- لا حول ولا قوة الا بالله، وده من ايه ؟
تحدثت والدتها ببساطه.
- اسلام بيقول انه مولود كده
نظر يونس الى اسلام باحراج وشعر بالخجل من خداعه الى هذه العائلة البسيطة.
تحدثت فرح بنفاذ صبر.
- اخلصي قولي الباشا جوزك ض*بك ليه المرادي ؟
اقتربت عزة من شقيقتها وجلست بجوارها وهي تحكي لهم ماذا حدث معها ويستمع اليها يونس ب**ت ولا يظهر اي رد فعل حتى لا يشكّون به ويكتشفون خدعته.
بدأت عزة حديثها قائلة.
- انا كنت بمسح السلم وحطيت في جردل المسح ماية وصابون عشان السلم ينضف
قاطعتها والدتها وهي تتحدث بفخر.
- شاطرة يا عزة تربية امك صحيح
ثم اضافة والدتها بتأكيد.
- بس انتي عارفة لو جبتي ب2 جنيه معطر من بتاع المسح بيخلي ريحة السلم فل
ردت عزة على والدتها بتأكيد.
- ما انا بجيب منه من الدكان الا على اول الشارع
تحدثت والدتها باعتراض.
- لا دا بتاع الدكان الا على اول الشارع ده مش حلو، هقولك انا بقى على دكان تاني تجيبي منه وبيتوصىٰ
صرخة فرح بقوة وهي تتحدث إلى والدتها وشقيقته بصراخ.
- دكان ايه ومعطر ايه اللي ب2 جنيه دلوقتي، اصوت والم عليكم الناس
ثم نظرت الى شقيقتها وتحدثت بغيظ.
- احكي يا عزة باختصار ومن غير تفاصيل
تحدثت عزة بحزن.
- ما هي التفاصيل دي المهمه يا فرح
زفرت فرح بضيق وتحدثت بنفاذ صبر.
- طب احكي يا شهرزاد بس بسرعه لان الد*ك قرب يدن وانا عندي نبطشيه في المستشفى الصبح بدري
ضحك اسلام وهو ينظر الى يونس الذي يتابع حديثهم بصدمة ويشعر انه يجلس بداخل مشفى للمجانين.
بدأت عزة في متابعة حديثها مرة اخرى تخبرهم ماذا حدث.
- الوليه حماتي كانت رايحه عند دكتور العظام اللي في الشارع الا ورانا تكشف على ضهرها، تقوم وهي نازلة من على السلم تتزحلق في الماية بصابون وقامت وقعه على رجليها م**وره
تحدثت والدتها ببساطه.
- طب وانتي مالك، هو كنتي انتي اللي زقتيها من على السلم
تحدثت عزة ببكاء.
- والله يا امي كنت بقوله كده وهو نازل فيا ض*ب وعمال يقولي انتي السبب
تحدثت فرح ببرود.
- المهم يعني، رجليها بس الا ات**رت ولا رقبتها كمان ؟
نظر يونس الى فرح بدهشة وزهول وهو لا يصدق قوتها وعدم مبالاتها.
تحدثت عزة ببكاء.
- رجليها بس وخدوها عند دكتور العظام اللي كانت رايحه تكشف عنده وجبسلها رجليها
وقفت فرح وهي تتحدث بلا مبالاه.
- ربنا يشفيها، انا هدخل انام بقى
ثم تحدثت إلى شقيقتها بتأكيد.
- انا عامله عدس النهاردة وكنت مزوده وعامله حسابك انتي والعيال
ثم اضافة بسخرية.
- قلبي كان حاسس انك هتيجي تقضي الويك إند عندنا وانتي مضروبه زي كل اسبوع
ثم نظرت الى اسلام وتحدثت وهي تشير اتجاه يونس.
- خلي بالك عشان صحبك ممكن يسخن بسبب الجرح
تحدث معها اسلام باهتمام.
- طب هو ممكن ياكل اي اكل عادي ولا ايه ؟!
تحدثت بتأكيد.
- ياكل اي اكل عادي جدا
حرك اسلام رأسه بالايجاب قائلاً.
- خلاص انا هنزل اجبله جبنه من تحت
تحدثت فرح بقوة.
- جبنة ايه يا بني، ده عايز حاجة تقويه وتعوض الدم الا نزف منه
ثم اضافة بثقة.
- انا هجبله طبق عدس يرم عضمه
همس اسلام بصدمة.
ـ عدس?
ثم نظر إلى يونس بقلق وهو يفكر كيف يُطعم الوزير الفرنسي عدس وكيف يقنعه بتناوله.
تركتهم فرح واتجهت الى شقتها لكي تحضر لهما طبقين من العدس وذهبت خلفها عزة شقيقتها واولادها وجلست والدة فرح بمكانها تتأمل يونس بسعادة وهي على اقتناع تام انها تجلس بجوار احد المشاهير.
بعد لحظات خرجت فرح من شقتها وهي تحمل طبقين من العدس واتجهت بهم الى شقة اسلام ووضعتهم بجوار يونس فوق الاريكة وتحدثت إلى والدتها التي تجلس بجوار يونس تتأمله بسعادة.
- مش خلاص بقى يا امي، كلتي الراجل بعنيكي
تحدثت والدتها بحماس.
- يابت والله كله البطل بتاع المسلسل
نظر يونس إلى والدة فرح وهو يشعر بالارهاق الشديد و يريد ان يقَّسم لها انه لا علاقة له بالتمثيل من الاساس.
زفرت فرح بتعب قائلة.
- طب قومي كملي مسلسل بنتك اللي مش هتوقف عياط طول الليل دي
ثم اقتربت فرح من والدتها وقامت بأخذ يدها وهي تتحدث إلى اسلام بتأكيد.
- خليه ياكل طبق العدس بتاعه كله يا اسلام وبلاش تطمع في الطبقين
حرك اسلام رأسه بالايجاب وهو يبتسم بمرح، ثم خرجت فرح من شقة اسلام هي ووالدتها واتجهوا الى شقتهم واغلقوا الباب عليهم.
تنفس يونس براحه وتحدث الى اسلام بعد ان اخذ انفاسه بعمق.
- اسرة خالتك بسيطة وعفوية جدا ؟
ابتسم اسلام وهو يتأكد من اغلاق باب شقته بآحكام، ثم التفت إلى يونس وتحدث بابتسامة حزينه.
ـ خالتي وبناتها عاشوا ايام صعبه كتير
نظر إليه يونس بدهشة ثم تحدث بفضول.
ـ زوج خالتك متوفي؟
حرك اسلام رأسه بالنَّـفي قائلاً.
- جوز خالتي منفصل عن خالتي من سنين، يعني من اول ما خلفت فرح على طول
نظر اليه يونس بدهشة قائلاً.
- يعني زوج خالتك عايش لكن بمكان اخر ؟!
حرك اسلام رأسه بالايجاب وهو يتجه الى الثلاجة واحضر منها العيش ليتناولون الطعام، ثم اقترب من يونس وجلس بجواره فوق الاريكة، ثم تحدث ببساطه.
- جوز خالتي عايش ومتجوز ومخلف وماسح خالتي وبناتها من حياته اساسًا
نظر اليه يونس بدهشة قائلاً.
- مش فاهم، يعني إيه ماسحهم من حياته؟!
وضع اسلام امامه طبق العدس وتحدث معه بمرح.
- طبق العدس بتاعك اهوه عشان فرح متفكرش اني ضحكت عليك وكلته منك
ثم اضاف وهو يُجيب على سؤال يونس.
- انا هفهمك، جوز خالتي ده بقى يا سيدي من الرجاله اللي بيفكروا بجهل شويه، يعني لما خالتي خلفت بنتها عزة الكبيرة دي، ساب خالتي خمس سنين وسافر يشتغل في العراق وكأنه بيعاقبها انها خلفت بنت
نظر يونس إلى اسلام بدهشة من حديثه، لا يصدق ان هُناك رجال يفكرون بهذه الحماقة.
تذوق اسلام العدس اثناء حديثهم ثم تحدث باستمتاع.
- الله.. تسلم ايدك يا فروحه
ثم تناول المزيد من العدس باستمتاع شديد.
نظر اليه يونس بدهشة ثم نظر الى العدس بشمئزاز.
نظر اليه اسلام وتحدث بدهشة.
- ايه يا عم ماتسم الله ودوق العدس، ده اطعم عدس ممكن تاكله في حياتك
نظر يونس إلى العدس بتردد ثم تحدث بهدوء.
- لا انا بسمعك.. عندي فضول اعرف باقي الحكاية
تحدث اسلام بدهشة وهو يتناول الطعام.
- حكاية ايه ؟!
تحدث يونس باهتمام.
- حكاية خالتك وبناتها، ليه زوج خالتك تركها وسافر خمس سنوات عشان انجبت بنت
تحدث اسلام وهو يتلذذ بطعم العدس.
- مهو رجع بقى بعد الخمس سنين وبعدين خالتي بقت حامل تاني وقال خلاص هيبقى ولد، ولما خالتي جت تولد، امي الله يرحمها كانت معاها في المستشفى وفرح دي اتولدت على ايد امي، وجوز خالتي اول ما دخل عليها الاوضه وعرف انها خلفت بنت تاني راح ماشي من غير ولا كلمة وساب خالتي مسألش فيها طول اليومين اللي كانت فيهم في المستشفى، لحد ما خالتي روحت شقتها وفرح كانت لسه عمرها يومين واتفاجأت ان مفتاح الشقة مبيفتحش وفي واحدة غريبة هي اللي فتحتلها
نظر اليه يونس باهتمام وفضول شديد ليتابع اسلام حديثه.
- وطلعت الست اللي فتحتلها دي مرات جوز خالتي، اتجوزها عشان تخلف له الولد وطرد خالتي وفرح على ايديها وعزة ماسكه في ايد امي الله يرحمها، وامي طبعا جابت خالتي هنا وشافتلها الشقة اللي قصادنا ومن يومها وهما ساكنين فيها
نظر يونس امامه بشرود يفكر في حديث اسلام، ثم تحدث بفضول.
- وطول السنوات دي زوج خالتك مسألش عنهم ؟!
حرك اسلام رأسه بأسف قائلاً.
- ولا عمره فكر يزورهم ولا يبعتلهم جنيه حتى يصرفوا بيه على نفسهم وخالتي اللي بقت تشتغل وشقت كتير عشان تربي بناتها، لحد ما عزة كبرت وخدت الدبلوم واتجوزت اول عريس جالها، اللي مطلع عنيها هو وامه دلوقتي ده
تحدث يونس باهتمام.
- وفرح ؟
تحدث اسلام بحزن.
- لا فرح بقى زي ما انت شايفها كده، خدت معهد تمريض واشتغلت ممرضة وبقت هي اللي بتصرف على البيت
شرد يونس وهو يفكر في معاناة هذه الاسره ثم تحدث بفضول.
- وبعد زواج فرح، ايه هيكون مصير خالتك، هيكون لها راتب من الحكومة تصرف منه؟
تحدث اسلام بحزن.
ـ للاسف خالتي لسه على ذمة جوزها، يعني الاسم متزوجه وملهاش اي حق تطلب اي معاش من الحكومه
نظر يونس اليه بدهشة، ليضيف اسلام بثقة.
ـ وعلى كل حال فرح مستحيل تتجوز
تحدث يونس بدهشة.
ـ يعني إيه مستحيل تتجوز؟!!
اجابه اسلام بثقة.
- لان فرح رافضة فكرة الجواز دي خالص، اصلا فرح بتكره كل الرجاله من بعد اللي عمله ابوها معاهم واللي جوز اختها بيعمله مع اختها دلوقتي، كل ده عقدها اكتر
شرد يونس قليلاً يفكر في شخصية فرح العجيبة التي اثارت فضوله كثيرًا، من الواضح انها فتاة بداخلها انثى هاشه وضعيفه، حُرمت من الحنان والاحتواء، تحمل بداخلها هم ومسؤلية والدتها، وتحاول اخفاء كل ما بداخلها خلف شخصية قويه تتمتع بالا مبالاة ولا تهاب اي احد، وكأن القوة قناع وهي ترتديه طوال الوقت حتىٰ لا يرى احد ضعفها، لكنه رأى ضعفها بالفعل بداخل بعينيها، وشعر بشئ غريب يجذبه إليها ويعلم جيدًا ان ما يشعر به ما هو الا تعاطف مع ما مرت به منذ ولادتها حتىٰ الان.
انتهى اسلام من تناول الطعام وتحدث وهو يقف من مكانه.
- الحمدلله.. هقوم اجهزلك الاوضة اللي هتنام فيها
خرج يونس من شروده وحرك رأسه بالايجاب.
تحرك اسلام اتجه الى الغرفة المجاورة لغرفته حتى يقوم بتجهيزها.
نظر يونس الى طبق العدس بجوع وهو يفكر ان يجرب ويتذوقه ، ثم اخذ قطعه صغيرة من العيش ووضعها بطبق العدس مثلما كان يفعل اسلام منذ قليل ، ثم تذوقه وتفاجئ بلذة طعمه وبدأ في تناوله باستمتاع شديد.
خرج اسلام من الغرفة بعد ان انتهى من ترتيبها ثم اقترب من يونس وهو يتناول العدس وتحدث معه بمرح.
ـ مش قولتلك عدس فرح لا يقاوم
ابتسم يونس قائلاً بالفرنسيه.
ـ "استمتعت كثيرًا بتناوله"
نظر اليه اسلام بدهشة وعدم فهم ثم تحدث بفضول.
ـ انت قولت ايه؟!
ابتسم يونس وتحدث بمرح.
ـ لم استطيع وصف اعجابي باللغة العربية، لكن العدس طعمه رائع
ابتسم اسلام وتحدث بمرح.
ـ والله انت لو قعدت معايا يومين بس كمان، هخلي اللغة العربية دي معاك زي الملبن وتوصف بيها كل حاجه برحتك
ابتسم يونس وهو يقف بتعب ثم تحدث بمرح.
ـ انا حقاً عندي فضول اتعلم اللغة العربية منك، لكن من الأفضل ننام دلوقتي
ابتسم اسلام وساعده ان يذهب إلى الغرفه حتى وصل الى الفراش وجلس عليه يونس بهدوء.
وقف امامه اسلام وتحدث بهدوء.
- هجبلك لبس من عندي تغير هدومك اللي غرقانه دم دي
حرك يونس رأسه بالايجاب وذهب اسلام الى غرفته وبعد لحظات عاد وهو يحمل الملابس ووضعها بجانب يونس فوق الفراش قائلاً.
ـ جبتلك قميص وبنطلون
ابتسم له يونس واتجه اسلام إلى خارج الغرفه وتركه بمفرده واغلق الباب عليه.
اخذ يونس الملابس وقام بتبديل ثيابه وارتدى بنطلون فقط وترك القميص جانبًا، ثم تمدد فوق الفراش وهو يضع يديه اسفل رأسها وينظر إلى سقف الغرفه بشرود حتىٰ ذهب في نومًا عميق.
في الصباح الباكر..
استيقظ يونس على الاصوات العالية بالاسفل.
اصوات الباعة الجائلين وهم يتغزلون في ما يبعونه حتى يجذبون انتباه الاشخاص للشراء، واصوات الدق على اسطوانات الغاز حتى الجميع يعلم ان البائع بالاسفل ، وصراخ الامهات وهم يجهزون اطفالهم للذهاب الى المدارس، واصوات سكب الماء بالشارع امام المحلات بعد فتحها، وصوت الشيخ محمد رفعت وهو يتلو ايات القرآن الكريم الساعة السابعة صباحًا بالإذاعة المصرية "القرأن الكريم".
وقف يونس من فوق الفراش وهو لا يصدق ماهذه الضوضاء منذ الصباح الباكر، ثم وضع قدمه على الارض بحذر حتى يذهب الى الشرفة ويرى ماذا يحدث بالاسفل.
فتح الشرفة ودخل إليها وهو عاري الص*ر ، لا يرتدي سوى بنطلونه فقط وتظهر عضلات ص*ره القويه وجسده الرياضي وهو يقف ينظر الى ما يحدث بالاسفل بدهشة.
شهقت احدى الفتيات بصدمه وهي واقفة بالشرفة المقابلة له عند خروجه الى الشرفة بهذا الشكل.
وقفت فرح تضع الغسيل فوق الحبل بالشرفة قبل ان تذهب الى عملها، ولاحظت تحديق الفتاة الواقفه بالشرفة المقابلة لها بشرفة شقة اسلام.
نظرت فرح الى شرفة اسلام المجاورة الى شرفتهم ثم شهقت بصدمة عندما رأته يقف بهذا الشكل بدون خجل ، وارادت الصراخ به حتى يدخل يرتدي ثيابه لكنها تعلم انه لن يسمعها ، لذا اتجهت الى الداخل واندفعت الى شقة اسلام تطرق على الباب بقوة حتى يقوم اسلام بتنبيه صديقه ان لا يقف بالشرفة بهذا الشكل.
استمع يونس الى صوت طرق قوي على الباب ، ثم ترك الشرفة واتجه الى داخل الغرفة ومنها الى صالة الشقة يبحث عن اسلام بغرفته ولم يجده ، ثم اتجه الى الباب ليفتحه معتقدًا انه اسلام.
شهقت فرح بصدمة عندما فتح لها الباب بهذا الشكل، ثم اغلقت عينيها سريعًا قائلة.
- نهارك اســـــود
ثم التفتت بجسدها سريعاً تنظر اتجاه باب شقتها وتغمض عينيها وهي تتحدث اليه بصراخ.
- انت ازاي تفتح الباب وانت بالشكل ده !
وقف يتابع ردت فعلها وحديثها بدهشة وهو لا يعلم ماذا تقصد.
في هذا الوقت صعد اسلام الدرج وهو يحمل "الفول والطعمية الساخنه" وتفاجئ بـ فرح تقف وتغمض عينيها وتعطي ظهرها لـ يونس وهو يقف عاري الص*ر امام باب الشقة.
ركض اسلام اتجاههم وتحدث الى يونس بصدمة.
- انت واقف كده ليه !
ثم اضاف وهو ينظر الى فرح.
- ايه اللي حصل يا فرح ؟!
تحدثت فرح وهي مغمضة العين وتعطي ظهرها الى يونس.
- عرَّف صحبك ده ان احنا هنا مش في الساحل عشان يقف بالمنظر ده