Unsettled boundaries : البارت الثاني عشر
الراوي
حاولت ان تستمتع بطبق البرياني الشهي و ديفيد يحكي لها مواقفه مع المسافرين..
حاولت الابتسام مع كل غزل منه مع كل لمسه عفويه لها..
كانت تري اللمعان في عيونه و هو يتحدث اليها و هذا الشغف المعلن الدائم بها لتتفاجئ من حبه لها الحي بعد كل هذه السنوات..
فيما شعرت هي قليلا بالذنب لانها كانت تحاول التعليق باختصار حتي علي احاديثه
حتي لا يشعر انها ليست معه..
و لكنها ركزت مع الموسيقي الناعمه، ركزت مع الجو العام للمطعم التقليدي و حتي ملابسه، الا انها لم تستطتع مبادلته الحديث بشغف كما خططت..
هناك شئ اخر كان يملئ قلبها..
تذكرت مقابلاتها مع ليون،. كيف كانت تشرح له بشعف عن فنها و عن اللوحات الي إستلهمتها من جمعها للورود..
حتي عندما شرحت له كيف أحبت صنع العطور من الورود..
كانت تعابيره جامده مثلها تماماََ الان...
لماذا لا يختار قلبنا سوي الصعب العسير...
اخذ بيدها بين يديه و شعرت بان دفئه تغلب علي برودتها..
نظراته الحماسيه و السعيده تغلبت علي إنطفائها لتضحك معه و تقرر علي الاقل ان لا تجعله يشعر كما كانت تشعر سابقاََ..
في البدايه ترددت عندما عرض عليها ان يوصلها للمنزل..
ديفيد لطيف و مسالم سيقبل ان قالت لا..
ع** كريس.
قارنت بذهنها..
لم يتوقف الامر علي هذا..
بل كانت تقارن حتي نظراته و ضحكاته لها، و حتي خجله منها و تواضعه..
اراها صور اعماله الفنيه علي هاتفه اعجبها رسمه كثيرا و حتي عرفت انه يحب صنع الاواني الفخاريه ليبيعها بجوار عمله..
و عندما اثنت ببزخ مستحق علي اعماله التي ابهرت عيونها حقا..
شعر بالخجل و نسب الفضل لمعلميه و من ساعدوه..
كريس لا يتواضع هكذا..
ارادت ان توقف الزمن و تضرب رأسها ...
لماذا لا تزال تحاول ان تجد كريس به..
هو شخص مختلف..
و لكنها في اخر اليوم و هي تعود الي مرآتها..
كانت هناك شعور قاس بالذنب يضربها..
و بسمه وحيده علي شفتيها..
خلعت ملابسها و جلست امام قناه الافلام في انتظار ان ياتي فلم لتنام بجواره..
لتجد رساله من ديفيد..
-لقد سعدت كثيرا اليوم، للخروج معك..
و أريد أن أشاهد صور رسمك ايضاََ..
نمت علي شفتيها إبتسامه صغيره اخري و لكنها تفاجئت عندما خرجت من محادثته و لم تجد اي رساله من كريس..
فركت عيونها الناعسه و هي تري بدايه تتر الفلم علي التلفاز تبدأ بالظهور، لتأتي اصابعها بدون تفكير علي اسم كريس و تقرر الاتصال به..
في العاده يطمئن عليها في المساء عندما تعود و لكن..
" ايعقل ان يكون مستاء لهذه الدرجه لاني ذهبت مع ديفيد؟"
اخفضت هاتفها علي حجرها و هي تستعيد بمخيلتها كيف دخل الي المطار و حتي لم يسالها اي سؤال عن الاوراق التي جهزتها و لا اي شئ..
فقط دخل بقبضته في وجه ديفيد...
تدافعت ضربات قلبها،. لتشعر بشعور من الوخز الي اخر اصابع قدمها..
" اجل ، و ليشعر بالإستياء.. ماذا في الامر.. ؟
لقد نمت باكيه في الكثير من المرات بسببه..
و أعرف انه يعلم أنني معجبه به..
و ربما هو ايضا..
و لكنه من يختار ان يبعد نفسه عني..."
و بتصميم أغلقت هاتفها من زر القفل، حتي لا تضعف و تفتحه مره اخري..
لتنام و لكن صورته ظلت خلف جفونها..
....
حجبت المظله الامطال الهاطله بشده من اعلي الاسطح و البنايات، الامطار نزلت بشده و الجميع يجرون في الشارع، تغسل الاشجار و الاسطح الا القلوب المشتعله
نزلت من منزلها أبكر من المعتاد اليوم في الساعه السادسه و نصف صباحاََ،. و لكن النوم لم يزورها البارحه..
و ربما ان جلست في المنزل ستظل تفكر..
ذهبت مبكرا الي الشركه ثم دخلت حتي قبل أن تحضر العاملات المختصات بالتنظيف..
لتضع حقيبتها و تبدا بترتيب أهم الأهداف التي ستعرضها هناك عندما تذهب لايطاليا..
وضعت ما حدث لها امام الفتيات نصب عينها لتقرر ان تفجر مشاعر الحيره تلك المنبثقه منها الي لوحه..
مرت ساعه ثم اثنين و هي واقفه تحدق فيما اقترفته يداها...
لم تجد نفسها ترسم سوي ذلك الشخص الذي احتل تفكيرها..
قررت رسم ملامح وجه اسمر يشبهه
و لكنها قالت لنفسها ربما.. لما لا..
ليس كل شاب اسمر هو كريس..
ثم بدأت بحاجبيه الثخينين و الحادين..
لتطمئن نفسها ان الكثير من الشباب يمتلكون هذه الحواجب القويه، ثم رموشه الكثيفه..
لم تجد نفسها علي أعتاب تلوين خضراوتيه، لانها قررت انها ستفضح نفسها بشده لذا سقطت فرشتها علي شفتيه..
تري كيف سيكون طعمهما... ؟
كانت م**ره تماما في ظل رسمتها..
و لم تلحظ ان حقيبتها قد فتحت قليلاََ ..
و أنها لم تكن وحدها في المكان...
...
ظلت طوال اليوم تراقب هاتفها بصمت، اتي المدير و أنهى اجتماعه معهم ليخبرهم بباقي التفاصيل المتعلقه برحتلهم..
" لين ساوكل اليك المسئوليه للحفاظ علي جميع اللوحات، و من ضمنهم لوحتك
سيكون لد*ك المفتاح للوصول لهم، و ساخذه منك عندما يتصل فريق الشحن"
صحيح ان لوحتها هي من ستعرض و لكن هناك فنانون اخرون سيتم عرض تماثيل لهم و د*كورات من الجبس و الخشب..
أعطاها الثناء و المدح شعورا خفيفاََ في معدتها سرعان ما اختفي سريعا عندما غابت الشمس و لم تسمع اي شئ من صديقها المفضل..
اتصل الجميع بها الا هو..
ريان و اندرو و ديفيد الذي دعاها لحضور معرض فني معه قبل ان تسافر..
و كان اسلوبه هذا المره مختلفاََ بكثير عن ما كان في الجامعه...
و لكن أين هو..؟
لاحظت نظرات الفتيات لها و هي تخرج من الاجتماع، لقد تم الثناء علي جهود جميع من عملوا و قدوا اعمالا فنيه و قد اثني المدير علي ايليا ايضا...
الا ان نظراتها كانت تحرق لين كلما حاولت النظر اليهم..
كان محزناََ قليلا انها لم تكن لها صديقه حقيقيه في عملها لتشرح لها عما يدور ببالها، و حتي ريان كانت مقربه منها..
و لكن لم تجعل ابدا اي احد يقترب من روحها ككريس..
و لكن كيف ستتصل به و تشرح له..
انها لا تستطتيع التفكير به كصديق بعد الان..
و بانها تريده..
تن*دت لتستقل سيارتها الصغيره لتعود للمنزل، لتجد اندرو يتصل بها..
" هل رأيت كريس اليوم؟"
كان هذا رده علي أول مرحبا لها..
ضحكت بتوتر ، هل يتأمر العالم ضدها اليوم..؟
"لا.."
تمتمت بهدوء خادع..
" غريب ، لم يحضر اليوم البروفه الاخيره للاغنيه، المنتج يتصل به و تعرفين اجاك بيبرس دقيق جدا في عمله و يريد ان يري العرض الاخير بنفسه..
كنت اظن انه علي الاقل اتصل بك"
كانت لا تزال في السياره أمام منزلها، و جسدها متعرق من التعب و الإرهاق و رائحتها سيئه..
كانت بحاجه ماسه للاسترخاء و النوم حتي لا تفكر..
" هل هاتفه لا يزال مغلق؟ "
اردفت باختناق
" اجل.. "
اخرجت نفساََ خشنا..
" ربما يكون قد شعر انه لا يريد الحضور،. أنت تعرف كريس يفعل ما يحلوا له و لا يسأل..
لا تقلق"
لتردد بنفسها
..
ربنا يكون لديه فتاه بالداخل،. ما ادراني..
لن أدخل لمنزله بدون اذاََ.
" انا سأمر علي منزله في المساء،. انا فقط علي العوده مبكرا حتي..
لأخذ ريان للطبيب "
لتصرخ " طبيب؟، طبيب ماذا..؟ ؟
هل هي بخير..؟ "
ضحك اندرو لتسمعه يهز برأسه
" لا لا، يا لين، هي بخير،. بخير جدا فقط تشعر بوعكه صحيه خفيفه لبدايه الشتاء.."
اخذت نفساََ..
" ساتصل بها "
" اسمعي " اردف بسرعه
" هناك شئ ما حدث البارحه و اظن ان هذا سبب اختفاء كريس اليوم.. "
" ماذا ؟"
خرجت من سيارتها لتغلق الباب خلفها و تبحث في حقيبتها عن مفتاح شقتها..
" لقد جاء والده الي الاستديو البارحه ".
" ماذا.. ؟؟"
" أسمعي أنتِ تعرفين مدي حساسيه هذا الامر بالنسبه له،.
اعلم انه لا يريدني انا و لا اي ممن كانوا معه ان نفتح فمنا عن اي شئ مما رأيناه ، لان هذا سي**ر كبريائه اللعين بالنسبه له.."
بدا أن اندرو أيضا يخرج من المبني لانها سمعت صوت ارتضام الباب وراءه
" تحدثي انتي معه.. هو سيسمع منك انتِ،. انت اقرب شخص له "
" و لكن.. "
و لكنه قاطعها فورا لتسمع صوت ازيز باب يفتح بجواره
" انظري،. لقد وصلت الي المنزل الان، ساكلمك انا و ريان في المساء و اطمئن منك.. حسنا "
وضعت الهاتف برعب في جيبها..
تذهب.. الي منزله...
لا..
بعد هذه الليله الغبراء وعدت نفسها انها لن تقحم نفسها الي عنق حياته الشخصيه العاطفيه تلك مره اخري...
هي مجرد صديقته كما قالت...
و لا يحق لها ان تدخل منزله عنوه..
و لا ان تستخدم مفتاحه الاحتياطي..
من هي حتي يكون لديها مفتاح اختياطي لشقته من الاساس...
دخلت لشقتها بيد مرتعشة لتلقي نفسها علي الاريكه..
صنعت لنفسها عشاءاََ خفيفاََ و هي تحاول ان تنشأ لنفسها كافه الاعذار كي لا تذهب...
نظرت الي حقائبها الفارغه، منذ ان اشترتهم عندما ارادت السفر من اربع سنوات..
" انا ايضاََ لدي الكثير من الامور لافعلها لسفري و لم افعلها بعد..
ربما هو ليس بحاجتي حتي الان
و منذ متي يكون كريس العظيم بحاجه اي احد.. "
و لكنها في النهايه قامت بجمع علبه من طعامها بعلبه جميله..
و انتقلت الي السياره..
" حتي لو لم يأكلها.. ساضعها له و سأذهب "
...