انقلبت الدنيا رأسا على عقب بعد ما حدث من احداث غريبة غير مفهومة بعد ما حكى العسس كل ما رأوه لكل الناس ، أصبح حدث هرب الشباب المحكوم عليهم بالإعدام و كيف انقذتهم قوة خفية و ما تداولته الألسنة عن تلك الأفعى الضخمة التي قتلت الضابط الظالم الذي قرر القضاء على ارواح أولئك الشباب الأبرياء ، أما قصر الحاكم حين وصلته الاخبار شعر الحراس بالخوف و الرعب الشديد فربما تهاجم هذه الأفعى قصر الحاكم غضبا من الله بسبب الظلم و القهر الذي يعم البلاد و إن لم يكن لهذا السبب فيكفي الموبقات التي تحدث كل يوم في ذلك القصر اللعين ، شعر حراس القصر أن النهاية قد اقتربت و أنهم اول ما يلقى به في النار و أول ما يهاجمه الناس و يصبون عليه جم غضبهم هو أولئك الحراس لن يفكروا أنهم لا يملكون لهم شيئا و أن ما يفعلوه هو مهام عملهم كما أمروهم الحكام ، جلس الحاكم بين رجاله و وزرائه يبحثون ما جد من الأحداث الغريبة في المدينة و كيف قتل الضابط و اين هرب أولئك الفتية المجرمون و من الذي عاونهم لابد أن هناك من ساعدهم على الهرب ليس الأمر صدفة قال الحاكم للوزير
- كيف قتلوا الضابط و هربوا أولئك المجرمين المنقلبين ؟
- العسس حكوا عن وجود افعى ضخمه هي من اعترضت طريقهم و قتلت الضابط
- أين ذهب أولئك العسس المجرمين بعد ما حدث ؟
- خافوا من المسائلة القانونية يا حضرة الحاكم
قال أحد الوزراء المعروف بالدهاء و القسوة
- يا حضرة الحاكم هناك أمر هام هو أهم شيء يجب أن ننتبه له
- ما هو ذلك الشيء ايها الوزير ؟
- أن أولئك الفتية أصبحوا أبطالا شعبيون في عيون الناس كلهم
- بالتأكيد و هذه كارثة فعلا
- نعم يا سمو الحاكم هذا سيكون سببا في جرأة الناس علينا و هوان أمرنا على الناس
قال وزير اخر
- ربما يفكر عدد آخر من الشباب أن يحذو حذوهم كي ينالوا تقدير الناس
رد الحاكم بغضب
- أنها مصيبة كبيرة جدا ماذا سنفعل ؟
رد الوزير الداهية
- لابد من البحث عن أولئك الشباب و قتلهم يا مولانا الحاكم
- نعم يا مولانا الحاكم لابد من قتلهم ليكونوا عبرة لمن يعتبر و لا يجرؤ أي كلب أن يفعل فعلتهم أو يتجرأ علينا و لو بحرف واحد
- اين ذهبوا هم من الاساس كي نقتلهم او لا نقتلهم ؟
- لابد من البحث المكثف عنهم في كل مكان
- هم غالبا في جزيرة الغابة يا مولانا
- و من يجرؤ أن يدخل جزيرة الغابة يا سمو الحاكم
- أنها فعلا مشكلة كبيرة
- لابد من المجازفة
- و من ذا الذي سيجازف بحياته و يذهب الى جزيرة الغابة بعد ما حدث للضابط و العسس
- هذا غير أن حوادث القتل ناحية النهر الممتد داخل جزيرة الغابة من البداية و هي كثيرة جدا خاصة من شعب جزيرة النار و شعب جزيرة الحجر
- نعم و لكن ليس هناك حل أخر
- بقي السؤال من سيذهب للبحث ؟
- ضابط اخر و عسس آخرين
- هل يضحي أحد بحياته بعد ما عرفوا ما حدث للضابط الذي قتل و العسس الذين هربوا ؟
- بالطبع كل من سيذهب لهناك سيقتل
- لابد و أن نعرف من الذي يسخر تلك الح*****ت ليفعلوا هذه الأفعال ؟
- هذا ايضا يحتاج لبحث طويل داخل جزيرة الغابة
- عندي فكرة يا مولانا
- انطق ما هي فكرتك ؟
- لماذا لا نحاول أن نجند جاسوس يتوغل داخل جزيرة الغابة لنفهم ما يدور فيها و نعرف كل شيء غامض يحدث من خلف ظهورنا
- فكرة و لابد سنصل أيضا لهؤلاء الشباب أيضا و نعرف مكانهم و يحاول هذا الجاسوس أن يستدرجهم
- احلام عظيمة و جميلة و لكن ترى من ذلك الفدائي ايها الوزراء و كيف سيصل إلى أعماق و خبايا جزيرة الغابة ؟
- نعم يا مولانا معك حق
- و نسيتم شيء آخر مهم جدا جدا
- ما هو ايها الوزير ؟
- نحن نستطيع خداع البشر و لكن كيف ينخدع الح*****ت أنهم لا يأتمنون أي شخص غريب ؟
- لابد من البحث عن شخص مختلف لديه القدرة على خداع البشر و خداع الح*****ت
- من هو ذلك الساحر يا عبقري زمانك ؟
- يا لك من ملهم يا مولانا الهمك الله من علمه و حكمته
- ماذا تقصد ايها الوزير
- اقصد أن نبحث عن ساحر فعلا يا مولاي
- ترى هل هذا هو الحل المناسب أيها الوزير ؟
رد الوزير الداهية
- يا مولانا أنا أرى أن نسير في الاتجاهين
- أي اتجاهين تقصد ايها الوزير ؟
- أي نبحث عن ذلك الساحر الجاسوس و أن نبعث أيضا حملة أمنية أولا لاقتحام جزيرة الغابة للبحث عن الشباب و محاولة فهم و لو شيء مما يدور هناك
- اتجاهين كلاهما اصعب من الاخر صعب جدا إقناع أحد الضباط القيام بمهمة أمنية مثل هذه
- أؤمرهم يا مولانا لن يستطيعون أن يرفضوا لك أمرا فمن يرفض تنفيذ أمر الحاكم يحكم عليه بالإعدام يا مولانا
- يحكم عليه بالإعدام
- نعم هذا هو نص القانون يا مولانا الحاكم
- فعلا سأؤمرهم أنا الحاكم لا يستطيع أحد أن يعصي لي أمرا
انتهى ذلك الاجتماع الهام بين الحاكم و وزرائه و قد قرروا بالفعل أن يبحثون عن ساحر يستطيع إقناع الح*****ت أيضا و التأثير عليهم و أيضا يستطيع خداعهم و أيضا قرروا أن يأمر الحاكم رجال الشرطة أن يقتحمون جزيرة الغابة للبحث عن الشباب الهاربين المختفين لتنفيذ حكم الاعدام ليكونوا عبرة لمن يعتبر و لا يجرؤ غيرهم من شعب مدينة النار على أن يحذو حذوهم فلا يجب أن يعتبرونهم أبطالا بل يجب أن يراهم الجميع مجرمين خارجين عن القانون و تلقوا جزاءهم و تم تنفيذ حكم القضاء ، سمع الحارس ما دار بين الحاكم و وزرائه فهو المسئول عن التأمين الداخلي و منصبه يسمح له أحيانا أن يسمع و يرى و يعرف أشياء كثيرة لا يعرفها غيره و لكنه ايضا يعرف أن مجرد أن يحكي ما عرفه بينه و بين نفسه سيكون سببا في نهاية حياته أو أن لا يرى الشمس مرة أخرى بألقائه في السجن مدى الحياة حتى يموت قهرا ، و لكنه هذه المرة فاض به الكيل و اصبح يشعر بدون النهاية المحتومة لمثل هذه الأفعال المشينة التي يخجل أن يحاكيها بل و يخجل من نفسه أنه طرف في مثل منظومة كهذه لا تمثل أي مخلوق يحترم نفسه مطلقا ، و لكن إذا ترك هذا العمل كيف سيعيش هو و ابنائه هذه الأفكار تدور بخلده و تسيطر على. كيانه منذ أن تسلم هذا العمل و هذه الأفكار مثل نار تأكل عقله و قلبه تفترسه الحيرة و لكن لا يستطيع أتخاذ أي قرار حقيقي و هذه المرة شعر أنه يجب أن يتخذ موقفا حقيقيا رغم معرفته أنه مجرد أن يفكر في ترك هذا العمل سيعتبره الحاكم و رجاله خائنا و سيخافون من أفشائه أسرارهم التي لا يعرفها سواه ، يا لها من مأساة حقيقية و يا له من قرار صعب بالتأكيد سيدفع حياته ثمنا له .