حلقة 13شباب جزيرة النار

1708 Words
جلس شباب المدينة حديثي العهد بالشباب على المقهى بجوار بعضهم البعض على نفس المنضدة يتحدثون إلى بعضهم بما يؤرقهم من حال مدينة النار التي يسكنوها هم و اهلهم منذ زمن بعيد و دائما ما يلومون اهلهم لماذا هم صامتون على كل ما يحدث و كل ما يدعون أنه تطور خرب حياتهم و دمرها ، كان الآباء في الماضي لا يجدون أي وسائل لمعرفة ما يدور حولهم بالجزر الأخرى و لا يعرفون من الاساس كيف تم ردم كل مصادر المياه المالحة و العذبة و لا يقتنعون أن هناك أي سبب وجيه لهذه الفعلة الشنعاء فهل منطقي أن يمنع شخص عن نفسه و أهله الماء التي هي ثاني مص*ر للحياة بعد الهواء سبحانك يا الله لم تجعل لأنسان التحكم في الهواء ابدا و لكنهم على أي حال لا يتركون طريقا لتلوث الهواء لم يسلكوه و لا تلوث النهر الوحيد الذين تركوه كي نشرب منه هل منطقي أن يردموا بحرين و سبعة انهار يا لها من حماقة متعمدة و كيف سكت أهل هذه الجزر عن كل هذا التخريب المتعمد لكل شيء بدعوى المدنية ، أنها مأساة حقيقية جماعية مشتركة بين كل شعوب هذه الجزر ، صراع دائم و فجوة كبيرة دائما بين الجيل القديم و الجيل الحديث بين الشيخوخة و الطفولة و الشباب يتهم الكبار الشباب أنهم مستهترين و لا يعرفون أي شيء في حين أن الشباب يتهمون آبائهم و أجدادهم أنهم لم يحافظوا لهم على وطن ولا على أرض و لم يصنعوا لهم مستقبل جيد قبل أن ينجبونهم من الاساس فلا ترى في أعين أي طفل أو شاب غير السخط على كل شيء و الشعور أن المستقبل في عيونهم مظلما لا أمل فيه ، جلسوا معا ستة من الشباب قال عدنان - ما الذي يجبرنا أن نحتمل مثل هذا الحاكم الفاشل المستهتر ؟ رد صالح - ترى ماذا بوسعنا أن نفعل ؟ قال عزيز - لماذا لا نجتمع فوق النهر المردوم اعتراضا على ردمه و نعبر عن رأينا و رفضنا ل الأوضاع المتردية في المدينة قال عوض - نعم الرأي أصبت يا عزيز رد عمران - لا أظن أن هذا التجمع سيكون مجديا سيبقون علينا بالقذائف فيموت جميع من هم مجتمعين و يخاف كل من في المدينة أن يكرروا الأمر مرة أخرى قال عزام مؤكدا - أو ربما يأتي الحاكم و معه كل أجهزة الإعلام يصورنا و هو يلقي خطبة ع**اء أنه سيلبي كل مطالبنا و يحقق كل احلامنا و أذا قررنا أن نظل حتى يحقق ما وعدنا به يسبونا في كل مكان و في كل أجهزة الإعلام و يتهمونا أننا عملاء لجهات تتبع مدينة أخرى - أو عملاء لتيارات معادية لها افكار تدميرية غريبة تريد تدمير البلاد و جندتنا لتستحوذ على السلطة - معك حق أيضا يا صالح و ربما اتهمونا بالخيانة و العمالة أو أننا من عبدة الشيطان - سودتم الدنيا في أعيننا تماما يا عدنان ماذا سنفعل أذن معنى ذلك انكم تطالبونا بالسكوت - لا يا عدنان ابدا و لكن يجب أن نفكر في كل الاحتمالات ليس أكثر و أثناء مناقشتهم ل الأوضاع سمعوا اصوات لسرينة سيارة شرطة يبدوا أنها على مقربة منهم و فجأة. توقفت السيارة أمام المقهى و نزل منها ضابط و معه مجموعة من العسس اقتربوا جدا من الفتيان و قبضوا عليهم وسط هدوء تام من الحاضرين بالمقهى لم يعترض أحدهم و لم ينبس احدهم بحرف خوفا من بطش ذلك الضابط و الشباب يعترضون على ما يحدث - ماذا فعلنا يا سيادة الضابط لتقبض علينا أنت و رجالك ؟ - فلتأتي معي و ستعرف كل شيء يا عمران - أنت تعرفنا أذن ؟ - بالطبع أعرفكم جيدا و هذا ليس اجتماعكم الأول يا عوض - و هل في اجتماعنا تهمة يا سيادة الضابط الموقر - أن يلهو صبيان مثلكم بمستقبل مدينتنا هذه هي التهمه يا صالح - أليس مستقبل مدينتنا هو مستقبلنا - أأتوا معي دون اعتراض أو مشاغبة كلكم بهدوء بدل من استخدام العنف معكم مضوا معه صامتين خوفا أن يهينوهم امام الأموات الجالسين بالمقهى و خشية أن يحاولوا إيذاء أهلهم فربما أحضروا آباءهم و لاموهم أنهم لم يحسنوا تربية أبنائهم و لم يعلموهم كيف يكونوا مواطنين صالحين صامتين يعيشون في حالهم و لا يتدخلون في شئون مدينتهم كما كان آبائهم يفعلون منذ ولدوا على هذه الأرض كما علمهم أباءهم أيضا ، ساروا معه صامتين لم ينبسوا ببنت شفة و ركبوا سيارة الشرطة مع العسس حتى ادخلوهم مكان غريب لم يكن هو مخفر الشرطة الذي يعرفونه كان مبنى غريبا مهيبا مريبا في نفس الوقت لم يروا الطريق حيث سيارة الشرطة مصفحة ليس بها أي فتحات ل الرؤية بل فتحات صغيرة جدا منتشرة ل التهوية ، كانت هذه السيارات ضمن التحديثات التي طرأت على جهاز الشرطة و التي انفق عليها وزير الشرطة أموالا طائلة ، وقف الشباب أمام المبنى مرعوبين مما ينتظرهم يتبادلون نظرات مؤلمة و في عينيهم بريق دموع ، ادخلهم العسس بالقوة حيث دفعوهم دفعا ل الدخول إلى ذلك المبني القوا بهم داخل زنزانة قذرة ب*عة مقفرة و تركوهم مع بعضهم البعض و أغلقوا الباب عليهم بأحكام و تركوهم و رحلوا قال صالح - ما هذا المكان الب*ع لم ارى مثله من قبل ؟ أشار لهم عدنان بيديه إشارة تدل أنه يأمرهم جميعا بال**ت ثم التفت يمينا و يسارا حوله فوجد ورقة قذرة فأخذها ففهم عزام مطلبه فبحث في جيوبه و اخرج قلم فأخذه عدنان و كتب على الورقة - بالتأكيد هم وضعونا هنا مع بعضنا البعض و ليس كل منا بزنزانة منفردة كي يتجسسون علينا بالتأكيد المكان هنا مراقب بالكاميرات و السماعات ليروا و يسمعوا كل ما يدور بيننا أخذ عوض الورقة و القلم من يد عدنان و كتب فيها - أذن ماذا سنفعل و ماذا سنقول في التحقيقات لابد و أن نتفق أخذ عمران الورقة و القلم و كتب لهم - لابد أن نتفق أن ننكر اي كلام دار بيننا حتى لو كان المقهى أيضا مراقب بالكاميرات و حتى لو أصروا نقول إن كل ما نقوله مجرد كلام نعبر بيه فقط عن رأينا و أننا لن نقوم بفعل أي شيء مطلقا كان بالفعل سيادة الضابط يرى ما يحدث و قد فهم أنهم يكتبون ليحتاطوا من التجسس عليهم بأي طريقة فأمر الضابط أحد العسس - يبدوا أنه لا طائل من جلوسهم معا في هذه الزنزانة أذهب و احضر لي عدنان يبدوا أنه اخطرهم ذهب العسكري لإحضار عدنان الى حضرة الضابط شعر الشباب بقدوم وافد إليهم فتخلصوا من الورقة بتمزيقها أربا اربا صغيرة جدا بحيث يصعب جدا تجميعها مرة أخرى و قراءة ما فيها مما دار بينهم نادى العسكري على عدنان و تأبطه ذاهبا به إلى حضرة الضابط قال الضابط - اهلا يا عدنان تفضل بالجلوس جلس عدنان متعجبا من ذلك الترحيب المريب أشار له الضابط بالسيجارة قائلا - سيجارة يا عدنان - شكرا لك أنا لست مدخنا - لماذا يا عدنان أنت مقبل على العشرين من عمرك هل يوجد في مدينتنا شاب مثلك لا يدخن لقد أصبحت رجلا - هل التدخين هو دليل الرجولة اليوم في جزيرة النار - اسمها مدينة النار يا عدنان - ماذا اغضبك يا حضرة الضابط الموقر الم تكن جزيرة يوما ما قبل أن تتحول إلى مدينة - أذن ما بلغني حقيقة - ما هو الذي بلغك يا حضرة الضابط و من الذي أبلغكم به ؟ - أنسيت نفسك ايها الولد أنا الذي احقق معك و لست أنت من تحقق معي - عفوا حضرة الضابط الموقر فقط اسأل لأوضح لسيادتكم الأمر ليس أكثر - انتم متهمون بمحاولة قلب نظام الحكم - ماذا ؟! - ما معنى هذه التهمة اساسا ؟ - اتتغابى . تدعي الغباء يا ا**ق ، على اية حال هذه الطريقة لن تفييدك أنت و اصدقائك - يا حضرة الضابط الموقر أي حكم هش هذا الذي يقلب نظامه صبيان لم يتجاوزوا العشرين من عمرهم مثلنا - لماذا تجتمعون أذن ؟ - نجتمع لنستذكر دروسنا فقط و نشكو همومنا احيانا لبعضنا البعض - و ما هي همومكم الذين تشكونها لبعضكم البعض ؟ - امور عادية لا تغفل على سيادتكم حضرة الضابط الموقر - ما هي هذه الأمور أحب أن أعرفها ؟ - بالتأكيد كل صاحبي المناصب و من يعملون بنظام الحكم يعلمون أن بسبب قرارهم بردم كل الماء المحيطة بالجزر معظم أو كل سكان الجزر يعانون من فقر مائي منذ سنوات عديدة منذ ردمت أنا لم أستحم منذ أسبوع يا سيادة الضابط رائحة عرقي الكريهة أصبحت نفاذة يشمها الغادي و الرائح حتى شم ملابسي امي لم تجد ماء لتغسلها أيضا رائحتي أصبحت لا تطاق أنا و امي و أخوتي و هذا ليس حالنا وحدنا - أذن أنت تعترف انك تعترض على قرارات جلالة الحاكم الموقر - لا يا سيادة الضابط ابدا أنا لم اعترض فقط أطالبه بوجود حل لما نتج عن قراره فقط - أنت تتجاوز حدودك بهذا الكلام - هل قلت غير ما يحدث فعلا سيادة الضابط - يا عسكري - نعم يا فندم - خذ ذلك المجرم و دعه وحده في زنزانة فردية - أوامرك يا حضرة الضابط أخذه العسكري و ذهب به في اتجاه آخر بعيد عن اتجاه الزنزانة التي يوجد بها أصدقائه و في أثناء سيرهم بعد أن بعدوا عنه نده الضابط على عسكري اخر ثم قال له - احضر لي صالح يبدوا أنه اهونهم أمرا و يليه عوض - أوامرك يا سيادة الضابط الموقر ذهب العسكري إلى الزنزانة ا****عية و نادى على صالح و جره إلى سيادة الضابط حتى وصل له فقال الضابط محاولا ادعاء الهدوء بعد ما أثار عدنان أعصابه - تفضل يا صالح - شكرا لك سيادة الضابط الموقر - هل تشرب قهوة - يا لك من ضابط كريم جدا اشكرك أن احضرتها لي - يا عسكري احضر فورا فنجانين من القهوة - أوامرك يا سيادة الضابط ذهب العسكري ثم عاد و معه فنجانين من القهوة وضعهم على مكتب سيادة الضابط و انصرف قال الضابط - تفضل القهوة يا صالح تفضل يا رجل - شكرا جزيلا لك يا حضرة الضابط الموقر أنت لا تعرف كم فعلت بي معروفا إذ أحضرت لي هذا الفنجان من القهوة - الى هذه الدرجة - منذ يومين مصاب بصداع فظيع و اريد ان أشرب فنجان من القهوة - و لما لم تشربه على المقهى الذي كنت تجلس فيه أنت و رفاقك - طلبته من اختي اولا صرخت في وجهي أننا المجد الماء نشربه كي نصنع به الشاي و القهوة لسيادتك حتى المقهى ذهبت له قال النادل أن الماء مقطوعة منذ يومين لم تنزل قطرة ماء واحدة من أي صنبور صرخ الضابط منفعلا - أنتم بالتأكيد متفقين على مثل هذا الكلام ايها المجرمين أنا المخطئ إذ قررت أن أفتح تحقيقا عادلا معكم انتم لا تستحقون العدل و لا تستحقون مثل هذه المعاملة الكريمة - لماذا غضبت يا سيادة الضابط الموقر لم اقصد اغضابك نهائيا - اخرس . امثالك لا يثير في أي انفعال من أي نوع يا عسكري - أوامرك يا سيادة الضابط الموقر - خذه و افعل به مثل ما فعلت بصاحبه و بالآخرين أيضا من أولئك الر**ع لنرى من سينتصر بالنهاية ايها الر**ع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD