#منزل_الشيطان الفصل الثالث

1843 Words
الفصل الثالث ** حسن : انا عمري ما هاسيب مراتي لشيطان زيك واهرب لم ينتظر عزت أكثر من ذلك وانقض علي حسن كالأسد الجائع وهو يزأر في وجه فريسته لم يجد حسن وقتاً للصراخ فقط كل ما شعر به هو دوامة كبيرة يدور بها صور ولقطات مختلفة من حياته من ذكرياته وصور ولقطات غريبة عنه عن أميرة !! كانت أميرة نائمة علي سرير ابيض لاحظ حسن ان بطن أميرة بدأت بالانتفاخ تدريجياً حتى اصبحت كالكرة الكبيرة ثم انشق من بطنها طفل مشواه دميم الشكل واصبح السرير الابيض يكتسي بلون الدم الذي أخذ يسيل ببطء في كل مكان والطفل يصرخ , نظرت أميرة إلي حسن وثبتت عينيها عليه وصرخت به أميرة : حسن .. حسسسسسن .. حسسسسسسسسسسسسسسن استيقظ حسن من النوم علي صوت أميرة أميرة : حسن .. حبيبي عامل ايه دلوقتي ؟ نهض حسن متثاقلاً وهو ينظر حوله يرى أني هو ثم نظر إلي الساعة ليجدها الرابعة عصراً سألها باندهاش حسن : انا نمت كل دا ؟ أميرة : كل دا ايه ؟ حسن : من امبارح بليل لحد اربعة العصر ؟ ضحكت أميرة بسخرية أميرة : انت بتهزر امبارح بليل ايه يا حبيبي احنا بقالنا تلات ايام هنا !! انتفض حسن كالملسوع غير مصدق ما تقوله أميرة حسن : تلات ايام ايه .. انا نمت تلات ايام ؟؟ اندهشت أميرة من رد فعل حسن الغريب أميرة : لا يا حبيبي احنا اول يوم نمنا وصحينا الصبح مكنش فيه حد يصلح العربية عزت باشا عرض عليك اننا نستنى عنده كام يوم لحد ما العربية تتصلح والطريق يبقى أمان وانت رحبت جداً حسن : انتي بتكدبي ثم تأملها قليلاً فوجدها مختلفة عما كانت عليه كانت ترتدي فستان قديم الطراز مفتوح من الص*ر يكشف نصف ص*رها وشعرها .. قامت بتغير قصة شعرها حيث اصبح مموج "كيرلي" حسن : ايه اللي انتي لابساه دا وعملاه في شعرك ؟ أميرة : حسن انت فيك حاجة مش طبيعية .. ياحبيبي دا انت بنفسك الل اختارتلي الفستان دا من بين الفساتين اللي عرضتهم عليا هيام هانم وطلبت مني اغير قصة شعري .. انت نسيت ؟ حسن : انا عملت كدا ؟ امتى دا انا مش فاكر حاجة .. وبعدين ايه حكاية باشا وهانم دي ؟ أميرة : لاااااااا دا انت شكلك اتجننت بجد هو مش عزت باشا كان حكلنا عن اصل عيلته وانه اخد لقب باشا قبل ما الثورة تقوم !! لم ينتبه حسن للبعد الزمني حينها كل ما كان يشغل باله هو كيف فقد ذاكرته وما هذه الاحلام الغريبة التي راوضته وهو نائم , اقتربت منه اميرة وهي تنظر إليه بقلق ثم واضعت يدها علي رأسه بحنان أميرة : مالك يا حبيبي انت مش عجبني النهاردة وطول الليل بتتكلم وانت نايم بكلام غريب لم يعرف حسن بماذا يجيب شعر بالارتباك والحيرة ونظر بعيداً , ربتت علي كتفه أميرة : ممكن تقوم تاخد دوش وتفوق كدا لحد ما اطلب من هيام انها تدينا لابس مناسب ليك من لبس عزت باشا اومئ حسن برأسه وخرج من الغرفة متجه نحو الحمام , دخل الحمام وخلع ملابسه وفتح الماء الساخن الذي بدأ بملء الحمام بالبخار بدأ حسن يسترخي كلما انسابت علي جسده قطرات الماء الساخنة , شعر بحركة خلفه لكنه لم يلتفت كانت يد وضعت علي كتفه سمع صوت هيام وهي تردد : بتخونك بتخونك .. خاينة .خاييييييينة نظر إلي وجهها فوجدها علي هيئة نفس المخلوق الق**ح الدميم الذي وقف بجانب أميرة والقمها شيء في فمها , فقد الوعي من هلعه شعر حسن بيد تربت علي كتفه وتهزه وهو يستيقظ نظر أمامه فوجد أميرة تنظر إليه باندهاش وهي تحمل في يدها الملابس أميرة : حسن نايم هنا ليه ؟ حسن : نايم ؟ انا .. انا أميرة : مخدتش شاور ليه طيب حسن : خدت خلاص نظرت اميرة إلي الدوش وإلي الحمام وإليه فلم تجد قطرة ماء واحدة فسألته أميرة : حبيبي انت كويس ؟ نظر حسن إلي الدوش فلم يجد ماء او بخار كم كان من لحظات نهض متثاقلاً وهو يتحامل علي نفسه واستند علي أميرة حسن : احنا لازم نطلع برا البيت دا حالاً أميرة : نطلع ازاي ونروح فين انت مش شايف نفسك عامل ازاي انت مش قادر تقف علي رجلك ؟ حسن : البيت دا مسكون لازم نهرب أميرة : مسكون ازاي ياعني انت عقلك حصله حاجة يا حسن حسن : اسمعي كلامي لو مهربناش دلوقتي مش هانعرف نخرج من هنا ابداً أميرة : طيب غير هدومك وتعالى ارتاح دلوقتي واول ما تبقى كويس نمشي وهو يقع علي الارض غير قادر علي الوقوف حسن : لاااااا هانخرج دلوقتي مش هاستنى هنا اكتر من كدا انا بدأت اتجنن في المساء جلس حسن وأميرة مع عزت وهيام وابنتهم الصغيرة فريدة في الصالون يستمعون إلي الموسيقى عبر الجرامافون العتيق , كان حسن شاحب الوجه ينظر بضعف ووهن إلي هيام وهي تضحك مع عزت وأميرة كان مندهش من وجود جرامافون كهذا في وقتنا الحالي لكنه لم يعد يكترث ولا يندهش فكل شيء في هذا المنزل غريب وقديم , كان انعكاس النار التي تأكل الحطب في المدفئة ينع** علي زجاج النافذة المجاورة لحسن تأملها وشرد بها واذا به يجد الفتاة التي شاهدها في القبو تقف في الخارج بجوار شجرة عملاقة تتوارى خلفها وتنظر بحذر بعينين ناريتين ووجهها المحترق , حدق بها اكثر فلم يراها مرة اخرى عاد بنظره إلي أميرة التي يكاد يقسم انه لو لم يكن يعرفها لظن انها من اهل هذا البيت لقد اصبحت مثلهم كثيراً ملابسها شعرها طريقتها في الحديث ضحكتها الخافتة كأنها اميرة من الاسرة المالكة لم يعد يعرفها حقاً , نهض عزت واتجه نحو مكتبة صغيرة بجوار الجرامافون واخرج منها اسطوانة ووضعها بدلاً من التي كانت تعمل ثم وضع سن الابرة الرفيع علي طرف الاسطوانة التي بدأت بالدوران لتتدفق موسيقى الرومبا تملأ المكان , اقترب عزت من اميرة ومد يده بعظمة واناقة لم تملك أمامها أميرة إلا ان تمسك بيده وتنهض لكي ترقص معه عزت : انا وعدتك اني هاعلمك الرقص نظرت هيام إلي حسن الذي لم يكن منتبهاً حيث صب جم تركيزه علي ملاحظة تلك الشجرة العملاقة هيام : عزت استاذ في رقص الرومبا انتبه حسن إلي أميرة وهي ترقص مع عزت , كانت سعيدة ومبهورة بما يفعله عزت وحركاته الرشيقة التي لا تدل علي سنه يده التي توضع علي خصرها من حين لأخر وعلي ظهرها كل هذا لاحظه حسن واندهش من عدم رفض أميرة له صوت هيام الغليظ الذي سمعه في الحمام اشعل النار في مخيلته هيام : خاييينة خاييييينة اخذ يفكر هل بالفعل أميرة زوجته التي تعشقه يمكن ان تخونه هل خانته مع عزت في الثلاثة ايام التي لا يذكر عنها شيء .. اسئلة كثيرة كادت ان تعصف بما تبقى له من قوة , لم يكن يعلم هل ما يراه صحيح ام انها خيالات كما حدث له من قبل نظر إلي هيام فوجدها سعيدة وهي تراهم يرقصا سوياً , شعر بحاجة ناسة للذهب للخارج إلي هذه الشجرة وكأنها تنادي عليه , خرج مسرعاً تارك خلفه زوجته التي لم يعد يعرفها متجهاً نحو شبح يطارده في الغالب ينوي القضاء عليه , خرج من باب جانبي يؤدي إلي الحديقة التي كانت يوماً ما حديقة قبل ان تذبل وتموت وهناك مسبح مياه غارق بأوراق الشجر الذابلة والمياه القذرة , اقترب نحو الشجرة تأملها وهو يقترب منها اكثر فأكثر , شعر بطاقة غريبة طاقة مزعجة تجعله يقشعر ويرتجف .. نظر إلي الاسفل كان هناك جزء غير مستوي من التربة يبدو انه حٌفر من قبل ركز بصره عليه وتلمسه بأنامله فوجد ان هناك اختلاف في التربة بالفعل نهض فوجد الفتاة امامه مباشرة , ارتعد ووقع للخلف وهو يلهث هيئتها المرعبة ومنظر جلدها المحترق المتساقط كان يثيران هلعه واشمئزازه , حدقت به الفتاة ملياً انتبه حسن لنظرتها المذعورة ولم يفهم كيف لشبح ان يشعر بهذا الذعر نهض وسألها حسن : انتي مين وعايزة ايه تحركت الفتاة نحو الشجرة ولفت من خلفها تابعها حسن بنظره وعندما خرجت من الجهة المقابلة كانت بهيئة مختلفة تماماً فتاة في غاية الجمال والروعة بريئة ذات وجه بشوش شعرها اسود مموج وعينيها خضراء زاد بهياها وحسنها انعكاس ضوء القمر علي شعرها , كانت ترتدي فستان رقيق وبسيط للغاية لونه احمر , تأملها حسن باندهاش حسن : عايزة مني ايه ؟ الفتاة : انقذني حسن : انقذك ؟؟ ازاي ومن مين ؟ اقتربت منه الفتاة وقالت مرة أخرى الفتاة : انقذني حسن : من مين فهميني انا محبوس هنا وعايز اهرب توقفت الفتاة وتحولت ملامحها للغضب الشديد الفتاة : انقذني شعر حسن بالخوف منها مرة اخرى وتراجع خطوتين للخلف انقضت عليه الفتاة بسرعة خاطفة لم يستطيع ان يتفادها وضعت يدها علي رأسه, شعر كانه غرق في دوامه وفقد الوعي استيقظ في القبو حيث الظلام شديد شعر ان به شيء مختلف .. نظر إلي يده فوجدها شفافة لقد تحول إلي طيف تحرك بحرية وخفة شديدة كان هناك صوت انين شخص يتألم أمعن النظر في الركن الايمن من القبو فوجد عزت يعذب الفتاة المحترقة ولكن كانت في ذلك الوقت شابة جميلة وكان مكمماً فمها , الفتاة مستسلمة تماماً بعد ان خارت قواها . وجد شيء يسحبه إلي داخل الممر الذي يحجبه الباب المعدني اخترق الباب بسهولة كان الممر طويل للغاية وبه العديد من الانعطافات الممر عبارة عن غرف تشبه الزنازين كل زنزانة مغلقة باب معدني قديم اكل الصداء منه وشرب , تحرك للأمام حتى وصل إلي تقاطع لأربع طرق توسطهم فراغ علي شكل دائرة كبيرة جلس في منتصفها عزت وقد احاط نفسه بنجمة خماسية رسمت علي الارض في كل ركن منها كتب كلمة كأنها طلسم لم يستطيع حسن فهمه وبجوارها شمعة, كانت اللغة التي كتب بها الكلمات غريبة وغير شائعة أمسك عزت بكتب صنع غلافه من الجلد ويبدو انه من الجلد البشري وأخذ يردد بعض الكلمات المبهمة بقوة وبعد ان انتهى أخذ قطة كانت مكبلة وموضوعة بجواره وذ*حها واغرق نفسه بدمائها ثم عاد يقرأ ويردد كلمات غريبة اصابت ذبذبتها طيف حسن بالرعب . تحول المشهد بالكمال كأنه سحابة من الغبار الرمادي ليتشكل مشهد اخر امام حسن , كان عزت يقف علي حافة السرير بينما تجلس هيام علي طرف السرير وهما يبكين وهناك فتاة راقدة واضح له انها فارقت الحياة كانت احد الاربع فتيات الذي راءهم حسن معلقين في الصالون نظرت هيام إلي عزت وقالت وهي منهارة وتدفن رأسها بجسد ابنتها هيام : مفيش فايدة يا عزت كلهم هايموتوا وقف عزت يجهش بالبكاء دون ان ينطق وقد احمر وجهه بشدة . انسحب طيف حسن من الغرفة بسرعة وتحول للريسبشن في الاسفل حيث كانت هيام تتشح بالسواد وتجلس بجوار فريدة تعلمها عمل التريكو بينما الخادمة تضع امامها فنجان الشاي وترحل كانت هيام حزينة وكذلك طفلتها الصغيرة فريدة التي سألتها ببرئه فريدة : فين نازلي يا مامي تحدث هيام بألم شديد هيام : سافرت عند جدو يا حبيبتي فريدة : ليه كل اخواتي سافروا وانا لا يا مامي هو انا عملت حاجة مش كويسة ؟ بكت هيام واقتربت من فريدة تحضنها بعمق وخوف هيام : لا يا حبيبتي معملتيش حاجة مش كويسة . تغير المشهد مرة اخرى بسرعة شديدة كانت هيام تقف علي عتبة باب المكتب وتنظر إلي عزت الذي طالت ذقنه البيضاء وهو جالس يقرأ في كتب السحر والتحضير هيام : يا عزت كفاية بقى عزت : مفيش حل تاني دا الامل الوحيد عشان ننقذها هيام : كفاية تخريف متخليش اللي حصل زمان يجننك عزت : انتي مشوفتيش اللي انا شوفته انتي متعرفيش حاجة هيام : اللي احنا فيه دا قدر عزت : لا لعنة هيام : حرام عليك كدا كلنا هانضيع البنات ماتوا بمرض مش بلعنة عزت : متضحكيش علي نفسك انتي عارفة ان المرض دا مجاش صدفة .. هي السبب هيام : وطيب اللي انت بتقراه وبتعمله دا هو اللي هاينقذنا عزت : ايوة انا لقيت الحل في الكتب دي هانهي ا****ة دي للابد .. هاسجنها هنا كانت ملامح وجه عزت مخيفة ومرعبة شعرت هيام منها بالذعر والقلق . ********
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD