حلقة 14 البركة بالشباب

1272 Words
تم حبس كل من الشباب الستة كل منهم بزنزانة منفردة و لا يعرف أحدهم أي شيء عن الآخر عاشوا طوال فترة عشرون يوما لا يرى أيا منهم طيف لأي مخلوق لا يعرفون متى الليل و لا متى النهار لا يرون أثرا لضوء الشمس فقط اثر خفيف لضوء مصباح خافت في الطرقة الخارجية يجلسون في اسوأ حال ممكن أن يجلس فيه انسان فكروا في البداية أن يض*بوا عن الطعام و لكن تراجعوا عن هذا القرار هم متأكدون أن هذا القرار لن يؤثر في أولئك الوحوش فمن الممكن أن يقتلونهم بدم بارد دون اكتراث فهل يكترثوا بأضرابهم عن الطعام ، على أية حال هم يعطونهم من الزاد ما يجعلهم فقط على قيد الحياة ليس أكثر فهم لا يريدونهم بكامل عافيتهم بل متعمدون أن يصيبهم الإعياء و الهزال ظلوا هكذا طوال فترة العشرون يوما يأتي العسكري دون أن ينبس بحرف يترك رغيف من خبز الشعير و قطعة صغيرة من الجبن المالح مرة واحدة يوميا ثم ينصرف دون أن ينبس ببنت شفة ، ظلت الأمور تسير على هذا المنوال حتى ص*ر قرار بترحيلهم إلى المحكمة العسكرية للنظر في قضيتهم و الحكم فيها ، أصبح الصباح دخل لكل منهم عسكري يقيده و يغمي عينيه حتى لا يرى الطريق ثم اخذوهم إلى سيارة الشرطة ليتم ترحيلهم إلى المحكمة و معهم سيادة الضابط الذي قبض عليهم ذهب ليسلم المتهمين المارقين المجرمين الخارجين عن القانون إلى المحكمة بيديه ليريح ضميره و يؤدي مهمته على أكمل وجه ، دفعهم العسس إلى السيارة دفعا حتى صعدوا الكابينة الخلفية للسيارة ثم ركب العسس أيضا معهم ثم ركب الضابط بجوار العسكري الذي يقود السيارة فأدار عجلة القيادة متجها إلى المحكمة العسكرية التي تعاقب المارقين الخارجين عن القانون الذين يحاولون الانقلاب على نظام الحكم و زعزعة أمن البلاد صرخ فيهم عزام - اتقوا الله و انزعوا تلك الع***ة من على عيوننا لقد كدنا نصاب با***ى نزعها أحد العسس من على أعينهم جميعا واحدا يلي الآخر ثم قال لهم - نزعناها و رفعنا الغمامة و الظلمة عن عيونكم أي أوامر أخرى رد صالح بهدوء - شكرا لك على أية حال - الشكر لله يا سيدي سأله عوض مستنجدا - اين تذهبون بنا - ليس عندنا أوامر أن نحكي معكم أي تفاصيل رد عمران محاولا أن يصل لإجابة - لن يضرك أن اجبتنا على أي حال لن نخبر أحدا أن هناك حديث دار بيننا - ماذا يعود عليكم من الإجابة رد عدنان ييأس - معك حق هل يضير الشاة سلخها بعد ذ*حها - لا تيأس يا ولدي أنها مجرد محاكمة عسكرية ربما يرأف بحالكم القاضي ردوا جميعا بانزعاج - ماذا محاكمة عسكرية ؟ - نعم نحن سنذهب إلى المحكمة العسكرية لتتم محاكمتكم - أليس من المفترض أن تبلغوا اهلنا بما يحدث لنا ليعرفوا مكاننا و يأتون بمحامي للدفاع عنا أليس لنا حقوق - مع من تتحدث يا عوض هؤلاء مجرد عبد المأمور ليس بأيديهم شيء هم فقط ينفذون الأوامر - معك حق يا عزيز أنها مأساة مدينتنا توقفت السيارة فجأة يبدوا أنهم قد وصلوا إلى المحكمة العسكرية نزلوا من السيارة بعد ما دفعهم العسس للنزول دفعا كانت أشبه ما تكون بقلعة حصينة مخيفة دخلوا و الرعب يملأ قلوبهم و القلق يعصرهم عصرا مثلوا بين يدي سيادة القاضي داخل قاعة المحكمة فأمر بدخولهم قفص الاتهام فاعترض عدنان - لماذا تدخلنا قفص الاتهام يا حضرة القاضي الموقر بأي تهمة تتهمنا رد القاضي بحزم - اخرس أنت هنا في حضرة المحكمة العسكرية و من هو امامك قاضي عسكري رد عزام بقوة - و لماذا يحاكمنا قاضي عسكري نحن مدنيين و لسنا عسكريين كي تتم محاكمتنا في محكمة عسكرية - اخرس أنت الآخر انتم مدنيين و لكن تهمتكم تحاكمون عليها عسكريا صرخ صالح - وما هي تهمتنا نريد ان نعرفها أليس من حقنا أن يأتي من يدافع عنا ؟ - انتم متهمون بالخيانة و العمالة لجهات خارجية اعرفتم تهمتكم صرخ عزيز - لا نحن أكثر منكم وطنية - اتتجاوز حدودك ستدفعون ثمن ذلك التجاوز غاليا جدا قال عوض بهدوء - فلتعلم يا حضرة القاضي الموقر أنه سيأتي يوم نكون جميعا بين يدي الله و سنطالبك أمام الله بحقنا الذي اهدرته أنت و من معك - حكمت المحكمة بالإعدام شنقا لكل من صالح حماد – عزيز حنا – عوض حسان – عزام حلمي – عدنان سويلم – عمران الصاوي صرخ الشباب مفزوعين من ما نطق به القاضي - العدل . العدل الرحمة - اقسم لك سنقاضيك يوم القيامة ايها القاضي الذي أضاع العدل و الرحمة أن ضاع حقنا في الدنيا فهناك أخرة يا حضرة القاضي الذي لا تعرف شيئا عن الآخرة ولا عن العدل - أخرجوهم من القفص و اذهبوا بهم ايها العسس ليتم تنفيذ الحكم أخذهم العسس و عادوا إلى سيارة الشرطة ليشحنوهم بنفس الطريقة دفعوهم دفعا ثم ركبوا هم أيضا تعمد الضابط أن لا يدخل أثناء المحاكمة و ظل منتظرهم بالسيارة بالخارج حتى عادوا له فهو يعلم جيدا ما سيحدث تماما فهذه ليست المرة الأولى التي يأتي فيها بشباب في عمر الزهور للمحاكمة العسكرية بيديه ليحكم عليهم نفس القاضي بالإعدام ثم يعود هو بهم إلى جهة تنفيذ حكم الاعدام ، أدار العسكري عجلة القيادة متجها إلى حيث جهة تنفيذ حكم الاعدام حيث هناك قلعة مخصوصة لإعدام مثل هؤلاء المارقين الجواسيس المجرمين ٠ وقف حماد مع حنا امام بيته باكيا يسأله عن ابنه عزيز ربما يعرف لصالح طريق - لم يعد عزيز إلى البيت حتى الأن يا حنا - اقسم لك انني بحثت عنه في كل مكان فلم أعرف له طريق - و انا ايضا بحثت عن صالح في كل مكان و لم اعثر له على اي أثر و ذهبت إلى حسان أيضا اساله عن ابنه عوض أخبرني أنه أيضا لا يعرف له طريق و بحث عنه أيضا في كل مكان - يا لها من مصيبة أين ذهب هؤلاء الأولاد - ربي يسترنا و لا يصيبهم مكروه نحن ليس لنا سواهم مر الصاوي من أمامهم أتى أيضا ليسأل حنا عن عزيز فوجدهم يقفون مع بعضهم فسأل حنا - مازال عزيز مختفي يا حنا - نعم يا صاوي الم تعرف انت لعمران طريق أو تعثر له على اي أثر - لا و لكن أخشى أن يكون حدث ما أخشاه رد حماد بقلق - و ما هو ما تخشاه يا صاوي - أن ابنائنا أخر مرة كانوا يجلسون مع بعضهم البعض على المقهى الكائن بآخر الشارع مع أبناء حلمي و حسان و سويلم أيضا و هم كما تعلمون شباب متحمسون و يتحدثون كثيرا في السياسة و شئون الحكم - ماذا تقصد يا صاوي ؟ - ربما خ*فهم غربان الليل يا حنا - ماذا غربان الليل ؟! - و هل تخ*ف غربان الليل صبيان في مطلع الشباب ؟ - نعم يا حماد و هذا هو ما أخشاه - ستكون كارثة إذا كان تخمينك صحيح - بل مصيبة مأساة و المصيبة الأكبر أن نعرف اساسا اين مكانهم كي نحاول أن نتصرف أو ننقذهم بأي طريقة - الا تعرف يا حماد أن مجرد سؤالك عنه ربما يعرضك أيضا للحبس و الاعتقال - ماذا تقول يا رجل ؟ - هذه هي القوانين الجديدة يا حنا ؟ - هذا معناه أن نطلب العوض من الله عن فقدان أبنائنا للأبد - أنا لا يمكن أن استسلم لهذه الفكرة بهذه السهولة - هل نفقد ابنائنا دون أن تحرك ساكنا - سنسجن أو نقتل جميعا إذا نطق أحدنا أو فتح فيه - يا لها من مأساة - نحن أخطأنا أننا لم نحاول أن نكبح جماح عنفوان شبابهم - هل كنا نقتل المرؤة و الرجولة في نفوسهم كما قتلناها في نفوسنا - هل كان هناك حل اخر لكي نحتفظ بهم و لا يعرضونا لهذا الموقف الذي نعيشه الأن - أنهم لا يعرفون أن **تنا ليس عن ضعف او جبن بقدر ما هو يأس أن ينصلح حال هذه المدينة المتوحشة كان يجب أن نصارحهم كي يفقدوا الأمل في إصلاحها هذا ما كان يجب أن يحدث منا - نصحح أفكارنا الان و نفكر كيف كان يجب أن نربيهم بعد أن صاروا رجالا فكروا معنا يا رجال في حل نستعيد به ابنائنا - كيف في البداية نتأكد من ظنوننا ؟ - أخشى أن نسأل عنهم في المخفر أو في أي جهة مسئولة نتعرض للمسائلة .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD