حلقة 21 لابد من نهاية

1324 Words
وصلوا إلى بيت السيد عمر طرقوا الباب فتح لهم نفس الطفل الذي فتح لهم في أول مرة دخلوا إلى البيت و جلسوا رحب بهم السيد عمر و جالسهم هو و زوجته معهم هم و زوجاتهم و أولادهم حتى تناولوا طعام الإفطار معا ثم بادروه بالحديث قال أبو عدنان - قلت بالأمس أنك تريدنا في أمر هام يا سيد عمر - نعم بالفعل - ما هو ذلك الأمر الهام ؟ - أريد أن أوضح لكم طبيعة الحياة هنا - تفضل أشرح لنا كل شيء - أن هذا المنزل هو و المنزل الذي تسكنون فيه أنا الذي بنيتهم بساعدي هذا و كان معي صديق أيضا ساعدني و لكنه رحل - هذا معناه أننا يمكننا بالتأكيد أن نبني لنا منزل أخر لنترك لك منزلك - ليس المهم ان تتركوا المنزل يا سيد حنا المهم أن تبنوا بيوتا لتعيشوا فيها هنا حياة كريمة سوية - نعرف هدفك جيدا يا سيد عمر و لم نشكك فيه و نشكرك على مساعدتنا - لا داعي لأي شكر لابد و أن تعرفوا ان كل شيء في هذا المنزل من أثاث من صنع يدي غير اني اعيش على الأعمال اليدوية التي اعمل بها أنا و اسرتي نبيعها للوافدين على متن المراكب الشراعية يشتروها منا و يعطونا في المقابل سلع أخرى نحتاجها و أعمل أيضا بالصيد لأكل أنا و اسرتي ، لابد و أن نتعاون معا في كل شيء كي نستطيع أن نعيش بمعنى أننا سنبني معا بيت أخر و حين ننتهي من بناءه تذهب أحدى الأسر للحياة فيه ثم نبدأ معا في بناء منزل غيره و هكذا حتى نبني ست منازل - و لماذا ست منازل ؟ - لان البيت الذي تقيمون فيه الآن لابد و أن يظل في استقبال أي ضيف وافد الى جزيرة الثلج أنا متأكد أنه سيأتي يوما سيأتي الكثير من الناس و يقيمون هنا في هذه الجزيرة و حتما سنحتاج لهذا المنزل - معك حق يا ابو حياة سنفعل أن شاء الله و سنكون خير جيران لك على أرض هذه الجزيرة - متأكد من ذلك أن شاء الله و اول ما سنفعله هو الذهاب فورا لصيد السمك لنوفر وجبة الغداء لليوم - و لكن ليس لدينا شبكة ولا سنارة - أنا عندي شباك يا ابو عزام - على بركة الله فلنتوكل - هيا بنا الأن إلى الصيد خرجوا من بيت السيد عمر و هم يحملون الشباك و متوجهين ناحية المحيط لصيد الأسماك كي يأمنوا قوت يومهم و مشوا على الجليد مسافة طويلة حتى وصلوا إلى المحيط و هناك وجدوا قارب صغير ركبوه و انطلقوا وسط المحيط للسعي خلف رزقهم . أما حال جزيرة النار و اهلها و حاكمها لم يكن على ما يرام بل كان سيء للغاية فقد هرب الحرس و تركوا القصر خوفا من غضب الناس بعد كل هذه الأحداث و لكن رجال الحاكم لم يعجزهم أن يجدوا حراس آخرين اشد منهم و قتلوا الحراس الهاربين و عائلاتهم و دمروهم تماما بكل جبروت فقد أصابهم الجنون بعد هرب أهل الشباب الستة أيضا كانت مفاجأة كبيرة بل صدمة تركوهم ربما يأتي إليهم أحد الشباب أو يرسلون مرسال ليطمئنهم عليهم ، فيصلون إليهم عن طريقه لم يتصورون أن يهربون هم أيضا لم يخطر لهم ببال أن يهرب ستة أسر كاملة بين ليلة و ضحاها بهذه البساطة كيف هربوا ؟ و إلى اين ذهبوا ؟ يا لها من أمور غريبة جدا جدا تحدث بشكل غير متوقع أما شعب جزيرة النار الصامتون دائما و اللاهين دائما في أي معاصي و لم يهزهم أي شيء منذ زمن بدأوا ينتبهون لهروب جيرانهم و لما فعله الشباب الستة لم يعد يجري على ألسنة سكان مدينة النار غير ما فعله الشباب الستة و أغرب منه ما فعله أهلهم أنه أمر غريب جعل الجميع يتعجب و يكادون يموتون من فرط التفكير و الجنون أين ذهب الشباب هل فعلا هم هربوا و اختبأوا بجزيرة الغابة أو إذا كانوا بالفعل هناك هل ذهب أهلهم إليهم يا له من أمر عجيب و اذا كان الأمر كذلك كيف يعيشون و سط الح*****ت و لكنهم على أية حال يفخرون أن هناك من فعل ذلك و قاوم الظلم ليتهم يستطيعون أن يفعلون مثلهم و يهربون من هذا القهر و الظلم ليتهم يستطيعون . اما الحاكم بالرغم من كل ما يحدث بالبلاد فهو كما هو منغمس في ملذاته و نزواته كما هو لا يتغير لا يشغل باله بأي شيء و حالة المدينة تسوء و السكان يعانون من فقر مائي شديد و جفاف تام أصبحت الأوضاع متردية الى درجة لا يتحملها أحد و رجال الحاكم يقبضون على كل من يعترض و لو بكلمة واحدة أو أي تجمعات يلقون القبض على كل من بالتجمع هذا اما الحاكم لا يظهر إلا لينهر أولئك المجرمين الذين لا يعرفون أن أوضاع مدينتهم لا تحتمل أن يطالبوا بأي شيء الا يكفي انهم عبء كبير على هذه المدينة و عددهم كثير جدا لا يمكن أن يتم تلبية كل هذه الطلبات و هم بهذا العدد الكثير . أما الشباب الستة في جزيرة الأشراف حاولوا قدر استطاعتهم أن يعمرون الجزيرة و يصلحون ما أفسده الزمن لم يكن الأمر سهل بل كان في غاية الصعوبة و لكن ما زاد من صعوبة مأساتهم هو قلقهم على أهلهم و عدم معرفتهم بأخبارهم بتاتا فهل بهذه الطريقة قد انقطعت كل صلاتهم بأهلهم هل لن يجدون أي طريقة كي يخبروا أهلهم بكل ما حدث و يطلبون من اهلهم أن يأتون معهم للعيش في جزيرة الأشراف معهم يبنون و يعمرون معهم تلك الجزيرة الخالية من السكان فهذا أفضل مكان يعيشون فيه أمنين لا يخافون بطش الحاكم و أعوانه . أما حال جزيرة الحجر أو مدينة الحجر لم يكن افضل حالا من حال مدينة النار بل أسوأ و كل المدن المجاورة أيضا حكامهم لا يختلفون كثيرا عن حاكم مدينة النار بل الحكام كلهم من نفس الصنف و النوع و الناس يتركون الغانيات يتحكمون في مصائرهم دون أن يعبئون بمستقبل أبنائهم و مستقبل مدنهم . أما أبو سلامة فهو مازال يبحث عن ابنه الذي اختفى و لا يعرف أن كان حيا أو ميتا لو عرف أنه مات لارتاح و أمه ما زالت تبكي ليل نهار لفقدها لأكبر أبنائها و لا تعرف أين ذهب و تبكي بسبب شك أبو سلامة أنها تعرف شيء عن ابنها و أنها سبب اختفاءه فهو دائم الاتهام لها ، ذهب أبو سلامة و ابو عتمان إلى بيت ذلك الوافد الذي أتى من مدينة النار ليسأله عن ابنه سلامة و عن زيارة أم سلامة له ربما يصل إلى أي معلومة تجعل قلبه يطمئن و يرتاح وصل ابو سلامة و أبو عتمان إلى أخر بيت على أطراف المدينة فهو بيت ذلك الوافد من مدينة النار طرقوا الباب ففتح لهم قائلا - من انتم و ماذا تريدون ؟ - أنا أبو سلامة ألا تعرف سلامة ؟ - نعم اعرفه لم انكر معرفتي به اهلا تفضلوا - شكرا لك على أية حال أنا أبو عتمان اتيت مع أبو سلامة لأن المشوار طويل جدا - أهلا بك - أنت وافد من جزيرة النار - نعم هل هذه جريمة - لا و لكن انت تعرف أم سلامة إذن هي و اهلها - نعم اعرفهم - أين ابني سلامة - لا اعرف هل انجبته و نسيته كي أراقبه أنه رجل كامل الرجولة - يا رجل لقد اختفى ابني منذ فترة كبيرة و لا أعرف له طريق و سمعت أنه ظهر و كان معك في وسط مدينتنا - نعم كان معي منذ عدة أيام ثم تركني و لا اعرف عنه شيء - لا تعرف أين يكون الان - صدقني لا أعرف له طريق - أسأل من عنه أذن كدت أجن - لقد أبلغت ام سلامة بهذا الكلام أيضا أنا لا أعرف عنه شيء - و اين رأيت ام سلامة ؟ - اتتني أيضا لتسأل عن سلامة و حلفت لها بكل الأديان و الملل أنني لا أعرف عنه شيء - اتتك ام سلامة لهذا السبب فقط - و سألتني أيضا على حال أهلها و اجبتها أنهم على ما يرام و فقط - من أسأله عن ابني أنت بالتأكيد تعرف - يا ابو سلامة أنا فعلا لا أعرف عنه أي شيء لا أكذب عليك صدقني - أذا رأيته في أي وقت أبلغه أن له أب و أم و أخوة يبحثون عنه في كل مكان - سأبلغه يا. أبو سلامة صدقني أذا رأيته سأبلغه و لكنني سأرحل من هذه المدينة في الغد - لماذا ترحل يا أخي ؟ - كنت أظن أن حال مدينتكم أفضل من حال مدينتنا وجدت كل هذه المدن حالها أسوء من بعضها البعض .

Read on the App

Download by scanning the QR code to get countless free stories and daily updated books

Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD