شريف زق الباب بالراحة و دخل و هو متوتر و قلقان لا يلاقي أوصاف أو بسام في وشه ساعتها هيقول لهم ايه .. فضل ماشي على أطراف صوابعه و بيحاول يبعد عن اي حاجة ممكن يخبط فيها عشان ميطلعش صوت لغاية ما وصل قدام باب الاوضة و قبل ما يفتحه لاقى الباب بيتفتح لوحده .. بس المرة دي فيه حد فتح الباب بس كان واقف وراه و مش باين غير خياله من الباب .. شريف خايف يدخل هو مش عارف ده خيال مين .. و حاول يرجع خطوة ل ورا بس حد زقه جامد عشان يدخل الاوضة و الباب اتقفل على طول بس ملاقاش حد .. وقف شريف في نص الاوضة و بيبص حواليه
شريف ب صوت واطي جدا : و بعدين يعني .. هفضل واقف مش فاهم حاجة كده كتير ؟
مفيش رد و مفيش حد ظهر ل شريف .. فضل يتمشى في الاوضة و يشوف كل حاجة فيها و يمسكها و يركز فيها و يسأل نفسه الراجل ده كان بيعمل ايه ب الحاجات دي .. لغاية ما عينيه وصلت ل صورة جد بسام .. هي صورة بني ادم طبيعي زيه زيينا .. بس نظرته و تكشيرته و كل تفصيلة في شكله محسسة شريف ب الخوف ..
شريف بيوجه كلامه للصورة : ما انت لازم تكون ورا كل اللي بيحصل ب شكلك ده .. زمانك بتولع في نار جهنم دلوقتي .. مش خسارة فيك .. انت سبب كل البلاوي دي يا اخي مش عارف ادعي عليك ب ايه اكتر من اللي بيحصل فيك دلوقتي .. كانت فيه حاجة بتمنع شريف أنه يذكر اسم ربنا في كل كلمة بتتقال .. بيبقى عايز يوكل أمره لله و يقول حسبي الله و نعم الوكيل في اللي كانوا سبب اذيته لكن مبيقدرش يقول كده .. كأن الكلمة بتتمسح من دماغه و مش بيفتكرها .. ف بيلاقي كلامه بقى بيتلخص في أنه يتمنى للي بيأذيه نار جهنم و العذاب .. كلها حاجات بعيد عن ربنا .. الجن بقى واقف يضحك على شريف اللي بقى بيستبعد في كلامه ذكر الله و كان مبسوط و شمتان و حاسس أنه فعلا قدر يستولى على شريف و على عقله و دينه و معتقداته .. شريف كان سامع الضحكة و بص حواليه عشان يشوف مين اللي بيضحك كده لكن مكنش شايف حد ولا عارف سبب الضحكة دي ايه .. رجع بص للصورة تاني لاقى الجن هو اللي في الصورة و هو اللي بيضحك .. اتخض شريف و من خضته رجع ل ورا بسرعة عشان يتكعبل و يقع وصوت هبدته على الأرض كان عالي و واضح أن أوصاف تسمعه من اوضتها .. قامت أوصاف راحت على اوضة بسام اللي لاقته نايم و رايح في سابع نومة و مش حاسس ب الدنيا .. لفت وشها ناحية اوضة جوزها و حست أن فيه حد فيها .. راحت على الاوضة و هي بتتسحب و بتفتح الباب و دخلت لكن مش لاقيه أن فيه حاجة في الاوضة تقول أن حد موجود فيها .. كل حاجة في مكانها و طبيعية و النور مطفي مفيش حاجة .. لكن هي كانت حاسة بوجودهم فيها .. و عشان دي حاجة هي متعودة عليها طلعت تاني و قفلت الباب وراها و رجعت اوضتها و نامت
شريف بقى متفاجئ أنها دخلت الاوضة و هو فيها و واقع قدامها على الأرض و الشمع اللي منور الاوضة .. كل ده هي تجاهلته و خرجت من الاوضة ازاي و كانت بتتعامل و كأنها مش شايفة حاجة .. عشان شريف يلاقي الجني واقف قدامه و بيقوله متقلقش هي مشافتش حاجة
شريف : و طالما خليتها متشوفش حاجة ليه سمعتها صوت الوقعة و خليتها تيجي لغاية الاوضة و تدخل و انا فيها و تنشف دمي
الجني : مكنتش اعرف انك هتتخض كده لما تشوفني .. المفروض انك اتأقلمت على ظهوري ليك في اي لحظة و في اي مكان
شريف بيقوم من على الأرض و بيغير الكلام : اديني جيت اهو .. ايه المطلوب مني ؟
الجني : المطلوب ده مش انا اللي هبلغك بيه المرة دي
شريف ب استغراب : اومال مين اللي هيبلغني ؟!
الجني : هتعرف .. كلها ثواني
شريف : مش فاهم ايه لازمتها يعني اللفة دي كلها .. ما تعرفني و خلاص
الجني بقى متدايق من استهتار و استخفاف شريف معاه في الكلام : انا بنفذ اللي بتأمر بيه و بس .. و ياريت تبطل كلام و أسئلة شوية
شريف : سكت .. اديني مستني
الجني فجأة غمض عينيه و بدأ يتكلم : احضر .. وصل رسالتك و انصرف .. فتح عينيه و هو مركز على الشخص اللي ظهر و قاعد على الكرسي اللي ورا شريف .. شريف بقى باصص للجني و نظرته و مستغرب من تركيزه في مكان معين ..عشان يبص شريف وراه يلاقي الشخص اللي كان الجني بيأمره ب الحضور و بقى قاعد قدام عينيه فجأة يكون عم ناجي حارس العمارة .. شريف واقف مصدوم
شريف : ازاي ؟
الجني : من غير ازاي
شريف : يعني ايه من غير ازاي .. ايه اللي وصل عم ناجي ل هنا ؟
الجني : ما انت بتكرهني ف اكيد مش هتحب اني كمان اديلك أوامر عشان تنفذها .. ف قررنا نجيبلك حد انت بتحبوا يمكن ده يقنعك ب اللي مطلوب
شريف : عشان يقنعني ولا عشان تهددوني بيه ؟
الجني : في الحالتين هتنفذ اللي هيتقال .. بس احنا شايفين أن كده احسن .. و متقلقش مش شرط أن ناجي هو اللي يجيلك كل مرة
شريف : مش عايز حد تاني .. و ياريت بعد كده انت اللي توصل لي المطلوب و انا هنفذه
الجني : هنشوف
شريف : عم ناجي مش هيجراله حاجة صح ؟
الجني : هنشوف
شريف : طب ازاي هو اللي هيبلغني .. هو مش المفروض أنه في المستشفى و داخل في غيبوبة
الجني ب جدية : ده سؤال تسأله ل أكبر جني في العالم السفلي
شريف : طيب .. ياريت تخليه يبلغني ب المطلوب عشان ترجعه من مكان ما جيبته انا مش عايزه يفضل موجود هنا كتير
الجني بيوجه كلامه ل ناجي : وصل رسالتك و انصرف
عم ناجي بمجرد ما سمع الجملة نظرته اتغيرت و عينيه اتقلبت و صوته اتحول ل صوت غريب و وحش جدا و كأن اللي بيتكلم شيطان .. شريف بقى باصص له ب خوف .. خوف منه و خوف عليه في نفس الوقت و زعلان أن هو كان السبب أنه يوصل الراجل الطيب ده ل كل اللي هو فيه دلوقتي
عم ناجي : المقبرة .. محدش يقدر يفتحها غيرك .. و اختفى عم ناجي من قدامهم
شريف : مقبرة ايه !
الجني : مقبرة الكنز .. المقبرة اللي أوصاف و جوزها بيحاربوا بقالهم سنين و بيعملوا كل اللي يقدروا عليه عشان يفتحوها لكن للاسف مش المطلوبين
شريف : افهم من كده أن أنا اللي مطلوب
الجني : إجابة سؤالك هتلاقيها ف كلام عم ناجي
شريف : طب هي فين المقبرة دي و هفتحها أمتى و ازاي
الجني : بص تحت رجلك
شريف بص شاف السجادة اللي في الاوضة اللي مرسوم عليها ذئب شكله ب*ع
شريف : و بعدين ؟
الجني : تحت رجلك .. المقبرة تحت رجلك
شريف : تحت رجلي ! يعني هي هنا .. في شقة أوصاف و جوا اوضة جوزها و معرفوش يفتحوها
الجني : مش معنى قربك من الحاجة انك تقدر تمتلكها
شريف : طب هو المفروض أن انا افتح المقبرة دي دلوقتي يعني ؟
الجني : استحالة .. انا بقولك مقبرة كنز .. هتتفتح دلوقتي ازاي .. احنا هنبدأ طقوس فتحها من دلوقتي
شريف : و طقوس فتحها دي هتكون عبارة عن ايه ؟
الجني : شيل كل الحاجات اللي حوالينا دي على جنب و خلي الأرض فاضيه خالص
شريف مردش لكن بدأ يشيل كل الحاجات زي ما اتطلب منه و فضى الأرض تماما .. و شال السجادة .. و بدأ الجني يقرأ تعاويذ و طلاسم مش مفهومة ل شريف لكن كانت بتأثر عليه جسديا و كان حاسس ان فيه مية حد ماسكه و مكتفه و بيشوك جسمه كله لغاية ما غاب شريف عن وعيه و وقع على الأرض لكن مفضلش ثابت مكانه .. فضل شريف يتقلب و هو مش حاسس ب اي حاجة لغاية ما وقف مرة واحدة و كانت عينيه مقلوبة و بدأ يقول كلام ب لغة غريبة لكن الجني كان فاهمها .. و وقتها عرف الجني ان المكان اللي شريف وقف فيه ده هو نقطة بداية الحفر للمقبرة ..