الجزء العاشر

1637 Words
بسام واقف ورا جدته و شكله متغير تماما و كأنهم اول مرة يشوفوه من فترة كبيرة جدا .. وشه باين عليه الارهاق و التعب .. و سواد حوالين عينيه الدبلانة و كأنه مدمن مثلا .. بسام ب صوت تعبان : انتوا ايه اللي جابكوا هنا و عرفتوا عنوان البيت ده ازاي ؟! حسام و شريف مش هاممهم اي حاجة هما اتخضوا على شكل صاحبهم و مش مركزين مع كلام بسام ولا حتى الكلام اللي أوصاف قالته ليهم شريف و هو بيدخل من باب الشقة و كأنه مش شايف أوصاف قدامه اصلا : بسام انت ايه اللي حصل لك من امبارح للنهارده شكلك عامل كده ليه و اتغير كده ازاي !! انت تعبان ؟ فيك حاجة ؟! حسام ب نفس تصرف شريف : ياللا يا بسام البس و تعالى ننزل نروح ل دكتور يشوف مالك انت شكلك مش طبيعي بسام : انا قولت ايه اللي جابكوا هنا و عرفتوا عنوان البيت ده ازاي .. و مش هكرر السؤال ؟! شريف : من أمين بسام كان ناسي أن امين راح معاه عند بيت جدته قبل كده بسام : و امين يعرف مكان البيت ده منين ؟ حسام قال له امين يعرف العنوان منين أوصاف : و انتوا جايين ليه ؟ شريف تقريبا اول ما شاف بسام و شكله نسي من الخضة ايه اللي جابه اساسا .. و لما أوصاف سألته افتكر و بدأ يركز في تصرفاته اكتر شريف : جايين نتطمن على بسام أوصاف : تطمنوا عليه ليه هو مش كان معاكوا امبارح حسام : أيوة بس سابنا و مشي من بدري و من ساعتها بنكلمه مش بيرد و رحنا بيته عشان نسأل عليه محدش فتح لنا تقريبا محدش كان موجود ف امين كان قايل لنا أنه احتمال كبير لو مش هنلاقيه في بيته ف هنلاقيه عند حضرتك و هو اللي عطانا العنوان أوصاف : و هو مجاش معاكوا ليه هو مش المفروض صاحب بسام برضه و قلقان عليه زيكم و كمان هو اللي عطا لكم عنوان بيتي شريف بيحاول يغير الكلام : طب حضرتك هتوقفينا كده ده انتي حتى مقفلتيش باب الشقة لو عايزانا نمشي قولي لنا احسن .. احنا كده شكلنا وحش اوي .. و بيحاول يبتسم و هو بيقول الكلام ده عشان يلطف الجو شوية أوصاف ب غموض : و هو مين دخلها و عرف يمشي منها .. اتفضلوا الجدير ب الذكر بقى أن الست دي تقريبا سنانها مش بتبان غير و هي بتتكلم .. كأنها عدوة الابتسامة .. مكشرة طول الوقت و نظرتها حادة اوي و كل كلامها صارم اوي .. و نزود عليهم أنها كمان قليلة الذوق .. بسام كان شبه مبيجيبش سيرتها لحد من صحابه لكن كان كتير بيحكي عن جده اللي كان بيمتلك نفس صفات مراته و طبعها و كمان حسام و شريف لما شافوها حاسوا أنها صعبة اكتر من جوزها كمان بكتير .. دخلوا و كان بسام و جدته ماشيين وراهم و هما طبعا قلوبهم هتخرج من مكانها من كتر الخوف حاسين أنهم داخلين بيت الرعب .. رغم أن مفيش اي حاجة في البيت بتوحي ب كده .. لكن ده ميمنعش أن قلبهم اتقبض ب مجرد ما دخلوا من باب العمارة .. قعدوا على كنبة جنب بعض و قصادهم قاعدين بسام و جدته كل واحد فيهم على كرسي منفصل .. بسام : خير ؟! شريف : خير ! بتكلمنا كده يا ليه يابني ده احنا حتى المفروض ضيوفك و جايين نتطمن عليك .. تقولنا خير بسام و هو مركز عينيه مع شريف و حسام : لو سمحتي اعملي لنا تلاتة قهوة مظبوط أوصاف مردتش لكن قامت تعمل القهوة .. و بعد ما طلعت أوصاف من الاوضة .. بسام بيعيد كلمته تاني : خير ؟ حسام : هو ايه اللي خير خير اللي انت ماسكهالنا دي ما تتعامل معانا عدل يا عم .. ما قولنا جايين نتطمن عليك بسام : بقى بعد اللي حصل امبارح ده و جايين تطمنوا عليا برضه .. احنا هنستعبط شريف : لا مش هنستعبط احنا قبل امبارح ب يوم واحد كنا أصحاب و بنعز بعض و بنخاف على بعض و محدش فينا كان بيعامل التاني كده ولا كان بيستحمل حاجة على التاني .. أنت اللي المخروبة بتاعت جدك دي هي اللي في خلال كام ساعة نسيتك صحاب عمرك و نسيتك الأصول بسام : يعني انت مش جاي تطقس من جدتي على المخروبة دي و ايه سبب اللي بيحصلكوا حسام ب قلق : ايه هو اللي بيحصل لنا يعني ؟! بسام : مش بقولكوا هنستعبط .. بس اقولكوا على حاجة كمان .. انا مبسوط انكوا جيتولي و ب السرعة دي .. انا كنت عارف انكوا هتيجوا هتيجوا لكن مكنش في بالي أن ده يحصل على طول كده .. ده احنا حتى مكملناش 24 ساعة شريف : احنا مش جايين نقولك احنا عرفنا عرفنا غلطنا و ياللا بينا نكمل اللي بدأناه .. احنا جايين عايزين نعرف نخلص من المصايب اللي بتحصل لنا و اللي لسه هتحصل لنا دي ازاي بسام : أيوة كده الصراحة حلوة .. لكن تقولي جاي اتطمن عليك و صاحب عمري و أصل و فصل يبقى احنا كده بنضيع وقتنا على الفاضي حسام : انت مش حاسس ب ديق و انت بتتعامل معانا كده .. مش حاسس انك بتتأذي و بتأذي اللي حواليك .. انت مش شايف شكلك بقى عامل ازاي في يوم و ليلة .. قوم بص في المراية يابني يمكن لما تشوف نفسك كده تحس انك بتغلط و ب غلطك ده هتخسر اعز ناس ليك أوصاف و هي بتحط صينية القهوة على الترابيزة : محدش رد عليا و قالي تالتكوا فين ؟ شريف مش طايقها اصلا و حاسس ان هي اس المصايب كلها : عنده ظرف يا حاجة مقدرش ييجي معانا أوصاف ببرود و ابتسامة خبيثة : ربنا يقوموا و يرجعوا ل بيته و مراته ب السلامة .. و سابتهم أوصاف و طلعت من الاوضة شريف و بسام متفاجئين هي ازاي عرفت أن امين تعبان و ايه السلام النفسي اللي بتتكلم بيه ده .. بس في اللحظة دي عرف شريف أن إحساسه من ناحيتها كان صح و أن هي فعلا ورا كل اللي بيحصل لهم .. لكن حسام بعيدا عن خضته كان عايز يشوف رد فعل بسام بعد ما عرف أن امين تعبان .. حسام : انت تعرف أن امين تعبان ؟ بسام ب هدوء : عارف .. و عارف اللي حصل لك انت كمان حسام : ايه اللي حصل لي ؟! بدأ بسام يحكيله كل اللي حصل معاه من اول ما دخل من باب شقته امبارح لحد ما جه تليفون اسراء ل شريف حسام قاعد رافع حواجبه و تايه بعد كلام بسام شريف : مجيبتش سيرتي يعني بسام : عشان معرفش اللي حصل لك شريف : ده اللي هو ازاي ! ما انت طالما عرفت اللي حصل ل امين و حسام يبقى اكيد عرفت اللي حصل لي انا كمان بسام : قولتلك معرفش حصل لك ايه حسام قاطع كلامهم : هو ايه اللي حصل ل امين و عمل فيه كده ؟ بسام : لما يفوق من الغيبوبة اللي هو فيها ابقى اسأله .. و ياريت تدخلوا في الموضوع على طول و تقولوا انتوا جايين ليه بالظبط و مستنيين مني أو من جدتي ايه برضه شريف : الموضوع ده احنا عايزين نقفله زي ما فتحناه و انت او جدتك اللي هتقولوا ده هيحصل ازاي و بالذات جدتك كمان .. احنا معندناش استعداد نخسر حد فينا ولا عندنا استعداد نخسرك رغم كل اللي انت بتعمله معانا .. بس اللي انا متأكد منه أن اللي بيعمل كده مش انت مش بسام صاحبي و عشرة عمري .. و عشان كده انا هعذرك و هستحملك لغاية ما نعدي من اللي احنا فيه ده على خير بسام : لا كلك ذوق والله .. واد أصيل من يومك يعني .. طول عمرك بتحب تظهر انك الشهم و الجدع اللي فينا .. بس انت ولا حاجة و كل اللي انت بتعمله ده كذب و حوارات عاملها عشان تخلص من الليلة دي مش اكتر .. شريف : ايه الغل و الحقد ده يا راجل .. أول مرة احس بكرهك ليا يا صاحبي ..بس برضه مش هسلم راسي للشيطان زيك و هعدي كل العك اللي انت قولته لحد ما تفوق ل نفسك و ترجع بسام اللي انا و هو متربيين مع بعض و عمرنا ما اتمننيا لبعض غير الخير و الحلو كله حسام : ياريت ياخويا ياريت يا صاحبي تفوق بسرعة من اللي انت فيه ده احنا الاربعة حياتنا اتشقلبت و محدش فينا يستاهل كده .. فوق عشان خاطر امين اللي عمرك ما شوفت منه حاجة وحشة ده طول عمره هو اكتر حد فينا بيدافع عنك في اي حاجة حتى لو كنت غلطان يهون عليك يبقى نايم على سرير جوا مستشفى بين الحيا و الموت .. خلنا نحل المشكلة دي و نخلص منها و نرجع تاني .. الواحد عدى عليه يوم واحد بس في الحال ده بس حاسس أنه بقاله فيه سنين .. متخليش الشيطان يسيطر عليك متخسرناش و تخسر نفسك يا ابن الحلال احنا خايفين عليك زي ما خايفين على نفسنا بالظبط بسام : الليلة في بيت شريف الساعة 11 تكونوا قاعدين حوالين الترابيزة اللي بدأنا عليها اللعبة و تكونوا مجهزين الشمع و طافين انوار البيت كله حسام : يعني انت هتيجي ولا ايه ؟ بسام : لو جيت و ملاقيتش اللي قولت عليه معمول ب الحرف يبقى متستنوش مني حاجة شريف : احنا عايزين ننهي اللي بدأنا يا بسام مش نكمل فيه .. اكيد فاهمني بسام : تمشوا من هنا و محدش يفكر مجرد تفكير أنه يقرب ناحية البيت ده تاني تنسوه تماما .. اكيد عارفين طريق الباب شريف و حسام مشوا بس كانوا مخنوقين من بسام جدا و من طريقته و من كل حاجة حصلت لهم بسببه لكن للاسف مضطرين يستحملوا عشان محدش فيهم عنده حل تاني .. لكن ده ميمنعش أنهم بمجرد ما طلعوا من باب العمارة حسوا أن الروح ردت فيهم من تاني أوصاف : ايه اللي خلاك تقول إن اللي هيتم ده هيتم في بيت شريف بسام : عشان هو بدأ في بيت شريف اصلا أوصاف : شريف هيكون سبب مشاكل كتير احنا مش قدها .. شريف رغم قلة معرفته ب القوة اللي عنده لكن وقت ما هيكون وسط النار هيعرف ازاي يستخدمها ضدنا و وجودك في اي مكان يخص شريف هيقويه و يضعفك انت بسام : اومال كنتي عايزاني اقول لهم اننا هنعمل ده فين يعني أوصاف ب هدوء : هنا .. في اوضة جدك .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD