الحلقة 20 منزل السيد عمر

1433 Words
فتح الباب بمفتاح معه و ادخلهم و حين دخلوا و جدوا أن المنزل من الداخل يحمل نفس صفات المنزل الذي يسكن فيه عمر و لكن الجليد قد دمر ملامحه من الداخل و الخارج و لكن عمر اشعل النيران بفروع و اوراق الشجر الموجودة داخل المدفئة فبدأ الدفء يتسرب للمكان ثم اتجه ناحية المدفئة الأخرى و أشعل النيران في أغصان الشجر الموجودة داخلها أيضا و ظل يشعل النيران بمدفئة تلو الأخرى حتى دفء المكان تماما و تساقط الجليد من على الجدران و بدأ يتلاشى تماما هلل الاطفال فرحين بما شعروا من دفء و تهللت أسارير الرجال و النساء رأوا البيت جميلا جدا نظيفا جلسوا جميعا على الحصائر المصنوعة من القش الكثيف و لكنه لم يجلس ظل واقفا صامتا لبرهة ثم قال لهم - سأترككم الأن ترتاحون من عناء السفر و مشقة الرحلة الطويلة و لنا في الصباح لقاء و هم بالرحيل فناداه حماد قائلا - ما اسم ابنك يا عمر - أبنتي الكبرى اسمها حياة قال حماد - نحن ننادي الاب أو الام بأسماء الذكور - لذلك تركت عالمكم و رحلت و اتيت إلى هنا ليكون لي قانوني الخاص تعجبوا من كلامه و لكن حنا رد بامتنان - على أية حال نحن فقط نريد أن نشكرك كثيرا يا أبو حياة و لتشكر لنا السيدة أم حياة أيضا على كرمها و حسن ضيافتها - اسمها أمل أسامي النساء في قانوني ليست عورة و ليست منبوذة - نحن نشكرك و نشكرها على أية حال أيا كان اسمك او اسمها نحن سعداء أن الله جمعنا ببشر مثلكم في هذه الأرض و بعد هذه الرحلة الشاقة - لا شكر على واجب يا حنا لنا لقاء في الصباح لنتناول الفطور معا أتمنى أن تقضون ليلة سعيدة و تنعمون بنوم هادئ مريح تصبحون على سعادة و امان و التفت راحلا متجها إلى بيته و أطفاله و زوجته و تركهم في البيت بدأوا يجهزون أنفسهم للنوم بقيت مشكلة هي أن البيت أربع غرف و هم ستة أسر غير أن كل أسرة تحتاج إلى غرفة أخرى لأطفالها و لكن ما يفكرون فيه هذا رفاهية الأن بالنسبة لهم لقد نام الرجال من فرط التعب و الإرهاق في البهو الكبير بمدخل البيت أما الأطفال تجمعت البنات من تلقاء أنفسهن في غرفة ينامون فيها و الصبيان حين وجدو الفتيات فعلت ذلك فعلوا مثلهن و تجمعوا في حجرة أخرى و كعادة النساء ينامون اخر مخلوق بالبيت بعد أن يطمئنون على الجميع و حين وجدوا الجميع قد نام من فرط التعب دخلوا جميعا إلى حجرة أخرى و ناموا أيضا و بقيت غرفة فارغة لا ينام فيها أحد ، غطوا جميعا في نوم عميق جدا لساعات طويلة لم يشعروا خلالها بأي شيء يحدث حولهم مطلقا رغم أن فروع الشجر التي بالمدفئات قد تحولت إلى رماد و انطفأت واحدة تلو الأخرى إلا أن الجو ظل دافئا لفترة غير أنهم قد وجدوا بالبيت أغطية تدفئهم فغطت النساء جميع من بالبيت قبل أن يخلدوا للنوم و لكن بعد فترة انتهى الدفء و تسرب الصقيع إليهم و رغم ذلك ظلوا لفترة طويلة نائمين في ثبات عميق بلا حراك من فرط التعب ، ظلوا هكذا لساعات طويلة حيث اشرق الصباح بل و اقتربت الظهيرة و بعد الظهيرة ظلوا أيضا نائمين رغم برودة الجو الشديدة فالنوم على متن مركب بحرية تتراقص بين الأمواج أمرا صعب جدا طوال خمس ليال لم ينامون الا ساعات قليلة لذلك فهم الأن يشعرون أنه لا اهم من النوم و الاستغاثة منه أمرا صعبا للغاية . ظلوا نائمين حتى حل عليهم وقت غروب الشمس بل و لمت الشمس أخر خيوطها و حل الظلام ، استفاقت أم عدنان من غفوتها وجدتهم كلهم ما زالوا نائمين فأيقظت النساء فاستفاقوا قالت ام عوض - لماذا توقظينا من نومنا ؟ - هل سنظل نائمين فلتستفيقوا من غفوتكم و لابد و أن نوقظ رجالنا أيضا قالت أم عزيز - معكي كل الحق يا أم عدنان لابد و أن نستفيق لنتجهز لتلك الحياة الجديدة قالت أم عزام - لماذا تتعجلون الأمور ؟ أن هذه الحياة أصبحت حياتنا حتى تقبض أرواحنا لا تقلقوا ردت ام صالح - معكي حق يا أم عزام لن ننال إلى ما كتبه الله لنا - ناموا إن أردتم و لن أوقظكم مرة أخرى و لكن هل تعلمون أن أبنائنا لم يتناولون أي غذاء منذ يوم كامل ؟ - لانهم نائمين - و حين يستيقظون هل هناك طعام نقدمه لهم - بالطبع لا لقد نفد كل الطعام لأننا تناولناه أثناء رحلتنا في المركب - ماذا سنفعل أذن ؟ - هل نحن من سيفعل ؟ - لذلك أوقظكم لنوقظ رجالنا ليتصرفوا - معكي حق فعلا يا أم عمران فالرجل الطيب و زوجته لن يضيفونا كل يوم و كل وجبة غذاء لابد أن يتصرف الرجال - فلنذهب إلى رجالنا لنوقظهم قبل أن يستفيق ابناءنا جائعين ذهبت كل امرأة إلى زوجها توقظه فإذا بالأطفال قد استفاقوا من غفوتهم ذهبت طفلة صغيرة منهم إلى أمها - أمي أني جائعة - سنبحث عن طعام لنطعمكم فلتصبروا استيقظ الرجال على أصوات ضوضاء الأطفال و اول ما فتحوا عينيهم وجدوا أطفالهم يطلبون الطعام و يصرخون فخرجوا من المنزل فورا بحثا عن اي طعام يسد رمق أبنائهم قال أبو عزام - هل نذهب للسيد عمر ربما اعطانا أي شيء يؤكل قال أبو عزيز - ألا تستحون من أنفسكم هل الرجل مسئول عنا و عن أبناءنا قال أبو عمران - و ما العمل أذن هل يوجد حل اخر لد*كم قال ابو عوض - لقد أخطأنا خطأ كبيرا أننا نمنا طوال هذه الفترة رد ابو صالح - نعم معك حق و حين استفقنا في ذلك الظلام الدامس نتساءل كيف سنجد طعاما في هذا الوقت يسد رمق ابنائنا ؟ قال ابو عدنان - نسيتم أننا كنا مرهقين إرهاقا شديدا من رحلتنا غير أننا لم ننم طوال خمسة أيام بسبب عدم شعورنا بالراحة على متن هذه المركب رد أبو عزام أيضا - نعم و بالتأكيد هذا لن يتكرر المهم الأن هو كيف سنجد طعاما نسد به رمق ابنائنا ظهرت الدببة القطبية تسير حولهم بدأوا يشعرون بالخوف منها و لكن لا يعرفون ماذا يفعلون في هذا الظلام و هذا الجو البارد و فجأة وجدوا السيد عمر خلفهم يناديهم - ماذا تفعلون خارج البيت في هذا البرد القارص في هذه الساعة المتأخرة من الليل - منذ تركتنا بالأمس و نحن نائمين و لم نستفق من غفوتنا الا منذ ساعة - من الواضح أن الرحلة أرهقتكم جدا - أن النوم على متن المركب البحري و هي تتراقص بين الأمواج كان أمرا شبه مستحيل - نعم لنا خمسة أيام لم نذق للنوم طعما فنمنا و لم ندري بأنفسنا سوى الأن - نعم اعرف الرحلة شاقة فعلا ، لقد ذهبت إليكم بالمنزل فلم أجدكم - اتيت إلينا نعتذر لك لو نعرف أنك ستأتي لانتظرناك بالتأكيد - لا عليكم فلتعودوا إلى المنزل الأن قبل أن تصابوا بنزلة برد أتجهوا جميعا ناحية المنزل و معهم السيد عمر حيث فهموا أنه بالتأكيد ذهب إليهم في المنزل ليعطيهم بعض الطعام ليسد رمقهم و حين وصلوا لمنتصف الطريق لابد من الفراق ليذهب هو لبيته ودعهم قائلا - سأذهب الأن إلى منزلي و انتظركم في الصباح تأتون الينا لنتناول معا طعام الإفطار - نحن نثقل عليك يا سيد عمر - لا تقل ذلك يا ابو صالح سأنتظركم لنتحدث في أمور هامه أيضا ليس لتناول الطعام فقط - هل هناك عمل يناسبنا هنا لن**ب من كدنا لنطعم أطفالنا - لا تتعجل الأمر يا ابو عدنان الصباح رباح - شكرا لك على كل حال - مع السلامة سأنتظركم غدا - مع السلامة أتجه السيد عمر إلى منزله و اتجهوا هم إلى المنزل الذي استضافهم يستترون فيه و حين وصلوا إلى زوجاتهم وجدوهم يعدون الطعام الذي أعطاهم إياه السيد عمر و ذهب و أثناء تناولهم الطعام معا دار بينهم حديثا طويلا عن ما أل إليه حالهم قال أبو عزيز - لا يمكن أن نظل هكذا نعتمد على ما يعطيه لنا من طعام ألا يكفي أنه أعطانا هذا البيت ليسترنا - معك حق ليس همنا أن نسعى فقط للمأكل و المشرب بل يجب أن نسعى لبناء بيت يسعنا أولا كما نسعى للحصول على الطعام و الشراب - طبعا بل نحن يجب أن يبني كل منا بيت لأسرته - يا رجل نبني بيت يجمعنا اولا ثم نفكر في بيت لكل منا - معك حق يا ابو عزام يجب أن نجد حلا أن هذا البيت لا يسعنا - ترى في أي أمر يريدنا السيد عمر في الصباح - بالتأكيد يريد أن يعرفنا كيف تسير الأمور على هذه الجزيرة - نعم من الواضح أنه يعيش هنا منذ زمن بعيد و يعرف كل شيء عن هذه الجزيرة - اظن ذلك بالتأكيد سيدلنا على طريقة نعيش بها هنا - أن شاء الله سنجد أفضل طريقة لحل كل مشكلاتنا هنا - و لكن تتبقى اكبر مشكلة - ما هي ؟ - البرد القارس - فعلا أننا نكاد نتجمد كل الملابس المنسوجة من خيوط الصوف التي نرتديها لا تكفي للتدفئة فرغوا من الطعام و قد بقي وقت بسيط على شروق الشمس التي تشرق على مضض و يغطي نورها غيوم كثيفة تجعل الشمس تظهر في كبد السماء على استحياء و أول ما رأوا نور الصباح أتجهوا إلى منزل السيد عمر لتناول طعام الإفطار معه كما طلب منهم .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD