهيتي؟" سألها ببرود، فلم يحصل منها على إجابة ليرها تنظر له في اندهاش لبرودته اللاذعة ولم تجيبه هي وتوجهت لتحاول مغادرة الغرفة "حسناً" زفر بغرور وقام متوجهاً لها واضعاً يده بجيبا بنطاله "لا تنسي أن هناك شرطاً جزائي بال*قد و.."
"فليذهبا الشرط الجزائي وال*قد إلي الجحيم" قاطعته رافعة احدى حاجباها بشموخ وهي حقاً لا تُصدق وقاحته، فبعد ما فعله بها منذ ساعات يأتي ليتحدث عن ذلك ال*قد وبمنتهى الغرور وكأنه لم يخطأ!! حقاً لم تقابل مثله من قبل!
"ألم أقل ألا تقاطعيني أبداً؟" سألها بغضب
"ولتذهب أنت وقواعدك وشروطك إلي الجحيم سيد آدم!" اجابته لتترك له ظهرها وهمت أن تغادر ولكنها فوجئت بقبضته على يدها بعنف ليجذبها رغماً عنها لتصرخ به في غضب شديد "ماذا تريد فعله هذه المرة؟ أرتني قبور وستريني الآن جُهنم؟ دع يدي أيها الوقح"
لم يكترث بكل ما تقوله ليأخذها ووقفا أمام باب يؤدي لدرجاً ضيقاً وبعد مرورهما برواق منعزل لم تأتيه شيرين من قبل ليقف ويكتب شفرة على جهاز رقمي معلق بالحائط ليفتح باباً آخر وانتظر قبل الدخول لتضيق هي عسليتاها وتفحصته ليتزايد غضبها من قلة حديثه وعدم تفسير ما يفعله معها بل وتحكمه اللانهائي بكل من حوله فهو منذ أن رآته وهو ينهض هكذا فجأة بعد أن يقرر شيئاً ما برأسه ويتوجه لينفذه دون الآخذ في الإعتبار أياً كان من أمامه..
"ماذا أستسجنني الآن؟ أتقتلني؟ ماذا ستفــ..." ولكنها سكتت عندما رأته يبلتع ل**به بصعوبه ووجهه قد **اه الآلم الممزوج بغضب، أضاء نور الغرفة لتجد ملامحه تغيرت وعيناه أصبحتا غريبتان للغاية بتلك النظرة المبهمة التي لم تتبين معناها ثم جذبها من يدها بعنف ثم أشاح بنظره بعيداً عنها وتركها بالغرفة وذهب.
❈ - ❈ - ❈
❈ - ❈ - ❈
يُتبع..