شريف : امين راح البيت !! راح البيت ازاي هو الدكتور كتب له خروج .. هو فاق اصلا ؟؟
نهلة : خروج ايه اللي الدكتور كتبه ل امين و هيفوق من ايه اصلا !! شريف انت كويس ؟ انا عارفة اني المفروض اقول الكلام ده ل نفسي قبل ما أقوله لحد بس انت و امين اخواتنا اللي مالناش غيرهم لو حد فيكوا تعب مين اللي هيبقى جنبي انا و حسام في اللي احنا فيه ده .. انا عارفة ان اعصابك تعبانة من ساعت اللي جرا ل حسام و انك خايف و قلقان عليه .. بس انت و امين اللي طول الوقت بتقووني و بتقولوا لي أنه هيقوم ب السلامة و هيرجع احسن من الاول كمان .. لو سمحت يا شريف انا اللي بطلب منك تهدى و متخليش المحنة اللي احنا فيها دي تأثر عليك ب طريقة سلبية
شريف واقف بيسمع كلام نهلة و باصصلها و دموعه عمالة تنزل مش بتقف و هي فاكرة أن شكله و تصرفاته دي من زعله و قلقه على صاحبه .. لكن شريف كان خايف حاسس أنه في وسط ناس ميعرفهاش حاسس أنه موجود في مكان اول مرة يروحه .. مين دول و ايه اللي جابهم هنا و انا نفسي ايه اللي وصلني هنا .. طب انا كنت فين و مين الناس اللي كنت قاعد معاهم انا حاسس انا معرفش اي حد ولا اعرف اي حاجة .. كل الكلام ده كان داير في بال شريف و هو واقف مبلم ل حسام اللي نايم على سرير المستشفى و كل الأجهزة الطبية متوصلة ب جسمه .. دخل الاوضة و قرب ناحية السرير و نزل على ركبه و بقى قاعد قصاد حسام على الأرض و بيكلمه بهدوء و صوت واطي جدا شبه مش طالع و مخلوط ب خنقة عياطه ..
شريف : حسام .. انت مالك فيه ايه يابني احنا مش كنا مع بعض .. حسام قوم فهمني ايه اللي بيحصل الله يخليك متسيبنيش تايه كده عشان خاطري .. انا خايف يا صاحبي .. مش احنا كنا مع بعض دلوقتي .. مش كنا جايين سوا عشان نشوف امين .. ازاي بقى ازاي امين مش موجود و انت اللي نايم كده .. يعني انا كان بيتهيألي .. طب انا نايم و ده حلم طويل و بايخ و انا مش عارف اصحى منه .. طب قوم صحيني .. فوقني انا عايز افوق من الكابوس ده و مش عارف .. ابوس ايدك متعملش فيا كده
نهلة قاعدة بتسمع الكلام و بتعيط من اللي سمعاه و بتعيط على شكل شريف و بتعيط على حال جوزها و مستغربة أن شريف م**م أن اللي كان موجود هنا هو امين مش حسام لكن هي شايفه أن شريف أعصابه تعبان و مضغوط من اللي بيحصل ف مش عايزة تسأله و تتكلم معاه في حاجات مش ده وقتها المناسب .. شريف خلص اللي قاله و فضل ساكت شويه و هو باصص ل حسام و فجأة قام بسرعة و طلع من الاوضة و هو ماشي بسرعة و بدأ يجري لغاية عربيته و ركبها و دور على تليفونه و اتصل ب امين .. لاقى تليفونه مقفول .. اتصل على اسراء مبتردش فضل يتصل كتير على الاتنين و الوضع كما هو عليه .. نزل من العربية و سند على الباب ب ضهره و فضل ماسك دماغه و عمال يقول ليه كده بيحصل معايا كده ليه انا عملت ايه في حياتي يارب .. يا سالي محتاجلك و فضل ينادي عليها و يدعي و يعيط ب صوت مسموع للي يعدي من جنبه .. و فجأة سمع صوت باب العربية بيتفتح عشان يلف وشه يشوف مين يلاقيه حسام نازل من العربية
حسام : شريف فيه ايه مالك ؟ و ايه التليفون اللي جالك ده
شريف شاف حسام قدامه و مبقاش نازل عليه غير : بسم الله الرحمن الرحيم .. اعوذ بالله .. اعوذ بالله .. انتوا مين .. و بتعملوا معايا كده ليه .. و طلع يجري و هو بيهرب من كل الناس اللي مش عارف بييجوا منين و بيروحوا فين ! حسام فضل ينده عليه و حاول يجري وراه عشان يحصله و حسام حاسس ان اللي بيتعامل معاهم دول مش هما أصحابه ولا هما دول الناس اللي يعرفهم و بقى خايف منهم و من كل اللي حواليه .. فضل يجري لغاية ما تعب و وقف تا**ي و راح بيت أهله .. كان محتاج بترمي في حضن أمه و يطلع كل الخوف اللي جواه في حضنها .. وصل العمارة و واقف قدام باب و بقى عمال يخبط على الباب ورا بعض لغاية ما مامته فتحت الباب و لاقيته قدامه شكله خايف و عينيه وارمه من العياط و مجهد مش قادر حتى ينطق ب كلمة ..
سلوى "مامت شريف" بتشده من أيديه عشان يدخل و هي مخضوضة من شكله .. هي متعرفش حاجة عن اللي حصل اليومين اللي فاتوا لأن شريف مش دايما بيتواصل معاهم عشان طول الوقت مشغول هو و امين في المكتب و مبيعملش حاجة في يومه غير الشغل غير أن أصحابه بييجوا يسهروا معاه في شقته أو ينزل يقعد معاهم على القهوة كل فترة و هما اتعودوا على كده .. شريف أول ما مامته شديته من ايديه عشان يدخل اترمى في حضنها و فضل يعيط و يصرخ صرخة مكتومة في ص*رها
سلوى : مالك يا بني ايه اللي صابك يا نور عيني
شريف بعياط : تعبان يا امي .. تعبان اوي والله
سلوى : إن شا الله عدوينك و اللي يكرهوك يا حبة قلبي .. تعالى .. تعالى ندخل و اقعد احكيلي اللي تاعبك يا حبيبي
شريف طلع من حضنها و قال لها لأ يا امي انا عايز انام .. اوضتي و سريري واحشوني و انا محتاج ارتاح شوية
سلوى : طب حبيبي ادخل غير هدومك لغاية ما اجهزلك الاكل تاكل الاول و تنام زي ما انت عايز
شريف كان مفتقد حنية أمه و مفتقد بيته اللي بيحس فيه ب الامان
شريف ب استسلام : حاضر يا امي انا هدخل اغير هدومي و اخد دش الاول و ادخل اوضتي
سلوي : هتطلع تلاقيني محضرالك الاكل .. ده انا حتى زي ما يكون قلبي حاسس انك هتيجي النهاردة و عملتلك الأكلة اللي بتحبها
شريف ب ابتسامة جبر خاطر ل مامته : بجد .. ملوخية و رز و فراخ محمرة
سلوى : اخص عليك .. نسيت السلطة
شريف : ده دي بقى ب الاكل كله .. تسلم ايدك يا ست الكل ..و باس ايديها و دخل الحمام اخد الدش بتاعه و على ما خلص كانت مامته جهزت الاكل و حطاه على صينية و سيباه في اوضته
دخل شريف الاوضة و اول ما شاف صينية الاكل جري عليها و قاعد ياكل ب شراهة ولا كأنه اول مرة يشوف اكل قدامه .. في دخلت مامته عليه و شافته بياكل بسرعة كده
سلوى : يا قلب امك يابني انت كنت جعان اوي كده .. انت مبتاكلش كويس ولا ايه ؟؟
شريف : لا يا امي باكل بس اكل المطاعم ميجيش حاجة جنب أكلك اللي كان واحشني اوي
سلوى : الف هنا على قلبك يا ضنايا .. اقوم اجيبلك تاني
شريف مع اخر معلقة في الطبق : لا تاني ايه ده انا بطني اتنفخت .. مش قادر اخد نفسي ..مش عارف هنام ازاي بعد الاكل ده كله ربنا يستر بقى
سلوى : صحة و عافية يا حبيبي .. انت باين عليك مش مهتم ب نفسك اصلا .. ما قولتلك يابني سيب شقتك و تعالى اقعد معانا و تبقى جنبنا و نبقى معاك بدل وجع القلب ده
شريف : ادينا جيتلك اهو يا ست الكل و شكلي هقعد معاكي شوية كتير كده
سلوى ب فرحة و قلق في نفس الوقت : ده انت تنور بيتك يا حبيب ماما .. بس غريبة يعني ايه اللي غير رأيك كده
شريف : اتخنقت و محتاج اتطمن ب وجودكوا جنبي .. صحيح بابا نايم ولا ايه ؟
سلوى : يووه ده في سابع نومة ما انت عارفه يصلي العشاء و يقرا في المصحف شوية و يدخل سريره منشوفوش غير تاني يوم الصبح
شريف : نفسي اشوفه والله .. هتخض لما يشوفني قدامه الصبح
سلوى : يتخض .. ده هيطير من الفرحة انت مش عارف انت وحشته قد ايه و هيفرح اكتر و اكتر لما يعرف انك هترجع تعيش معانا تاني
شريف : ربنا يديله الصحة و يخليه لينا و يفرح قلبه كمان و كمان .. و يخليكي لينا يا حبيبتي و ميحرمناش منك ولا من حنيتك علينا
سلوى : ولا يوريني في حد فيكوا حاجة وحشة ابدا يارب
شريف : مريم و ماجد عاملين ايه انا مقصر اوي معاهم والله
سلوى : حتى اخواتك يا شريف مش بتكلمهم .. ليه يابني اومال لو مفيش النت اللي بقى يقرب الناس و يخليهم يشوفوا بعض و يتطمنوا على بعض كنت نسيت أن ليك اخوات اصلا .. ده انت خال و عم و المفروض تكون معاهم و وسطهم و تكون سند ليهم يا حبيبي .. لو كان عليا انا و ابوك ف احنا فاهمين و مقدرين اي حاجة انت بتعملها و مبنزعلش منك كفاية اننا نعرف انك بخير بس و قلوبنا طول الوقت راضية عنك و بندعيلك .. لكن متزعلش اخواتك منك انتوا مالكوش غير بعض .. فاهمني يا ضنايا
شريف : فاهم يا امي والله و عارف كل ده و كنت ناوي اعمل كده من نفسي .. لكن اليومين اللي فاتوا دول قالبولي حياتي احلى قالبة و مبقيتش فايق حتى ابص ل نفسي في المراية .. لكن اوعدك اني هصلح كل ده و هراضيهم
سلوى : ربنا يراضي قلوبكوا يابني .. بس ايه اللي حصل يا حبيبي و قلبلك حياتك زي ما بتقول .. خير يارب ؟
شريف مش هيعرف يحكيلها حاجة من اللي حصلت له عشان خاف عليها و في نفس الوقت كان عايز يعرفها أن صاحبه تعبان .. بس هو نفسه مش عارف مين اللي تعبان و مين اللي في المستشفى و بقى خايف ميكنش فيه حد فيهم في المستشفى ولا حد فيهم تعبان اصلا و يكون كل ده تهيؤات ف قال احسنلي مقولهاش حاجة و حاول يتهرب من سؤالها ب الذوق و قال لها
شريف : شوية لغبطة في الشغل و ان شاء الله تتحل قريب .. هحكيلك بكرة و اقولك كل اللي عايزة تعرفيه بس انا دلوقتي محتاج انام معلش سامحيني
سلوى : ربنا يوقفلك ولاد الحلال و يبعد عنك المشاكل و ولاد الحرام يا شريف يا ابن سلوى قادر يا كريم .. نام يابني و الصبح نتكلم .. تصبح على خير
شريف : و انتي من اهل الخير يا ست الكل
طالعة سلوى من الاوضة و كانت هتطفي النور .. شريف خايف ينام في الضلمة و كان هاين عليه يقولها نيميني جنبك انتي و بابا لكن اكيد ده مش هيحصل
شريف : سيبي النور يا امي انا هطفيه بس عشان هعمل حاجة و بعدين انام
سلوى : حاضر .. انا هدخل انام بس لو عوزت حاجة خبط عليا انت عارف نومي خفيف يعني .. ولا نسيت دي كمان
شريف ب ابتسامة : و انا اقدر انساك ولا انسى حاجة تخصك يا قمر .. تسلميلي يارب .. روحي نامي و ارتاحي بقى
سلوى ضحكت و قفلت الباب و راحت اوضتها و بمجرد ما قفلت باب اوضتها و دخلت سريرها راحت في النوم .. و شريف صاحي في اوضته مش عارف ينام .. فجأة النور قطع عليه و سمع صوت الجن اللي ظهرله عند بسام لكن المرة دي مكنش ظاهر له في هيئة أوصاف .. المرة دي ظهر له ب شكله الحقيقي اللي كان صعب يتوصف من كتر بشاعته و رعبه .. شريف اتسمر في مكانه و نفسه اتحبس من المنظر اللي شافه
الجن : مش قولتلك .. مفيش مفر