الفصل الرابع عشر
اغمضت عينيها الدامعة و هي علي متن الطائرة المسافرة لفرنسا لقد تركت صديقتها المقربة و زوجها الذي أحبته قبل أن تعلم عشقه لصديقتها لتتخلي عنه حتي لا تفقد صديقتها لقد حاولت و حاولت و لكن لم تتمكن من النسيان كما ظنت ألمها جعلها تهرع للسفر لا تريد افساد حياة رفيقتها
فتحت عينيها علي ذاك الجالس أمامها يندندن لحن أغنيتها المفصلة و تبدو ملامحه طفولية رغم كونه يبدو رجلا
- هل انتهيت من البكاء جدتي فأنا لا أحب الدموع
نظرت له قليلا ثم قالت بصدمة
- جدتي ؟؟؟!!!
مط شفتيه قليلا للأمام ثم قال بهدوء
- محقة جدتي أكثر سعادة منك حتي إنها صنعت لي طعاما بالحقيبة و أغاني المفضلة أيضا معي
ابتلعت ريقها و هي تقول بتسأل
- كم عمرك تحديدا ؟؟!!!
رفع أصابعه الخمسة أمام وجهها بسماجة شديدة لترفع حاجبها له
- خمس سنوات ؟؟؟!!!!!
ليقول بتذمر من غبائها الغير معقول
- خمس و عشرون يا جدتي
لترد بغيظ شديد و هو تحرك يدها في الهواء
- لست جدتك و اصمت حتي تنتهي هذه الرحلة و لا تقول لي جدتي مجددا
نظر لملابسها بتقييم فهي بالفعل تبدو قديمة الطراز بتلك الملابس التي لم يعد أحد يرتديها اليوم
- ملابسك تعلن عن نفسها لا ذنب لي إن كانت أقدم من الملكة إليزابيث الأولى حتي
لتسبه في سرها و تغمض عينيها محاولة تجاهل تواجده معها حتي تنتهي تلك الساعات و ترحل من الطائرة و تترك ذاك الأ**ق
ليقول بهمس لنفسه
- لما غضبت يا تري ؟؟؟!!!!
➡➡➡➡➡➡➡➡➡
جاء وقت محاضرة سليم بينما ليلي ترتجف خوفا فقد اختفت تلك الشجاعة التي وقفت أمامه بالمكتب لتعود لخوفها منه و من ردة فعله فهي تعلم أنه لن يصمت علي تصرفها الذي به قله إحترام منها له
دخل القاعة و عينيه تبحث عنها حتي وجدها تلك التي وقفت تتحداه بجرأة و قوة لم تفعلها غيرها و لن يتكرر هذا مجددا و هو سيحرص علي ذلك
عم الصمت المكان بانتظار حديثه لهم
- ليلي السياب من جديد ربما علي طرد الجميع من المحاضرة لأبقي معك فلم يعد لدي عمل سواك أنت و بحثك
لن يتغير سيظل كما هو يهين كل مؤنث و يمدح كل مذكر حتي لو كان مخطأ لكنه لا يعترف بهذا
لتقف ليلي محاولة تدارك الأمر فهي تعلم أنه لن يصمت و لا يكتفي من الإهانة لها و لغيرها
- دكتور سليم لقد قامت بالبحث من جديد و تأكدت من سير كل شيء علي ما يرام وفق ما طلب تماما لم ارتكب خطأ واحدا
لتعود سخريته للظهور فهي لا تتركه أبدا ملتصقة به حتي نهاية العالم
- و الثاني أسوأ من الأول و لم يكن سوى مضيعة لوقتي وجهدي مع أمثالك لذا المرة القادمة ستكونين خارج الجامعة بكاملها و ليس المدرج
لتتجمد بمكانها عقب كلمته تلك فهي لم تتوقع أن يقدم على طردها من الجامعة و ليس فقط المدرج رغم كونها لم تفعل ما يستدعي
- ماذا أفعل تحديدا لينال البحث اعجابك و أنتهي من كل هذا اعترف لقد تعبت و لست بقادرة علي المتابعة
ليجيب بعدم مبالاة
- لا شيء فلن يكون هناك أي تغيير يذكر سيظل لي كما هو
فقط يمكنك ترك الجامعة و الذهاب لمكان آخر يناسبك أنت و مواهبك الفذة فليس هنا المكان و لا الزمان المناسب
**************
كان نور بطريقها لمنزل شيري فقد اتصلت والدتها السيدة زينب لرؤيته و الحديث معه و قد ظن أنهم و آخيرا قبلوا بوجوده و لن يعود الحديث عن الطلاق و عودتها لزين مجددا فهو يعلم كم تتألم لذلك حتي او لم تخبره
جلس أمامها لكنه رأي بعينيها الرفض القاطع له و لحديثه و الإصرار التام علي رحيله
- لا يهمني رأي شيري فهي بالنهاية تفعل ما نريد نحن و لذا عليك القبول بالطلاق و فورا لن أسمح لها بالزواج بشخص بلا أهل و تربي بميتم كيف تريد للمجتمع القبول بك ؟؟؟!!!
قبض علي يده يتمالك نفسه فهي تظل والدة زوجته حتي لو كان كلامها قاسيا مغرور مثل صاحبته التي أمامها ليقول بكل هدوء
- اليتم ليس عيبا و لا عار نلحقه بمن حولنا العار الحقيقي هو الاستسلام لحديث الناس رغم علمنا التام أنه خطأ و جريمة بحق
لتنفعل زينب عليه و علي أفعاله فهو مصر علي الزواج بابنتها و عدم تركها
- لا تنس من تكون شيري و مكانتها و ليس غر ساذج مثلك من يحصل عليها كيف تريد مني الحديث مع المجتمع الراقي المخملي عن زوج ابنتي اللقيط
نهض من مكانه يصارع نفسه للقبض علي رقبتها و جعلها تدفع ثمن أفعالها و حديثها معه
- أنا لست لقيطا و ابنتك تحبني و ستفخر بي وسط مجتمعك ذاك و لا يعنيني التظاهر بما لست عليه فأنا لا تشغلني أحداث فارغة لا معني لها
لتجيبه بسخرية لاذعة علها تغير رأيه
- لكن شيري يعنيها و حتما لن تجعل الجميع يسخر منها بسببك أو يقلل منها و مما تفعل و بعد مجهود طويل حتي تصل إلى ما وصلت إليه من شهرة كبيرة حلمت بها
استدار مغادرا المكان و هو يردد
- حبي لها يكفيها عن العالم و الدنيا كلها حتي عندكم أنتم
###########
خرجت من المطار تتطلع يمينا و يسارا هنا لأول مرة لا تعلم أحد و بعيدا عن الجميع تحاول حفظ صداقتها مع لجين و الابتعاد عن زوجها و كونها وحيدة فقد رحل والديها منذ شهور لتجد نفسها وحيدة صديقتها منشغلة بزوجها و طفلها و من أحبته
متزوج من رفيقتها و ليس لديها أحد بالعالم
- يمكنني مساعدتك أيتها الجدة لو وافقتي
"""""""""""""""""
ساعات و هي تحاول الاتصال بزوجها دون رد فهو لا يجيب عليها و ليس من عادته ذلك فهو دوما يضعها علي رأس قائمة أولوياته دون منازع و لا يضيع عرضا واحدا لها
جلست تنظر للهاتف بحزن فقط لو يتصل بها و يخبرها السبب لقبلت عدم حضوره أو عمله الهام لكنه لم يفعل فقط هدوء و سكون تجاهل من جانبه
- سيدة شيري لقد بدأ العرض
نظرت شيري لمساعدتها بعدم اهتمام فلو لم يأت لن تصعد و ليجري ما يجري هي تريده أن يكون متواجدا قربها كما عاهدته طوال الوقت
لتجيب بعدم اهتمام
- هل وصل السيد نور ؟؟؟!!! لو لم يأت لن أصعد
لتقول ماري بإعتراض فهي تعلم حبها لعملها
- لكن سيدتي هذا العرض هو المفضل لك و فرصة كبيرة لنا لا يمكننا التخلي عنها ثم إن السيد نور الدين سيأتي هو لا يضيع عرضا واحدا
شيري بعناد غاضب
- إما يأتي أو لن أصعد فقط أريده أن يكون بجانبي و معي كعادته
ماري بكذب
- ربما هو بالطريق لا أكثر فهو لا يضيع عرضا واحدا سيدة شيري فقط دعينا نصعد
أحبك جداً
وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل
وأعرف أنك ست النساء
وليس لدي بديـل
وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى
ومات الكلام الجميل
...
لست النساء ماذا نقول
أحبك جدا...
...
أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى
وبيني وبينك
ريحٌ
وغيمٌ
وبرقٌ
ورعدٌ
وثلجٌ ونـار
وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ
وأعرف أن الوصول إليك
انتحـار
ويسعدني
أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية
ولو خيروني
لكررت حبك للمرة الثانية
...
يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر
أحبك جداً
...
وأعرف أني أسافر في بحر عينيك
دون يقين
وأترك عقلي ورائي وأركض
أركض
أركض خلف جنونـي
...
أيا امرأة تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله لا تتركيني
لا تتركيني
فماذا أكون أنا إذا لم تكوني
أحبك جداً
وجداً وجداً
وأرفض من نــار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقلا...
وما همني
إن خرجت من الحب حيا
وما همني
إن خرجت قتيلايا ناراً تجتاح كياني
يا ثمراً يملأ أغصاني
يا جسداً يقطع مثل السيف ،
ويضرب مثل البركان
يا ن*داً .. يعبق مثل حقول التبغ
ويركض نحوي كحصان . .
قولي لي :
كيف سأنقذ نفسي من أمواج الطوفان ..
قولي لي :
ماذا أفعل فيك ؟ أنا في حالة إدمان . .
قولي لي ما الحل ؟ فأشواقي
وصلت لحدود الهذيان .. .
7
يا ذات الأنف الإغريقي ..
وذات الشعر الإسباني
يا امرأةً لا تتكرر في آلاف الأزمان ..
يا امرأةً ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني
من أين أتيت ؟ وكيف أتيت ؟
وكيف عصفت بوجداني ؟
يا إحدى نعم الله علي ..
وغيمة حبٍ وحنانٍ . .
يا أغلى لؤلؤةٍ بيدي . .
آهٍ .. كم ربي أعطانيهل عندك شكٌ أنك جزءٌ من ذاتي
وبأني من عينيك سرقت النار. .
وقمت بأخطر ثوراتي
أيتها الوردة .. والياقوتة .. والريحانة ..
والسلطانة ..
والشعبية ..
والشرعية بين جميع الملكات . .
يا سمكاً يسبح في ماء حياتي
يا قمراً يطلع كل مساءٍ من نافذة الكلمات . .
يا أعظم فتحٍ بين جميع فتوحاتي
يا آخر وطنٍ أولد فيه . .
وأدفن فيه ..
وأنشر فيه كتاباتي . .
4
يا امرأة الدهشة .. يا امرأتي
لا أدري كيف رماني الموج على قدميك
لا ادري كيف مشيت إلي . .
وكيف مشيت إليك . .
يا من تتزاحم كل طيور البحر . .
لكي تستوطن في ن*ديك . .
كم كان كبيراً حظي حين عثرت عليك . .
يا امرأةً تدخل في تركيب الشعر . .
دافئةٌ أنت كرمل البحر . .
رائعةٌ أنت كليلة قدر . .
من يوم طرقت الباب علي .. ابتدأ العمر . .
كم صار جميلاً شعري . .
حين تثقف بين يد*ك ..
كم صرت غنياً .. وقوياً . .
لما أهداك الله إلي . .
هل عندك شك أنك قبسٌ من عيني
ويداك هما استمرارٌ ضوئيٌ ليدي . .
هل عندك شكٌ . .
أن كلامك يخرج من شفتي ؟
هل عندك شكٌ . .
أني فيك . . وأنك في ؟
- نزار قباني -
&&&&&&&&&&
استمتعوا بالفصل
نراكم قريبا
???