بلا قلب سنحيا.

3127 Words
الدوامة الثامنة بلا قلب سنحيا *حل **ت غريب، تاهت فيه سالي عن الوجود تحدق بصدمة بملامح إيلي التي إستمرت على قفزها السعيد وهي تظهر خاتمها الذي زين إصبعها، بينما وقفت إسلام لا تدري أتبارك لإبنة عمها أم تواسي شقيقتها، لتحسم سالي الأمر وهي تربت على كتف شقيقتها وتقول: -أفرحي لبنت عمك وباركي لها يا إسلام وبلاش ت**ري فرحتها فالنهاية كل شيء نصيب وصدقيني أنا مش زعلانة، يمكن ربنا يكون بينبهني باللي حصل إني لازم أبص لنفسي وأراجع حياتي كانت إزاي وأتغير. *غمر إسلام إحساس بالحزن، فعينا سالي أطفئت لمعتها وبهتت، أقتربت منها وكادت تحتضنها ولكن سالي أمتنعت وأستدارت لتغادر، وما أن وضعت يدها فوق مقبض الباب حتى قبضت يد إيلي على رسغها بقوة وأدارتها بحدة لتواجها، فحدقت بها سالي بعيون متسعة لتجرأها عليها لتصدمها نظرات إيلي فهي تحولت في لحظات من كائن كان يقفز فرحاً إلى كائن مكفهر الوجه عاقد الحاجبين، أصابت الدهشة إسلام كذلك لتبدل إيلي السريع وتابعت ملامح سالي التي حاولت نزع يدها من تلك الصغيرة لتصدم إيلي كلتاهما بقولها: -هتهربي زي ما هربتي يوم ما جيتي الفندق وزي ما هربتي ورفضتيه يوم ما جالك يطلبك ، ضعيفة ، إنتي إنسانة ضعيفة وواضح إن رغم سنك الكبير إلا إنك معندكيش شخصية وسايبة نفسك للي يحركك. *أتسعت عينا سالي أكثر واضطربت ملامحها لتضيف إيلي دون أن تترك لها الفرصة لتبادلها الحديث واردفت: -مستغربة إني عرفت صفاتك ، متستغربيش لإن اللي يبص لعيونك ويسمع نبرات صوتك المهزوزة يقراكي صح ويعرف إنك مغرورة على الفاضي، ومتستحقيش فعلا واحد زي جاك، اللي أختارك وحبك وهيضحي بمستقبله اللي فضل يحارب علشان يحققه ويسيب كل حياته ويكمل معاكي إنتي ، بس للأسف جاك أختارك غلط وحبك غلط، أنا بجد مش فاهمة لو إنتي فعلا حبيتي جاك إزاي قدرتي ت**ريه بالشكل دا، إزاي هان عليكي ترفضي حبه وقلبه، إزاي قدرتي تدوسي عليه وتجرحيه فهميني لما إنتي بتحبيه عملتي فيه كدا ليه. *شهقت سالي من حدة صوت إيلي ونظراتها الغاضبة وأرتجفت رغما عنها حينما مالت عليها إيلي على نحو خطير بوجهها وتابعت: -عارفة أنا سعيدة إنك جربتي إحساس الألم، ونفسي تجربية لأطول وقت علشان تحسي قد إيه مؤلم لقلبك إنك تشوفي الإنسان اللي بتحبيه بيروح لغيرك، أحساس بيساوي الموت لو فعلاً حساه، عارفة أهو اللي إنتي حاسة بيه دا أنا حسيته لما جاك رفض كل تلميح مني بحبي ليه، بس هو م**رنيش لأنه عمره ما لمح لي ولو بإشارة صغيرة إنه حتى معجب بيا، وطول عمره شايفني أخته الصغيرة ، علشان كدا أنا مقدرتش أكرهه بالع** احترمته وحبيته أكتر من الأول لكن لما شوفته قد إيه موجوع بسببك كان لازم أخليكي تحسيه علشان تقدري النعمة اللي بتدوسي عليها بغرورك وكبرك. *دفعت إيلي يد سالي بعنف ونزعت من إصبعها خاتم جاك لتجذب يد سالي مرة أخرى بقسوة وتدس الخاتم في إصبعها وهي تبكي لتقول بصوت صارم أخاف سالي: - رغم إنك متستحقيش جاك إلا إن أنا هسيبه أمانة فقلبك حافظي عليه وحبيه على قد ما تقدري وإياكي تجرحيه تاني، علشان لو بس حسيت إنه مضايق بسببك فأنا هجيلك وه**رك بنفسي ، ودلوقتي تقدري تخرجي وتروحي لجاك هو مستنيكي برا. *دفعتها إيلي خارج المرحاض لتستدير وترتمي بين ذراعي إسلام التي بهتت كلياً من تصرف إيلي فضمتها بقوة وهمست ببكاء: -قلبي بيوجعني يا إسلام وحاسة إن روحي بتتسحب مني، أنا بحبه بس هو مش شايفني حبيبة أبداً، وهفضل طول عمري أخته الصغيرة مش اكتر ، ورغم وجعي منه مقدرتش بجد أشوفه بالحالة دي وقولت له إني هرجعهاله . *ربتت إسلام فوق ظهرها بشفقة، وقالت: -إنتي جميلة أوي يا إيلي وصدقيني اللي عملتيه دا هو الصح. *أبعدتها إسلام قليلا عنها وأضافت: -إيلي أنا عارفة إنك فاكرك نفسك بتحبي جاك بس صدقيني الإحساس اللي جواكي ناحيته هو إحساس إعجاب مش حب علشان إنتي شوفتي فيه الحنان اللي مفتقداه من مايكل إنتي عوضتي حرمانك من الأخوة بوهم حبك لجاك لكن حبك الحقيقي هتلاقيه وساعتها هتعرفي إن جاك عمره ما كان الحب اللي كنتي بتدوري عليه. *جففت إيلي دموعها وتن*دت بحزن وقالت: -أنا عارفة كل اللي إنتي قولتيه لإن ثيو قالهولي قبلك علشان كدا محبتش أشوف جاك مجروح بالشكل دا وحتى لو أنا بحبه حب حقيقي بخلاف اللي الكل شايفه هعمل زي ما ثيو قالي أعيش حياتي وأكمل دراستي وأشوف اللي جاي هيبقي أزاي معايا. *ربتت إسلام على وجنتها وقالت: -طيب مش كفايا حبسة فالحمام بقى ونطلع نفرح مع ريان وسهى. *اومأت إيلي وتأبطت ذراع إسلام وغادرت برفقتها المرحاض ليندمج الجميع بسعادة كل منهم بعالمه الخاص. *ولكن تلك السعادة لم تصل أبداً لقلبي سناء وسهير التي أشتعلت نيران الغيرة والغضب بداخلهما حين ركع جاك أمام الجميع يطلب يد سالي لتتعالى صيحات الفرح والتهئنة، وحدقت سناء بوجه سهير لتؤمأ لها بالتحلي بال**ت وإصطناع السعادة حتى لا ينتبه إليهما أحد. *وما كاد الجميع يلجوا إلى المنزل حتى أسرعت سناء وقالت: -يلا بقى يا بنات كله ينام ورانا سفر بكرة ولا ناسين الرحلة عاوزين نصحى بدري فايقين . *في اليوم التالي وقف الجميع فى صالة مطار القاهرة ليفاجئهم وجود حسان معهم الأمر الذي أزعج ريان بقوة فوقف يحدق به بضيق، فأنفرد ريان بشقيقته وقال: -إسلام عاوزك أول ما توصلي تركيا تطمنيني دا حاجة والحاجلة التانية عاوزك تتصلي بيا كل ساعة وتقوليلي مكانك وبتعملي إيه، عارفة يا إسلام لو متصلتيش أنا ساعتها هسيب اللي ورايا فجورجيا وأجيلك أرجعك مصر بنفسي إنتي وسهى فاهمة. *إتسعت إبتسامة إسلام وهي تتابع عينا شقيقها التي رمقت حسان بالضيق والسخط وقالت: -على الرغم من إنك مزودها بس حاضر هحاول إني أتصل بيك كل كام ساعة بس المهم قولي هو إنت مالك كدا شكلك مش طايق ناس معينة و غيران. *زادت تقطيبة ريان أجابها بصوت مختنق: -بصي دا مش وقت سخرية علشان أنا على أخرى ، بدل ما ألغي كل حاجة وأخدك معايا وبلاها تركيا اللي شبطانة فيها زي العيال الصغيرة، وبعدين أنا مش غيران إنما مش بحب المفاجأت اللي بتدبر من ورا ضهري، وإنتي عارفة كدا كويس، ولحد إمبارح أنا مكنتش على علم إن اللي إسمه حسان دا طالع معاكم الرحلة، وبصراحة مش عارف أختك سناء مقالتش ليه، فأحمدي ربنا إني شوفتك نظراتك إنتي وسهى وإلا كان زماني خربها ، عموما أنا هحاول أتابع معاكم مباشر أمور الرحلة والجولات بتاعتكم علشان أبقى مطمن عليكم وإياكي تخالفي تعليماتي فاهمة. *اومأت إسلام وغمزت لشقيقها وقالت: -أنا فاهمة وحاضر كل ساعة إتصال بس بلاش التكشيرة دي علشان خاطري ، أقولك أنا هسيبك تقول الوصايا المليون لمراتك وأروح أسلم على ولاد عمي، بس خلي بالك إياك تزعلها أه أحسن أنت عارف محدش هيوقفلك غيري. *ض*بها ريان بكفه على جبهتها وقال: -شوفي طولك الأول وبعدين أتكلمي قال توقفيلي قال و. *أوقف ريان باقي حديثه حين أقتربت سهى منهم فجذبها بعيدا وسط ضحكات إسلام ، كانت مشاعره مأججة بغيرة وغضب لمرافقة حسان لهم وفضحت تلك الغيرة عيناه فقال: -عارفة لو عرفت إنك وقفتي ولا أتكلمتي مع حسان دا أنا أنا. *لمست سهى يده برقة وإبتسمت بحب ليبتلع ريان كلماته ويحدق بها بتيه ليسمعها تهمس: -حبيبي ممكن تهدى وتطمن، بص أنا عارفة إن وجود حسان كان مفاجأة أنا نفسي مكنتش أعرف أنه جاي، وعلى فكرة أنا لسه متكلمة مع سناءء وهي قالت لي إن عمي هو اللي طلب منه إنه يطلع معانا علشان ميصحش نبقى بنات لوحدنا فرحلة زي دي، وعلشان أطمنك أنا أساسا ماليش كلام معاه كتير، يعني تقدر تقول كدا إن مافيش بيني وبينه لغة حوار من الأساس، وهو عارف كدا كويس دا غير إنه طالب إيد سهير وهي اللي معلقة الرد لحد دلوقتي ، فأهدى كدا وركز فشغلك ومتقلقش علينا . *زفر ريان بعصبية ولاحق وجه سهى الذى عبرت ملامحه عن صدق قولها فأحتضن يدها وقال: -سهى خلي بالك من نفسك ومن إسلام ، أنا ماليش دعوة بكل اللي مسافرين دول أنا الأهتمامي كله إنك وإسلام تكونوا مع بعض وبخير ، وعاوزك تلازمي إسلام فكل مكان حتى فالنوم فاهمة. *اومأت سهى وطمئنته لينتبهوا إلى نداء المذياع يطالبهم بالتوجه إلى رحلتهم فحدقت بوجه ريان وقالت: -ريان خلي بالك من نفسك ومتنساش أول ما توصل جورجيا تطمني عليك. *لم يدري ريان لما تشبث بيد سهى بقوة ليفاجئها بقوله: -سهى إسلام أمانة أوعي تضيعها. *ارتجفت سهى فجأة بخوف والتفتت إلى سناء لتراها تحتضن إسلام بقوة فلم تدري هي الأخرى لما شعرت بخوف وقبضة تعتصر قلبها. *مرت ساعات الرحلة سريعا ليصلوا إلى وجهتهم الأولى اسطنبول لتتسلم الفتيات غرفهم لتجد سهى أنها تشارك إسلام وسالي الغرفة فشعرت بالراحة لذلك التريب ولكنها لم ترتح مطلقا لنظرات حسان التي رمقهم بها قبل أن يغلقوا الباب خلفهم. *وبدات جولاتهم فغادروا لزيارة الجامع الأزرق الذي وقفوا في ساحته يحدقون به بإنبهار، لينتقلوا إلى متحف آيا صوفيا ليخبرهم أحد مرشدي السياحة أنه كان كنيسة رومانية قديمة حوله السلطان العثماني إلى مسجد ليُصبح في النهاية متحف إسلامي عريق، لينتهي مقصدهم إلى لرؤية القسطنطينية القديمة والتي كانت حصناً رومانياً قديماً. *عادت الفتيات منهكات القوى إلى غرفهم لترتمي كل فتاة فوق فراشها لتنتفض ثلاثتهم على أصوات رنين هواتفهم فحدقن ببعضهن البعض في ذعر يتذكرن نسيانهم الإتصال بريان وجاك ليفجروا ضاحكين، إنتحت سالي بهاتفها تهمس بإعتذارها لجاك الذي سرعان ما تناسي ضيقه منها وتغزل بها لتشع عيناها بسعادة تماثل سعادتها حين غادرت المرحاض ووجدته بإنتظارها يغمرها بأعتذاره منها وأعترافه بحبه لها. *أما إسلام فلم تكف عن أعتذارها لشقيقها الذي ثار عليها بغضب غريب فدمعت عيناها في نهاية الأمر، فجذبت سهى الهاتف منها وهي ترتجف ليباغتها هجومه الشرس فحاولت إمتصاص غضبه فقالت: -حبيبي ممكن تهدى على فكرة إحنا إتصلنا أول ما وصلنا بس موبايلك كان مقفول وبعدها لاقينا المرشد مستنينا أخدنا لف من أول دقيقة وبصراحة من الإنبهار اللي كنا فيه أتخ*فنا كلنا فنسينا نتصل تاني عموما أنا أسفة وبعدين أنا متبعة كل تعليماتك وبنفذها بحذافيرها بلاش القلق الزيادة دا وأطمن. *لم يستطع ريان الأستمرار على غضبه فتغيرت نبرة صوته من الحدة إلى بعض الهدوء وقال: *أنا كمان أسف يا سهى بس غصب عني قلقت عليكم مهما كان أنتو لوحدكم ودا بلد غريب وأنا قولت لك مش مطمن لحسان دا عموما أنا هحاول أخلص الشغل اللي ورايا وأحصلكم وساعتها هطلع عليكم قلقي دا. *ابتسمت سهى واجابته: -ياريت يا ريان تيجي بجد هتبقى الرحلة أحسن بكتير. *أوقفت سهى حديثها لرؤيتها دموع إسلام فهمست وقالت: -ريان أنت زعقت فإسلام جامد فلو سمحت علشان خاطري كلمها تاني وهديها أنت عارف هي مش بتتحمل زعلك ولو فضلت على الحال دا هترفض تخرج معانا وهتقضي الرحلة حابسة نفسها فالأوضة. *مدت سهى يدها بالهاتف لشقيقتها وهي تبتسم لتضعه إسلام فوق أذنها فسمعت شقيقها يقول: -سولي حبيبة ريان ممكن تبطلي عياط علشان خاطري. *توالت شهقات إسلام لتهدأ أمام عبارات الأسف من شقيقها وتبتسم في نهاية الأمر وحين أنهت الأتصال ألتفتت إلى سهى وقالت: -ربنا يعينك على عصبيته بصراحة أنا مشفقة عليكي ريان فغضبه مش بيشوف أدامه لما لمجرد إتصال أتأخرنا عليه بيه وعمل كدا أومال لو حصل حاجة أكبر هيعمل إيه. *توترت ملامح سهى وهمست بشرود : -بصراحة يا إسلام أنا قلقانه وخايفة مش عارفة جوايا إحساس إن في حاجة هتحصل. *وفي غرفة ثنائي الحقد حدقت سهير بوجه سناء الهاديء وقالت: -ناوية تنفذي أمته يا سونة. *تن*دت سناء وهي تستند إلى وسادتها وقالت: -بصي يا سهير علشان مش عاوزة اسمع منك أي كلام تاني فالموضوع دا إحنا النهاردة يعتبر أول يوم وتم على خير، فاضل لنا فالرحلة أربع تيام هيمشوا عادي وزي ما قولت لك بكرة وإحنا فأنقرة هتاخدي إسلام على جنب وتقولي لها إنك عاوزة تعملي مفاجأة لسهى وسالي وتشتري لهم هدايا وعاوزاها تيجي معاكي علشان تختاروا حاجة كويسة وإنك هتأجلي لحد لما نرجع اسطنبول تاني وتوصيها متجبش سيرة لسهى وسالي، ودا كل اللي مطلوب منك يا سهير فياريت بقى تبطلي اسئلة تمام. *زفرت سهير بضيق وقالت: -طيب ما تفهميني اللي هيحصل بعد كدا علشان ابقى معاكي فالصورة ولو في أي حاجة جدت أتصرف معاكي بفهم. *أعتدلت سناء ونظرت لها تفكر لتقول: -عاوزة تعرفي باقي الخطوات وماله هقولك بس لو حرف حسيت بس إن سالي عرفت بيه هطير رقبتك. *مضت الأيام ما بين الزيارات وأحاديث الحب بين سالي وجاك وريان وسهى، لتأتي العودة إلى اسطنبول مرة أخرى. *ولجت سناء إلى غرفة الفتيات ونظرت إلى سهى وإسلام وقالت: -سهى هو ينفع تاخدي إسلام وتنزلي تشتري الفستان اللي شوفناه لماما على ما أحضر شنطتي علشان أنا لسه معملتش أي حاجة خالص. *نظرت إسلام إلى سناء بإرتباك وقالت: -بس أنا كنت حابة أنزل ألف شوية و. *قاطعتها إبتسامة سناء وغمزتها لتقول: -وماله يا إسلام ما بعد ما تشتروا الفستان لماما لفي بقى براحتك إنتي عارفة إن اليوم النهاردة مافيهوش أي زيارات. *اومأت إسلام فمدت سناء يدها ببعض المال إليها وقالت: -خلي الفلوس دي معاكي علشان لو حبيتي تشتري أي حاجة تانية، يلا أنا هسيبكم وأروح أحضر شنطتي. *حدقت سهى بإسلام ما أن أغلقت سناء الباب وقالت: -هي أختك سالي راحت فين من الصبح. *مطت إسلام شفتيها وقالت: -مش عارفة بس أحتمال تكون نزلت تجيب هدية لجاك علشان كنت سمعاها بتقوله هجيبلك حاجة على زوقي المهم مش هتغيري هدومك علشان نلحق ننزل نجيب الفستان لماما. *تابعت سهى التحديق بوجه إسلام وقالت: -مش عارفة يا إسلام أنا بصراحة مش حابة أنزل وبعدين ما سناء عندها سهير والاستاذ حسان اللي لازق لسهير زي ضلها يروحوا يشتروه. *تركت إسلام مقعدها وأقتربت من سهى وقالت: -الجميل قلقان من إيه هي كلها ساعة لف ونرجع يلا بقى إلبسي علشان نلحق. *غادرت سهى وبرفقتها إسلام ليصلا إلى سوق لالالى، وأثناء تجوالهم بين محال الملابس أتت رسالة سهير إلى إسلام تطلب منها أن تقا**ها، فالتفتت إسلام لشقيقتها وقالت: -سهى هو أنا ينفع أطلب منك طلب. *وافقتها سهى لتضيف إسلام قائلة: -هو أنا ينفع أرجع الفندق معلش يا سهى أنا حاسة إني تعبانة شوية. *تبدلت ملامح سهى كليا وأقتربت من إسلام وقالت: -حاسة بأيه طيب ولما إنتي حاسة إنك تعبانة مقولتيش من الأول ليه وكانت سناء أتصرفت عموما يلا بينا نرجع ونخلي سناء تبتعت سهير بدلنا. *أرتبكت إسلام وشعرت بأنها لن تستطيع الأفلات من سهى فقالت بإضطراب: -وعلى إيه يا سهى بصي هو الفندق مش بعيد وأنا يعني مش هتوه عموما أنا أول ما هأوصل هطمنك وإنتي كملي وهاتي الفستان لماما. *وأسرعت إسلام بالفرار من أمام سهى التي وقفت تحدق بها بدهشة لهروبها السريع منها. *أوقفتها سهير حين شاهدتها تبحث عنها وأقتربت منها تبتسم وقالت: -مالك بتنهجي كدا ليه. *رفعت إسلام يدها وضغطت على قلبها تتلقف أنفاسها وابتسمت وأجابتها بصوت متهدج: -معلش كنت بجري علشان ألحقك بعد ما هربت من سهى. *مدت سهير يدها بعبوة عصير مغلقة وهى تجذبها لتجلس بجانبها وقالت: -طيب أقعدي خدي نفسك وأهدي وخدي أشربي العصير دا وبعدها نقوم نشتري اللي إحنا عاوزينه. *جلست إسلام تحتسي العصير وهي تتابع حركة المارة وحين أنهتها وقفت وقالت: -أنا خلاص أرتحت مش يلا بينا قبل الوقت ما يتأخر. *ابتسمت سهير وقالت: -أه معاكي حق يادوب نلحق يا إسلام. *لم تستطع إسلام السير لبضع خطوات ليهاجمها دوار فأستدت إلى شقيقتها وقالت بوهن: -أنا دايخة أوي يا سهير هو ينفع نقعــــ . *أبتلع الظلام الذي أحاط بإسلام باقى حديثها لتتلقاها ذراعي سهير وأسرعت يدا حسان الذي ظهر من العدم تحملها عنها وتبعت سهير خطواته حتى وصلا إلى مكان سيارة سناء التي صفتها قريباً من مكانهم لتتسع عينا سالي التي أرغمتها سناء على المجىء معها بخوف وهي ترى إسلام المحمولة بين ذراعي حسان وقبل أن تغادر سالي السيارة دفعتها يد سناء وصاحت بغضب: -إنتي معانا فالليلة من أولها وهتكمليها للأخر يا سالي. *دفعت يدا حسان جسد إسلام بقسوة إلى سالي التي حاولت حماية رأس شقيقتها وهي تبكي ب**ت لتسرع سهير وحسان بالمغادرة وأوصدت سناء أبواب السيارة ألياً منعاً لمغاردة سالي لتديرها في النهاية وتنطلق إلى وجهتها. *أسرع حسان وسهير إلى سوق لالالى ليلحقا بسهى التي كانت على وشك إيقاف إحدي السيارات لتمنعها يد سهير وتقول: -كويس إني لاقيتك بقولك تعالي بقى معايا نلف نجيب شوية حاجات على السريع لحد ما حسان يشتري اللي هو عاوزه. *حدقت سهى بسهير بريبة ونظرت إلى حسان الذي حدق بها بنظرت غريبة لتشيح سهى عيناها بعيدا عنه وتلتفت إلى شقيقتها وتقول: -بس أنا كنت عاوزة أرجع الفندق علشان. *قاطعتها سهير وهي تتأبط ساعدها وتقول: -مش هنغيب يا سهى وبعدين إنتي زوقك بيعجبني وأنا بصراحة عاوزة أجيب شوية حاجات حلوة وأهو بالمرة أجيب حاجة للبت إسلام بدل ما هي على طول لابسلنا زي الولاد. *ساعات مرت وسناء تقود السيارة تتطلع إلى تلك الخريطة التي وفرها حسان لها حتى وصلت إلى مشارف بولونيز كوي لتصف سيارتها بالقرب من منحدر عال فنظرت سالي إليها وهي تزدرد ل**بها بخوف فقالت تسئلها بتلعثم: -إنتي وقفتي هنا ليه هو مش إنتي كنتي قايلة هتروحي كوش كــ. *قاطعتها إلتفاتت سناء وهي تبتسم بسخرية لتجيبها: -وهو أنتي فاكرة إني غ*ية لدرجة أسوق لحد كوش كوي علشان سهى تحس إننا خرجنا من الفندق يا سالي يا حبيبتي أنا عدلت الخطة كلها لما سيادتك جريتي ورا جاك و**مت إنك تكوني معايا علشان ل**نك الجميل دا لو نطق بحرف واحد وقتها رقبتك قبل رقبتي هتطير. *شهقت سالي ببكاء غص وهي تضم إسلام إليها بخوف لتترك سناء مقعدها متجهه صوب باب السيارة الخلفي وجذبت سالي بقسوة لتخرجها من السيارة وهي تقول: -يلا يا سالي أفتحي يا حبيبتي شنطة العربية وهاتي جركن البنزين بإيد*كي الحلوة. *جحظت عينا سالي أمام دفعات يد سناء لها لترغمها على فتح الحقيبة الخلفية للسيارة وإخراجها عبوة البنزين وتجذبها لتقف أمام باب السيارة لترى جسد إسلام الغافي وتقول بقسوة: -غرقيها بالبنزين يا سالي. *تركت سالي العبوة تسقط من يدها بذعر وهي تهز رأسها رفضاً وصرخت بجزع: -لأ يا سناء لأ لأ أنا مش هقتل أختي مش هقتلها ولا هسمح لك تمسيها أيوة أنا أنا مش عارفة عقلي كان فين لما وافقتكم على الخطة الدنيئة دي، أنا لا يمكن أشاركك فقتل إسلام ولا هخليكي تأذيها. *راقبت سناء بوجه متحجر هياج سالي لتقترب منها وتصفعها بقوة وتقبض على وجهها وتقول: -بصي بقى يا سالي أنا محدش يقولي لأ على حاجة أبداً وطالما وافقتي من الأول يبقي هتكملي للأخر وغصب عنك وإلا يا حلوة الشريط اللي سجلتهولك مع حسان ابن عمك لما خدرتك من يومين هبعته لجاك ولماما ولعمك وساعتها أبقي وريني هتدافعي عن نفسك أزاي وأنتي بين أحضانه عريانة. *شحب وجه سالي وحاكي وجوه الموتي وهطلت دموعها بقهر لتضيف سناء وتقول: -أنا عارفة إن صعبان عليكي إسلام، بس موتها دا هيحل لنا حاجات كتير وهيخلينا ننتقم من اللي بهدلنا وظلمنا، ولا نسيتي يا سالي مأظنش سنك الصغير وقتها يخليكي تنسي اللي بيحصل فينا، وبعدين ما أنتي طول عمرك بتكرهي إسلام، أيه اللي أتغير دلوقتي، مش دى إسلام اللي كنتي بتقولي أشمعنة هي تبقى حياتنا غيرنا وليه هي تتولد وفبقها معلقه من الألماظ، إيه يا سالي معقول نسيتي قهرتك وعياطك وأبوها بيحضنها ويبوسها وأنتي قاعدة تبصي عليه ومتحصرة على نفسك. *دفعت سناء سالي أرضا ووقفت تحدق بها بوجه متجلد وقالت: -فوقي يا سالي ومتنسيش إنتي بنت مين فوقي وأفتكري الوديعة اللي أبو إسلام حطها بأسمها بعشرة مليون دولار واللي بغباءه خلانا أحنا الأربعة الورثة فحالة وفاتها واللي هتوصلنا للي عاوزينه، ولا أنتي عاوزة تعيشي اللي باقي من عمرك مستنيه الحسنة من جوزك ولا من أخو أختك لما يحن عليكي بيها، ولا تكونيش فاكرة إن إسلام لما تتم سن الرشد وتستسلم الوديعة هتغرف وتدينا. *مدت سناء يدها وجذبت سالي لتقف وأشارات إلي عبوة البنزين وقالت: -كبي البنزين جوا العربية يا سالي علشان نخلص ونلحق نمشي ونوصل الفندق قبل سهى اللي سهير وحسان معطلينها. *أرتعشت يد سالي وهى تلتقط عبوة البنزين وأقتربت من موضع إسلام لتتفاجيء بعين إسلام تحدق بها بصدمة، فشهقت بذعر وهي تتراجع للخلف بخطواتها، لترى حركتها سناء التي لمحت بدورها إسلام تحاول الأعتدال للجلوس بالمقعد الخلفي للسيارة، فجذبت عبوة البنزين عنوة من سالي التي همت بسكبها فوق الأرض بعيدآ عن السيارة وض*بتها بقوة بها لتترنح سالي وتسقط أرضاً، فجاءت سقطتها بالقرب من الحافة لينتابها الذعر فصرخت تستجدي العون من سناء التي وقفت تتطلع إليها بسخط وتدير ظهرها إليها وتقترب من المقعد الخلفي وتسكب محتواها فوق جسد إسلام بدم بارد ولم تهتز أمام نظرات إسلام المتجمدة من صدمتها، ووسط صرخات سالي التي تكافح لمنع سقوطها عن الحافة ونظرات إسلام المصدومة سحبت سناء تلك القادحة التي مدها بها حسان من جيبها لتشعلها وتلقيها داخل السيارة وتسرع بخطواتها متجهة إلى حقيبة السيارة لتدفعها بقوة عن الحافة وتنحدر السيارة المشتعلة وتميل على نحو مخيف وتسقط من فوق الحافة.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD