خطى "مُراد" بخطوات بطئية، داخل ممر كبير مُظلم، ليصل لأخر الباب في ذلك الممر، فتحُه على مصراعيه بقوة، فـ وجد "دانيال" و رجالة متكومين على الأرض، عدا "دانيال" الذي كان جالس على مقعد مُهترئ مُكبل اليدين من الخلف، رأسه عائدة للخلف من شدة أرهاقه، رمقه بتفحص بدايةً من وجهه المكدوم والمخضب بالدماء والكدمات، وصولاً إلى ملابسه التي أجزاء منها ممزقة من شدة الض*بات، فأبتسم بتشفي، ثم أمر حُراسه بالخروج فـ فعلوا على الفور، ذهب نحو ذلك الجاثم على المقعد، ليميل عليه واضعاً كفه على حافة مقعده، والأخر قبض به على فكه بقسوة شديدة فنظر له "دانيال" بـ رُعب، ليهتف "دانيال" بصوتٍ أرعب ذلك المسكين:
- أرأيت، أرأيت ماذا يحدُث لمن يتطاول على حرَم مراد السويفي، من ينظر لها فقط أقتلع عيناه، فما بالك بك أنت، لمست جسدها الذي لا يحق سوى لي، وقبلتها أيضاً، فـ لك أن تتخيل يا دانيال ماذا سيكون عقابك، لك أن تتخيل كيف سأتفنن في ت***بك على أقل من مهلٍ، كيف سأجعلك لا تجرؤ على لمس أمرأة مرة أخرى!!!!
شهق "دانيال" بإرتعاد ليرتجف جشده يقول برجاء حار:
- أرجوك .. أرجوك مراد أتركني أتوسل إليك، أنا مُخطئ أعلم ذلك، و خطأ كبير أيضاً و لكن أرجوك سامحني و أغفر لي..!!!
جذب خصلاته للخلف بقسوة، قائلاً بصراخ وصل لمن خارج المخزن:
- على ماذا أغفرلك يا أبله، هل تطلب مني الغفران بتلك السهولة، سأجعلك تتجرع شتى أنواع العذاب دانيال!!!
ثم رفع كفه و هوى به على وجنته بأقوى ما لديه فوقع "دانيال" أرضاً بالمقعد، بدأ يض*بُه بقدمه في شتى بقاع جسده، بأماكن متفرقة وحساسة للغاية، فصرخ الأخير يستنجد بأي شخص ليحميه منهُ ولكن لم يجرؤ أحد غلى الولوج لهم و "مراد" بتلك الحالة، حتى أنتهى منه ثم تركُه بأهتياج ص*ره وبعثرة أنفاسه..
ليبصق عليه ثم خرج تاركاً إياه يصرخ بألم ليس له مثيل..
خرج لحُراسه ليقول لهم يحاول تنظيم أنفاسه:
- هتاخدوهم وترموهم قريب من ڤيلا دانيال، تكونوا لابسين ماسكات وماشيين بعربية مافيهاش نِمر أحتياطي عشان لو في كاميرات.. أنا راجع مصر أبقوا تعالوا ورايا..
• • • •
أخذ الحارس الخاص بـ "مراد" قارورة مياه كبيرة ثم سكبها على كفيه الملطخان بدماء "دانيال"، فـ دعك "مراد" كفيها ببعضهما، حتى نظفا تماماً، ثم أخذ تلك القارورة ليسكبها على قميصُه الأ**د الذي به بعض أثار الدماء، ثم ناولها إياه ليذهب بسيارتُه إلى الفُندق، دلف إلى "ريسبشن" الفندق، ثم صعد جناحهم، فـ وجد "ليان" جالسة على المقعد، ترتدي سالوبيت من خامة الجينز مرتسم عليه شكل كرتوني مشهور، رافعة خصلاتها كعكة فوضوية وبعض الخصلات ثائرة على وجهها، تُريح ظهرها للخلف نائمة بعُمق، و الحقائب جوارها، يبدو أنها كانت تنتظرُه و غفت، أقترب منها ثم جلس على عاقبيه أمامها، ليمسد على خصلاتها يهمس برفق:
- ليان .. ليان، قومي يا حبيبتي نامي جوا النومة دي غلط!!!
همهمت "ليان" بنعاس بكلمات لم يفهمها، فأعتدل في وقفته ثم أنثنى عليها يضع يده على ظهرها و الأخرى أسفل ركبتيها، ثم حملها بخفة يضمها لص*ره، حاوطت عنقه بتلقائية ساندة رأسها على ص*رُه، سار بها إلى الفراش ليضعها عليه حتى يستحم و يرتدي ملابسه ثم يرحلوا..
وضعها برفق على الفراش، وحرر خصلاتها حتى لا تُضايقها، ثم نزع عنها حذائها الصغير بحنو بالغ، ودثرها بالغطاء جيداً ليطبع قبلة أخيرة على جبينها ثم ذهب للمرحاض الخارجي لكي يستحم..
وبعد نصف ساعة خرج من المرحاض يلِف خصره المزين بعضلات سداسية، ثم ذهب لحقيبتُه ليُخرج منها بنطال أ**د اللون، و قميص بنفس اللون، أبتسم بجاذبية، فقد لاح بذاكرته عندما أخبرته "ليان" أنها تعشق هذا القميص، أخذ حزامُه الأ**د و عطرُه المفضل، وساعته الرول** أيضاً، ثم ذهب إلى غرفة تبديل الملابس، و أرتدى ملابسُه، فظهر بطلّة بهية للغاية، مشط خصلاته الناعمة و نثر عطرُه على عنقه الأسمر، ثم شمّر عن ساعديه فظهرت عروق يدُه التي تُرعب في كثير من الأحيان أرتدى ساعتُه في رسغُه الأيسر، تأكد من مظهره ليبتسم بثقة، ثم التفت يذهب لغرفتهم، وجد "ليان" على حالها لازالت نائمة بعُمق، فغمغم بعدم تصديق:
- يخربيتك كل دة نوم، عمري مـ شوفت واحدة بتنام وبتاكل أدك يا ليو!!!
ذهب نحوها ليُميل عليها مستنداً على ظهر الفراش ثم تحسس وجنتيها بأنامله الطويلة ثم همس على مقربةً منها:
- ليو، قومي يلا يا حبيبتي كفاية نوم، قومي عشان نمشي..
تململت في نومه ثم قبضت على كفه بدون وعي، لتضعه أسفل وجنتيها مُحاوطة إياه بكفيها، لتُردف دون وعي منها:
- سيبني والنبي كمان شوية يا مراد.. تعالى نام جنبي!!!!
ضحك ثم جلس جوارها، ليمسد على خصلاتها الناعمة أصابعه تتغلغل إليهم، ثم قال بمكر:
- والله يا حبيبتي هاين عليا أعمل كدا، بس الطيارة مستنيانا..
ضمت كفُه الممتلئ بالاوردة إليها أكثر ، لتشير بأناملها لعقلة أصبعة قائلة:
- شوية بس شوية صغيرين أد كدا..!!
أمسك بأناملها ثم قبلهما بلُطف يهتف بحنان:
- يا حبيبتي مش هينفع، أنا سايبك بقالي كتير، يلا قومي..
فتحت عيناها نصف فتحة، وعندما أدركت أنها تحتصن ذراعه وهو يجلس أمامها، أنتفضت من فوق الفراش بفزع، لتلتفت حولها قائلة بدهشة:
- أيه اللي بيحصل، أنا بعمل أيه هنا، مش كنت نايمة على الكرسي اللي برا تقريباً.. هو أنا بمشي و أنا نايمة..!!!
جذبها من ذراعها ثم أجلسها أمامه قائلاً بهدوء:
- لاء مش بتمشي و أنتِ نايمة ولا حاجة، أنا اللي شيلتك وجيبتك هنا، وفكيت شعرك عشان ميدايقكيش، وقلعتلك الجزمة وغطيتك!!!!
فتحت عيناها على وسعهما، ثم أخفت ثغرها بكفها قائلة بصدمة:
- نعم!!! أنت عملت كل دة!!!! و كمان قلعتلي الجزمة!!!
ربت على وحنتها بحنان:
- طبعاً يا حبيبتي، مـ أنتِ أمبارح عملتي كدا فيها أيه!!!!
فتحت عيناها نصف فتحة، وعندما أدركت أنها تحتصن ذراعه وهو يجلس أمامها، أنتفضت من فوق الفراش بفزع، لتلتفت حولها قائلة بدهشة:
- أيه اللي بيحصل، أنا بعمل أيه هنا، مش كنت نايمة على الكرسي اللي برا تقريباً.. هو أنا بمشي و أنا نايمة..!!!
جذبها من ذراعها ثم أجلسها أمامه قائلاً بهدوء:
- لاء مش بتمشي و أنتِ نايمة ولا حاجة، أنا اللي شيلتك وجيبتك هنا، وفكيت شعرك عشان ميدايقكيش، وقلعتلك الجزمة وغطيتك!!!!
فتحت عيناها على وسعهما، ثم أخفت ثغرها بكفها قائلة بصدمة:
- نعم!!! أنت عملت كل دة!!!! و كمان قلعتلي الجزمة!!!
ربت على وحنتها بحنان:
- طبعاً يا حبيبتي، مـ أنتِ أمبارح عملتي كدا فيها أيه!!!!
توترت أنظارها، لتنظر له بهيام حاولت ألا تظهره، فهو ي**ق قلبها وينتزعه من محلُه بوسامتُه تلك، و بذلك القميص الذي ألتصق بص*ره يفتح أول ثلاثة أزرار منه، و ذراعيه اللذين أمتلئا بالعروق، فسقطت بأنظارها بضيق، هل يحاول أن يغويها، ضحكت على سخافتها عندما ذكرت تلك الكلمة، ولكنها عادت تنظر له بحنق قائلة:
- لبست القميص دة ليه يعني عايزة أفهم؟!!!
أبتسم بخبث يهتف ببرود:
- عادي براحتي أيه المشكلة!!!
صكت أسنانها غضباً، ثم نهضت من على الفراش تزبح الغطاء بعنف:
- طيب يلا يا مراد عشان أتأخرنا!!!
قال بحدة:
- أتأخرنا بسببك يا خُم نوم..!!!
زمت شفتيها بضيق وهي تمشط خصلاتها أمام المزينة، ثم تركتهم منسابين على كتفيها، لتلتفت له قائلة:
- يلا أنا جاهزة!!!
خرجا من الغرفة ثم جذب "مراد" الحقيبتان، ليخرجا من الجناح، قائلاً بهدوء:
- مش ناسية حاجة؟!!
نفت ب**ت، فأغلق الباب، ليغادرا الفندق بعد أن
دفع "مراد" الحساب، و أستقلوا السيارة متجهين للمطار
.!!!
وعندما وصلوا لمطار إيطاليا، أستقلوا الطيارة الخاصة بـ "مراد" فجلس هي جوار النافذة و هو جوارها، بدأت في رهاب الأماكن المرتفعة مجدداً، لتنظر حولها بتوتر شديد تبلل شفتيها، و تلقائياً امسكت بكفُه بشدة وقلبها يخفق بقوة، مسد "مراد" على ظهرها ثم عانقها يهمس بأذنيها:
- أهدي يا حبيبتي مافيش حاجة، خليكي في حني ومش هتحسي بخوف أبداً.. أنا جنبك!!!
أبعدتُه عنها بخوف:
- لاء لاء سيبني مش عايزاك تحضني..
قال بهدوء:
- ليان بلاش عِند..!!!
نفت برأسها مسرعاً وصوت المصيفة يخترق أذنها تخبرها أنهم على وشك الأقلاع، وفجأة أرتفعت الطيارة فـ أندفعت "ليان" بدون مقدمات و بغتةً لأحضان" مراد" تتمسك بقميصه بأقوى ما لديها دافنة رأسها في ص*ره تتمتم بأسمه بخوف شديد:
- مراد .. مراد!!!
حاوطها بلهفة مبتسماً ثم أخذ يربت على خصلاتها، و يمسد على ظهرها بحنان، يطمئنها بكلمات مثل: أنا بجانبكِ، لا تخافي، لن يحدث لكِ ثمة شئ و أنا معكٍ، كل شئ بخير، فلتظلي بأحضني حتى يغلبكٍ النعاس..
وبالفعل قبعت بأحضانه فترة طويلة لدرجة أن من كثرة راحتها نامت بعُمق، و ما أجمل تلك النومة بين ذراعيه، يحاوطها بدفئ شديد، عندما سقط بناظريه و وجدها قد نامت أبتسم ثم ضمها له أكثر، وأراح ظهره على المقعد خلفُه، ونام هو الأخر..
• • • •
أمسكت "حنان" بصينية أمتلئت بالأطعمة الشهية، مُغطاة بشرشف صغير، ثم طرقت على باب شقة ولدُها،
وقفت منظرة منهم يفتحوا، وبالفعل فتحت "ليلى" و صُدمت عندما رأت حماتها بوجهها البشوش مبتسمة لها، أبتلعت ريقها، ثم هتفت بتوتر متنحية عن الباب:
- أتفضلي يا طنط، ثواني هنده آسر ..
وصعت الصينية جانباً ثم أمسكت بذراعها قائلة بحنان:
- بس أنا مش عابزة آسر في حاجة، أنا عايزاكي أنتِ يا ليلى، تعالي يا حبيبتي أقعدي معايا شوية!!!
نظرت لها والدهشة تآكلت صفحات وجهها ولكنها ذهبت جالسة أمامها، لتقول بحيرة:
- أيوا يا طنط أتفضلي؟! في حاجة!!!
زمت شفتيها بحزن حقيقي قائلة:
- طنط؟!! مش ماما يعني زي مـ بتقوليلي دايماً!!!!
لاحت السُخرية على محياها، قائلة بأبتسامة حزبنة:
- أنا أسفة يا طنط بس أنا معنديش غير أم واحدة وماتت من زمان، وحقيقي فهمت أن وجود الأم ميتعوضش بأي حد أبداً!!!
رفعت حاجبيها بدهشة، لتُردف:
- للدرحة دي يابنتي زعلانى مني!!! ليه كدا يا ليلى دة أنا بحبك زي بنتي!!
برقت عيناها بالدموع قائلة:
- بجد؟!! بجد بتحبيني زي بنتك؟!! لو كنتي فعلاً بتحبيني زي بنتك زي مـ بتقولي مكنتيش عملتي كدا، كنتي هتدافعي عني قدام آسر، مكنتيش تقوليلي اني واطية وناكرة الجميل، ولا تيتميني مرتين وانا كنت بقولك يا ماما..!!!
أقتربت منها لتدمع عيناها، ثم هتفت بحُزن:
- حقك عليا يا حبيبتي والله أنا محقوقالك، متزعليش نفسك أنا اللي مكنتش فاهماكي ولا فاهمة موقفك و آسر فهمني!!! سامحيني يا ليلى انا عارفة أن قلبك أبيض وهتسامحيني على طول، صح يا بنتي..
أبتسمت ببراءة:
- أنا مش زعلانة يا طنط مبعرفش ازعل من حد.. بس أيه الفطار القمر دة.. اشمعنى يعني..
قال وهي تربت على ظهرها:
- دة فطار ليكي وللنونو القمر اللي في بطنك، أخيراً هبقى جدة ياحبيبتي يا سلام حققتولي الحلم دة و اخيراً..
وضعت يدها على نعدتها تقول بفرحة ليس لها مثيل:
- شوفتي يا طنط، حامل في نونو زي مـ طلبتي، بجد فرحانة اوي أن هيبقى عندي حتة مني و من آسر!!!
ربتت على يدها بحنو، ثم التفتت تبحث عن أبنها قائلة:
- آسر نزل الشغل مش كدا؟!!!
أبتسمت بهدوء قائلة:
- أيوا كان عندُه شغل مُهم ونزل..
ربتت على كفها قائلة بحنو:
- طب يلا بقى تعالي أقعدي معايا جوا عشان متسبنيش قاعدة لوحدي..
نظرت لها بتردد ثم قالت:
- لاء معلش يا طنط خليني قاعدة هنا.. حضرتك لو عايزة تقعدي معايا تنوريني..
غمغمت بحُزن خفي:
- تبقي لسة زعلانة مني يا ليلى، ولسة مش ناسية اللي قولتهولك، سامحيني يابنتي أنا والله مقصدش حاجة، طيب خلاص أنا هسيبك براحتك بس لما تحبي تيجي تقعدي معايا تعالي..
أومأت بهدوء تنظر أرضاً لتغادر "حنان" بعد وداع حار، فظلت "ليلى" جالسة بمفردها، ذهبت للمطبخ ثم أخذت تطهي الطعام تدندن بأغنية تعشقها لإحدى الفنانات المصريات..
وقفت "ليلى" في المطبخ تُقطع حبات الطماطم ولكن بـ بُطى لأنها ليست مُتمرنة، منشغلة فيما تفعله ولم تلاحظ "آسر" الذي فتح باب الشقة دون أن تنتبه، ثم وقبل ءن ينادي عليها سمع صوتها في المطبخ تُغني والسماعات في أذنها، تسلل من خلفها يراقب ما تفعله، وعندما وجدها حائرة هكذا تقدم منها، ثم لفّ ذراعيه حول خصرها وأسرع بأمساك السكين فأنتفضت فزعاً ولولا أنه أمسك بالسكين بتلك الطريقة لكانت جرحت نفسها جرحاً غائراً لذلك فعل "آسر" تلك الحرقة، وضع ذقنه على كتفها يُخفي جسدها بجسده الضخم، ثم هدأها بصوته الرجولي:
- أهدي يا حبيبتي دة أنا..!!!
أغمضت عيناها بأستكانة، ثم ألتفتت له بجانب وجهها فكان قريب منها للغاية، فأردفت مبتسمة:
- يعني ينفع تخضني كدا، مش هخلف بسببك!!!
ضحك بعلو صوته ليُقول مقبلاً كتفها العاري لما ترتدية من كنزة خفيفة:
- بعد الشر عليكي، دة أنتِ هتبقي أحلى أم في الدنيا..!!!
قبلّ أنفها الصغير، ثم نظر أماه يقول بجدية:
- بصي بقى وركزي معايا، لو عايزة تقطعي الطماطم بسرعة جداً زي مـ أنا بعمل، يبقى أعملكي كدا..
سكبت كامل أنتباهها على ما يفعل، كفيه اللذان يحاوطا كفيها ليجعلها تمسك السكين بـ يد، والأخرى ممسكة بـ حبة بالطماطم، ثم أسند ذقنه مجدداً على كتفها الصغير، ليبداً يُعلمها على مهلٍ، و يُمرنها على ذلك وبالفعل صرخت "ليلى" بفرحٍ عندما تعلمتها مسرعة، فألتفتت له لترتمي بأحضانه قائلة بسعادة رهيبة:
- و أخيراً أتعلمتها يا آسر، دة أنا كنت بحب أشوفك أوي و أنت بتقطع الخضار، بس أنا أتعلمت دلوقتي فـ خاف مني بقى!!!
ضحك بعذوبية ثم ضمها لص*ره يقول بحنو:
- أنتِ أصلاً شاطرة ونبيهة وبتتعلمي بسرعة يا حبيبتي، و ياستي ياريت تبقي أحسن مني في كل حاجة، لو عليا عايز أشوفك أحسن واحدة في الدنيا كلها!!!
رفعت عيناها له، لتنظر له ببراءة مصدومة قائلة:
- أنت بتقول زي مـ بابا كان بيقولي زمان بالظبط، نفس الكلام كان يقعد يقولي عايزك تبقي أحسن بنوتة في الدنيا، ساعات كتيرة يا آسر بحس أنك أبويا قبل مـ تكون جوزي!!!! بجد فيك حنان الأب بطريقة فظيعة!!!
قبّل جبينها يعشق هالص:
- لأنك بنتي قبلـ م تكوني مراتي، أول مـ شوفتك قولت الطفلة دي أزاي تتبهدل وهي صغيرة كدا، عُمري مـ كنت هتخيل انك هتبقي مراتي، دي أحسن حاجة حصلتلي في الدنيا!!! و في حياتي كلها!!!
اسندت وجهها على ص*رُه، لتُردف وهي تستذكر أول مرة رأته بها:
- عارف أول مرة شوفتك فيها يا آسر، و أنت واقف بـ بدلة الظُباط كدا و كُلك هيبة و شكلك قمر فيها، المهم أنا شوفتك من هنا و مكانش ف بالي غير حاجة واحدة، أن أنت اللي هتنقذني من اللي بيحصلي و أن انت الوحيد اللي هتنجدني من دة كلُه، محدش هيعرف ينقذني غيرك، مش عارفة ليه جالي الأحساس دة رغم أني مكنتش أعرفك، بس أتشعلقت فيك زي الطفلة لما بتتشعلق فـ باباها، أحساس غريب حسيته لما أترميت في حضنك لأول مرة، مش هقدر أوصفهولك بس كل اللي أقدر أقوله أني لأول مرة أحس بالراحة اللي حسيتها و انا في حضنك دي، بجد بحمد ربنا على أني دخلت المستشفى دي و أعمامي عملوا معايا الجِميل الكبير دة، لولاه مكنتش هقابلك!!!!
رفع وجهها له ثم غمر وجهه بتجويف عنقها، ليُقبله عدة مرات فأقشعرت "ليلى" تقول بشقاوة:
- يا آسر بغير من رقبتي!!!
ضحك تلك الضحكة التي تأسرها، ثم أبتعد عنها ليغمز لها قائلاً بمكر:
- طب أصبري بقا عليا، من هنا ورايح هفضل أزغزغك و مش هرحم!!!
زمت شفتيها بحزن زائف:
- بقى هي الدنيا والناس كدا، طب سيبني بقا عشان أكمل الأكل!!!
أبتسم قائلاً:
- طيب كملي الأكل و أنا هروح أغير هدومي و اخد شاور كدا ع السريع، و على الفكرة الأدوية والڤيتامينات جيبتهالك برا، تاخديهم في معادهم يا ليلى، و أنا هبقى افكرك عشان عارفك زهايمر..
- ماشي يا حبيبي..
قالت وهي تقرص وجنتيه، فأبعد يداها مُردفاً بسُخرية:
- بتكلمي ابن اختك يا ماما ولا أيه مـ تتعدلي و تتظبطي كدا عشان مطلعش وش الظابط عليكي!!!!
أرتدت قائلة بخوف مصطنع:
- لاء خلاص يا سعادة الباشا قلبك أبيض!!!
قرص أرنبة انفها ليبتسم بتلك العذوبية ثم ذهب للغرفة و أكملت هي طهي الطعام..
• • • •