حلقة 18 الفرار

1082 Words
عرف أهل الشباب ما حدث لأبنائهم أصابهم الذعر و الهلع خوفا على أبنائهم اجتمع أباءهم جميعا في بيت حنا كي يفكرون معا ماذا سيفعلون بعد ما حدث لأبنائهم و أين ذهبوا و كيف يطمئنون عليهم تركوا نساءهم تولول في بيوتهم على فلذات كبدهم و تجمعوا معا في بيت حنا ليلا في الخفاء كي لا يشعر بهم أحد قال حماد بصوت خافت - لابد أن نأخذ حذرنا و لا يعرف اي احد مهما كان أي شيء يدور بيننا قال عزيز بخوف - بل يجب أن لا يعرف احد أننا نجتمع معا من الاساس - معك حق يا حنا فالأمر بات مرعبا - المهم الآن ماذا سنفعل يا حنا كي نعرف حال أبناءنا الآن أن ام عمران تصرخ و تولول ليل نهار تريد معرفة مكان ابنها و تطمئن عليه - أنه نفس حال أم عزام يا صاوي أن البيت تحول إلى مقبرة من فرط الحزن و العويل - المصيبة الأكبر أن ينتبه الحاكم و رجاله لنا نحن و أطفالنا و زوجاتنا و بناتنا - ماذا تقصد يا سويلم ما معنى أن ينتبه لنا الحاكم و رجاله ؟ ! - اقصد أن يحاولوا الضغط على أبنائنا لتسليم أنفسهم فيقبضوا علينا أو يستغلون نسائنا في الضغط عليهم - يا لها من مصيبة هل يصل الفجور الى هذه الدرجة - ههههه أضحكتني يا رجل أتعيش في مكان أخر غير مدينتنا هذا هو ما يحدث كل يوم مع معارضين النظام في كل مكان و ليست مدينتنا فقط - معك حق حماد هذا هو ما يحدث لم يعد هناك مرؤة قتلوها فينا - أذن نحن نعيش مأساة حقيقية - الأخبار المتداولة أن أبناءنا الأن في جزيرة الغابة - هذا لتكتمل المأساة من منا يجرؤ أن يذهب لمدينة الغابة لنطمئن عليهم و نعرف أخبارهم - قريبا سنضطر للهرب جميعا إلى جزيرة الغابة أيضا سيصبح هذا هو الحل الوحيد - نعم هذا هو الحل الوحيد للهرب من بطش الحاكم و رجاله - يا رجال أحمدوا الله لقد نجا الله أبناءنا بعد أن قبض عليهم ذلك الضابط الظالم و ذهب بهم إلى القاضي العسكري و حكم عليهم بالإعدام. - نعم يجب أن نحمد الله كثيرا لولا تلك الأفعى الغريبة اعترضت سيارة الشرطة و قتلت الضابط لكان أبنائنا في عداد الأموات - و المصيبة أن ابنائنا اشجع منا واجهوا الموت و نحن جبناء مازلنا نخاف الحاكم و بطشه - هل لد*كم حل أخر يا رجال هل تظنون أننا نستطيع فعل شيء يا صاوي - يا أخي فلنرحل من هذه الأرض إلى أي أرض أخرى إذا كنا مستضعفين الى هذه الدرجة - ربما إذا رحلنا لأي أرض أخرى نستطيع البحث عن أبنائنا و الوصول إليهم - إلى أي أرض سترحلون هل تظنون الأمر هين أن كل المدن المجاورة تعاني مما نعانيه لا تظنون أن حالهم افضل من حالنا - و لكن أمرهم افضل قليلا - أنهم سيعاملوننا كوافدين عليهم غرباء ليس لنا حق أن نقاسمهم في أرضهم و خيراتها القليلة - لابد و أن نفكر في طريقة للخلاص من هذا الهوان - لا حل سوى الرحيل - إلى أين ؟ - إلى أرض خالية ليس بها حكام و لا أعوان لهم - أي أرض هذه التي لا يحكمها حاكم ؟ - هناك ارض ليس بها حاكم ولا بشر - أي أرض هذه يا حنا ؟ ! - جزيرة الثلج - ماذا ؟ ! جزيرة الثلج - أجننت يا رجل تريدنا أن نتجمد - نحاول أيجاد حل للتدفئة الأمر ليس مستحيلا - و لكنه ليس سهلا أيضا - أما الفرار أو الخراب و الموت فلتختاروا - معك حق يا صاوي و لتعلموا أن بين الحكام معاهدات و مصالح و اذا ذهبنا لأي مدينة أخرى من المدن المجاورة ستسلمنا الشرطة لحاكم مدينتنا مدينة النار - فعلا هذه هي الحقيقة - أذا قررتم الهرب فخير البر عاجله لابد و أن نفعل في اسرع وقت ممكن - نعم يجب أن نستعد للرحيل غدا في نفس موعدنا هذا - كيف سنرحل نحن و أطفالنا و نسائنا في الليل دون أن يشعر بخروجنا أحد - أذا اتجهنا ناحية المحيط وركبنا مركبة بحرية لن يتوقع أحد هروبنا بهذه الطريقة - سلموا امركم إلى الله و لن يحدث إلا ما كتبه الله علينا - نجتمع غدا عند المحيط لا يجب أن نخرج من المدينة معا كي لا نلفت الأنظار الينا - معك حق يا حماد يبدوا أنه لا مفر من الهرب من هذه المدينة الظالم أهلها افترقوا و ذهب كل منهم إلى بيته ليحكي لزوجته ما دار بينهم و يقنعها برأيهم جميعا و قرارهم بحتمية الهرب من هذه المدينة لم تقتنع كل النساء و لكن السبب الوحيد الذي جعلهم يرضخون لقرار الرجال هو سعيهم للبحث عن أبنائهم و خوفهم على أبنائهم الأخرين و بالفعل في اليوم التالي استعدوا جميعا للخروج من تلك المدينة التي انقطع اخر خيط يربطهم بها و جهزوا كل اشيائهم و أبنائهم أخذا ما خف وزنه و يمكنهم حمله بسهولة و خرج كل منهم مع زوجته و ابنائه في غيابات الظلام و كان الأمر صعبا للغاية لأن في كل شارع مصباح مضاء بنيران مشتعلة بوقود يجعلها مضاءة ليلا و نهارا و لكن الوقت الذين خرجوا فيه كان عدد الناس بالشوارع قليلا جدا و قد بدأوا بالفعل في التحرك سريعا كل منهم يخرج من الشارع الذي يقطن به يتحرك في اتجاه مختلف عن الاخر اضطروا للسير مسافة طويلة حتى خرجوا لأول الطريق الممهد ثم ركبوا سيارة أجرة كل أسرة تركب سيارة تلو الأخرى حتى وصلوا إلى أول المحيط و ركبوا مركبة بحرية كي يصلوا إلى جزيرة الثلج . وصلوا إلى المحيط و تقابلوا كما اتفقوا معا وجدوا مركبة بحرية راسية على شاطئ المحيط اتجهوا ناحيتها وجدوا الربان فاتفقوا معه أن يركبوا معه مقابل بعض الطعام الذي حملوه من بيوتهم وافق بشرط أن يعطوه أيضا بعض المال و تمت الصفقة و تحركت المركبة مع أول خيوط الصباح متجهة ناحية جزيرة الثلج حيث هي نهاية الرحلة . الرحلة صعبة جدا و المحيط غير آمن و لكن لا مفر فالجو برد و المياه متقلبة جدا و الأمر ليس سهلا و ظلت المياه تحملهم لمسافة طويلة استغرقت ثلاث ايام على ظهر المركبة البحرية في عرض المحيط المتسع الشديد العمق المليء بالأخطار . و أثناء ابحار المركبة بين الأمواج ظهر فجأة سمكة قرش كبيرة جدا كانت قريبة جداجدا من المركبة من ما أثار رعب الركاب جميعا و ظلوا يصرخون حتى طمأنهم الربان قائلا - ماذا بكم أن سمكة القرش هذه تصاحبني في كل رحلة و لم تؤذيني يوما لا أنا و لا أي أحد من الركاب لماذا أنتم مرعوبون بهذه الطريقة رد عليه أحد الركاب قائلا - أذا لم نخاف من سمكة قرش مما نخاف في هذا المحيط - يا رجال لا تخافوا ولا ترعبوا أطفالكم أنا أؤكد لكم أن الأمر ليس مخيفا صدقوني ظلت السمكة تتحرك يمينا و يسارا و كأنها تستعرض قوتها و تقوم بعمل عرض راقص مما جعل الركاب يستمتعون بالنظر إليها و قد نسوا رعبهم حتى الاطفال ظلوا يضحكون فرحين .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD