٦
توقفت جيانا مكانها و هي تبتسم علي نجاح خطتها كانت تعلم أنه سيوافق فمازن ضميره حي و هي استغلت ذلك و نجحت به
التفتت لتواجهه و هي تحاول التظاهر بالهدوء و ألا يري ابتسامتها حتي لا يكشف خطتها فهو ذكي و ليس سهلا خداعه و سيلاحظ أي شيء غريب
جيانا بتسأل : ما هو شرطك ؟؟؟
مازن بمكر : سيكون زواجا حقيقيا تماما بكل معني الكلمة
لوهلة شعرت أنها ستسقط أرضا و لن تتمالك نفسها زواج حقيقي ؟؟؟؟
لن يحدث أبدا و لا حتي بأحلامه و هي من ظنت نجاح خطتها ليفاجئها هو بمكره
جيانا بصدمة : مستحيل ؟؟؟!!!!! لن يحدث
مازن بعدم اهتمام : إذن أخبري والدك الحقيقة
نظرت له بغيظ إنه يضغط عليها جيدا فهو يعلم أنها تحتاج إليه و لذا بدأ يملي شروطه من الآن و يريدها أن تنفذ أيضا
جيانا بمحاولة لجعله يغير رأيه : لكن د.مازن هذه خدمة ستقدمها لأحد طالباتك فهل حقا سترفض الأمر
مازن بهدوء : أنا وافقت بالفعل
جيانا بغيظ : لكنك وضعت شرطا صعب التنفيذ
مازن بجدية : الخيار الآن بيدك ارفضي الأمر فقط و جدى شخصا آخر
شخص أخر ؟؟؟!!!
لو كان ذاك ممكنا لما فعلت كل ذلك معه هو ذاك الماكر عرف جيدا كيف يجعلها تحت أمره
جيانا بعدم اهتمام مصطنع : موافقة
فقد تتزوج و بعدها ستجد حلا لابعاده عنها و نهائيا مسأله وقت فقط
مازن بجدية : الآن سنذهب لنتزوج و بعدها تحضرين أشيائك لمنزلي و.....
جيانا بغضب : مهلا لحظه من قال إني سأعيش معك بنفس المنزل ؟؟؟؟
مازن بعدم اهتمام بكلامها أو اعتراضها : يجب أن تعرفي بعض الأشياء عني و أنا كذلك فوالدك لن يكون سهلا خداعه بمجرد رؤيته لنا معا و بالنسبة للحمل سنجد حلا له أيضا
جيانا بسخرية : قول ما شئت لكني لن أفعل شيئا مما تقول يا حضرة الزوج
حمل مازن هاتفه و مفتاح سيارته و أمسك بيدها يقودها خارجا ليتم الزواج فهو لن يضيع الوقت بالشجار معها و لا اقناعها بل سينفذ كلامه و هي ستفعل حتي و إن أجبرها علي ذلك
بالفعل تم الزواج لتصير جيانا مازن و بقي الآن تنفيذ ما أخبرها به
و ها هو يقف أمام منزلها لكنها رفضت تنفيذ كلامه
مازن بعدم اهتمام : لا يهم فنحن لن نحتاجها اليوم أليس كذلك ؟؟؟؟
احمر وجهها من تلميحه الذي فهمته جيدا : لالالا سأحضرها حالا
صعدت جيانا لشقتها و هي تتمتم : الأ**ق يظن نفسه زوجي حقا لكن هذا لن يحدث
يريد زواجا حقيقيا في أحلامك السوداء فقط يا سيد مازن
لن أكون جيانا إن جعلتك تقترب مني أو أخضع لأوامرك فقط هذه المرة و بعدها ستجد واحدة أخري تماما
يقول نزار قباني في قصيدته:
اغضب كما تشاءُ.. واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ حطّم أواني الزّهرِ والمرايا هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا.. فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ.. كلُّ ما تقولهُ سواءُ.. فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا.. اغضب! فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ اغضب! فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ.. كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً.. فإنَّ قلبي دائماً غفورُ اغضب! فلنْ أجيبَ بالتحدّي فأنتَ طفلٌ عابثٌ.. يملؤهُ الغرورُ.. وكيفَ من صغارها.. تنتقمُ الطيورُ؟ اذهبْ.. إذا يوماً مللتَ منّي.. واتهمِ الأقدارَ واتّهمني.. أما أنا فإني.. سأكتفي بدمعي وحزني.. فالصمتُ كبرياءُ والحزنُ كبرياءُ اذهبْ.. إذا أتعبكَ البقاءُ.. فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ.. والأعين الخضراء والسوداء وعندما تريد أن تراني وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني.. فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ.. فأنتَ في حياتيَ الهواءُ.. وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ.. اغضب كما تشاءُ واذهبْ كما تشاءُ واذهبْ.. متى تشاءُ لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ.
يا سيِّدتي: كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي قبل رحيل العامْ. أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ بعد ولادة هذا العامْ.. أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ. أنتِ امرأةٌ.. صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ.. ومن ذهب الأحلامْ.. أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوامْ.. يا سيِّدتي: يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ. يا أمطاراً من ياقوتٍ.. يا أنهاراً من نهوندٍ.. يا غاباتِ رخام.. يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ.. وتسكنُ في العينينِ **ربِ حمامْ. لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي.. في إحساسي.. في وجداني.. في إيماني.. فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ.. يا سيِّدتي: لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ. سوف أحِبُّكِ.. عند دخول القرن الواحد والعشرينَ.. وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ.. وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ.. وسوفَ أحبُّكِ.. حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ.. وتحترقُ الغاباتْ.. يا سيِّدتي: أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ.. ووردةُ كلِّ الحرياتْ. يكفي أن أتهجى إسمَكِ.. حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ.. وفرعون الكلماتْ.. يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ.. حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ.. وتُرفعَ من أجلي الرّاياتْ.. يا سيِّدتي لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ. لَن يتغيرَ شيءٌ منّي. لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ. لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ. لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ. حين يكون الحبُ كبيراً.. والمحبوبة قمراً.. لن يتحول هذا الحُبُّ لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ... يا سيِّدتي: ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني لا الأضواءُ.. ولا الزيناتُ.. ولا أجراس العيد.. ولا شَجَرُ الميلادْ. لا يعني لي الشارعُ شيئاً. لا تعني لي الحانةُ شيئاً. لا يعنيني أي كلامٍ يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ. يا سيِّدتي: لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ حين تدقُّ نواقيس الآحادْ. لا أتذكرُ إلا عطرُكِ حين أنام على ورق الأعشابْ. لا أتذكر إلا وجهُكِ.. حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ.. وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ.. ما يُفرِحُني يا سيِّدتي أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ بين بساتينِ الأهدابْ... ما يَبهرني يا سيِّدتي أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ.. أعانقُهُ.. وأنام سعيداً كالأولادْ... يا سيِّدتي: ما أسعدني في منفاي أقطِّرُ ماء الشعرِ.. وأشرب من خمر الرهبانْ ما أقواني.. حين أكونُ صديقاً للحريةِ.. والإنسانْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ.. وفي عصر التصويرِ.. وفي عصرِ الرُوَّادْ كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً في فلورنسَا. أو قرطبةٍ. أو في الكوفَةِ أو في حَلَبٍ. أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو سافرنا نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ حيث الحبُّ بلا أسوارْ والكلمات بلا أسوارْ والأحلامُ بلا أسوارْ .... يا سيِّدتي: لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ.. وأعنفَ مما كانْ.. أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ.. وفي تاريخِ الشعْرِ.. وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ... يا سيِّدةَ العالَمِ لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ أنتِ امرأتي الأولى. أمي الأولى رحمي الأولُ شَغَفي الأولُ شَبَقي الأوَّلُ طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ... يا سيِّدتي: يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها.. هاتي يَدَكِ اليُسْرَى.. كي أستوطنَ فيها.. قولي أيَّ عبارة حُبٍّ حتى تبتدئَ الأعيادْ.
وعدتك الا احبك ثم امام القرار الكبير جبنت وعدتك الا اعود وعودت والا اموت اشتياقا وموت وعدت بي اشياء اكبر مني فماذا بنفسي فعلت لقد كنت اكذب من شدة الصدق والحمدلله الحمدلله اني كذبت الحمدلله وعدتك الا اكون اسيرت ضعفي وكنت والا اقولى لعينيك شعر وقولت وعدتك الا اسيرت ضعفي وكنت ولا اقولى لعيناك شعر وقولت وعدت بالا والا والا
************************************
في انتظار التعليقات
????