الفصل الثاني من #منزل_الشيطان
****
دقت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل , ازدادت الغرفة بروده بشكل مفاجئ حتى انها وصلت لدرجة جعلت جسد حسن يرتجف مستيقظاً , نهض متثاقلاً وهو يفرك ص*ره بقوة نظر إلي أميرة فوجدها نائمة في سلام كالأطفال , تحرك نحو الدولاب الموجود في الغرفة يبحث به عن اي شيء ثقيل يرتديه فلم يجد به شيء , ازدادت البرودة اكثر حتى انه شعر بأنفاسه تتحول إلي بخار كأنها تتجمد بالتدريج كان يتألم ويرتجف أكثر والبرودة تتسرب إلي اعماقه , خرج من الغرفة سريعاً وتحرك في الرواق الطويل المليء بالغرف كانت اضاءة المصابيح خافتة شبه منعدمة , حاول فتح غرفة من الغرف فوجدها موصده فحاول في غرفة اخرى واخرى إلا ان جميعهم موصد شعر بشيء يقف في اخر الرواق نظر بشكل بغريزي فوجد جزء من ظل شخص ما يتحرك نحو الاسفل تتبعه سريعاً وظل يجاهد لكي يجبر جسده علي الحركة اكثر فأكثر حتى هبط إلي البهو الكبير .
المكان هادئ للغاية كأن الحياة انتهت منه الاضاءة خافتة ترتعش في بعض الاحيان ويعم الظلام لثواني معدودة حتى يستقر الضوء مرة اخرى , نظر حوله باحثاً عن اي شيء او اي شخص لا يوجد سوى التماثيل واللوحات ودقات عقارب الساعة الرتيبة , بدأ شعوره بالبرودة يقل تدريجياً وهو يتحرك في كافة ارجاء المنزل حتى وقف امام الصور الزيتية لأصحاب المنزل وبناته تأمل وجوههم جيداً كانوا رائعات الجمال ولكن لا يوجد بينهم اي شبه علي الاطلاق .
سمع صوت اقدام تتحرك بهدوء خلفه التفت نحو الصوت فلم يجد شيء ما انفك ان يعود لتأمل اللوحات مرة أخرى حتى سمع صوت صرير باب يفتح , شعر حسن بالقلق لكنه وجد نفسه يتحرك نحوه بلا ارادة منه , فتح الباب فوجده قبو مظلم لا يظهر منه سوى ما تقع عليه اشعة الضوء المنع** من مصابيح البهو .. تردد لثواني وهو ينظر إلي ظلام القبو حتى سمع صوت خطوات تتحرك في الظلام تهبط علي درج خشبي قديم صوت صرير مفاصله يشير إلي انتهاء عمره الافتراضي منذ دهر , ابتلع ريقه وهبط بحذر وببطء شديد سمع صوت ضحكات خافتة ضحكات فتاة شابة .. توقف حسن عند منتصف الدرج اخر حد يصل إليه ضوء وحاول ان يبحث بنظره داخل عمق الظلام بعد ان اعتادت عينيه عليه لكنه لم يجد شيء حتى صوت الضحك والهمسات الغير مفهومة اختفت , التفت ليعود ادراجه مرة اخرى إلا ان باب القبو اغلق بقوة شديدة , صعد حسن بسرعة محاولا فتح الباب لكن الباب موصد بقوة لا يهتز حتى اخذ يطرق بعنف علي الباب
حسن : حد يفتحلي الباب .. افتحولي الباب .. ياجماعة الباب مبيتفتحش
اسكته صوت خبطات شيء معدني بقوة شيء كأنه باب معدني يفتح ويغلق سريعاً صوت ادخل إلي قلبه رهبة وخوف , لم يجد امامه سوى الهبوط لأسفل ومحاولة البحث عن اي مص*ر للضوء تحرك ببطء وهو يتحسس طريقه كان يصطدم بأشياء مختلفة لا يعرف ما هي حتى اصطدم رأسه بمصباح معلق تحسسه بيده حتى استطاع ان يفتحه كان ضوئه خافت ومرتعش لكنه كان كافياً بالنسبة إليه افضل من لا شيء علي الاقل كان مصباح بدئياً يعمل بالكيروسين ويبدو ان الكيروسين به قد قارب علي النفاد , كان القبو كبير مليء بصناديق مغطاه بمفارش وبعض قطع الاثاث البالية , شباك العناكب تغطي معظمهم حاول حسن البحث عن الباب المعدني لم يراه حتى سمع صوت همس يأتي من مكان قريب ذهب في اتجاه مرآة كبيرة بها شرخ من الطرف الايمن حتى الطرف الايسر يأتي من خلفها الصوت .. صوت اشتعال عود ثقاب
حسن : مين هنا .. لو سمحت انا محبوس هنا مش عارف اخرج
لم يصله رد فقط المزيد من اعود الثقاب التي تشتعل ثم صوت خافت يقول ناااار ناااار
حاول حسن ان يزيح المرأة من مكانها فوجد خلفها باب معدني ولكن كيف كان يص*ر هذا الصوت لم يفهم , ازاح جزء من المرآة لكنه لم يتمكن من ازاحتها بالكامل لثقلها , تمكن من فتح جزء من الباب بصعوبة جزء بسيط يستطيع منه رؤية ما بالدخل لكن الظلام كان فقط ما يظهر امامه , لحظات وسمع صوت خطوات اقدام تتحرك علي الارض , اقترب ضوء وبدأت الرؤية تتضح كان هذا الباب يؤدي لسرداب طويل يبدو ان به غرف لم تكن واضحة بشكل كافي لكن ما ظهر له ان مص*ر الضوء كان مصباح تحمله فتاة صغيرة في الرابعة عشر من عمرها ظن انها احد الفتيات التي رأى صورتها معلقة بجوار صورة عزت وهيام كانت تتحرك نحو احد الغرف وخلفها اربع سيدات تتفاوت اعمارهم ما بين العشرين إلي الاربعين يحملون شموع وخلفهم ظهر عزت وهو يحمل بين ذراعيه امرأة دقق حسن النظر في وجه تلك المرأة فوجدها أميرة .
صرخ حسن وهو يحاول ان يفتح الباب
حسن : أميييييييييررة ابعد عنها يابن الكلب امييييرة عملت فيها ايه
نظر إليه عزت نظرة غاضبة مرعبة بعينيه التي تحولت للون الاحمر الداكن فانغلق الباب بقوة شديدة حاول حسن ان يفتح الباب مرة اخرى لكنه فشل في ذلك.
التفت مسرعاً وهو يلتقط انفسه فوجد فتاة في الثامنة عشر من عمرها تقف امامه مباشرة كان وجهها محروق وهناك جرح علي عنقها يوحي انها ذ*حت وعلي وجهها ابتسامة مرعبة ارتجف حسن من هول منظرها وحاول ان يبتعد لكن جسده كان م**ر من الصدمة اقتربت منه الفتاة اكثر حتى قاوم هذا الوهن والخدر الذي سيطر علي جسده منتفضاً راكضاً بسرعة علي الدرج ليجد الباب مفتوح , خرج بسرعة وهو يلهث نظراً حوله بهيسترية , ركض مسرعاً نحو الدرج المؤدي للدور العلوي اراد ان يتفقد الغرفة ويتأكد ان كان يهلوس ام لا .
حاول حسن فتح باب الغرفة لكنه كان موصد أخذ يدفع الباب بكتفه حتى استطاع ان يفتحه كانت أميرة نائمة علي السرير كما تركها
ولكن هناك ما تغير نعم هذا المخلوق الغريب الذي ينحني علي زوجتة وهي نائمة كان مخلوق غريب لونه اسود وله شعر مثل البشر شعر انثوي جسده يشبه البشر في تكوينه بل ان جسده جسد انثى !! , تسمر حسن في مكانه وهو يرى هذا المخلوق يجثم علي ص*ر زوجته نظر جيداً فوجد هذا الكائن يضع شيء في فم زوجته يلقمها اياه ببطء وبعد ان انتهى ادار وجهه إلي حسن وهو يحرك ل**نه المشقوق نصفين كأنه حية صرخ هذا المخلوق في وجهه وهو يدقق النظر فيه وقد ادرك ان هذا المخلوق هو هيام , قفزت هيام من علي السرير وكانت تتحرك علي يديها وقدميها بسرعة رهيبة باغتته قبل ان يقرر ان يفر بسرعة منها , ركض خارجاً .. قفز من الدرج ليهرب منها .. نظر خلفه وهو ملقي علي الارض فلم يجدها , نهض وهو يلتقط انفاسه وتحرك نحو مكتب عزت .. دخل غرفة المكتب واضاء الأباجورة الموضوعة علي كومود صغير بجوار المكتب كانت الغرفة مهيبة بها مكتبة ضخمة علي جانبي الغرفة يلتقيان خلف مقعد المكتب وهناك لوحتين كل لوحة علي جانب من جوانب الغرفة , نظر حسن إلي اللوحة التي علي اليمين فكانت عبارة عن اللون الاسود في شكل جسد يخرج منه انياب وعينيه حمراء ممتزج بمجموعة من الاجساد ووجوه نساء يبكون لم يفهم حسن اي من تلك الرسومات الغريبة فقط كان منشغل بإيجاد هاتف ومحاولة الاتصال باي شخص ينجده , وجد الهاتف علي منضدة في الطرف الايسر من الغرفة كان هاتف قديم للغاية من طراز القرص الدوار رفع السماعة بسرعة فوجد هناك حرارة في الهاتف فأخذ يطلب رقم النجدة لينقذوه هو وزوجته المسكينة استجاب احد للمكالمة فنطق حسن بلهفة وذعر
حسن : الو الووو ارجوك رد اروجك انا ومراتي في خطر
خرج من السماعة صوت حشرجة غريب قققققق .. ققققق ييييي
حسن : ارجوك مش وقت هزار انا ومراتي هانموت في القصر الغريب دا انا حتى معرفش انا فين
عاد الصوت مرة اخرى قققققق ييي قققققق يييييي ررررر
حسن بانفعل شديد
حسن : ابوس ايدك انقذنا
الصوت ما زال يخرج بشكل غريب وغير مفهوم حححح ققق ييي ررر حححح ررررر اا ننننننننننن ر ا ن
شعر حسن بشيء ما يتحرك خلف باب المكتب فنظر ببطء شديد كما لو انه عرف ما سيجده بالفعل وكان كما توقع عزت يقف أمامه متصلب وجهه احمر بشدة وعينيه جاحظتين محتقنين لا يتفوه بكلمة فقط ينظر بغضب شديد إلي حسن , ابتلع حسن ريقه وتراجع خطوة للخلف لكن ضوء الاباجورة انطفأ فجأة وسمع صوت انغلاق الباب بقوة شديدة لم تمر لحظات حتى عاد الضوء من جديد لم يتغير شيء عدا اختفاء عزت , كانت ض*بات قلب حسن تزداد بشدة وهو يبحث بعينيه عن عزت في كل شبر في الغرفة حتى سمع صوت حركة خافت يأتي من فوقه من سقف الغرفة نظر بتردد ورعب إلي فوق فوجد عزت وقد تحول لونه إلي الاسود وتقشر جلده بشكل مقزز واحتقنت عينيه بالدماء كان يقف علي يديه وقدميه ينظر بغضب إلي حسن متأهباً للهجوم عليه في اي لحظة
حسن : انت عايز مننا ايه سيبنا نخرج من هنا بسلام
عزت : هنا مفيش خروج .. دخول بس
حسن : احنا مأذنكش في حاجة
عزت : لو عايز تخرج هاتخرج لوحدك
حسن : وأميرة مراتي هاسيبها ؟
عزت : انساها لو عايز تنجي نفسك
تجمد حسن في مكانه وهو يحاول ان يتخذ قرار
حسن : انت عايز منها ايه ؟
عزت : اكتر من اللي قولتهولك ميخصكش .. هاتسيبها باردتك وت**ب حياتك ولا ......
******