شريف من الخوف اللي حس بيه بعد صرخة اسراء خلاه يرتبك زي العيل الصغير و تليفونه وقع من أيديه و مش عارف يجيب التليفون ولا عارف يفتح باب العربية و عينيه بدأت تدمع .. عايز يسأل اسراء فيه ايه بس صوته متحاش خايف ترد عليه و يسمع اللي خايف يسمعه و في نفس الوقت عايز يركب العربية و يطير على بيت امين .. حسام لاحظ طريقة شريف الغريبة
حسام : شريف فيه ايه ؟؟
شريف مبيردش و بيحاول يفتح العربية بالريموت كنترول بتاعها و كان معلق
حسام : اسراء قالتلك ايه رد عليا
شريف بص ل حسام و رد عليه ب منتهى العصبية : مقالتش مقالتش يا حسام .. امين جراله حاجة
كلام شريف نزل على حسام و كأنه سكينة اتغرزت في قلبه و حس انه عايز يعيط و يصرخ و يطلع يجري على بيت امين .. في اللحظة اللي العربية اتفتحت فيها
شريف : اركب بسرعة يا حسام
و في اقل من ربع ساعة كانوا قدام بيت امين و فيه زحمة و عربية إسعاف واقفة و بابها مفتوح .. حسام لمح اسراء .. شد شريف من أيده و جري ناحيتها .. عشان يشوفوها ماشية جنب الترولي اللي امين نايم عليه
حسام : اسراء .. امين ماله ايه اللي حصله
شريف : مش وقته يا حسام خلينا نحصلهم على المستشفى الاول و بعدين نبقى نعرف ايه اللي حصل
اسراء اصلا منهارة من العياط و مش عارفه ترد على حد ولا مركزة في اي حاجة بتحصل حواليها .. طلعوا امين عربية الإسعاف و اسراء ركبت معاه و حسام و شريف ركبوا العربية و مشيوا ورا عربية الاسعاف .. وصلوا المستشفى و دخل امين غرفة الطوارئ في جو ارهاب و سرعة مش طبيعية و الدكاترة بتجري ناحية الاوضة بعد ما رجال الإسعاف عرفوهم مدى خطورة الحالة
كلهم واقفين برة مش فاهمين اي حاجة و مش عارفين ايه اللي بيجرى ل امين و حالتهم كانت تصعب على الكافر .. التلاتة واقفين كل واحد دموعه سابقة دموع التاني و محدش فيهم قادر يقف على رجليه .. شريف حاول يتمالك أعصابه و يهدى عشان يسأل اسراء عن اللي حصل .. لكن شاف حالتها ف ملاقاش أن ممكن يكون فيه كلام يتقال غير أنه يصبرها و يحاول يقويها و يفهمها أنه هيقوم بالسلامة و أن دي أزمة و هتعدي ب اسرع وقت و أنهم لازم يتفائلوا عشان فجأة في مشهد درامي جدا يسمعوا حد جوا بيقول بصوت عالي جهاز الصدمات بسرعة قلبه بيقف .. اسراء بتهبد على باب الاوضة و هي مش مستوعبة ايه اللي هي سمعته
اسراء ب هبد على الباب و عياط و صريخ مسمع المستشفى كلها : قلب مين اللي بيقف .. انتوا مدخلين حالة تانية مع جوزي .. افتحوا الباب ده .. يا امين قوم انت افتح الباب ده و قولي انك كويس .. عشان يقاطع واصلة القهرة دي الممرضة اللي كانت واقفة مع الدكاترة و هي بتفتح الباب و بتقولها ب عصبية يا مدام مش كده جوزك حالته خطر و اللي انتي بتعمليه ده مش هيفيدك ب حاجة لو سمحتي اهدي عشان الدكاترة تركز في شغلها و يقدروا يساعدوا جوزك و كمان متنسيش أن دي مستشفى و فيه مرضى كتير هنا محتاجين الراحة و الهدوء .. و بصت ل حسام و شريف و قالتلهم لو سمحتوا هدوها و حاولوا تسيطروا عليها شوية .. طبعا كل ده اسراء مش سمعاه ولا شايفه حد قدامها غير امين اللي نايم على السرير اللي شافته اول ما الممرضة فتحت الباب و شافته و هو قاطع النفس و الجهاز بيصفر و الدكتور بيحاول يسعفه ب جهاز الصدامات .. غابت عن العالم ل مدة دقيقتين مش فاهمه كل اللي بيحصل ده بيحصل ليه و ازاي و امتى .. دموعها نازلة و مفيش رمش ليها بيتحرك .. قاطع سرحانها ده الممرضة و هي بتقفل باب الاوضة في وشها
و حسام و هو بيحاول يمسك نفسه من العياط و هو بيقولها : اسراء تعالي اقعدي و تمالكي اعصابك شوية مينفعش تقعي بسرعة كده امين محتاج لك و محتاج لنا جنبه اجمدي عشان خاطره و هو هيقوم و هيرجع زي الاول و احسن والله ..
شريف قاعد على الارض من الثانية اللي سمع فيها صوت الدكتور و هو بيقول قلبه وقف .. قاعد و دموعه نازلة شلال و بيفتكر كل لحظة عاشها هو و امين من ساعت ما بقوا أصحاب مواقفهم مع بعض كلها مرت قدام عينيه و كأنه فيلم شغال .. عقله مش قادر يصدق أن اللي جوا ده امين صاحب عمره اللي كان لسه قاعد معاه على القهوة و بيلعبوا و بيتكلموا و بيحاولوا يشوفوا حل مع بعض عشان يطلعوا من المشكلة اللي هما فيها .. غمض شريف عينيه جامد و هو بيقول امين مش هيجراله حاجة امين هيعيش امين هيقوم .. في اللحظة دي شريف حس ب ايد على كتفه فتح عينيه على أساس أنه هيلاقي حسام هو اللي قدامه لكن للاسف ب مجرد ما فتح عينيه لاقى المستشفى كلها فاضيه مفيهاش صريخ ابن يومين .. اتخض و حاول يقوم لكن الايد أو الحاجة اللي كانت على كتفه منعته و معرفش يقوم من الأرض .. لكن المشكلة أن الحاجة اللي مسكاه دي مالهاش وجود مفيش اي حد اصلا .. حاول يتكلم صوته مش طالع .. حاول يصرخ و ينادي على حسام لكن برضه صوته مش طالع .. حس ان فيه حد بيقرب من وشه و بيقوله " انت اقوى واحد فيهم .. و أضعف مخلوق ب النسبالي .. و هتكمل " .. بص شريف ل اخر الطرقة عشان يلاقي حد ماشي ب ضهره و مش باين منه أي ملامح ولا اي حاجة و ماسك في أيديه صندوق اللعبة .. غمض عينيه و صرخ ب عز قوته و صوته اللي مش طالع اصلا " بساااام " ..
و فجأة فتح عينيه على الدكتور و هو بيكلم حسام و اسراء و بيقولهم النبض رجع و هو عايش و مفيش اي مشاكل صحية او جسدية لكن هو دخل في غيبوبة و للأسف سببها مجهول و مش معروف هيفوق منها امتى
اسراء ب انهيار و نرفزة : يعني ايه سببها مجهول و يعني ايه مش معروف هيفوق منها امتى .. لو مش انتوا اللي تعرفوا مين اللي يعرف اومال انت وظيفتك ايه .. انا عايزة اعرف جوزي ماله عايزه اعرف اللي حصله ده سببه ايه
حسام : اهدي يا اسراء الحمد لله اننا اتطمنا عليه و الدكتور بيقول أن هو معندوش مشاكل صحية الحمد لله و دي اهم حاجة احمدي ربنا أنه ردلنا فيه الروح من تاني يا مرات اخويا
اسراء و هي بتتن*د و موجوعة و في نفس الوقت قلبها ارتاح أن جوزها عايش و رجع للدنيا تاني : الحمد لله يارب اللهم لا اعتراض راضيه ب قضائك يارب يارب ما توريني فيه غير كل خير يارب قومه ب السلامة يارب
شريف كل ده باصص لهم و هو مش فاهم فيه ايه و هو كان فيه و هما كانوا فين و ازاي محدش حس بيه و هو بيحاول يصرخ و ينادي عليهم
حسام ل شريف : شريف احنا لازم نكلم حد من اهله .. اسراء أعصابها تعبانة و مفتكرش أنها هتقدر تكلم حد أو تتعامل مع حد اصلا ربنا يعينها ..
شريف ب سراحان و عدم تركيز و صوت مش واضح : هكمل يا حسام قالي هكمل مش هعرف اطلع من المصيبة دي يا حسام
حسام مسمعش اللي شريف قاله بس طبعا فهم من شكله و طريقته ان شريف فيه حاجة مش مظبوطة لكن ده مش وقته ولا مكانه
حسام ب حزم : شريف مش وقته انك تدخل في الحالة دي احنا دلوقتي معندناش حلول تانية غير اننا لازم نركن اي حاجة بتحصل لنا على جنب و نقف جنب امين و مراته
شريف ب نبرة استسلام : و تفتكر اللي حصل ل امين ده سببه ايه يا حسام .. و اللي حصل لك من شوية كان ايه سببه يا حسام .. و اللي شوفته و انا سايق كان ايه سببه برضه يا حسام
حسام : برضه مش وقته على الأقل دلوقتي .. بكرة اول حاجة هنعملها اننا نروح ل جدة بسام بس دلوقتي مش هنقدر نسيب اسراء لوحدها هنا و مفتكرش أنها ممكن تروح البيت احنا هنبات معاها هي و امين النهارده و بكرة نكلم حد من اهله يجيلها و احنا نروح البيت نغير هدومنا و نروح للست دي
شريف : أنت بتتكلم ب ثقة اوي كده ليه ! انت ناسي أن اللي عارف مكانها نايم جوا في غيبوبة يا عالم هيقوم منها امتى .. ولا مش هيقوم اصلا
حسام : بعد الشر عليه .. مش كده يا شريف مراته لو سمعت الكلام ده هتقع مننا و هي اصلا أعصابها مش مستحملة انشف شوية يا اخي .. و بالنسبة للعنوان هنوصله
انا بس عايزك تمسك نفسك و تشد حيلك معايا كده لغاية ما اليوم يعدي .. سواد الليل بس يا شريف بالله عليك مش هينفع نبقى احنا كمان بالحالة دي في وضع زي ده كفاية مراته .. انا عارف ان اللي احنا مرينا بيه في الكام ساعة اللي فاتوا دول يشيب و يجن اي بني ادم طبيعي في الدنيا انا ذاتي بكلمك كده دلوقتي و انا من جوايا بصرخ و عايز اجري استخبى في حضن امي من الخوف .. بس احنا رجالة و مينفعش منبقاش موقف و سند ل اقرب ناس لينا و ف وضع زي ده .. اتفقنا يا شريف ..سواد الليل بس والله
شريف و هو كله خوف من اللي شافه .. و زعل على صاحب عمره اللي بين ايدين ربنا .. و قهر من صاحب عمره التاني اللي اتسبب له و ل باقي صحابهم ب كل ده .. رد على حسام : ماشي .. كده كده معنديش حل تاني
حسام مد ايديه ل شريف عشان يقومه من الأرض و قام معاه و راحوا ناحية نهلة اللي قعدت على كرسي كان بعيد عنهم شوية عشان مش قادرة تصلب طولها و في نفس الوقت مش هينفع تدخل ل امين دلوقتي و كانت قاعدة تايهه في ملكوت تاني و مش عارفه امين لو جراله حاجة هي ممكن تعمل ايه او تعيش ازاي من غيره دي روحها فيه
شريف و هو بيحاول يتمالك نفسه و أعصابه : مش هينفع تفضلي قاعدة كده يا اسراء انتي كده هتتعبي روحي ارتاحي شوية و تعالي بكرة الصبح احسن
اسراء ب دموع مبتقفش : ارتاح !! ارتاح و امين نايم جوا ب المنظر ده .. يرضيك ؟ طب ده يرضيك انت يا حسام ؟!
يرضيكوا يبقى البني ادم اللي عايشه و مستحمله اي حاجة في الدنيا عشان خاطره يكون بيروح مني و انا انام و ارتاح .. طب ازاي .. ازاي ! .. أيوة ازاي !!! .. ازاي ده حصل .. امين كان سهران معاكوا صح ؟!
شريف و حسام اتوتروا شوية و في نفس الوقت موجوعين على صاحب عمرهم و على حالها هي كمان
حسام : اه كنا سهرانين مع بعض عند شريف في الشقة و بعد كده زهقنا قولنا ننزل نقعد على القهوة شوية و شريف **ل يروح قال هنوصل امين و هيوصلني و يطلع يبات معايا عشان نهلة بايتة عند مامتها النهاردة ، اه صح انا افتكرت لما نخلص اتصل ب نهلة تجيب شوية حاجات و تيجي على المستشفى هنا بس بعد ما نخلص كلامنا .. المهم احنا وصلنا امين للبيت و مشينا احنا .. و انتي لما اتصلتي ب شريف يا دوب كنا لسه داخلين البيت ..
اسراء ب نظرة فيها عدم صدق للي بيتقال حاسه ان فيه حاجة ناقصة في كل الكلام اللي حسام بيقوله : انت متأكد أن ده بس اللي حصل ؟!
حسام بيحاول يرد ب جدية عشان متشكش أنه مخبي حاجة : اه والله ده اللي حصل بالظبط لا زودت حاجة ولا نقصت حاجة
اسراء : طب معلش يعني في السؤال .. مشربتوش حاجة و ممكن تكون هي اللي عملت فيه كده ؟!
حسام : نشرب ايه بس يا اسراء احنا اكتر من السيجارة والله ما نعرف عيب عليكي و لو مش عارفانا المفروض تكوني عارفة جوزك و عارفة أنه مالوش في الق*ف ده
اسراء ب قلة حيلة : طب ايه .. ايه اللي ممكن يكون وصله للحالة اللي وصلها دي ؟؟؟ طب حد زعله .. شاف حاجة أو سمع حاجة زعلته ؟! حد من اهله اتصل بيه و قاله حاجة دايقته ؟! و النبي لو فيه حاجة حصلت ما تخبوا عليا بس قولولي اي حاجة تهدي دماغي من التفكير انا دماغي هتتشل خلاص
حسام : اقسم بالله تليفونه ما رن من اول ما قابلنا .. و بعدين انا عايز اعرف ايه اللي حصله .. يعني هو وقع كده فجأة ولا ايه بالظبط ؟؟؟ ده ملاحقش يسيبنا يعني عشان يحصل كل ده
اسراء : انا كنت قاعدة في البلكونة فجأة سمعت خبط جامد على الباب .. خوفت .. خصوصا أن امين معاه مفتاح البيت ف اكيد مش هو و لو هو ايه اللي هيخليه يخبط كده .. قومت و رحت ناحية الباب و انا قلبي بيترعش من الرعب و الخبط عمال يزيد .. بقيت عمالة اقول مين و محدش بيرد .. بصيت من العين السحرية لاقيته امين واقف ساند على الباب ب ايديه و شكله زي ما يكون كان بيجري من حد و عمال ينهج .. فتحت الباب بسرعة يا دوب لسه بقوله فيه ايه لاقيته وقع من طوله حتى منطقش ب حرف .. تفتكروا كان فيه حرامي أو حد كان بيتعرضله ف كان بيجري منه .. بس انت بتقول انكم وصلتوه ل حد البيت صح ؟
حسام و شريف كانوا وقتها مايتين من الخوف عشان اتأكدوا أن امين اكيد حصل معاه حاجة مش طبيعية زي اللي حصلت ل كل واحد فيهم و سرحوا في اللي اسراء قالته و يا ترى ايه اللي امين شافه و عمل فيه كده ؟! .. عشان يقطع تفكيرهم صوت اسراء
اسراء : انا بسألكوا وصلتوه لحد البيت يا حسام ولا لأ انتوا تنحتوا كده ليه !!
شريف بقى مش قادر يقف على رجله و حس ان اللي ورا الصندوق ده مش هيسيبهم في حالهم و رجع كام خطوة ل ورا و سند ضهره على الحيطة و قعد على الأرض و مسك دماغه ب أيديه الاتنين
حسام مرعوب و مكنش محتاج يعمل أي ردة فعل أو يقول اي كلمة عشان يبان خوفه ده عليه
اسراء باصتلهم ب قلق و بعصبية : ايه اللي حصل ل جوزي ؟!!