البارت الاول
الراوي..
"شخصيا انا مسرورة انني لم أكن انا المختارة فأنا أصنع فطوري بصعوبة ، و ان اكون سكرتيره لمده ثلاث شهور و ثمان ساعات في اليوم أمر من شرب مسحوق الملمع الذي استخدمه للطلاء في كوب ماء ..تن*دت بدرامية
و أيضا ما يتبعه ذلك من مسئولية "
اردفت بسرعه و هي تضع الزبد علي التوست المحمص محاوله إظهار رغبتها في الطعام ..
"لقد رفض ليون عملك هذا أيضا، أليس كذلك ؟"
عضت شفتيها و لكن تعبيراته الثاقبه و عيناه الخضراوتين الصلبتين جعلاها تتن*د اخيرا ..
لقد وعدت نفسها انه لن تجعل ذلك يحدث لن تدعه يتحكم بقراراتها مره اخري و لكن بعد المشاده بينها و بينه هي فقط لا تريد أن تخسره لا تريد نفس الشعور بالوحده المخيفه مجددا ..
وضعت الشطيره بجوارها إشاره الي انعدام رغبتها في الأكل ،تن*د كريس ليميل للأمام قليلا علي الطاوله التي تفصل بينهم في ذلك المطعم الهادئ و لم ترفع عيناها للعتاب الممتلئ به عيناه الا عندما لامست اصابعه البرونزيه الطويله يدها ليحتضن يدها بحنان
"اسمعي لينو ، انت تحبين ذلك العمل ، لقد سهرت يومين كاملين معي نرتب ملفك لتقدميه في الشركة .."
كادت ان تعترض ليرفع سبابته " مثلا انا ، عندما أعزف لك الاغاني التي كتبتها في البدايه اكون متردداََ ، لا اريد ان اسمعها لاحد "
لترد بفخر "سواي طبعا!! "
ظهرت غمازته العميقه في فكه المربع الاسمر و لم تري كيف لمعت خضراوتيه كعينا فهد إليها..
"لا تدعيه ينسيك ثقتك ، و لا مؤهلاتك العاليه لين.. "ربت علي كتفها ليميل قليلا اليها و لكنه عاد معتدلاََ ااي كرسيه مرة أخرى.
عادت تفرك يدها بحواف فستانها الأبيض الناعم، فستانها المفضل و التي تبدوا فيها كاحدي زهور الياسمين الناعمه بشعرها الأ**د القصير كثيف و املس كنسيم الليل و ظهر اللون الأحمر علي وجنتاها فيما تخفض رأسها بقلق متردد ..
و بدا الورد في المزهرية باهتا جدا بالنسبه إليها في عينيه ..
دي صوره لين ..

هو محق ، و لكن ليون يحبها أيضا و ربما لانه سيسافر فله مثل ذلك المزاج العصبي ، هو دائما ما يتوتر هكذا قبل أي سفرية له اردفت لعقلها.
كان المقهي يعج بصوت خطوات المارين و صوت الجرس الناعم الذي يلاقي مع اقرانه الثلاث في كل مره يدخل بها شخص المقهي ، رفعت كوب القهوه الساخنه الي شفتيها الورديه الممتلئة ليخفف مذاق تلك القهوه المسكر من الموقف الحار التي وضعت به
"لم أعد اريد تلك الفرصة كريس اريد العمل في مكان لا يحتاج الانتقال و أيضا انا مخطوبه كما تعلم .."
لتمر عيناها علي الخاتم الذي يزين اصبعها ..
" علي التوفير من أجل شراء بعض الأشياء أيضا.."
نفخ كريس باستهزاء .." لن أقول لا اذا اقترضتي مني بعض المال مقابل التامين لنفسك حياه افضل لين ..ثم هو يصرف ببذخ ..الم تري سيارته ؟"
"اولا لا ..يكفي اني اتناول من طعامك علي الاقل ثلاث مرات في الأسبوع و كأنك مكلف بايوائي عندك "
هز كتفيه "انت تساعديني في كتابه الاغاني ، و تصبحي مساعدتي أيضا في اختيار الموسيقي ..يمكن ان تعتبري ذلك أجرك"
"لا تقل هذا..اعرف اني اتعبك .."
لاحظت ان كريس زفر بعمق ليبعد ادوات الطاوله لتص*ر صوتا علي الطاولة قبل أن يبتسم مره اخري ابتسامته الساخره " فقط قله تركيزك ما تتعبني لين .."
أتت النادله ليرجع من كرسيه و يستقيم ليأخذ جاكته من علي الطاوله و لم تخف عليها نظرات الفتاه المفتونه بلا خجل ..
" سأحمله لك.."
ابتسم لها بحلاوة لياخذه منها و تتسمر لين لثوان في مكانها، " شكرا.."
انه الطبيعي عندما تخرج معه، لم تعد تلق للامر بالاََ..
انه المغني كريس علي اي حال..
تن*دت و ابتسمت لنفسها ببلاهه، كيف يمسح اي حزن منها بابتسامته تلك..
لم ترد التفكير اكثر بسبب دقاتها تلك..
سبقها بقامته الطويله الي الخارج بسبب شرودها بعد ان وضع النقود في الفاتوره للنظر الخلف ليتاكد انها اخذت حقيبتها .
كان مقطبا حاجبيه بعد ان رآي شيئا علي الهاتف لتتسائل ما خطبه ..؟
"اركبي السيارة " اشار الي بوابه سيارته، فتحها لها و ما ان دخلت حتي رفع احدي حاجبيه بنفاذ صبر " هيا "
نعتت في سرها غريب الاطوار ذلك و ما ان دخلت السياره عاد للخلف ليحضر شيئا من الاريكه الخلفيه للسياره لتبتسم عند رؤيه ابتسامته المحببه ..
" عندما مررنا في جوله في المدينه مع الرفاق البارحه تاخر فريق التصوير و اشتري احد الممثلين صندوق شيكولاته هديه لزوجته و عرفت انها نوع الشيكولاته المفضله لك .."
لامست الشريطه الورديه للعلبه و قد ترددت الكلمات في فمها ..
فيما تخفق كل خلاياها بخجل
"كريس لا تعرف كم اسعدتني ..انا ..لقد تذكرتني عندما كنت هناك في اليونان.. "
ضحك فيما ارتفعت زاويه فمه بسخريه
" بالطبع شجارك الدائم معي في الهاتف و ازعاجك لي ليلا و نهارا .
كيف لا اتذكرك ؟"
لم تعلق باي ملاحظه حاده هي بالفعل لم يكن يغمض لها جفن بدون ان يبدد دفئ صوته برودة وحدتها لم تستطتع ان تعترف له بذلك و لكنها ابتسمت فيما تنزلق نكهه الشيكولاته الغنيه بالبندق في فمها و تطرب رائحه سيارته باكملها ..
لو ان ليون يكون بهذا اللطف معها ..
لو يتذكرها و لو بشئ بسيط عندما يسافر..
و لكن سارعت بمنع تفكيرها بالاتجاه الي ذلك لتطير افكارها مع انطلاق السياره ..
..
#لين
جالسه في غرفه الجلوس المكونه من اريكه مريحه من المخمل الوردي و الوسائد الناعمه و كرسيين ايضا بنفس اللون منكبه علي احدي الروايات الحالمه كما تحب ان تدعوها ريان ..
كانت روايات كارول مونتيمور تستهويني بشكل جنوني رغم قدامه عصرها عن الان و كل صفحه تدعوني بحماس لقرائه الصفحه الاخري حتي انهي الروايه بيدي و اتناول بعضا من الشيكولاته التي احضرها لي ..
مع كل قطعه كنت اتناولها كانت الهواجس السيئه تهدا في عقلي قليلا ..
ليون يحبني و يخاف علي مصلحتي ، من المفترض عندما اقنعه بهدوء إني مصره علي العمل ان يقتنع ،في كل اموره هو كان يخبرني بما قرر بدون انتظار رأي مني و كنت اتحمل قراراته بصمت لعمله المهم و مركزه المرموق التي يتطلب دواعي امنيه و اجرائات محدده و حتي حالات خاصه مع المحيطين حوله و لكني الفتاه التي تلبس خاتمه و ستكون شريكة حياته المستقبليه .
" عملي و مرتبي مرموق جدا و سيكفينا نحن الاثنان، الا تحبين الرسم انا اود ان تعملي حتي في الرسم من منزلك و كل ما تريدين سيأتي اليك بتأشيرة منك.. حبيبتي"
قلبت الصفحه و انا اتذكر قبلته البارده علي جبهتي لم استطتع ان اواجه انني لا احسب الامر بالنقود، ابي كان يعتني بي ايضا و يجلب كل ما اريدو لكني بعده عانيت...
اريد الاعتماد علي نفسي و بناء ذاتي و اريده يتقبل ايضا ذلك..
سمعت دوي المطر و انا اقرا ليتنابني البرد قليلا و ابتعد عن الروايه حالما تاني اشعار لرساله منه ..
"حبيبتي ، اعرف انك لاتزالين غاضبه مني و لكني قررت صنع مفاجئه صغيره لك حتي لا اسافر و انت غاضبه مني ..
ستاتي سياره اليك لتاخذك الي مكان مميز و مثالي من اختياري ..انتظرك حبيبتي "
حاولت الاتصال به فور ان قرأت رسالته و لكن هاتفه كان مشغولاََ لادرك انه ربما كان في وسط عمله الان و مع ذلك قرر مفاجئتي ..
"اوه يا ليون كم انت رائع " نظرت الي صوره والدي المعلقه علي الحائط لاقبلها ..
احتضنتها بكلتا يدي لاهمس بحب و كأنني استطتيع رؤيه ملامحه المحببه امامي و عيونه الامعه خلف نظراته السميكة
"انظر والدي كما اخبرتك ..هو في النهايه سيصالحني .. "
ارتديت احدي فساتيني التي اشتريتها لجهازي و مع اني قد سمنت قليلا الفتره الماضيه بسبب جلوسي في المنزل طوال الوقت و تناول الحلوي و انا ارسم،
و لكن في الاماكن الصحيحه و هذا ليس بالامر السئ ايضا..
ارتديا فستان برقوقي اللون من الطل بدون اكمام و اعلم ان الاوان الغامقه تليق علي اكثر و تجعلني اكثر رشاقه و عقد ناعم من الفضه علي حرفي L ، كان المطر يهطل في الخارج فاخذت مظلتي معي وجدت رجلا بملابس رسميه ينتظرني امام الباب ليعطيني باقه من الزهور البيضاء التي اعشقها قبل ان يفتح لي الباب لادخل الي السياره الفخمه ..
اتصلت علي كريس لاخبره فورا و لكن هاتفه كان مشغولا ، و لكن اليوم بما ان مزاج ليون جيد ساعمل بنصحيته و ساخبره انه استحق الفرصه لاكمل حياتي بالطريقه التي اعمل بها و احب ..سأستغل الليلة الرومانسيه تلك و احاول تلطيف قلبه قليلا ..
يجب ان يعرف ان فني ليس عملا فارغا ربما لو عمل معي في ورشه ليوم لربما يحب اللوحات و المنحوتات التي اصنعها ..
عرفت اننا وصلنا تلك المكان فانا كنت اعد الثواني لرؤيته ، و مع اتصاله القليل بي فاني اكتب له كثيرا عن يومي لاني اعرف انه مع انشغاله بالمرضي الكثرين عنده و كثره العمليات في جدوله فهو طبيب قلب علي اي حال ، طبيعه يومه المشغوله لا يستطتيع امساك الهاتف بكثره ..
سافرت عيناي لأمتع نظري بجمال المكان الطاولات الكثيره المتراميه و المرتبه بدقه الاضائه الناعمه و القبه الساعية المزخرفه اضافه الي صوت الكمان العذب الذي راح ينظف اذني ضد اي ضوضاء سمعتها اليوم خطوت بثقه بكعبي الاسود الرزين الي النادل الي وقف ليحني راسه باحترام
" اسم الحجز انستي ؟"
"باسم ليون اندرسون "
تحقق في الكشف انه يوجد بالفعل حجز بهذا الاسم ليشير الي نادر اخر لينحني لي و يسبقني عبر ممل طويل مفروش بسجاد انيق من المخمل الاسود ..
إنتظرت اتصال منه او رساله نصيه قصيره حتي ، جلست في شوق انتظر و اتخيل صوت رنه هاتفي سوف تنطلق في اي ثانيه ليخبرني انه قد أتى و لكن من اتصل بي هو كريس لاضع هاتفي في الجانب بحزن ..
مرت نصف ساعه الان و النادل كلما يمر علي اشعر بالاحراج اصلا إلى أين قد يكون ذهب الان ؟..
" سيدتي هل تريدين ان اطلب لك شئ ما الي ان يأتي مرافقك ؟"
هل يعقل ان يكون طرأ له معاد و نسي موعدنا ..يا الهي لا استطتيع ان اشعر بالاحراج اكثر من هذا..
رأيت كريس يتصل بي مره اخري لافصل الخط مره اخري ..
لو علم ما امر به الان لازداد كرها له و علاقتهما سيئه بالفعل ..
رأيت نادلة قادمة باتجاهي من اخر الرواق فقد كنت اجلس في طاوله مميزه بجانب النافذه الزجاجيه العملاقه.
هتفت له ليأتي فيما تسارعت نبضاتي لابد ان ليون قد اتي و قد امر النادل بوضع الطعام المفضل له لان لديه السكر فيجب تناول اكل مخصص له و لكن النادلة اتت الي لترفع الصينيه التي تحملها و تظهر كعكه عيد ميلاد مكتوب عليها M
احتقن وجههي باهانه و انا اري رقم الشمعه المكتوب عليها ..
28 ..
انتباني الدوار لدقيقه ربما هي زغللة من عيناي، ربما كنت مخطأه و خانتني قرائتي..
ماذا قد تفعل كعكة عيد الميلاد هنا و عيد ميلادي قد مر من شهرين و انا فحسب في الثانية و العشرين.
" هل أنت متاكد؟
من ارسلك لوضع هذه الكعكه الي هنا ..؟"
"سيدتي ..السيد ليون بنفسه امر بايصالها في تلك الساعه الي تلك الطاوله و قال انه سيتاخر قليلا ..هل تأمرينني بشيئا اخر ..؟"
♡♡♡♡