الفصل الرابع 4️⃣

2377 Words
و بينما غزل تغادر المدرسة استوقفها احد يناديها فالتفتت بسرعة لتجده لوكا لذلك تجاهلته و واصلت مسيرها و بدأت في الاسراع لكنه سبقها و امسك بيدها قائلا : " اريد ان اعرف ما خطب كلارا لدي الحق لأعرف صحيح ! " فأشبكت يداها و أجابت : " حقك ؟؟؟ ، و بصفتك ماذا أنت حتى لم تعرفها الا لنصف يوم . " قال لوكا بجدية : " ربما انا لست صديقها و ربما انا لا اعرفها و لا اعني لها الكثير ، لكن علاقتنا جيدة و اريدها ان تصبح افضل ، أنا أريد فقط أن أطمئن عليها لماذا لا تصدقينني ؟؟ . " أجابت غزل بحزم : " حسنا لكن أقسم لو أخبرت أحدا و بالأخص جوزيف ذاك ستجد قبضتي في فكك حتى لا تفكر في الكلام مجددا ، كلارا لديها ما يكفيها من المشاكل بالفعل . " قاطعها قائلا : " أنا أقسم أنني لن أخبر أحد. " ف*نهدت و أجابت : " حسنا لقد توفيت والدتها قبل امس في حادث سيارة هي فقط ترتاح لقليل و ستعود غدا . " في هذه الليلة لم تترك الأحلام المرعبة كلارا أيضا فمنذ البارحة أصبح الحلم يراودها مرارا و تكرارا في الليلة الواحدة ، لكن هذه المرة كان شبح أمها يجذبها و كاد ينجح لولا أن ضوء أحمر ناصعا عم المكان ، عندها أفاقت كلارا لكن هذه المرة لم تكن مرتعبة بل مستغربة. ترى أين رأت هذا اللون المماثل. ثم تذكرت قائلة : " قلادة جدتي ! إنها بنفس اللون ترى أين وضعتها ميلان ؟؟ " اتجهت مباشرة للمكتب و أخذت تبحث بين أكوام الفوضى و ما إن وجدتها حتى وضعتها على ص*رها جهة قلبها قائلة : " حتى و انتِ لست هنا تنقذينني جدتي ! فقط لو كنت هنا لكان كل شيء بخير بمجرد أن تحضنيني . " ثم شعرت بأنها عليها ارتداء القلادة ففعلت و عادت لفراشها و هناك حظيت بنوم عميق دون كوابيس. في صباح اليوم الموالي استيقظت متأخرة نوعا ما فأمها كانت معتادة على إيقاظها ، لكنها جهزت نفسها بالفعل لكي تعتمد عليها. و بعد أن جهزت نفسها ، نزلت للمطبخ لكنها وجدت رسالة معلقة في الثلاجة . " كلارا ، أنا والدك ، سأذهب لرحلة عمل لبعض الوقت ستأتي خالتك للاعتناء بك و مصروفك فوق طاولة المطبخ . " فتمتمت قائلة : " و كأنني أهتم ... " ثم أكملت بتذمر : " أي أب هذا الذي يترك ابنته وحدها بالمنزل . " ثم فتحت الثلاجة و رأت احدى زجاجات المشروبات الغازية فبقيت تتأملها قليلا ، أمها كانت دائما ما تحذرها من شربها لكن من سيهتم لأمرها الآن . لكنها استعادت رشدها بسرعة و صرخت في حزم : " لا علي أن أبقي قوية . " ثم فكرت قائلة : " بعد أن لبست هذه القلادة لم اعد أرى أي كوابيس هل لهذا علاقة بالروحانيات ؟ علي أن أبحث عن هذا في مكتبة المدرسة بعد الدروس . قبل أن تصل كلارا بقليل كانت غزل تحذر الفتيات امام المدرسة قائلة : " تذكروا ، لا تتسألوها كثيرا ! " و ما ان ظهرت حتى نظرت لهم بابتسام أما هم فقط ارتموا يحضنونها . "نحن دوما معك .." اكتفوا بقول هذا . و بينما هم يسيرون قالت روز : " اذن متى سنبدأ في خطتنا ضد جوزيف . " كلارا ببرود " فقط أنسو الأمر ، ليس لدي رغبة في أي شيء . " " ماذا ! لقد تحمسنا كثيرا " صاحت ميلان بتذمر. لكن كلارا بقيت صامتة . ~•°• ✾ •°•~ في الفصل و بينما كانت كلارا تنتظر في ملل وصول الأستاذة جلس لوكا بقربها و مباشرة قدم لها وردة قائلا :من أنت يا هذه؟هذا المكان يخص كلارا .. ثم أكمل قائلا :لو غبت أكثر كنا سنكتب اسمك في لائحة المفقودين ، ظننتك قلت : " مهلا لحظة " لكنك غبت لقرن ، لقد اشتقنا لك كثيرا. فابتسمت و ردت : * ابتسامتك لا تدل على ذلك لكن شكرا على الوردة . " لكنه قال بانفعال : " تمزحين صحيح ؟ المكان كان فارغ من دونك . " كلارا : " و ليس عليك أن تقول مهلا لحظة كل مرّة تراني فيها ! " و في هذه الأثناء كان جوزيف ينظر لهم ثم التفت لسيلير الذي يجلس بجانبه و قال بنبرة شريرة : " لقد عادت الغ*ية لا تنسى الخطة . " و في حصة الرياضة و بينما كان الجميع يركض اكتفت كلارا بالجلوس في احد المدارج و هي تراقب الجميع " امسكت بك أيتها ال**ولة ، ماذا تفعلين " قال لوكا من خلفها . فضحكت و أجابت : " انه ليس كذلك ، لدي أسبابي و الإدارة تعلم بالأمر . و أنت ماذا تفعل هنا لا تقل لي أنك تتهرب من الركض . : " أبدا أجابها بل أتهرب من جوزيف ! " كلارا بسخرية : " ماذا الآن ؟ هل يريدك أن تركض بدلا عنه . " لوكا : " لو أراد لفعلها صدقيني و الان وداعا . " كلارا : " وداعا . " جوزيف : " ها قد ابتعد عنها أخيرا ، لكن سيلير لما لم تخبرني أنها لا تلعب الرياضة ! كيف سأقوم بخطتي الآن؟ سيلير بارتباك : " لم أعرف هذا ، ربما هي تشعر بالتعب .. " لكنه قاطعه قائلا : " لا يهمني بما تشعره،لدي خطة جديدة . " و بعد قليل ذهب سيلير الى حيث توجد كلارا و قال : " يا فتاة لقد اخبركي الأستاذ ان تضعي هذه الكور في المخزن على الأقل اذا كنت لن تلعبي . " لكنها بقيت صامتة تنظر له الى أن أحس بالتوتر ثم أجابت بشك : " أنت تكذب ! جوزيف طلب منك قول هذا صحيح؟ سيلير : " أجل .. لا !.. أعني لما قد اكذب حتى الأستاذ ليس هنا ، بالتأكيد ينتظرك في غرفة المخزن . " و بالفعل نظرت كلارا حولها و لم تجده حينها أكمل سيلير و قد اكتسب قليلا من الثقة : لكن لا بأس ، سأخبر الأستاذ أنك لا تريدين الذهاب. فصرخت قائلة : " انتظر ، اعطني الكرات سأذهب. " . فابتسم سيلير بخبث و قال : " سيري نحو الأمام اخر غرفة على اليمين . " بقيت كلارا تسير في الممر ثم بدأت تشعر بالريبة فقد بدى المكان مظلم و كأّن لا أحد فيه و لكي تطرد الخوف من قلبها بدأت تنادي قائلة : " يا أستاذ ، أنا كلارا و معي الكرات ، أستاذ ! . " لكن لا أحد يجيب سوى صوت صداها ،و عندما وصلت للغرفة المنشودة ترددت في فتحها لكن فتحتها في النهاية و دخلت و هي تسعل من الغبار الكثيف ، إنها غرفة مهجورة بحق . و بينما هي كذالك انغلق عليها الباب بسرعة و سمعت من يقهقه قائلا : " لنرى ما الذي ستفعله البطلة وحدها الآن . " انه جوزيف لقد تعرفت على صوته ! فأخذت تأنب نفسها : " كنت اعرف انه خلف الموضوع " ثم بدأت تطرق الباب بعنف و هي تصيح : " أخرجني أخرجني من هنا ! . " لكنه لم يأبه لها و ابتعد بعيدا ظنا منه أنها ستتعلم الدرس و تخضع له مثل البقية اذا لعب بأعصابها قليلا . لم تتوقف كلارا عن طلب المساعدة لكن لمّا شعرت بالتعب توقفت قليلا تنظر حولها .المكان قديم جدا،لا تكاد ترى منه شيء لكثرة الضلام لكن كانت تحس بضيقه الشديد لدرجة أنها كانت تشعر بأنفاسها. عندها توترت و بدأ قلبها يدق بسرعة و شعرت بالاختناق ، فبدأت تدق و تصيح بكل قوتها و دموعها تسيل بلا توقف ، شعرت حقا بأن نهايتها ستكون هنا لكن للنفس دور كبير في تهويل الأشياء انتهت حصة الرياضة و كلارا لم تعد فبدأت غزل تشعر بالشك و ما زاد يقينها رؤيتها لجوزيف يبتسم بشكل مفاجئ عندها اتجهت له و قالت مخاطبة بحزم : " أين هي كلارا ؟ . " فأجاب و هو يتصنع البلاهة : " ليس لدي أي فكرة عما تتحدثين . " فابتعدت عنه و قالت : " أنا اعلم أن لك دخل بالموضوع! لا تعبث معي . " فقال بسخرية : " اوه خفت كثير ا! الآنسة " انظر لي أنا قوية . " جائت هي و صديقتها غريبة الأطوار و كتلة الدهون و المهوسة ، يجب علي أن أهرب ! ردت بغضب : " لنذهب يا بنات الكلام لن يجدي نفعا مع هذا المتكبّر . " ثم التفتت للوكا قائلة : " هااي لوكا هل تبحث معنا ؟؟ . " لوكا: "حسنا ، أنا قادم . " ثم التفت لجوزيف ينظر له بغضب و لحق بغزل و الفتيات.و ذهبوا يبحثون بكل مكان من المدرسة دون جدوى اما جوزيف فيلحقهم ليسخر منهم. و بينما هم يرتاحون تمتمت ميلان : " أتمنى أن تكون بخير ، إن قلبها ضعيف لذا ستكون حقا مشكلة اذا شعرت بالقلق الزائد عن الحد . " تساءل لوكا بحيرة : " ضعيف ؟ ما الذي تقصدينه ؟! . " فأكملت غزل : " نعم كلارا لديها بعض المشاكل الصحية بقلبها لذا اذا قامت بمجهود رياضي او شعرت بأي احساس كالخوف مثلا يرفع دقات القلب عليها ان تأكل أقراصها قبل ان يرتفع ضغطها و يحدث شيء لها .. " عندها تحول وجه جوزيف المتألق لآخر شاحب و تلاشت ابتسامته الصفراء شيء فشيء . أما سيلير فقد صرخ : " الهذا لم تكن تلعب الرياضة ! " جوزيف : " ا**ت ! فضحتنا لا تتكلم بكلمه سوف اذهب انا الان . " ثم تركهم جوزيف و كانوا يحمدون الله أنه تركهم لكن هو ذهب و عندما اقترب من الغرفه نظر حوله لكي لا يراه أحد و ما أن فتح وجد كلارا على الأرض و قد تملّكها التعب و الهلع تنظر بحيرة للمكان ، شعرها اصبح سواد الى بياض لكثرة الغبار و أما ملابسها فلم تكن أقل سوءا . أما ذو الشعر الأشقر ذاك فلم يستطع محو نظراتها من باله إنها تهزّ أوتار قلبه لتذكره في فتاة ما قا**ها في أحد صفحات الماضي ،بل الأجدر قول أنها كل ماضيه ، كان يزعجها كثيرا أيضا ، لم يستطع تحمّل الأمر أكثر فحملها و أخذها لغرف التمريض و عندما اوصلها الغرفة اجلسها وبعد أن انتهت الممرضة خرجت أما هو جلب بعض المياه لكي يزيل الغبار و مشط من جيبه و سرح شعرها و اصبح شعرها مثل الأول و عندما انتهي اتصل بلوكا و أخبره أنه وجدها ثم اتي الجميع و هو خرج من الغرفة و خرج خلفه لوكا و أوقفه و سأله : " اين وجدت كلارا " جوزيف : "لم اجدها في الواقع انا السبب في حالتها هذه الان " لوكا : " لم افهم ماذا تقصد " جوزيف بتأنيب ضمير قليلا : " لقد حبستها في غرفة الرياضه القديمه لكن لم أكن اعرف انها مريضه . " لوكا بعصبية : " كيف تفعل هذا هل انت طفل لكي تفعل هذا ثم **ت قليلا و اكمل في الواقع انت طفل يا جوزيف ، ا**ق . " ثم تركه و دخل الغرفة و عندما دخل كانت كلارا تتناول أقراصها و ارتاحت قليلا من الصدمة ثم اخذها أصدقائها للحمام لتنظف نفسها و ملابسها من الغبار غزل : " كلارا اجلسي هنا سأذهب أنا و الفتيات لإحضار حقيبتك لقد انتهى الدوام بالفعل ، يمكنك الذهاب لوكا . " لكنه أومأ لها بالرفض قائلا : " لا بأس سأبقا هنا . " فابتسمت قليلا بلطف ثم خرجت و قد أغلقت الباب . كلارا : " هل انت بخير ؟؟ . " فابتسم لها قائلا : " أنا بخير فقط تعب قليلا جوزيف جعلني ألعب معه أل**ب الفيديو طوال الليل . " عندها انقلبت ملامحها لأخرى حادة و قالت باشمئزاز : " بالحديث عن الشيطان ، لم أنت صديق معه إنكما مختلفان كليا و هو لا يكف عن استغلالك ! . " لوكا : " أنت لا تعرفينه جيدا هو ليس شخصا سيء جدا " حملقت بعينيها باستغراب و كأنها تقول :"هل نتحدث عن نفس الشخص الذي حاول قتلي منذ قليل؟" ففهمها لوكا ثم قال بتردد : " حسنا ، حسنا ! هو سيء ، لكن لا أستطيع ببساطة الابتعاد عنه فمهما كان سيئا يبقى صديقي من الطفولة و هو يهتم لنا كثيرا ، لديه جانب حساس أيضا . " ثم همس في أذنها مازحا : " و لن تصدقي هذا،لكنه بشر . " " سأعتبر نفسي صدّقت " أجابت بسخرية بعد أن كانت تضحك لداعبة لوكا . أما هو فقال بحماس : "و تعرفين كيف سأثبت لك ،سأجعله يعتذر منك . " ضحكت كلارا قائله : " للأحلام حدود صديقي . " لكنها لاحظت نظراته الجدية فأكملت بنبرة فيها تحدي : " إذن على ماذا تراهن ؟ " فوقف في حماس قائلا : " إذا ربحت أنا ستخرجين معي بموعد و إذا ربحت أنتِ سأخرج معك في موعد . " ضحكت في سذاجة متسائلة : " و ما الفرق حتى ؟ " " الكثير صدقينني ! و الآن وداعا . " قالها بسرعة متجها للخروج بابتهاج . أما كلارا فهمست قائلة و هي تضحك :فتى غريب حقا! " أعلي أن أسمع هذا كل مرة أدخل؟ " قالت غزل التي دخلت للتو هي و الفتيات . "و بالمناسبة لما يبدو لوكا مبتهجا !هل حدث شيء ما " أكملت بخبث . لتتن*د كلارا بملل و تجيبها : " خيالك واسع يا فتاة . " لتعود للابتسام من جديد و هي تنظر بعيدا . ~•°• ✾ •°•~ جوزيف بصراخ :ما الذي تقصد أعتذر لها! لوكا : أقصد شيء كأعتذر لها؟ جوزيف هو يهم بالخروج : " و كأنني سأفعل على جثتي! بالإضافة الى أنك نعتني بطفل و ا**ق . " لوكا بصياح : " لأنك طفل فعلا و ا**ق! اسمع لقد خسرت الجميع بطريقة تعاملك هذه لا تظن انهم يحبونك و ستفقدني قريبا .. إذا بقيت علي هذه الحالة . " ثم سار في اتجاه الباب للخارج. كانت كلارا هذه الأثناء في مكتبة المدرسة،فرغم ثني أصدقائها لها للعودة للمنزل و الراحة الا أنها كانت عازمة على البحث عن الحالة التي تحدث معها في المكتبة،فأخذت إذن تتجول و تجمع الكتب كأنها في قصرها الخاص ثم انزوت في طاولة تقلبها في اهتمام،حتى انها لم تنتبه أنها أسقطت بعض الكتب و قاطعها من متعتها الصغيرة صوت أقدام جوزيف الذي تقدم نحوها دون التّفوه بشيء فلم يكن منها الا النظر له قليلا ثم استئناف قراءتها ، أما هو فقد ظل يتقدم بهمس : "أتمنى أن يحدث شيء قبل أن أقول هذا ! أتمنى أن أتحول لضفدع .. " ثم وجد نفسه أمامها مباشرة و قبل أن يتفوه بأي شيء قاطعته قائلة في وقاحة و برود دون أن تكلف نفسها عناء النظر له : " إذا كنت تبحث عن مشاكل أخرى فأرجوك ابتعد ،لدي ما يكفيني من المتاعب ." لكنه أجابها في هدوء : "لا!جئت لأقول أنا آااااس .. " لكن انزلقت قدمه في إحدى الكتب الملقية و سقط مباشرة على كلارا و قبل أن يفكرا في التأوه حتى ، ظهر شعاع أحمر من تحت ملابسهما و تحديدا على عنقها و جيبه ثم أفلتت اسوره من جيب جوزيف لتتّحد بقلادة كلارا و يسطع ضوء آخر بقوة و شديد الاحمرار .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD