صحى شريف الصبح على صوت مامته و هي بتصحيه عشان يفطر عشان يلاقي نفسه نايم في سريره و تليفونه جنبه على الكومودينو و النور والع من امبارح زي ما هو و كل حاجة على وضعها و طبيعتها و كأن محصلش حاجة ..
سلوى : اصحى يا حبيب ماما العصر هيأذن كفاية نوم
شريف بيحاول يكون طبيعي : صباح الورد على عيونك يا ست الكل
سلوى : صباح الهنا يا حبيبي .. ايه النوم ده كله بس
شريف : اعمل ايه بقى سريري كان واحشني اوي يا سوسو
سلوى ب زعل مصطنع : اه قول كده بقى .. قول أن السرير هو اللي رجعك
شريف : والنبي ما حد رجعني غيرك انت يا قمر
سلوى ب ضحك : دايما انت تضحك عليا كده .. مفيش حد من اخواتك بيعرف يبلفني ب الكلام غيرك
شريف بضحك : ليا الشرف يا فندم
سلوى : طب ياللا بلاش غالبة و قوم عشان باباك مستنينا على السفرة
شريف : هتتغدوا !! .. يعني كمان فطرتوا من غيري
سلوى : غدا ايه بس احنا لسه مفطرناش .. انا ذنبت باباك لغاية ما انت تصحى عشان نفطر كلنا مع بعض .. واحشتني قعدتك معانا على سفرة واحدة يابني
شريف : ربنا ما يحرمني منك يا اجمل ام في الدنيا .. دقيقتين بس ادخل الحمام اغسل وشي و تلاقيني قاعد على السفرة و مخلص كل الاكل اللي عليها كمان
سلوى مبسوطة و حاسة أن روحها رجعتلها من تاني ب رجوع ابنها ليها و بتبص للساعة اللي في ايديها : طب بسرعة بقى عشان الدقيقتين بقوا دقيقة و تسعة و خمسين ثانية
شريف طلع يجري على الحمام و في اقل من دقيقة كان في الريسيبشن اللي فيه السفرة .. شاف باباه "صبري" قاعد على الكرسي طلع يجري عليه زي الطفل الصغير اللي محتاج حد يحميه و اترمى في حضنه ب منتهى الضعف .. باباه بقى مستغرب منه .. ما هو متعود يغيب عنهم بالاسابيع و الشهور من غير ما يشوفهم ولا يشوفوه .. لكن دي كانت اول مرة شريف يحضنه ب لهفة كده .. لكن فرحته أنه شاف ابنه و خده في حضنه و أنه أخيرا هيرجع يعيش معاهم تاني زي ما سلوى قالتله .. كل دي حاجات خليته ميركزش في استغرابه ده كتير .. و قرر أنه يتبسط ب رجوع ابنه ليهم من تاني
صبري بتأنيب و هزار في نفس الوقت : أخيرا افتكرتنا يا ولا انت .. اومال لو مكناش اهلك بجد و كنا لاقيينك على باب كنيسة كنت عملت فينا ايه بس
شريف بيضحك على طريقة باباه : والله ما كنت هبقى ندل كده كانت هتطمر فيا الرباية
صبري مكمل هزار : اومال ايه بقى مالك .. ما احنا اللي مربيينك برضه ما انت مبقيتش زي ضلفة الدولاب كده شيطاني ولا من فراغ يعني .. مطمرتش فيك ليه بقى الرباية ولا هو لازم تكون لقيط عشان الرباية تطمر فيك يالا
سلوى مبسوطة ب هزارهم مع بعض قدامها و مناكفتهم ل بعض : ما خلاص بقى يا صبري فيه ايه انت هتسمم عليه اللقمة و تفضل تأطمه كده كتير .. كفاية أنه قاعد وسطنا دلوقتي
صبري : أيوة ياختي ما هو ده اللي انتي فالحة فيه مع عيالك .. والله دلعك اللي مبوظهم ده هيوصلنا لدار المسنين في الاخر
سلوى : بقى كده يا صبري بقى انا مبوظاهم
شريف : اييه ياخونا احنا عايزين نفطر مش نتخانق .. استهدوا بالله كده و ياللا نسمي
سلوى و صبري في نفس واحد : و نعم بالله .. بسم الله الرحمن الرحيم و بدأوا اكل
شريف في اللحظة دي كان نفسه يعيط من كتر الوجع اللي حس بيه من شدة و قوة الصرخة اللي كانت في ودانه بمجرد ما ذكر اسم الله .. مركزش و حاول يلهي نفسه في الاكل و الكلام و الهزار مع مامته و باباه لغاية ما صوت الصريخ اللي ودانه اختفى .. و خلصوا فطار و قام شريف و صبري قعدوا في البلكونة و سلوى دخلت عملتلهم شاي و بسكوت و شغلت الراديو على اغنية ل فايزة أحمد و كانت بتغني .. بيت العز يا بيتنا .. و كانوا حاسين ب دفى و فرحة في القاعدة دي
سلوى : عايزين نكلم اخواتك ييجوا يقضوا معانا اليوم بكرة .. وحشتني لمتنا كلنا مع بعض
صبري : ماشي ياللا و انا عازمكوا على الغدا بكرة على حسابي بعيد عن مصروف البيت اللي بتلطشيه مني كل شهر
سلوى : يعني انا باخده اجيب بيه صواريخ و افرقعها في ودنك و انت نايم .. ما انا بجيب خزين الشهر و بسدد بيه فواتير الكهربا و الماية و الغاز ياخويا
صبري : اهي هي كده كل ما افتح بؤي ب كلمة معاها تطفح في وشي بالشكل ده
سلوى : بطفح في وشك .. و انا بير مجاري يا صبري .. عدي يومك
صبري : حاضر يا فندم
شريف ب ضحك : خلوا العزومة دي عليا انا .. و الطبخ كمان هيكون عليا محدش فيكوا هيعمل حاجة اهو
صبري : ابن ابوك والله
سلوى : هو ايه اللي ابن ابوك و ابن اخوك .. انا عاملة العزومة دي عشان خاطره اخليه هو اللي يعملها على حسابه و كمان يطبخ
صبري : والله ما هنولهالك و مش هتخانق معاكي برضه .. اعملوا اللي انتوا عايزينه
شريف : يا امي أنا عايز اعمل كده نفسي اقف في المطبخ و اخترعلكوا اختراع من اختراعاتي .. ده العيشة لوحدي خليتني ولا الشيف شربيني
سلوى : خلاص اللي يريحك يا حبيبي المهم تكون مبسوط بس
شريف : ربنا يخليكوا ليا
شريف كان مقرر أنه هيبعد عن اي حاجة و اي حد اليومين دول لأنه محتاج يفصل شوية و مفكرش يسأل على حد من أصحابه و لا اهتم ب مكالمة أوصاف اللي أكدت عليه أنه يروح لها النهاردة في الميعاد اللي كانوا متفقين عليه .. قرر أنه يقعد مع أبوه و امه و يتبسط معاهم و يحس ب الامان اللي مفتقده بقاله زمن .. لكن لازم تحصل حاجة تغيرله كل قراراته و تخطيطه في ثانية .. سلوى دخلت المطبخ عشان تعملهم أطباق فاكهة و صبري جاتله مكالمة من واحد صاحبه ف قام يتكلم جوا .. و فضل شريف قاعد لوحده في البلكونة و مركز في السما .. و فجأة يسمع صوت في ودانه .. صوت الجن
الجن : ادخل اوضتك دلوقتي
شريف : ليه ؟
الجن : هتعرف ليه لما تدخل اوضتك
شريف : مش عايز دلوقتي انا عايز اقعد مع اهلي
الجن : تحب نمشيك في جنازتهم بكرة عشان لما نطلبك نلاقيك بعد كده
شريف : حاضر هدخل
قام شريف دخل الاوضة و قفل عليه الباب ب المفتاح .. و اول ما ده حصل النور قطع عشان يشوف الجن واقف قدامه للمرة التانية و هو متحاوط ب هالة كبيرة من النار اللي كان حاسس شريف أنها هتطوله و هتحرقه