الفصل الرابع

1113 Words
استفاق "مراد" باليوم التالي، ليفرك عيناه بنعاس، نظر للغطاء الذي متدثر به، و قدميه الخالية من الحذاء، فعلِم أنها من فعلت ذلك، مما زاد به الشعور بالذنب ناحيتها، فرغم ما فعلُه بها من موقف دنئ، لا بل عدة مواقف، كان هذا المُقابل، قلقت عليه من برودة الجو و هو لم يقلق عليها عندما تركها وحيدة بالطرقات، تعاني مرارة الوحدة، ألقى "مراد" بالغطاء يسب نفسُه بغضب شديد، ثم نهض ليدلف غرفتهم فوجدها نائمة كالملاك على الفراش، تضُم الغطاء لص*رها، ابتسم ثم ذهب نحوها لينثني عليها، و لازال يبتسم بحُب، مسح على خصلاتها الناعمة، ثم لثم جبينها بـ قبلة عاشق ليس لها مثيل، ليجلس على عاقبيه أمامها ممسكاً بكفها الصغيرة، يوزع قبلات متفرقة عليه، يهمس بخفوت: - عمري مـ حسيت أني غ*ي أد أمبارح، واللي عملته يستاهل أنك متغفرليش، بس أنا لو هموت يا ليو عُمري مـ هسيبك، بموت فيكي والله!!! فتحت "ليان" عيناها بنعاس، فـ تفاجأت به يجلس أمامها ينظر لها بحنو، أنتزعت كفها من بين يداه لتنتفض من فوق الفراش صارخة به بحدة: - أيه اللي جايبك هنا، أطلع برا لو سمحت ومتلمسنيش أبداً!!!! وقف معتدلاً بوقفته، يقول بلُطف حتى لا تغضب: - حاضر يا حبيبتي، مش هلمسك و هطلع، بس ممكن تهدي!!! رفعت حاجبيها بعدم تصديق!! هل رضخ لها بتلك السهولة أخيراً ولن يجادلها، وبالفعل وجدته يخرج من الغرفة بهدوء، ماذا صار له، هل أرتفعت حراراته من الهواء الذي تعرض له البارحة، هكذا تسائلت "ليان" بينها و بين ذاتها، لترفع كتفيها بعدم أهتمام، ثم خرجت من الغرفة، وطالعته بطرف عيناها، فوجدته جالس على اللاب الخاص به يعمل بهدوء، قاطع مراقبتها إياه طرقات خفيفة على الباب، فأنتفضت "ليان" بخوف، مما جعل "مراد" ينهض مسرعاً ثم أقترب منها يُهدئها ممسكاً بكتفيها: - أهدي يا حبيبتي دة الروم سيرڤس، متخافيش يا قلبي!! أزدردت ريقها ثم أومأت ب**ت، ليذهب يفتح لهم ثم أخذ عربة الأفطار، ليعود لها قائلاً بحنان: - يلا عشان تفطري يا ليو، مكلتيش حاجة من أمبارح!!! عقدت ذراعيها أمام ص*رها تقول ببرود: - مش عايزة أكل حاجة، لما.أجوع هاكل انا!!! سايرها بحنو أستغربتُه: - معلش يا حبيبتي عشان متتعبيش، كلي حتى لو حاجة بسيطة.. أستفزها أسلوبه اللطيف، فغضبت أكثر لتذهب نحوه ثم وقفت أمامه تطالع بأنفعال قائلة بحدة: - انا عايزة أفهم بقا أيه المعاملة دي، من أمتى يعني و الحنية دي فيك، ضميرك صحي فجأة يا مراد ولا أيه، ولا يمكن عايز توجعني بس بطريقة مختلفة المرة دي!!!! طالعها بهدوء ثم أبتسم قائلاً: - عُمري مـ هوجعك تاني خلاص..!!! ضيقت عيناهل تقول بسُخرية: - كل مرة تقولي الكلمتين دول، و للأسف بتوجعني وجع أقوى من اللي قبلُه!!! لمعت الدمعات بعيناها تقول بحُزن: - بس أنا أكتفيت خلاص، و اول حاجة هنعملها لما نرجع مصر أنك هتطلقني رسمي و عند المأذون!!!! تن*د قائلاً بهدوء: - عُمري فـ حياتي مـ هطلقك ولا هتخلى عنك، أنا ماليش غيرك!!!! قال بمرارة: - طب مـ أنت عملتها فعلاً، و اتخليت عني بمنتهى السهولة!!! حاوط وجنتيها يمسح الدمعة التي خانتها وسقطت مُردفاً: - عُمري .. عُمري مـ هتخلى عنك، دي كانت لحظة غضب مش أكتر، و أنا أسف، بجد أسف جداً، ماليش عين أتكلم معاكي كلمة واحدة، غلطي كبير أوي المرة دي و مقدر انك مش سهل هتسامحيني، بس أنا معاكي للأخر و مش هسيبك أبداً!!!! أبعدت كفيه عنها، ثم أغمضت عيناها متن*دة، لتقُل بأختناق شديد: - خلاص يا مراد، مابقاش ينفع الكلام دة، أنا عابزة أرجع مصر لو سمحت، لو لسة عندك شغل هنا هرجع لوحدي مافيهاش مشكلة، متشيلش همي!!! هتف بهدوء: - لاء هنسافر زي مـ أنتِ عايزة حاضر، أدخلي حضري الشُنط و ألبسي..!!! أومأت دون تعابير، ثم دلفت للغرفة، لترتمي على الفراش دافنة وجهها بوسادتها، مجهشة ببكاء لو كانت كتمته لأنفجرت.. نهضت بعد قليل لتمسح دموعها، ثم أرتدت ملابسها، و بدأت تحزم حقيبتها وحقيبته • • • • رفع "مراد" الهاتف لأذنه، يقول بصوتٍ مخيف: - ها؟!! عملتوا فيهم أيه!! رد الطرف الآخر بشرٍ: - ماقلقش يا بيه كله تحت السيطرة بعون الله، مبقاش في وشهم حتة سليمة، وبالذات اللي أسمه دانيال دة زي مـ حضرتك أمرتني..!!! - تمام حلو أوي، أنا مسافر كمان شوية، بس هاجي أسلم عليه الأول..!!! قال متوعداً، ثم أغلق معُه، ليلتفت ماضياً نحو الغرفة، فوجد "ليان" تطوي ملابسه لتعها في حقيبته، و وجهها مُلطخ بالدمعات، أقترب منها يحاول كبح نفسُه في عدم معانقتها، أمسك بذراعها ليُديرها له، قائلاً بهدوء: - ليان ممكن متعيطيش، مش عايز أشوف دموعك دي.. ثم رفع أناملُه ليُزيل عِبراتها بحنان، و بأنامله الأخرى كان يمسد على خصلاتها، راوده شعور بالضعف وهي تنظر له بتلك العينان الحزينتان، فأقترب منها ينثني بثُغره نحو شفتيها ثم قبّل طرفها، أمسكت بقميصُه تقول بضعف: - مراد أبعد..!!! أمسك طرف ذقنها، ينظر لشفتيها بجوع، ثم أنقض عليها ولكن بحنان يُقبل شفتِها السُفلى، تراخت كفيها التي كانتا ممسكا به، أرتعش جسدها بين ذراعيه، فأبتعد عنها مُلصقاً جبينه بخاصتها، ثم قال بصوته الرجولي ذو بحة قوية: - ششش أهدي، ليه الرعشة دي؟! أنا مش هعمل حاجة إلا لما أرُدك الأول!!! فتحت عيناها تنظر له ثم قالت بُبطئ: - لاء، أنا مش هخليك ترُدني، كل واحد .. كل واحد هيرورح لحالُه خلاص، أنا بقيت بكرهك بجد!!! أبتسم ساخراً يهتف بتهكمٍ: - لاء مـ هو واضح فعلاً، متقوليش كلام أنتِ أدُه يا ليو.. أبتعدت عنه تنظر له بتوتر، ثم أعادت خصلاتها خلف أذنها تقول بإرتجاف: - لاء أدُه يا مراد، هطلق منك فاهم ولا لاء..!! أبتسم بحنان ثم حاوط وجنتيها يقول برفق: - طب خلاص أهدي، و أنا هعملك اللي أنتِ عايزاه، عقبال مـ تحضري الشنط هكون أنا خلصت مشواري، و هنروح المطار..!!! أومأت له دون أن تنظر في عيناه تلك التي تضعفها، فأبتعد عنها ثم خرج من الجناح!! • • • • نائمة على فراش صغير و بطنُها المسطحة عارية، جهاز السولار يسير على معدتها، والطبيبة تبتسم وهي تنظر في الشاشة الصغيرة: - البيبي عال أوي، النبض منتظم و كل حاجة تمام.. ابتسمت "ليلى" بفرحة تنظر لزوجها الذي بادلها أبتشامة شغوفة، فأكملت الطبيبة بعد أن فصلت الجهاز: - هكتبلك على شوية ڤيتامينات تاخديها، وطبعاً لازم تاكلي بروتينات كتير عشان متتعبيش، ممنوع الزعل، لازم نفسيتك تبقى في أحسن حال عشان دة بيأثر على الجنين، متعمليش محهود دلوقتي لأن الجنين لسة وضعه مش مستقر، وطبعاً مافيش علاقة زوجية خالص دلوقتي.. توردت وجنتيها خجلاً ثم نهضت لتُغطي بطنُها، فـ رد "آسر" بهدوء: - تمام يا دكتورة.. أعطته الروشتة تقول بلُطف موجهة حديثها إلى "ليلى": - حمدلله على سلامتك يا قمر..!!! نورتوني.. أبتسمت "ليلى" شاكرة إياها بأمتنان شديد، ثم أخذت زوجها ليخرجا من العيادة، فأبتسمت "ليلى" والسعادة تغمرها قائلة وهي تتابط ذراع "آسر": - فرحانة .. فرحانة أوي يا آسر مش قادرة أقولك قلبي بيدُق بسرعة أزاي!!! ضمها له ليتجها للمصعد قائلاً بحنان: - يارب دايماً أشوفك مبسوطة كدا، و مافيش حاجة تعكنن عليكي أبداً، و زي م سمعتي الدكتورة قالت مافيش زعل ولا عياط، فـ لو شوفتك بتعيطي هعاقبك..!! وقفت على أطراف أنامل قديها ثم أعطته قبلة من وجنته تُردف بمرح: - مش هعيط أبداً أبداً خلاص!!! قبّل مُقدمة رأسها ثم دفعها بلُطف من ظهرها لكي تدلف للمصعد ومن ثم أستقلوا سيارته عائدين للبيت.. • • • •
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD