الفصل الخامس

6580 Words
اتكئت على ساعدها برأسها على السرير وانتظرته حتى دلف الغرفة لترى ثاقبتاه يتفحصا جسدها بنظرة ماكرة للغاية لتبتسم له هي تلك الإبتسامة الخجولة وهمست له سائلة ولا زالت تحتفظ بإبتسامتها "نيمت الولاد خلاص؟!"  "ياااه" اتكأ بجانبها على ساعده أيضا وحدق بملامحها ثم قبل جبينها  "عارفة بقالك قد ايه مقولتليش الكلمة دي؟! من زمان اوي بقا.. رجعتيني للذي مضى" ازاح خصلاتها خلف اذنها وتلمس وجهها بأنامله  "كان فيه ايه بقا؟!" تسائلت نورسين وتفقدت ملامحه عندما تن*د في آسى "هديل مصممة تخلي زينة تشتغل في الشركة، حرام اللي بتعمله في البنت ده، مش طبيعي ابدا" هز رأسه زافرا "مش فاهم هتفضل تعمل فيها كده لغاية امتى" "طب وأنت عملت معاهم ايه؟!"  "أبدا يا ستي"  توسد السرير بظهره ثم جذبها لتتوسد هي بدورها ص*ره وحاوط ظهرها بذراعه وتلمس كتفها ببطئ بأنامله ثم تابع  "اقنعت البنت تشتغل لغاية ما تاخد خبرة وإن محدش هيحاسبها على أخطاءها حتى لو غلطت، وفهمتها انها ممكن تسافر مرتين تخلص فيهم الماجيستير، والهانم التانية أقنعتها انها هتنزل الشغل ومفهمتهاش طبعاً إنها فترة مؤقتة.. يمكن سنتين تلاتة الدنيا تتغير وهديل تتهد شوية وتكبر وتعقل بقا"  "معلش يا حبيبي أنت عارف هديل وتفكيرها ودماغها.. وبكرة زينة تكبر وتعرف تتصرف" "بصي يا نورسين، فيه أمهات مهما كبرت مبتتغيرش.. وعندك أكبر مثلين، أمي ووفاء.. مفيش واحدة فيهم اتغيرت بالع**، كل واحد صفاته لما بيكبر بتكبر معاه وبتطغى على شخصيته.. أنا خايف أوي على زينة معرفش هتقف قدامها ازاي وهي أصلا اللي فيها مكفيها" تحدث بنبرة حزينة لتسرع نورسين بطمئنته وهي ترى القلق قد غلف ملامحه الشاردة لسقف الغرفة  "عندك حق بس متقلقش على زينة.. طول ما جنبها سليم ولما تعرف إنه بيحبها اوي هتكون كويسة وهيقدر يغيرلها حياتها كلها" "اهو ده بقا حوار تاني.. ابنك يا هانم زينة مش حاسه بيه.. لا منه تقيل ولا منه حتى عارف يسيطر ولا هي اللي غ*ية.. أنا مش فاهم أصلاً هتبدأ تحس بيه امتى، وخايف أكتر عليه لو **رت قلبه ومقبلتش مشاعره دي، ممكن يروح فيها" "لا بقا.. أنت غلطان يا بدورتي.. اسمعني كده وركز معايا.. زينة لسه صغيرة وضغط مامتها عليها مخليها مش مستحملة حاجة وأنت عارف هديل كويس، فهي مش غ*ية، هي بس متوترة وفيه شوشرة كتيرة في دماغها، أمّا بقا سولي حبيبي فـ.." قاطعها بنبرة جادة متحدثا بين أسنانه المُطبقة  "حبك برص يا نورسين يا حبيبتي"  "اسكت بقا ومتقاطعنيش وسيبني أكمل وبطل غيرتك دي" نهضت جالسة على ركبتيها ونظرت له بإنزعاج وتوسعت زرقاوتيها في غضب وتابعت رغما عن غيرته التي لا يكف عنها "سليم حنين، وخايف عليها اوي، زينة محتاجة ده، محتاجة حد يطبطب عليها، بس لما تاخد بالها كويس من حبه ليها هتبقا روحها فيه ومش هتقدر تبعد عنه ثانية.. تعرف لو كان سليم شديد زيك زمان؟! كان هيزود الحِمل عليها وهيخليها تتوتر زيادة.. يعني مثلاً تخيل لو زمان أيام ما أنت كنت بتشخط وتنطر ومكتئب كده وبتضحك بالقطارة وشايل هموم الدنيا فوق راسك، لو كنت أنا بقا شخصيتي شديدة وبتعصب عليك وبتنرفز وبسيطر زي ما بتقول، كانت ولعت ما بينا نار، الشخصية اللي بتبقا بتعاني دي بتبقا محتاجة حد حنين، بتحتاج اللي يطبطب عليها وتقبله زي ما هو" "يا واد يا حنين أنت يا جامد"  جذبها من خصرها بذراعه لتشهق هي وهي تسقط على ص*ره ليرتطما ثدييها به ونظرت له مضيقة ما بين حاجبيها بينما حاولت التفلت منه ولكنه قربها له أكثر "شوف أنا بتكلم بجد وأنت بتهزر!! أنا غلطانة إني بتكلم معاك وبنحاول نشوف حل لسليم وزينة.. تصبح على خير بقا"  "سيبك بقا من سليم وزينة ومتعمليليش فيها مصلح إجتماعي.. أنتي وعدتيني إن فيه قلة أدب، هتسبيني وتنامي هاخدك نسافر غصباً عن عين الكل وأقضيها قلة أدب بقا!" ابتسم لها بمكر بينما هي دفعته بيديها ولكنها لم تستطع "لو كنت أخدت كلامي جد مكنتش هنام واسيبك.. وسع بقا كده.. آف! يا ساتر.. حاسب بقا يا بدر" "وحياة تكشيرتك الحلوة دي ما سايبك الليلادي.." قابل تآففها ومحاولات إفلاتها منه بنبرته الماكرة وابتسامته التي تعشقها وما ان نظرت له بملامح عابسة حتى دفعها من فوقه وهو لا يزال محاوطاً خصرها واعتلاها في ثوان  "مش هتبطلي كروتك ليا دي بقا ولا خلاص مبقاش ليا لازمة يعني عشان شعري ابيض وعجزت؟!" "يووه بقا يا بدر!! لا معجزتش ولا حاجة وشعرك الأبيض ده بحبه، أنت مفيش فايدة في هزارك السخيف ده، ابقا بتكلم بجد فجأة تقلب الموضوع كله لقلة أدب" "ده يا روح قلبي مش هزار ولا بقلب الموضوع، دي احتياجات مهمة لراجل زيي، وبعدين لما يبقا القمر ده في حضني عايزاني ازاي منساش كل حاجة في الدنيا وأفكر في قلة الأدب؟! بذمتك مين يقدر يقاوم حلاوتك وجمالك ده؟!" همس لها بنبرة ماكرة حتى رآى ابتسامتها ليبتسم هو الآخر  "ايوة كده اضحكي.. يلعن أبو العيال على اللي عايزهم.. ركزي بقا كده معايا وانسي أي حاجة تانية خالص" "كده بردو.. يهون عليك سليم وزينة" "أبو سليم مليون مرة كمان.. وكل حاجة تهون قدام العيون الحلوة دي" "يالا يا بكاش.. عشان بس ليك مزاج لقلة الأدب دلوقتي.. إنما أنت روحك فيه ولـ.." ولم تستطع إكمال جملتها عندما قاطعها بتقبيل شفتيها اللتان لازالتا ورديتان ومذاقهما الذي عشقة منذ أول مرة تذوقها بهما لا يزال أفضل ما تذوقه بحياته. "بحبك يا نوري" همس بعد أن ترك شفتيها ليلتقطا أنفاسهما "وأنا بموت فيك" همست له ثم حاوطت عنقه وهي تجذبه نحوها لتقبله هي وتتنفس أنفاسه الدافئة التي تعشقها. ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ أخذ خطوات سريعة واسعة عندما استمع لصوت سيارتها بمرأبه وأنتظرها بردهة منزله خلف الباب الذي أوشكت على الدخول منه. بقرارة نفسه لا يصدق أنها هي المرأة الوحيدة من جنس الإناث الذي يسمح لنفسه بتذكرها ومعاشرتها دون تلك الس***ة بداخله. يعاشرها بعنف، نعم هو يفعل، وهي تتحمل ولم تشكو من قبل، تصمد أمام جنونه وهوسه الشديد بأن يُفرغ كبته الذي لطالما يوسوس له ولا يتركه سوى غاضبا لتأتي هي وتجعل ذلك الغضب الذي يسببه سخطه وغيظه وحقده بين ساقيها، تحتوي تلك الإنفجارات الثائرة المدوية بمزيداً من الضيق الذي يسيطر على عقله عندما يرى تلك الإجتماعات والصداقات والحب والود بين شتى أطياف البشر!  سلمى كانت ملاذه الوحيد لتلك العقدة بداخله، سلمى هي التي تترك له بعض السلام كلما تركته وذهبت في هدوء دون لوم أو أسئلة والأهم من كل ذلك دون مطالبة بإلتزام! لم يعد يطيق تلك الثوان التي تفصله عن لقاءه بها، تلك الثوان التي سيتبدد خلالها كل ما عاناه من مقابلة هؤلاء الأطفال الأغنياء المزعجين الملتفين حول بعضهم البعض وكأنهم حصن شُيد بقوة عمل ألف عبدا منذ عصور ساحقة ولم يؤثر به الزمان. نعم ستأتي الآن!! بخطواتها الفاتنة المغرية وكأنها احدى الممثلات الشهيرات اللاتي تتبخترن على ذلك البساط الأحمر أمام عدسات المصورين قبيل تلقيهن جائزة ما، سيهتز شعرها المموج الأ**د في تناغم ليزعج تلك المؤخرة المثيرة أسفل رداءها الذي تتفنن في اقتناءه كل مرة لتبدو بالنهاية كأجمل من خلق الله بين النساء. ستأتي ليتناسى هو حُسنها وجمالها ليذيقها قسوته التي حملها منذ وقت بعيد لم يعاشرها به! أتظن تلك الفتيات سليلات النسب ذائع الصيت أنهن يملكن مقدار أنملة من حُسنها وبهائها الذي يسلب العقل؟ أتظن تلك الفتيات اللاتي ينلن نصيب الليث من ساديته أنهن يتحملن ما تتحمله هي بالرغم عدم مساوتها لهن فيما تتحمله هي؟! هو نعم يعذبهن، يجلد هذه ويقيد تلك ويهين واحدة ويذل أخرى بل ويهدد بعضهن ويعرضهن لأسوأ معاملة ولكن بالرغم من ساديته البشعة ولكن لا يرضيه ولا يشعره بالراحة سوى ذلك العنف الذي يخرجه مع سلمى وحدها. أتعلم أيها المختل ذو الإنفصام الشديد بين سلمى وبين تلك الثريات أنك لم تنظر لها ولو لمرة واحدة عند معاشرتك اياها؟ أتعلم أنك دائماً ما توصد عيناك وأنت بداخلها كالثور الهائج في مهرجان سان فيرمان وأنت تتخلص من معاناتك؟ حسناً أنت لا تكترث لوجوه النساء على كل حال!! فتح الباب بعد أن شعر بتوقفها أمامه عندما توقفت طرقات حذاءها الأنثوي الذي أحدث صوته بداخله ***ة من نوع غريب ولم ينظر حتى لوجهها الذي يسلب عقل جميع الرجال بجماله الباهي ثم جذبها من شعرها بقبضته القوية وبدأ في سبقها بخطواته للداخل موصدا باب منزله خلفه ولم تستطع ملاحقته ليختل توازنها وسقطت أرضا وتبعته بصعوبة حبوا حتى غرفته. جذب شعرها للأعلى ليجبرها على النهوض على قدميها وبدأ في خلع ملابسه وتحاشى النظر لها تماما ثم أشار لها بإماءة آمرة أن تخلع ما عليها وهي فهمته جيداً فتلك ليست أول مرة لها معه.. هي بارعة في عملها وقد حفظت شهاب الدمنهوري جيداً منذ سنوات. اتجه ليقف خلفها وهي تقف وتنتظره وبالرغم من أنها ليست أول مرة لهما معا إلا أنها ابتلعت ل**بها في توتر فسيبقى شهاب الدمنهوري لغزا لها لم تستطع حله يوما ما ولا تستطع تبين إلي أين سيصل عنفه معها! دفعها بصلابة لتتوسد السرير بوجهها وجهة جسدها الأمامي بأكمله وهو لا يزال لا ينظر لتفاصيل جسدها الذي قد يكتب به فطاحل الشعراء أعظم غزل عرفه التاريخ وسمعت هي أنفاسه الغاضبة في الصمت المحيط بهما لتتوتر أكثر ولم يقاطعها سوى صوت تمزيق غلاف ذلك الواقي الذكري الذي لطالما واظب على استخدامه ثم اعتلاها بنفس الوقت الذي باعد  ساقيها وكان بداخل أنوثتها في لمح البصر. كأي رجل قد تبدأ أنفاسه في التزايد ولكن هو وكأنما هدأت أنفاسه في راحة عجيبة عندما غرس أصابع يده اليسرى بخصرها ويده اليمنى قبضت على ذلك الشعر الماجن الأ**د المموج في موجات ثائرة وجذبته بمنتهى الغلظة وشرع في روتينه الذي يرهقها ويؤلمها أكثر من أي رجل قد مرّ عليها في قائمة عهرها أسفل الرجال. دفع بتلك الوتيرة التي تشابه الحصان الجامح وهي تشعر بكامل ثقل جسده فوق جسدها، تزداد يداه قسوة وعنفا على جسدها وهي لا تستطيع التفوه بحرف واحد، لقد عرفته تماما ووعت من هو عن ظهر قلب. ترك شعرها وانتقلت يداه لأماكن متفرقة بظهرها تارة وخصرها تارة أخرى ومؤخرتها مرات ومرات وبكل مرة يغلغل أصابعه بقوة شديدة بكل تلك الأجزاء بجسدها ورغما عنها تفلتت صرخاتها المتألمة من شفتاها.  هو لا يرى ما يفعله، هو مغلقًا لعيناه تماما.. لا يرى سوى وجوههم أمامه!! لا يسمع هو صراخها بل دوت ضحكاتهم وحديثهم برأسه وكأنما يُعاد كل ما حدث منذ سويعات أمام عيناه ليستمع لصوتهم مجددا. لا يدري أنه يتآوه عاليا، تلك التآوهات المتألمة قهرا وحقدا ونقمةً على وحدته الشديدة، على حياته الخاوية من أي مظهرا من مظاهر الحياة، غيظه الشديد الذي يندلع بدماءه وتفاصيل ذلك اللقاء تعاد أمامه مرات ومرات يدفعه للصراخ وجعاً مما يتأثر به من هؤلاء الذين يحييون البزخ والترف ورغد المعيش بل ويمرحون سويا معا ليمثلون أمامه درعا يستحيل تخلله حتى ولو بعد عقود.. يريد المزيد من إخراج هذا، يريد أكثر من مجرد معاشرة لتلك المسكينة أسفله، أمّا تلك التي لا حول لها ولا قوة شعرت بجسده يتعرق وأدركت أن عنفه سيزداد الآن.. هي تعرف كيف يتحول عندما يصل لتلك الحالة. شعرت بيداه تجذبها لتصبح مواجهة له وتوسدت السرير أسفله بظهرها وتفقدت ملامحه الجادة التي لا تلائم رجلا ملتاعا كان يصرخ شهوةً منذ قليل! رفع كلتا ساقيها ليصبح بداخلها مجددا ودفع بها بسرعة وهو يعمل بكل دفعه أن تحتوي ذكورته الثائرة في إضطراب بأنوثتها ولا يشعر بالرضاء إلا عندما ينقبض جسدها أسفله متأثرا بملامسته لأعماقها فيعود مرة ثانية ليكرر فعلته دون شفقة أو رحمة. لا تدري لماذا لم تتلاق أعينهما ولو لمرة واحدة خلال معاشرته لها، لم ينظر لها أبدا، هو فقط لا يتوقف عن بأسه وعنفه بالعلاقة معها، هو لا يستخدم سوى يداه المجردتان ولكنهما لطالما آلماها أكثر من أي شيء آخر، فظاظته تلك لن ولم تتغير أبدا ولقد كانت محقة تجاه هذا الأمر وخصوصا عندما التهم احدى ثدييها بين أسنانه ويده الأخرى كادت أن تقتلع ثديها الآخر دون رحمة. لم يفعلها من قبل معها ولكن هو لديه تلك الطرق التي تتركها مذهولة، بالطبع لن يغير صراخهها به شيئاً، لقد قارب ذلك الصراخ على تمزيق حبالها الصوتية ولكنه كان حقاً لا يكترث أو لربما هو لا يسمع أياً منه كذلك!! تعالت تآوهاته التي تفلتت بين شفتاه لتوازي تعالي خفقات قلبه وكذلك توالي دفعاته السريعة بداخلها ويداه لم تعد ترحم ذلك الثدي ذو وردة الربيع المتفتحة التي تنتفض من ن*دها في أنوثة طاغية قد تترك رجالا يحلمون بها لأشهر، كل الرجال نعم يتمنون مداعبتها في رفق إلا هو. ازداد تعرقه، وازدادت وتيرته ودفعاته القاسية الصلبة، وازدادت تأوهاته التي ينقل خلالها كل ذلك الكبت الذي تلاقاه من معرفة أقاربه وعائلة الخولي بأكملها وأمسك برجولته مسرعا بعدما انتشلها ملقيا الواقي عيدا ليفرغ ماءه لا يدري أين ولكنه كان على جسدها بمكان ما وزفر بعمق وكأنه تنفس الصعداء. نهض من عليها بعدما هدأت أنفاسه ولا يدري ما حال تلك الفتاة التي تحملت عنفه ونظر أرضا ليجد وشاحا لم يترجم عقله بعد أنها كانت تضعه حول عنقها المغري الذي يلهث الرجال لتلثيمه وربطه على نصفه السُفلي ثم تركها خلفه بغرفته وتوجه للخارج. جلس على أحد الأرائك يرى ما لديه من عمل غدا ليدرك أنه سيلتقي بهم مرة أخرى فابتسم بداخله فهو للتو تخلص من عبأ ثقيل مما يفعلوه هؤلاء المزعجين به وهو بمزاج مثالي لرؤيتهم تماما. أنتظرها فهي لطالما ما آتت بملابس لها ومنشفتها الخاصة ولها ذلك الروتين الذي لطالما أتبعته فتذكر عندما أخبرته أنها ع***ة بمواصفات خاصة فعلا ليتعجب من نفسه فهو لطالما عرف أنه محقا مع العاهرات المطالبات بالأموال إلا تلك المرأة فهي كانت محقة على ع**ه، لقد كانت غيرهن جميعا. خلّفت طرقات حذاءها على رخام أرضية منزله الفاخر دويا عاليا بالصمت الذي كان صديقه الوحيد ولم يرفع هو رأسه حتى يتفقدها وعلم أنها متوجهة للخارج فأوقفها بنبرته الجادة "والدتك عاملة ايه؟ وشركة التأمين ايه اخبارها معاكم؟ّ!" "كله تمام يا شهاب بيه.. ده أنا لو وزيرة مكانوش هايعملوني كده" اجابته بإمتنان فهو من خلف علاج والدتها منذ أن عرف أن سلمى قد اتخذت ذلك الطريق فقط من أجل مرض والدتها وكي تتكفل بمصاريف أخيها الذي يصغرها بسنوات "كويس.." كادت أن تذهب وتتركه مرة أخرى ليوقفها مرة أخرى  "هو أنتي معاكي عربية موديل كام؟!" "موديل سنتين فاتوا" اجابته بنبرة متعجبة وتوقفت بمكانها وهي تنظر له في استفسار بينما تصنع الإنشغال بهاتفه  "كمان يومين تلاتة هبعتلك عربية موديل السنادي، بيعي دي واستفيدي بفلوسها وهابقا اخلصلك الإجراءات وابعتلك ورقها"  "شهاب بيه بس ده كتير.. أنت أصلا اللي جايبلي العربية القديمة وكفايـ.." "أخوكي كويس في شغله؟!" قاطعها ولم يكترث لما تقوله  "تمام.. من ساعة ما عينته في البنك وهو مشغول دايما"  "كويس.. يالا امشي انتي دلوقتي" "أوك" وهكذا غادرته، دون تبادل كلمات، دون المطالبة بشيء، بالرغم من أنه لم ينظر بوجهها إلا مرات لا تتذكرها هي ولا تعد حتى على أصابع اليد الواحدة وكانت كلها بعيدا عن ممارساته الماجنة معها، أما أثناء العلاقة هو لم ينظر لها نهائيا ولو لمرة واحدة..  كان هذا كل ما يجمعهما من علاقة، هدوء يحصل عليه بعد إفراغ كبته معها وشعور بالإنتعاش بعد تركه كل مرة، وأموال باذخة وحياة آمنة تحصل هي عليها منذ أن عرفته.. دون مسميات ودون إطار واضح كان فقط السلام التام الذي يجمع بينه وبين سلمى.. ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ زفرت وهي تحاول أن تهدأ ولكنها كان بداخلها بركانا ثائرا من نوع آخر، تفقدت زرقاوتاها مظهرها بالمرآة الذي بدا مألوفا لها بينما سيبدو بأعين الجميع جنونا خالصا.  ذلك الرداء المتسع الذي شابه العباءة المفتوحة بمزيجا من السواد المشبع بتفاصيل رمادية بسيطة في نسيج ذلك القماش المصنوع منه فوق تلك الكنزة المهرهرة عند نهايتها التي تلاقت بأسفل فخذيها الرفيعان للغاية ولامست بنطالها الأ**د المتسع مثل تلك السراويل البوهيمية غريبة الشكل التي زينت بنهايتها برسومات أفيال!! عقدت شعرها لتصنع منه شيئا غريبا بنهاية رأسها ثم تفقدت أظافرها المطلية بالسواد لتجدها كما هي منذ البارحة ثم ارتدت قرطا غريب الشكل ينتهي بعدة أنسجة متدلية من خيوط  سوداء. زفرت مجددا ثم أمسكت بحقيبتها القماشية وجذبت احدى الأحذية الرياضية وارتدته على عجل وبداخلها تدعوا ألا يكون أحد أستيقظ وخاصةً والدتها فهي طلبت من سليم أن يقلها وينتظرها إلا أن تبدل ملابسها بذلك الصباح الباكر وقررت مسبقا أنها ستقنع الجميع بذهبها مبكراً هكذا حتى يعطي لها سليم ملخصا سريعا عن طبيعة العمل وحتى تستعد للإجتماع بشهاب الذي يريد التعاقد معهم. مشت بهدوء شديد وهي تحاول قدر الإمكان ألا تحدث حركة أو صوتا يسمعه أحد أو يشعر أيا من كان بالمنزل حتى وصلت لأسفل الدرج بنجاح ولكن صوتا أوقفها لتلتفت له في انزعاج وتوتر "ايه يا زنزون صباح الفل.. رايحة فين كده على الصبح بدري؟!"  "إياد.. صباح الخير.. رايحة الشركة" أخبرته بإقتضاب بينما قلب هو شفتاه في تعجب وهز رأسه وملامحه لازالت تحاول التخلص من النعاس الذي سيطر عليه "سبحان مغير الأحول.. عموماً Good Luck" ابتسم بإندهاش ثم تثاءب في محاولة لطر ذلك النعاس وكادت تتركه ولكنها توقفت  "لو ماما سألت ابقا قولها إني في الشركة من بدري وجيت غيرت ومشيت" أومأ لها  "ملوش لزمة تطويل معاها هاقولها في الشركة وخلاص، مش لازم تعرف إنك كنتي هنا.. بدل سين وجيم بقا ومش طالبة بصراحة خناق على الصبح"  "مممم.. ماشي يا إياد.. سلام" "سلام يا قطة"  توجه في هدوء للمطبخ ليحضر بعض المياة لشعوره بالعطش الشديد وهو يفرك وجهه بشدة لمحاولة الإستيقاظ فهو قد علم بالإجتماع الذي سيحضر به شهاب اليوم وبالطبع لن يترك سليم وحده. لم يرى حتى أمامه وتوجه نحو الثلاجة ولم يرى تلك التي التفتت لتوها بعد أن تناولت تفاحة بيدها من الثلاجة لترتطم بص*ره لينظر لها إياد في غير تصديق أنه لا يبعده عنها سوى بعض سنتيمترات. "أسما!!" همس وقد تناسى ذلك النعاس تماما وتفحصها بعيناه ليرى أنها أستعدت للخروج باكرا  "صباح الخير.. معلش مخدتش بالي.. ممكن تعديني لو سمحت؟" نظرت له بعسليتاها وإبتسامتها الودودة "انتي رايحة فين الصبح بدري؟" سألها وأومأ لملابسها لتتعجب من سؤاله، فهو عادة لا يوجه لها تلك الأسئلة واجابته مضيقة ما بين حاجبيها "بصراحة أنا اجازة النهاردة ومش طالبة دوشة مشاكل في البيت فناوية اروح اذاكر برا، بس اشمعنى يعني؟!"  أخبرته مجيبة بينما هو تاه في تفاصيل ملامحها التي يعشقها وقد لاحظت شروده لتبتسم بداخلها على طريقته تلك التي لطالما لاحظتها ولكنها تعي جيدا أن هذا ليس الوقت المناسب لحدوث أي شيء بينهما  "إياد.. أنت كويس؟!" سألته متفقداه بتلك الأعين التي وكأنها حملت ابتسامة من نوعاً ما "ايه؟! اه اه كويس.. رايحة فين يعني؟!" فاق من شروده على صوتها الذي نبهه بذلك الوضع الغريب "يا Cafe يا النادي لسه مش عارفة، عديني بعد اذنك" "والله فكرة حلوة.. أنا هاجي معاكي.." "إياد أنا رايحة أذاكر.. مش فسحة" نظرت له بجدية وملامحها تحولت للصرامة "وأنا قولتلك متذاكريش.. أنتي ذاكري وأنا هاغير جو واتبسط" ابتسم لها لتزفر هي في تعجب  "ماشي.. بردو عديني عشان اطلع اخد الكتب" "اتفضلي"  ابتعد عنها بنبل وما إن تأكدت أنه لا يراها حتى ابتسمت ابتسامة رقيقة وتن*دت وهي تفكر بداخلها متى تتخلص من تلك المسئوليات عليها حتى تتفرغ لعشقه ذلك الذي يجعلها تثابر أكثر وأكثر من أجله، فهي تتمنى قربه واعترافها له بمشاعرها أيضا ولكنها لديها طموحا لن تتنازل عنه أبدا.. هزت رأسها في تعجب كيف لها أن تُركز اليوم وهو بالقرب منها. زفر إياد وهو لا يدري كيف تسرع هكذا وتلك أول مرة أن يعرض عليها أن يذهبا سويا لمكان ما وأدرك أن سليم لن يتهاون معه بعدم حضوره وسيسمع كذلك من أمه ما لذ وطاب من شتى التفسيرات بأنه ليس مسئولا وليس كبير أخوته وما إلي ذلك ولكن ولمرة واحدة سيفعل أكثر ما يريده وهو قضاء الوقت برفقة أسما.  ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ "جرا ايه يا إياد.. واحنا من امتى بناخد اجازات في أيام زي دي" صاح سليم بإنفعال وهو يدلف الشركة التي بدت شبه خالية لوصولهما الباكر قبل الموظفين ولم يتواجد سوى الأمن، أمّا عن زينة توسعت زرقاوتاها من طريقة سليم الذي تحولت ملامحه للصلابة وارتسمت عليها القسوة!  "تتصرف وتيجي في معدك! أنا مش هاقبل الهبل ده بالذات بإجتماع النهاردة، لازم كلنا نكون موجودين" صاح بإنزعاج وبنبرة تتسم بالحزم  "آسف يا سليم بس النهاردة مش هاجي!" أخبره هو الآخر بنبرة قاطعة  "تمام.. ابقا استحمل بقا اللي هيجرالك"  تحدث بمنتهى الهدوء ولم يثرثر أكثر وأنهى المكالمة بملامح غاضبة ثم عقد حاجباه في إنزعاج لتتفقده زينة في إستغراب شديد فهي حقا لم تكن تتوقع تلك الملامح التي لوهلة شعرت بالتوتر منها وخاصةً من ذلك الرجل الذي لطالما عُرف بضحكته وبرفقه في الحديث. "سليم أنت كويـ.." "هنا أنا Mr. سليم.. سليم دي في النادي، في البيت، هنا أنا مديرك، مش ابن خالك يا Miss زينة.. وياريت التعامل هنا بيني وبينك يكون بمنتهى الرسمية ويبقا في اطار الشغل وبس"  أخبرها وملامحه قد تحولت تماما للجدية الشديدة وأشعل حاسوبه وبدا وكأنه رجل آخر تماماً لم تعرفه من قبل. تفقد الوقت بساعة يداه ثم أخرج بعض الأوراق من أحدى أدراج مكتبه وتفقد زينة بعينيه ليستشعر وقوعها الشديد في الحيرة والتعجب من تصرفه، بالرغم من أنه لا يريد أن تظن أنه يقسو عليها ولكنه لا يمزح أبدا بالعمل وعليها تقبل طريقته تلك عاجلا أم آجلا. "احنا لسه قدامنا ساعة ونص على الـ meeting ياريت تركزي في كل الكلام اللي هاقوله عشان تعرفي تتعاملي معايا وكمان تعرفي تتعاملي مع أي عميل.. أنتي بالذات مكانك ووظيفتك هيقابلك إنك هتتعاملي مع الناس في المواقع أكتر من أي حد فينا، وأي مشكلة ممكن تحصل هيمسكوا فيكي أنتي قبل أي حد، فلازم تفهمي إنك تكوني واثقة في كلامك وقادرة على مواجهة أي مشكلة أيا كانت ايه، وبالذات النهاردة.. اجتماعنا مع شهاب مش سهل، لازم تعرفي أنتـ.." "ليه يعني شهاب ماله؟!" قاطعته سائلة بتلقائية لترى ملامحه بأكملها تختلف اختلافا مرعبا بحق ولا تصدق أنها حقا تأثرت بداخلها من تلك الملامح  "أول وآخر مرة تقاطعيني.. فاهمة؟!"  نظر لها نظرة أخافتها وتحولت ملامحها للعبوس وبادلته النظرة بحنق شديد فهي لن تقبل طريقته تلك في التعامل ولن تسمح أن يتحكم بها شخصا جديدا وكادت أن تحدثه ولكنه سبقها  "اسمعي اللي هاقوله وتنفذيه بالحرف عشان مش هاقبل أخطاء.. بالذات الـ meeting بتاع النهاردة!! اتفضلي قومي اقعدي على الترابيزة اللي هناك" شيئاً ما بنبرته الحازمة أعطى الإشارات تلقائيا لساقيها فوجدت نفسها تنهض وتسير نحو ما أشار وهي بداخلها تلك الدوامة من الأفكار التي ارتطمت ببعضها البعض وبالرغم من نفورها من أسلوبه إلا هناك شيئا بداخلها يتغير من ناحيته ومن حيث تراه، فسليم الذي عهدته بالأيام الماضية كان رجل ومن يحدثها الآن رجل آخر، لن يفرض عليها سيطرته ولكنها علمت بقرارة نفسها أنها تميل إلي الرجل المتحكم الذي يستطيع السيطرة على الموقف، تخاف بشدة من أن تتقبل طريقته فيتمادى، كما تخاف أن تواجهه بأنه لا يمكن التحدث لها مرة ثانية هكذا!! لا تعرف كيف ستتعامل معه ولا تعرف لماذا يصمم على أهمية الإجتماع الذي سيحدث بعد قليل، ولكن ما تعرفه جيدا هو أنها لن تترك لأحد الفرصة بأن يتحكم بها! ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ "تحبي تفطري ايه؟!" تسائل إياد بإبتسامة بينما لاحت عيناه بين قائمة الطعام مرة وبين عيناها العسليتان مرة أخرى لتتن*د هي ونظرت له بإستفسار ممزوجاً بالجدية بعد أن رفعت نظرها عن كتابها لتتلاقى أعينهما "إياد أنا مش جاية هنا علشان أفطر، أنا عندي حاجات كتيرة ولازم أخلصها!" أخبرته بهدوء ثم أعادت نظرها مرة أخرى لكتابها "أكيد أكيد" حمحم بجدية وتفقدها لثوانٍ ثم أكمل "بس يعني لسه اليوم طويل واحنا لسه بدري.. افطري الأول وبعدين كملي مذاكرة براحتك" حاول الإبتسام مجددا لتنظر له بعد أن زفرت في ضيق "لو سمحت، أنا جاية هنا عشان ابعد عن دوشة البيت، وقت ما أحب آكل هابقا آكل، ممكن متشغلش نفسك بيا خالص وتسكت عشان أعرف أركز" حدثته بجدية شديدة ليشعر هو بالإهانة من كلماتها تلك وكأنما يجبرها لفعل شيء ما ولكنه لن يتقبل تلك الطريقة التي تتحدث هي بها بتلك السهولة "وأنا جاي هنا عشان اقعد معاكي!! وهتفطري!! ومش عايز نقاش!" أخبرها كذلك بمنتهى الهدوء والجدية ولم تبارح عيناه قائمة الطعام بينما هي نظرت له في غرابة ودهشة من طريقة حديثه فهي لم تسمعه من قبل يتحدث بتلك النبرة فلطالما عهدته ليناً هادئاً ولكن كلماته تلك كانت جديدة عليها للغاية "أنت ايه الأسلوب اللي بتتكلم بيه ده يا إياد؟! معلش أنا آسفة بس مش هاسمحلك تكلمني بالطريقة دي!" حدثته بنبرة محتجة على كلماته السابقة ليرفع هو رأسه باحثا بعيناه عن النادل ليطلب لهما الطعام دون الإكتراث لرأيها وما أن أشار للنادل حتى ازداد تعجبها واندهاشها وتريثت لترى ماذا هو فاعل وعقدت ذراعيها بعد أن ألقت بقلمها على المنضدة ونظرت له بجدية وتعالت أنفاسها الغاضبة عندما سمعته يقوم بالطلب بدلاً منها وانتظرت حتى أصبحا وحدهما لتسأله في إنزعاج "ممكن أفهم ايه اللي أنت عملته ده دلوقتي؟!" "أنا هافهمك حالا.. لأني بصراحة يا أسما مش هاقدر أسكت أكتر من كده" ضيقت حاجبيها وهي تتفحصه في اهتمام لحديثه الغريب الذي شعرت أنه ورائه أمراً هاماً خاصةً وأن إياد كان منفعلاً على غير العادة، لذا قررت أن تترك له الفرصة للحديث وظلت تنظر له بينما تفقد عيناها لبرهة وابتلع ثم شرع بالحديث مرة أخرى ليخبرها عن كل مشاعره تجاهها. ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ "يعني ايه ماخدش قرار غير لما أرجعلك.. امال ايه لازمة إن أنا مديرة والمفروض مسئولة عن أقسام! مش فاهماك بصراحة" صاحت زينة بنبرة عالية نوعا ما بوجه سليم في إنزعاج "أنا اللي مش فاهمك، أنا مش شايف حاجة صعبة في كلامي، محدش بياخد هنا خطوة أو قرار من غير ما يرجعلي" كره منذ أن دلفا مكتبه وهما يتجادلان بتلك الطريقة وكأنهما أصبحا ألد عدوان بالتاريخ فنهض واضعا يداه بجيباه في منتهى الشموخ ووجه لها ظهره ولكنه في حقيقة الأمر كان يتجاهلها ويحاول تجاهل نظراتها المنزعجة بسببه، فهو آخر شخصاً على وجه الأرض يريد أن يراها غاضبة أو حزينة بسببه ولكن هو لم ولن يتهاون بخصوص العمل أبدا.. جُن عقلها تماما من اختلافه الشديد معها، حتى أنها أعادت كل تصرفاتها وكل ما فعلته معه منذ الصباح بل منذ ليلة أمس حتى ترى ما سبب صلابته في التعامل بتلك الطريقة، لقد ظنت أنها أخطأت بحقه لذا أخذت تراجع كل ما بدر منها تجاهه! لقد عادت مستاءة من حديث والدتها، نعم لقد بالغت قليلاً في انفعالها، ولكنه صعد لغرفتها وعانقها بتلك الطريقة الغريبة تماما، ومنذ ذلك الوقت إلي وصولهما الشركة لم تنفعل ولم تبالغ بشيء، لذا ما الذي وراء معاملته لها بتلك الطريقة؟! من هذا الذي يقف أمامها؟ أهو سليم ابن خالها الذي لطالما كان ضاحكاً مبتسماً بنظرته تلك التي تع** متعة الحياة، أم هو شخص قاس لا يعرف الرحمة، أم هو ذلك الحنون الذي ضمها إليه عندما لاحظ أنها ليست بخير؟! "اتفضلي قدامك لسه ربع ساعة على ما الـ Meeting يـ.." "لا بس أنا مش هاقبل أتعامل بالطريقة دي يا سليم" قاطعته بحدة، أيا كان من يقف أمامها هي لن تقبل أن يُفرض عليها شيء بعد كل ما عانته مع والدتها من تحكمات لا تنتهي، وبنفس الحين نظر هو لها نظرة أخافتها بالفعل! ترى تحرك كفيه من عصبيته البالغة التي عبر عنها بسحقه لأسنانه، أختلفت ملامحه عن سليم الذي تعرفه، لا تدري لماذا يفعل كل ذلك فهي لا تفهم بعد!! ود أن ينتهي من ذلك الصمت العجيب والتفت لينهي اجتماعهما ولكنها حتى لم تدع له الفرصة لقول شيئا.. قاطعته، مرة ثانية، منذ أن آتت لهنا، وتناديه بإسمه مجدداً، أتناست ما أملاه عليها؟ أتتصنع الغباء يا تُرى؟ أم أنها لاحظت كم يعشقها لذا تتدلل؟ لا يسمح لأحد بهذا وحتى لو زينة نفسها فهو لن يسمح لها أن تتعامل معه بتلك الطريقة، عليها تعرف بالطريقة السهلة التي رفضتها من الواضح، أو بالطريقة الصعبة، أنه هنا المسئول عن كل أمر كبيرا كان أم صغيرا! "لا أنتي باينك ناوية تخليني أتعامل معاكي بعصبية، مش قولت فيه ألقاب؟ ومش قولت متقاطعنيش؟!" صرخ بها وبالرغم من اندفاع كتفيها بغتة للهجته القاسية ولكنها نهضت وواجهته بمنتهى الجرأة والتحدي "وتتعامل معايا بعصبية ليه؟ أنا مش فاهمة ايه جو الألقاب والهبل ده، ولو مش عاجبك إني آخد قراراتي بنفسي وأكون مسئولة عن اللي شغالين في الأقسام اللي هاكون مديرة عليها فممكن تدورلك على حد تاني، يا إما ليه أصلاً من الأول قبلت إنك تعين حد مسئول.. واضح إني ضيعت وقتي فعلاً.. ووقتك" همست كلمتها الأخيرة بلهجة استفزازية للغاية مما آثار حنقه أكثر وكادت أن تغادر ولكنه أوقفها جاذبا ذراعها في قوة ليلحقا حاجبيها في دهشة "ايه ده أنت بتعمل ايه؟!" تحدثت غير متقبلة لمسكته تلك على ذراعها "اسمعي كلامي كويس وافهميه، مش أنا اللي هتعامل بالطريقة دي، ولا هاقبل حد لسه معندوش خبرة ولا احتك بشغل قبل كده في حياته انه ياخد قرارات، لما تبقي الأول تثبتي جدارتك ساعتها ممكن اد*كي صلاحيات بحدود، إنما أنتي عايزة من أول يوم تبقي مديرة بالساهل كده؟! اوعي تكوني فاكرة إننا عشان قرايب والشركة شركتنا فخلاص بقا نقلبها سلطة.. أنا معنديش في الشغل تهاون، يا تحافظي على التعامل بحدود وإحترام يا إما متلزمنيش، حركات الدلع مبتنفعش معايا ولا القرابة وكل حاجة ليها حسابها، ولو مش عاجبك ممكن تتفضلي برا!" صاح بها بإنفعال وهو ينظر لها بتلك النظرات الجامدة التي انهال منها نيران غضبه بينما زرقاوتيها لم تعد تصدق أن هذا سليم بل ويحدثها بتلك العصبية من بين أسنانه المتلاحمة ويقبض على ذراعها بعنف.. "ابعد ايدك عني.. احترام ايه وحدود اللي بتتكلم عنها وأنت ماسكني وبتتعامل بالأسلوب ده، فكرك بطريقتك دي هاكمل هنا ثانية واحدة.. حاسب من وشي" صرخت بوجهه بعينتين متسعتين دهشة وغضب بآن واحد وزاد هو من سحق أسنانه وتعالت أنفاسه الغاضبة حتى شعرت هي بإنعكاسها على وجهها وحاولت الإفلات من قبضته بأي طريقة ولكنها لم تستطع ولم تتبين لماذا لم يتركها وينظر لها بتلك الطريقة العجيبة جدا بالنسبة لها وبعد أن شعرت بالمزيد من الغرابة في ذلك الموقف الذي هي به كادت أن تتحدث ولكن قاطعهما من طرق على الباب مسرعا ودلف دون إعطاءه الأذن!! ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ استيقظ بمنتهى الراحة التي لم ينعم بها منذ الكثير من الوقت بمزاج رائق للغاية ثم فرغ من استحمامه وتناول فطوره وارتدى احدى بزاته الرسمية الصارخة بالثراء ونثر عليها بعضا من عطره الذي لا يستخدمه إلا هؤلاء فاحشي الترف وأمسك بمفتاح احدى سياراته التي كلفته بضع ملايين من الجنيهات وتوجه لمرأبه بخطواته التي بدت واثقة واصطحب تلك الحِدة التي تنهال من بنيتيه الثاقبتين وكان بمنتهى الإستعداد لملاقاة عائلة الخولي بأكملها وكذلك أولاد عمه المزعومين. تذكر مرة ثانية كل تصرفاتهم بالمرات السابقة الذي رآهم بأجمعهم وأخذ يسترجع شخصياتهم بذاكرته مجدداً ليزفر في ضيق من هؤلاء الأطفال كما يسميهم ولعن بداخله على ذلك الموقف الذي هو به معهم ولكنه لا يزال يُفكر بحيلة حتى يبتعد عنهم وبنفس الوقت يريد معرفة ماذا حدث لعمه في أقل وقت. كما تذكر أن عليه مهاتفة وليد فهو لم يره منذ بعض الوقت ولا يريده أن يشعر بتغير في تصرفاته، حتى الآن!! فقام بمهاتفته حتى يُطمئنه كما عليه أن يعرف اذا قام به بخصوص الشحنة الأخيرة. "يااه، أخيرا افتكرتني؟!" تحدث وليد بقليل من التهكم "حوارات الفروع زادت عليا ومشغول شوية، عامل ايه؟!" اجابه شهاب بهدوء شديد "أنا تمام.. أنت ايه الأخبار؟!" "تمام.. عملت ايه في آخر موضوع، مشي تمام؟!" سأله شهاب وهو لا يزال متحكما بنبرته الهادئة التي لطالما بدت لمسامع الجميع أنها هادئة "اه الشحنة اتسـ.." "مش قولت بلاش الكلام د في التليفون؟!" قاطعه ناهيا بلهجة حادة "أنت محبكها اوي، نفسي افهم ايه اللي اتغير، متخلنيش بقا أقول ولا يوم من أيام زمان" أخبره بضيق زافرا "بجد أنت بقيت غريب اوي" "لا غريب ولا حاجة، الموضوع وما فيه إن شكل كده فيه حاجات بتحصل اليومين دول ومش عايز حد ياخد باله أو يشك في حاجة، مش عايز العيون تفتح علينا دلوقتي" "حاجات ايه دي اللي بتحصل؟!" تسائل وليد في تعجب بتلقائية "مفيش.. بس عشان اسمنا تِقل في السوق آخر تلت سنين أنت عارف محدش هيسبنا، عشان كده لازم ن*دي اللعب شوية" "لا ن*دي ايه!! ده أنا عندي بقا حاجة بس دي ممكن نقفل عليها للأبد.. صفقة من الصفقات اياهم اللي ميتعوضوش" أخبره وليد في حماس بينما التوتا شفتا شهاب في سخرية شديدة لم يشعر بها وليد "تمام.. بس خليها تستنى شوية.. واكيد هتبقا صفقة هايلة" توسعت ابتسامة شهاب التي لم يرها وليد ولم يرى ما خلفها من نظرات خبيثة امتزجت بالإنتصار "لا ده احنا كده بقا عايزينلنا قاعدة عشان ترسيني على الحوار" "اكيد هنقعد" اخبره بإقتضاب "اجيلك الشركة؟!" تسائل وليد بعفوية "ما قولنا سيبك بقا من جو الشركة.. شوف تحب نتقابل فين وأنا هاجيلك" "تمام.. هاكلمك كده على بليل ونتفق" "تمام.. يالا سلام عشان داخل اجتماع" أنهى شهاب المكالمة وهو يصف سيارته وبداخل رأسه يُفكر بكل أمر، أولاد عمه، عائلة الخولي، هذا الكائن الذي لم يكره مثله المسمى بسليم، وكذلك أيضا وليد.. يريد أن ينتهي من الجميع، في نفس الوقت، بأقل الخسائر ولكن عليه أن يحيك خطته جيداً ويدرسها بحرفية بل وسيضع خططاً بديلة.. ولكن لا زال الوقت مبكراً على كل حال، سيتريث وسيتعامل بمنتهى الهدوء حتى يتبين الجميع على أشكالهم الحقيقية! ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ "أصل أنتي متعرفيش هو أسلوب سليم كده.. Formal (رسمي) اوي في الشغل ولو حتى أخته هيعاملها بنفس الأسلوب.. شديد جدا" تحدثت أروى بغرورها المعهود لزينة أختها التي تركها سليم لتوه ما أن رأى أروى تدلف مكتبه منذ قليل "آه ما واضح فعلا.. بالذات لما علا صوته عليكي وشخط فيكي.. بس حتى لو أنتي وغيرك بيسمحوا يعاملهم بالطريقة دي أنا عمري ما هاقبل كده أبدا" تحدثت زينة بنبرة مرتفعة مليئة بالغضب فلماذا تحدثها أروى وكأنها أنتصرت لتوها بشيء ما، فهو نفس الشخص الذي صرخ بوجهها عندما دلفت مكتبه قبل أن يسمح لها بالمرور. "هو بقا ده سليم" ابتسمت لها بإقتضاب وابتسامتها غير مُرحبة تماما "التعامل معاه صعب جدا.. وأنا بردو كنت حاسة إنك مش هاتعرفي تتعاملي معاه" نظرت لها زينة لتبتلع في حنق ثم تركتها وتوجهت للخارج على مضض لتبتسم أروى بخبث عندما غادرت زينة. شردت بنظرها بعيدا لتعقد ذراعيها ولا زالت الإبتسامة تعتلي شفتيها في مكرٍ شديد وحدثت نفسها كما تفعل مرارا وتكرارا فهي تريد كل شيءٍ لها، ولن يستطيع أحد أن يقف أمام ما تريد، فما وضعت عليه عيناها وقررت على أن تظفر به دائماً ما تنتصر على أياً كان من يواجهها! "فاكرة نفسها هتعرف تتعامل زيي من أول يوم، شكلها كده هبلة، من أول ساعة ودخلت لقيتهم ماسكين في بعض زي ما يكون هيموتها، كده تمام اوي.. كده كده آسر وعاصم مفيش منهم فايدة، واللي كنت خايفة منها طلعت ملهاش أي لازمة، وكالعادة إياد بيريح دماغه وحتى لو عصلج هو في الآخر بيمشي ورا سليم زي الأعمى.. مفضلش غير إن أنا وسليم نتجوز وبكرة كل ده هيبقى بتاعي أنا لوحدي، وكويس أوي إن أمي في صفي! خليها كده مقتنعة إني ماشية بدماغها وخللي كل واحد بقا تعجبه دماغه.." توسعت ابتسامتها في سعادة شديدة بينما تفقدت الوقت لتفكر أن عليها الذهاب لسليم! ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ "لا يا خالو أنا مش هاكمل.. ده مش أسلوب يكلمني بيه.. أنا هامشي دلوقتي حالا وقولت بس أعرف حضرتك عشان كنت متفقة معاك" تحدثت بإنفعال شديد وهي تجمع أشياءها في تحركات مهرجلة "جرا ايه يا زوزا، اهدي كده واعقلي.. عارفة اللي اتجنن واتعصب عليكي ده أول ما رجله بتخطي برا الشركة بيقلب حنين تاني، وبعدين ده فاكر الكل عامل علينا مؤامرة، علشان كده بيبقا عامل فيها شديد وخايف على الشركة من اي غلطة.. فبيعمل حِمش من أول يوم.. اعقلي كده، وأنا اللي كنت فاكرك ناصحة وهتعرفي تتعاملي، بس أقولك سليم بيعزك أكتر واحدة في اخواتك انتي وإياد وأنتي عارفة انكوا اقرب اتنين ليه.. نضحك بقا كده ونبطل عصبية وعلشان خاطري بلاش عند مع سليم في الشغل، واللي انتي نفسك فيه تعالي قوليهولي وأنا اعملهولك.. اتفقنا؟!" زفر بدر الدين في عدم إحتمال لما يحدث، فلم يمرسوى ما يتعدى الشهر إلا وأن كلاهما يتجادلان فيما بينهما كالأطفال "بس.. بس يا خالو لأ أنا مش هارضـ.." "طب هاقولك، ابن الكلب ده تاني لو علا صوته عليكي أنا اللي هابهدلهولك.. اتفقنا يا حبيبتي؟!" قاطعها وهو لا يُصدق أن تلك الفتاة لم تعد تحتمل أن يفرض عليها شيئا حتى ولو كان في مصلحتها هي قبل أن يكون في مصلحة أحد آخر "ماشي يا خالو بس المرة الجاية أنا فعلا هامشي" اقتنعت بكلام بدر الدين وهي واثقة أنه لن يدع أحد ليعاملها بسوء "كلها شوية وهتسافري تاني، وكمان حبة كده على ما تتعودي على طريقة سليم في الشغل وصدقيني أنا اللي هاجي اشتكيلك منه بعد كده" حاول أن يُطمئنها بتلك الكلمات ولكنه يشعر بأنفاسها المهزوزة من الطرف الآخر "خلاص ماشي.." "روق كده يا جميل وأضحك وكله هيكون تمام" "حاضر" "يالا يا حبيبة خالو روحي كملي شغلك ووقت ما تحتاجي حاجة كلميني" "خلاص ماشي.. باي" "فيه يا بدر؟!" تحدثت نورسين بملامح سيطر عليها القلق "ابنك الهباب الزفت رايح ينكد على البنت من أول يوم.. ادي ياختي اللي هيطبطب عليها وحنين.. جه يكحلها عماها" حدثها بتهكم بينما عبثث في هاتفه "جرا ايه يا حبيبي.. نسيت أنت كنت ازاي في شغلك؟" تفحصته حتى استدعت انتباهه فرفع وجهه ليحدقا بأعين بعضهما البعض وضيقت هي زرقاوتيها "بس مش كده يا نوري.. أنا مكنتش قفل اوي كده" "لا يا حبيبي كنت أسوأ من كده" ابتسمت له بإنتصار ويقين ليزفر هو في ضيق عاقدا حاجباه "تصدقي أنا غلطان إني بحكيلك على حاجة.. أنا رايح اديله الوصايا العشرة بدل ما يخربها وأنا مش ناقص وجع دماغ" "روح يا حبيبي روح" اخبرته لتبتسم "احسن.. دوق بقا شوية من عمايلك.. ده أنت كنت منكد على الشركة كلها" تمتمت في خفوت ثم نهضت لتتوجه لمحادثة شاهندة. ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ دلفت أروى مكتب سليم بعد أن سمح لها بالدخول لتتوجه نحوه في حرصٍ شديد وهي تنتقي تلك الكلمات التي ستحدثه بها فهي لا تود أبدا أن تخسر سليم لأي سبب. "خير يا Ms أروى؟!" تحدث لها ناظراً لها بنظرته الجدية تلك التي تحمل خلفها الكثير "هو بس لو ممكن ننسى Ms و Mr دي ثواني وبُصلي على اني بنت عمتك يعني مش واحدة غريبة.. أنا بس مكنتش عايزاك تضايق مني" أخبرته وهي تتصنع الآسى الزائف "أنتي عارفة كويس إني بعرف أفصل بين سليم اللي جوا الشركة وسليم ابن خالك.. فملوش لازمة الكلام ده يا Miss أروى" حدثها بإقتضاب وتفحصها لثوان ثم أعاد نظره لحاسوبه ولكنها أقتربت منه على غير المعتاد ولمست كتفه وهي تتغنج بطريقتها بينما هو لم يشك ولو للحظة بها وظن أنها فقط تريد أن تصبح الأجواء أفضل قبل بدء الإجتماع "طيب لو قبلتي عزومتي نتغدى سوا النهاردة هاعرف إنك سليم ابن خالي.. ها؟! قولت ايه؟!" ابتسمت له وهي تقترب منه ليومأ لها لكن دون أن يقول شيئا حتى لا يمزج العمل بقرابتهم "ايوة بقا كده يا سليـ.." "مش قولت طول ما احنا في الشـ.." قاطعها لتقاطعه هي بدلال "عارفة عارفة، منستش الألقاب ولا حاجة، أنا بس بهزر معاك يا اخي.. فكها شوية متبقاش كده" أص*ر هاتف سليم اهتزازا على مكتبه لتلعن هي حظها وحقدت على من ضيع تلك الفرصة عليها دون حتى أن تعرف من هو "روحي عشان خلاص ربع ساعة والإجتماع هيبدأ" أومأ لها بوجهه لتحاول هي بصعوبة الحفاظ على ابتسامتها "ايوة يا بابا" تحدث سليم بهاتفه بينما توجهت هي للخارج وعبست ملامح وجهها لإضاعة تلك الفرصة من بين يداها ولكنها بالنهاية ستحظى معه اليوم ببعض الوقت. "يا حتة جزمة عملت فيها ايه؟!" سأله بدر الدين بإنفعال "طبعاً هتجري عليك وتشتكيلك.. عموماً أنا عملت معاها زي ما بعمل مع أي حد" نهض ثم وضع يده بجيبه والأخرى أمسكت بهاتفه ليتجول بغرفة مكتبه "بقا يا بقف حد يعمل في حبيبة القلب كده؟! وعاملي فيها العاشق الولهان وبتاع وأنت أصلاً طربش" "بص يا بابا أنت عارفني مبحبش حد يدخل في أسلوبي في الشغل، وزينة بالذات لو عاملتها بطريقة مختلفة الكل هياخد باله وأنا مش عايز حد يعرف حاجة دلوقتي" "طب بص يا سليم.. القسوة بتاعتك دي هتقفلها منك وبكرة تشوف! يا ابني البنت محتاجة حد يطبطب عليها مش يشخط وينطر" "يعني امبارح تقولي خليك جامد ودلوقتي تقولي طبطبة؟! يعني اعمل ايه يا بدر كده عشان كلامك مش مفهوم؟!" تن*د بدر الدين وهز رأسه في إنكار "لما تكونوا لوحدكوا حاجة ولما يبقا فيه ناس حاجة.. خليك ذكي بقا شوية، حتى لو ناوي تكون تقيل متبقاش قاسي" "ممممـ.." همهم بإقتضاب متهكما "ماشي يا أسامة يا منير.. أشوف شغلي وارجع اكمل أنا والنجوم وهواك ده بليل معاك" "جتك البلا!! عيل اهطل" "سلام يا بابا" انهى سليم المكالمة وهو يعلم بقرارة نفسه أنها تفتقد الحنان، لو فقط تتركه يقترب منها لعوضها عن كل تلك القسوة التي عانت منها وسيجعلها تنسى تلك الأوقات العصيبة التي يبدو وأنها هي السبب وراء تغيرها بهذا الشكل. أمسك بحاسوبه وقرر أن يدع ذلك جانبا للتفكير به في وقت لاحق وتوجه لقاعة الإجتماعات ليلتقي بذلك الكريه الذي لم يرق له منذ الوهلة الأولى. ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ تفحص الجميع بعينيه البنيتين الثاقبتين ولا يزال كل واحد منهم كما هو، عاصم لا زال يحاول السيطرة على مجريات الأمور ولكنه ليس ذلك الرجل الذي يستطيع فعلها، الفتاة المغرورة كما هي، يا ليتها فقط تُهان ببشاعة أسفل قدماه، سيتلذذ لغاية، ولكنها ليست غ*ية، يلمح ذكائها الشديد، لربما غرورها وتعجرفها يليقا به ولكن تلك النظرة بأعينها تُنبأه أنها ليست من تفعل شيئا مبني على الأهواء، ليست من تقع في الحب ولا الفتنة بشخصية أحد ما ولطالما كانت كلماتها مُغلفة بالعديد من الأسباب والدوافع، وكأنما كل كلمة تنطق بها تحمل معنيان، يا تُرى ما الذي دفعها لعقد الإجتماع اليوم وبتلك السرعة الشديدة؟! وسليم بالطبع كما هو، لا يزال كالقائد، بل كلا من شاهندة وزوجها أناباه عنهما، لا يزال يسيطر على كل شيء برسمية شديدة وجدية مبالغ بها، يجعله هو نفسه يتعجب، أهذا الرجل هو من كان يلاطف أخته الصغيرة ليلة أمس، أهذا من كان يهرول بطفولة خلف فتاة كالطفل الصغير؟! أم ذلك الرجل الجدي وما بنظراته تلك لزينة؟! وماذا عن تلك الفتاة أيضا؟! أطنبت في الحديث تارة والآن هي صامتة تماما كالبيت المهجور، للحظة رآى شيئا ما بطريقتها أنثويا للغاية والآن هي تتكور على نفسها وتركت تلك الجلسة المستقيمة المغرورة، وما هذا الذي ترتديه؟! أهي دائما ترتدي مثل تلك الملابس الغريبة؟! لقد رآها أمس أيضاً ترتدي قميصا أكبر من حجمها هي شخصيا.. تنظر له بزرقاوتين جريئتين ثم تعود لتشرد بعيدا بنظرات خجولة لا يدري من أين آتت؟! بالرغم من أنه لا يريد أيا منهم أن يحتل على تفكيره ولكن إلي هذه اللحظة مثّلت له زينة لغزا.. وسيعرفه عاجلا أم آجلا.. كما يعرف كيف يطوع الرياح لما تشتهيه نفسه هو الآخر.. أين ذلك التابع على كل حال؟! إياد.. ما الذي دفعه لعدم الحضور، ألم يكن منصاعا لسليم؟! ما الذي حدث حتى جعله غائبا اليوم! يغلي عقله بالأفكار بينما وجهه هادئاً ساكنا فارغ من الملامح مثلما تعود دائما.. "تمام كده أظن.. ناقص نمضي العقود.." ابتسمت أروى التي تحدثت بينما لم يعيرها شهاب اهتمام بالرغم من استماعه لها جيدا وانفجرت ضحكته بداخله فها هو اقترب من الحصول على أول ما يريد "أظن العقود بعد ما اخد نظرة كده على المواقع وأشوف شغلكم ماشي فيها ازاي.." تحدث ثم نظر لسليم ومنها إلي زينة التي عليها هي أن تذهب معه فهذا هو اختصاصها، ثم أعاد بنيتاه لسليم الذي رآه هو الآخر يحاول التحكم في ملامحه.. وكما أن شهاب يظن أنه سيعرف ما يريد وسيترك الجميع وشأنهم قبل إبرام أية عقود معهم. "بس احنا مش محتاجين إنـ.." "لا من حقه" قاطع سليم عاصم الذي بدا وجهه كالنيران المتقدة، ولكنه لم يعرف أن سليم يتمنى ألا يبرم معه عقودا حتى لا يتعامل معه أبدا، فهذا المسمى بشهاب بطريقته وهدوئه اللاذع ونظراته غير المريحة لا يُطمئنه بتاتًا "تمام.. أنا فاضي النهاردة..زينة؟!" نظر لها بتساؤل "تمام أنا معنديـ.." "لو سمحت يا Mr شهاب احنا هنا بنحافظ على الألقاب.. يا ريت أنت كمان تعمل كده!" قاطع زينة بل قاطع تلك النظرات المتبادلة بينهما التي لم تروقه وقد اكتفى منها منذ مدة ليست بالقليلة "ممكن نحدد معاد ونشوف فيها المواقع" أخبره بحزم لتستمع زينة لذلك وتلعن داخل نفسها على تحكمه الزائد فهي من عليها أن تقوم بتلك الجولة معه وهو بمنتهى السخافة يتدخل فيما يخصها "ممكن نروح حالا أنا فاضية" صاحت زينة بلهجة حادة قاصدة أن تتحداه فهو لن يفرض عليها شيئاً أبدا ونهضت لترتسم شفتا شهاب بإبتسامة تكاد تُلاحظ ولكن سليم لاحظها ونهض شهاب هو الآخر متنفساً كالذي ظفر بحرب لتوه، حسناً لتكن أول معركة تافهة ينتصر بها ولكنه انتصر عليه على كل حال، بينما شعرت أروى بالفرحة، فيبدو أنها ستكون بمفردها مع سليم اليوم، ها هي تخلصت من زينة وتبقى فقط عاصم الذي ستستطيع إلهاءه بمنتهى السهولة.. ولكن تلاشت فرحتها في ثوانٍ تكاد تعد على أصابع اليد الواحدة فهي لم تظن أنه سينهض هو الآخر ليذهب معهما.. ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ ⬢ #يُتبع . . . 
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD