٧
وصلت جيانا و مازن لشقة مازن و التي قام مازن بإختيار كل شيء بها و علي ذوقه الخاص و رغم غضب جيانا منه لكن عليها الإعتراف أن ذوقه الخاص قد أعجبها فقد كانت تظن أنه بلا ذوق و لكن لا يهم حتي و إن أعجبها ذوقه لن يغير ذلك شيئا من طلبه لها بأن تكون زوجته حقا و أنه استغل حاجتها إليه ليقوم بذلك و هو يعلم أنها لن ترفض فهي تحتاجه ذاك المخادع المدعو مازن
أخرجه مازن من تأملها للمنزل و هو يقول : هذه غرفتنا يمكنك ادخال ملابسك بها
دخلت جيانا لتجد غرفته كبيرة و كأنها غرفتين لا واحدة و كل شيء بمكانه فمازن منظم جدا و لا يحب أن تكون الأشياء إلا بمكانها المخصص لها و لا يحب الإهمال
انتهت لتجده دخل الغرفة منذ مدة و يقوم بمراقبتها رغم شجاعتها السابقة لكن الوضع الآن مختلف هي بشقته و في غرفة نومه و قد تزوجا و إن كانت رافضه للأمر لكنها تشعر بالضعف
لكنها لن تكون جيانا إن جعلته يشعر بضعفها أبدا و ستريه أنها قوية جدا خلاف ظنه : ما الأمر ؟؟؟
مازن بهدوء : لا شيء فقط الطعام بالخارج ألست جائعة ؟؟؟
جيانا بنفي : لا لدى اختبار غدا و....
و فجأة خطرت ببالها فكرة لجعل الليلة تمر دون اقترابه منها و حتما لن يعترض علي مستقبل زوجته و صورته كدكتور جامعي لديه طلاب يرونه مثل أعلي لهم
جيانا بكذب : لدى اختبار غدا و لم أذاكر جيدا أخشى أن أرسب
مازن بسخرية : و فيما كانت سمو الأميرة مشغولة لكيلا تنتبه لمذكراتها ؟؟!!!
جيانا بغيظ : زواجي كما أخبرتك سابقا
مازن بجدية : حسنا لا نوم و لا طعام حتي تنهي المذاكرة
جيانا بصدمة : ماذا ؟؟؟!!!!!
التفت مازن ليغادر الغرفة و هو يقول : احضري كتبك لنبدأ لا وقت لتضيعه بالبقاء تنظرين لي كالبلهاء
لو كان بيدها سكين لقتلته أو سهام و تلقي بالأسهم عليه و هو مقيد بشجرة و لا تترك فيه مكانا سليما ذاك المازن المغرور و الذي لا يري أفضل منه
اخذت كتبها و ذهبت لتجده جالسا علي الأريكة ينتظرها وضعت كتبها و بدأ مازن يشرح لها
و رغم كل شئ فهي زوجته و لن يدع زوجته ترسب بمادة واحدة بل ستحصل علي امتياز بكل المواد لن يكون د. مازن إن لم يفعل ذلك
هو لا يفشل مع طلابه فكيف بزوجته ترسب بوجوده لن يحدث و تلك العنيدة ستتدرس و تنجح رغما عنها
مازن بجدية : انتبهي جيدا لما سأقوم بشرحه و إن أخطأتي ستعاقبين
جيانا بإستنكار : و هل تتحدث مع طفلة أم ماذا ؟؟؟ أنا
مازن بمكر : يبدو أنك متعجلة لرؤية عقابك
يقول نزار قباني في قصيدته:
اغضب كما تشاءُ.. واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ حطّم أواني الزّهرِ والمرايا هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا.. فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ.. كلُّ ما تقولهُ سواءُ.. فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا.. اغضب! فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ اغضب! فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ.. كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً.. فإنَّ قلبي دائماً غفورُ اغضب! فلنْ أجيبَ بالتحدّي فأنتَ طفلٌ عابثٌ.. يملؤهُ الغرورُ.. وكيفَ من صغارها.. تنتقمُ الطيورُ؟ اذهبْ.. إذا يوماً مللتَ منّي.. واتهمِ الأقدارَ واتّهمني.. أما أنا فإني.. سأكتفي بدمعي وحزني.. فالصمتُ كبرياءُ والحزنُ كبرياءُ اذهبْ.. إذا أتعبكَ البقاءُ.. فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ.. والأعين الخضراء والسوداء وعندما تريد أن تراني وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني.. فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ.. فأنتَ في حياتيَ الهواءُ.. وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ.. اغضب كما تشاءُ واذهبْ كما تشاءُ واذهبْ.. متى تشاءُ لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ.
يا سيِّدتي: كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي قبل رحيل العامْ. أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ بعد ولادة هذا العامْ.. أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ. أنتِ امرأةٌ.. صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ.. ومن ذهب الأحلامْ.. أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوامْ.. يا سيِّدتي: يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ. يا أمطاراً من ياقوتٍ.. يا أنهاراً من نهوندٍ.. يا غاباتِ رخام.. يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ.. وتسكنُ في العينينِ **ربِ حمامْ. لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي.. في إحساسي.. في وجداني.. في إيماني.. فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ.. يا سيِّدتي: لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ. سوف أحِبُّكِ.. عند دخول القرن الواحد والعشرينَ.. وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ.. وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ.. وسوفَ أحبُّكِ.. حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ.. وتحترقُ الغاباتْ.. يا سيِّدتي: أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ.. ووردةُ كلِّ الحرياتْ. يكفي أن أتهجى إسمَكِ.. حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ.. وفرعون الكلماتْ.. يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ.. حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ.. وتُرفعَ من أجلي الرّاياتْ.. يا سيِّدتي لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ. لَن يتغيرَ شيءٌ منّي. لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ. لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ. لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ. حين يكون الحبُ كبيراً.. والمحبوبة قمراً.. لن يتحول هذا الحُبُّ لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ... يا سيِّدتي: ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني لا الأضواءُ.. ولا الزيناتُ.. ولا أجراس العيد.. ولا شَجَرُ الميلادْ. لا يعني لي الشارعُ شيئاً. لا تعني لي الحانةُ شيئاً. لا يعنيني أي كلامٍ يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ. يا سيِّدتي: لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ حين تدقُّ نواقيس الآحادْ. لا أتذكرُ إلا عطرُكِ حين أنام على ورق الأعشابْ. لا أتذكر إلا وجهُكِ.. حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ.. وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ.. ما يُفرِحُني يا سيِّدتي أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ بين بساتينِ الأهدابْ... ما يَبهرني يا سيِّدتي أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ.. أعانقُهُ.. وأنام سعيداً كالأولادْ... يا سيِّدتي: ما أسعدني في منفاي أقطِّرُ ماء الشعرِ.. وأشرب من خمر الرهبانْ ما أقواني.. حين أكونُ صديقاً للحريةِ.. والإنسانْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ.. وفي عصر التصويرِ.. وفي عصرِ الرُوَّادْ كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً في فلورنسَا. أو قرطبةٍ. أو في الكوفَةِ أو في حَلَبٍ. أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو سافرنا نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ حيث الحبُّ بلا أسوارْ والكلمات بلا أسوارْ والأحلامُ بلا أسوارْ .... يا سيِّدتي: لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ.. وأعنفَ مما كانْ.. أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ.. وفي تاريخِ الشعْرِ.. وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ... يا سيِّدةَ العالَمِ لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ أنتِ امرأتي الأولى. أمي الأولى رحمي الأولُ شَغَفي الأولُ شَبَقي الأوَّلُ طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ... يا سيِّدتي: يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها.. هاتي يَدَكِ اليُسْرَى.. كي أستوطنَ فيها.. قولي أيَّ عبارة حُبٍّ حتى تبتدئَ الأعيادْ.
وعدتك الا احبك ثم امام القرار الكبير جبنت وعدتك الا اعود وعودت والا اموت اشتياقا وموت وعدت بي اشياء اكبر مني فماذا بنفسي فعلت لقد كنت اكذب من شدة الصدق والحمدلله الحمدلله اني كذبت الحمدلله وعدتك الا اكون اسيرت ضعفي وكنت والا اقولى لعينيك شعر وقولت وعدتك الا اسيرت ضعفي وكنت ولا اقولى لعيناك شعر وقولت وعدت بالا والا والا
************************************
في انتظار التعليقات
?????