حلقة 17 قرارات الحاكم

1094 Words
انقلبت الدنيا رأسا على عقب بعد ما حدث من احداث غريبة غير مفهومة بعد ما حكى العسس كل ما رأوه لكل الناس ، أصبح حدث هرب الشباب المحكوم عليهم بالإعدام و كيف انقذتهم قوة خفية و ما تداولته الألسنة عن تلك الأفعى الضخمة التي قتلت الضابط الظالم الذي قرر القضاء على ارواح أولئك الشباب الأبرياء ، أما قصر الحاكم حين وصلته الاخبار شعر الحراس بالخوف و الرعب الشديد فربما تهاجم هذه الأفعى قصر الحاكم غضبا من الله بسبب الظلم و القهر الذي يعم البلاد و إن لم يكن لهذا السبب فيكفي الموبقات التي تحدث كل يوم في ذلك القصر اللعين ، شعر حراس القصر أن النهاية قد اقتربت و أنهم اول ما يلقى به في النار و أول ما يهاجمه الناس و يصبون عليه جم غضبهم هو أولئك الحراس لن يفكروا أنهم لا يملكون لهم شيئا و أن ما يفعلوه هو مهام عملهم كما أمروهم الحكام ، جلس الحاكم بين رجاله و وزرائه يبحثون ما جد من الأحداث الغريبة في المدينة و كيف قتل الضابط و اين هرب أولئك الفتية المجرمون و من الذي عاونهم لابد أن هناك من ساعدهم على الهرب ليس الأمر صدفة قال الحاكم للوزير - كيف قتلوا الضابط و هربوا أولئك المجرمين المنقلبين ؟ - العسس حكوا عن وجود افعى ضخمه هي من اعترضت طريقهم و قتلت الضابط - أين ذهب أولئك العسس المجرمين بعد ما حدث ؟ - خافوا من المسائلة القانونية يا حضرة الحاكم قال أحد الوزراء المعروف بالدهاء و القسوة - يا حضرة الحاكم هناك أمر هام هو أهم شيء يجب أن ننتبه له - ما هو ذلك الشيء ايها الوزير ؟ - أن أولئك الفتية أصبحوا أبطالا شعبيون في عيون الناس كلهم - بالتأكيد و هذه كارثة فعلا - نعم يا سمو الحاكم هذا سيكون سببا في جرأة الناس علينا و هوان أمرنا على الناس قال وزير اخر - ربما يفكر عدد آخر من الشباب أن يحذو حذوهم كي ينالوا تقدير الناس رد الحاكم بغضب - أنها مصيبة كبيرة جدا ماذا سنفعل ؟ رد الوزير الداهية - لابد من البحث عن أولئك الشباب و قتلهم يا مولانا الحاكم - نعم يا مولانا الحاكم لابد من قتلهم ليكونوا عبرة لمن يعتبر و لا يجرؤ أي كلب أن يفعل فعلتهم أو يتجرأ علينا و لو بحرف واحد - اين ذهبوا هم من الاساس كي نقتلهم او لا نقتلهم ؟ - لابد من البحث المكثف عنهم في كل مكان - هم غالبا في جزيرة الغابة يا مولانا - و من يجرؤ أن يدخل جزيرة الغابة يا سمو الحاكم - أنها فعلا مشكلة كبيرة - لابد من المجازفة - و من ذا الذي سيجازف بحياته و يذهب الى جزيرة الغابة بعد ما حدث للضابط و العسس - هذا غير أن حوادث القتل ناحية النهر الممتد داخل جزيرة الغابة من البداية و هي كثيرة جدا خاصة من شعب جزيرة النار و شعب جزيرة الحجر - نعم و لكن ليس هناك حل أخر - بقي السؤال من سيذهب للبحث ؟ - ضابط اخر و عسس آخرين - هل يضحي أحد بحياته بعد ما عرفوا ما حدث للضابط الذي قتل و العسس الذين هربوا ؟ - بالطبع كل من سيذهب لهناك سيقتل - لابد و أن نعرف من الذي يسخر تلك الح*****ت ليفعلوا هذه الأفعال ؟ - هذا ايضا يحتاج لبحث طويل داخل جزيرة الغابة - عندي فكرة يا مولانا - انطق ما هي فكرتك ؟ - لماذا لا نحاول أن نجند جاسوس يتوغل داخل جزيرة الغابة لنفهم ما يدور فيها و نعرف كل شيء غامض يحدث من خلف ظهورنا - فكرة و لابد سنصل أيضا لهؤلاء الشباب أيضا و نعرف مكانهم و يحاول هذا الجاسوس أن يستدرجهم - احلام عظيمة و جميلة و لكن ترى من ذلك الفدائي ايها الوزراء و كيف سيصل إلى أعماق و خبايا جزيرة الغابة ؟ - نعم يا مولانا معك حق - و نسيتم شيء آخر مهم جدا جدا - ما هو ايها الوزير ؟ - نحن نستطيع خداع البشر و لكن كيف ينخدع الح*****ت أنهم لا يأتمنون أي شخص غريب ؟ - لابد من البحث عن شخص مختلف لديه القدرة على خداع البشر و خداع الح*****ت - من هو ذلك الساحر يا عبقري زمانك ؟ - يا لك من ملهم يا مولانا الهمك الله من علمه و حكمته - ماذا تقصد ايها الوزير - اقصد أن نبحث عن ساحر فعلا يا مولاي - ترى هل هذا هو الحل المناسب أيها الوزير ؟ رد الوزير الداهية - يا مولانا أنا أرى أن نسير في الاتجاهين - أي اتجاهين تقصد ايها الوزير ؟ - أي نبحث عن ذلك الساحر الجاسوس و أن نبعث أيضا حملة أمنية أولا لاقتحام جزيرة الغابة للبحث عن الشباب و محاولة فهم و لو شيء مما يدور هناك - اتجاهين كلاهما اصعب من الاخر صعب جدا إقناع أحد الضباط القيام بمهمة أمنية مثل هذه - أؤمرهم يا مولانا لن يستطيعون أن يرفضوا لك أمرا فمن يرفض تنفيذ أمر الحاكم يحكم عليه بالإعدام يا مولانا - يحكم عليه بالإعدام - نعم هذا هو نص القانون يا مولانا الحاكم - فعلا سأؤمرهم أنا الحاكم لا يستطيع أحد أن يعصي لي أمرا انتهى ذلك الاجتماع الهام بين الحاكم و وزرائه و قد قرروا بالفعل أن يبحثون عن ساحر يستطيع إقناع الح*****ت أيضا و التأثير عليهم و أيضا يستطيع خداعهم و أيضا قرروا أن يأمر الحاكم رجال الشرطة أن يقتحمون جزيرة الغابة للبحث عن الشباب الهاربين المختفين لتنفيذ حكم الاعدام ليكونوا عبرة لمن يعتبر و لا يجرؤ غيرهم من شعب مدينة النار على أن يحذو حذوهم فلا يجب أن يعتبرونهم أبطالا بل يجب أن يراهم الجميع مجرمين خارجين عن القانون و تلقوا جزاءهم و تم تنفيذ حكم القضاء ، سمع الحارس ما دار بين الحاكم و وزرائه فهو المسئول عن التأمين الداخلي و منصبه يسمح له أحيانا أن يسمع و يرى و يعرف أشياء كثيرة لا يعرفها غيره و لكنه ايضا يعرف أن مجرد أن يحكي ما عرفه بينه و بين نفسه سيكون سببا في نهاية حياته أو أن لا يرى الشمس مرة أخرى بألقائه في السجن مدى الحياة حتى يموت قهرا ، و لكنه هذه المرة فاض به الكيل و اصبح يشعر بدون النهاية المحتومة لمثل هذه الأفعال المشينة التي يخجل أن يحاكيها بل و يخجل من نفسه أنه طرف في مثل منظومة كهذه لا تمثل أي مخلوق يحترم نفسه مطلقا ، و لكن إذا ترك هذا العمل كيف سيعيش هو و ابنائه هذه الأفكار تدور بخلده و تسيطر على. كيانه منذ أن تسلم هذا العمل و هذه الأفكار مثل نار تأكل عقله و قلبه تفترسه الحيرة و لكن لا يستطيع أتخاذ أي قرار حقيقي و هذه المرة شعر أنه يجب أن يتخذ موقفا حقيقيا رغم معرفته أنه مجرد أن يفكر في ترك هذا العمل سيعتبره الحاكم و رجاله خائنا و سيخافون من أفشائه أسرارهم التي لا يعرفها سواه ، يا لها من مأساة حقيقية و يا له من قرار صعب بالتأكيد سيدفع حياته ثمنا له .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD