-33-
المشفى
لم يرجع الطبيب طارق إلى منزله فى تلك الليلة حيث لديه نبطشية ، وجلس فى غرفته تارة أو يمر على المرضى يطمئن عليهم تارة أخرى، أخرج هاتفه النقال ثم عبث به لتظهر صورة فتاة جميلة يبدو عليها القوة والحزم ، ابتسم لها وتأملها قليلا ثم شرد للحظات ،مفكرا فى صاحبة الصورة التى من الواضح جدا أنه معجب بها ويتمنى الزواج بها يوما ما ولكن كيف يفاتحهها فى ذلك، فكلما قا**ها نسى كل شىء ، فهو متيم بها حتى الثمالة ،وسأل نفسه لو كان له نسخة حقا فى عالم آخر كما تزعم أخته سمر ترى هل سيكون خجلا مثله أمام محبوبته؟ ، قطع تساؤلاته تلك صوت الممرضة التى دخلت عليه لاهثة وقالت: دكتور طارق حادثة مروعة، طائرة إختل توازنها وسقطت فى الأحراش والكل مصاب والطيار حالته خَطِرة.
فزع طارق لما سمعه وانتفض قلبه فجأة ، فخرج مسرعا مع الممرضة إلى المكان المخصص للطوارىء والذى يستقبل مثل هذه الحوادث ،وبينما كان يفحص المصابين وقعت عيناه على فتاة مصابة وعندما تبين ملامحها فزع جدا وانتفض قلبه بقوة، فقد كانت هى ! نعم! إنها هى محبوبته واستشاط عقله ولم يدر فى خلده إلا فكرة واحدة وهى إنقاذها.
انكب الأطباء ومن بينهم طارق على معالجة المصابين بسرعة وأظهر إهتماما خاصا لتلك الفتاة ، أتذكر عزيزى القارىء نادية صديقة سمر فقد كانت تستقل تلك الطائرة التى كانت متجهة من المكان المقدس فى هذا العالم إلى مؤسسة التاريخ والتراث العالمى فى ذلك العالم وهى مؤسسة تبحث عن أصل عالمهم ؟ وكيف نشأ ؟ وكيف عاش الأقدمون ؟ إلخ.. ،وكانت نادية من البحاث المهمين جدا فى ذلك المجال فهى وأسرتها توارثت ذلك العمل جيلا بعد جيل وهو التنقيب عن حضارات الأولين، المهم أن الطائرة التى أقلت نادية وفريق عملها من مكان التنقيب إلى مقر هذه المؤسسة للأسف تعرضت لحادث أليم حيث صعقها البرق فى السماء فأصاب محركها، فسقطت على الفور.
مرت تلك الليلة العصيبة على المشفى كأنها ليلة من الجحيم فكان عدد المصابين كبير، عشرون مصاب تختلف جروحهم ما بين بسيطة ومتوسطة وخطيرة كحالة نادية صديقة سمر وحبيبة الطبيب طارق الذي وضع كل خبرته الطبية في غرفة العمليات لإنقاذها من براثن الموت.
في صباح اليوم التالي، دلف الطبيب طارق إلى غرفة العناية المركزة ليطمئن على الطيار وعلى نادية محبوبته والتى تعمل فى التنقيب على حفريات قديمة تخص تاريخ البشرية القديم ، أمسك يديها فى حنان بالغ، وفحص مؤشراتها الحية التى طمأنته كثيرا ،ومسح على شعرها وقبل يديها وانطلقت تنهيدة حارة مليئة بالحزن بسبب ما حدث لها ، وهمس فى أذنها وقال لها : أرجوكِ أفيقى يا حبيبتى .
دخلت الممرضة لتعطيها الأدوية ، والتى لاحظت اهتمام الطبيب طارق بها فسألته هل بينه وبينها صلة قرابة ، فرد قائلا : إنها خطيبتي .
تعجبت الممرضة من قوله وقالت: ومتى حدث ذلك ؟ أومأ برأسه نفيا وقال: ليس رسميا لكن كنت سأخطبها اليوم ولكن .... انحدرت دمعة ساخنة من عينيه إخترقت وجهه الحزين ،قطع حزنه رنين هاتفه حيث كانت أخته تتصل به ودار الحوار التإلى ،
- مرحبا طارق حقا ما حدث لصديقتى نادية ؟
قال طارق بصوت لا يخلو من الحزن الواضح: نعم، هذا صحيح وأنا معها الآن فى غرفة العناية المركزة .
انهارت سمر باكية وأغلقت الخط ، وارتدت ملابسها بسرعة لتكون بجوار صديقتها العزيزة فى محنتها تلك .
استفاقت نادية من غيبوبتها فوجدت سمر وطارق بجانبهما، ابتسمت ابتسامة باهتة جدا وقد بدا على وجهها الإرهاق وشدة التعب وقالت بصوت واهن:أين أنا ؟ ماذا حدث؟ أين الكاميرا الخاصة بى ؟ أين حقيبتى؟ مسحت سمر بيدها على جبهتها بحنان ثم دنت من أذنها وقالت: أنت فى المشفى وقد حدث لك حادث وأنت بخير الآن ،وكل أشيائك الخاصة معى لا تقلقى . أمسك طارق يدها برفق وجس نبضها وقال : ستكونين بخير، أعدك بذلك تأوهت نادية مرة أخرى وقالت: أشعر بالألم فى وجهى ، ماذا حدث لى ؟
التفتت إلى صديقتها سمر وقالت: أريد مرآة ، أريد أن أرى وجهى. تغير وجه سمر فجأة من الحزن إلى القلق والتوتر حيث لا تريد أن تعرف نادية ما حدث لها فقد تش*ه وجهها كثيرا وضاع جمالها للأسف. قالت سمر:فيما بعد يا صديقتى فيما بعد .
ارتسم القلق على وجه نادية وصاحت: صارحونى ماذا حدث لوجهى .وقالت فى حزم: أريد مرآة الآن . فى تلك الأثناء دخل مصطفى الغرفة،وابتسم للجميع وقال : لا تقلقى يا نادية سأتولى عملية تجميل وجههك بنفسى، نظر الجميع باستنكار لما قاله مصطفى وقال طارق بغيظ وبصوت خافت ساحبا مصطفى لخارج الغرفة وقال: ما هذا الأسلوب الغشيم يا مصطفى كيف تقول هذا لها؟ ، لم تعلم ما حدث لوجهها بعد، كنت أريدك أن تعالجها بدون علمها ، وكنت سأقول لها أنها عملية خاصة بأى شىء آخر.
انتاب القلق نادية وقالت لسمر: أرجوكِ يا صديقتى، أخبرينى ماذا حدث لوجهى؟ ، أصبح مش*ها بسبب الحادث، أليس كذلك؟ تن*دت سمر وقالت: لقد تش*ه قليلا ليس بالأمر الهام، الطبيب مصطفى ماهر جدا فى عمله وسيعيد وجهك إلى سابق عهده بل أفضل ،صدقيني إنها عملية سهلة، ثم مسحت سمر بيدها على جبين وشعر نادية لتطمئنها .
أثناء ذلك دخل طارق ومعه الممرضة لكى تعطى نادية الأدوية المسكنة وابتسم لنادية وقال: الألم سيزول بمجر.....قاطعته نادية قائلة: متى سيقوم الطبيب مصطفى بإجراء عملية التجميل ؟ ابتلع طارق ريقه وقال لها : بعد أسبوعين حتى تلتئم باقى جروح جسدك، لا تقلقي .
استسلمت نادية للمرضة وأخذت الأدوية وقد اطمأنت قليلا و تثاقلت عينيها حتى غفت تماما . وقال طارق لسمر: أليس لد*ك عمل اليوم؟ اذهبي لعملك وتعالي لصديقتك فى المساء فهى ستنام حتى المساء .
نهضت سمر وأخذت حقيبتها وذهبت إلى العمل . وقابلت مصطفى بالخارج يتحدث مع ممرضة والذى عندما رآها ابتسم لها وربت على كتفها وقال : لا تقلقي على صديقتك سأجهز للعملية الآن .
اعتلت الدهشة وجه سمر وقالت: كيف هذا ؟ لقد قال أخى أنها ستقوم بها بعد أسبوعين ؟ قال مصطفى : لقد اتفقت معه بأن يقول هذا حتى لا تتوتر نادية فالحالة النفسية مهمة جدا هى تم تخديرها الآن ويتم تجهيزها للعمليات اذهبي لعملك وتعالي فى المساء .وذهبت سمر إلى العمل وترجو فى قرارة نفسها أن تعود نادية إلى سابق عهدها.
نجحت عملية نادية تماما، و في صباح اليوم التالي جاء مساعد الجدة سعاد من عالم مواز آخر ليبلغ نادية المصابة برسالة من الجدة .
دخل مساعد الجدة إلى المشفى التى تُعالج فيه نادية فى عالم سابين حيث ينساق فيه سكانه إلى كل شىء جميل إنسياقا قد يصل إلى عنصرية تخرب عليهم حياتهم دون أن يشعروا بذلك، سأل الرجل موظف الاستقبال عن مكان نادية التى أُصِيبت فى حادث الطائرة أمس.
قلب الموظف فى البيانات التى توجد داخل جهاز يشبه الحاسوب ورفع الموظف ناظريه إلى السائل وقال إنها فى غرفة 107 الخاصة بحوادث الحروق ،ابتسم له الرجل وشكره، ثم استقل المصعد حتى وصل إلى الطابق الذى توجد فيه غرفة نادية.
قلب بصره سريعا بين أرقام الغرف حتى وقع بصره على رقم غرفة نادية ،ابتسم وأسرع الخطا حتى وصل إلى باب غرفتها وطرق عليه ثلاث طرقات حتى سمع صوتها يسمح للطارق بالدخول ثم دلف إلى الغرفة.
انطلقت صرخة مكتومة من حلق نادية عندما وقع ناظريها على من سمحت له بالدخول ، ثم قالت: أبى ؟ كيف هذا ؟ لقد .. لقد توفيت منذ خمس سنوات كيف هذا؟ ابتسم لها وقال: لست أباك بل نسخته الموازية فى عالم آخر ، تلعثمت نادية ثم قالت: عالم مواز ؟! نسخة أخرى؟ لست أفهم شيئا .
باختصار إن ما وجدتِه فى ذلك الكهف وما ستفكين من رموز تلك المخطوطة ستفهمين كل شىء ولكى تقتنعى أكثر عليكِ عرض ما توصلتِ إليه على صديقتك سمر فطريقكما واحد ثم أخرج من الحقيبة صورا مطبوعة من تلك المخطوطة المكتوبة بلغة لم تفهمها العجوز ولكن من المحتمل أن تتعرف عليه نادية الخبيرة فى علم اللغات ، ربت الرجل على كتفها وقال :يبدو أن عملية التجميل قد نجحت وعاد جمال وجهك.
اعتلت الدهشة وجه نادية وقالت: ماذا ؟ وجهى ؟ تركها الرجل نسخة أبيها فى عالم مواز آخر فى حيرتها ودهشتها ثم غادر المشفى فى خلال دقائق واتجه بخطا ثابتة وفتح باب السيارة وسألته العجوز هل انطليت عليها تلك الخدعة.
نزع مساعد الجدة القناع الرقيق الذى جعله يبدو كوالد نادية الذى توفى منذ سنوات ،فوالد نادية فى عالم الطبيب طارق والممثل طارق والضابط طارق قد توفوا جميعا ماعدا والد نادية زوجة حفيد العجوز سعاد، ثانى أقوى زعيم ع***ة بعد ع***ة ال*قرب الأزرق ، قالت العجوز :حسنا. وانطلقت العجوز بالسيارة بعيدا ثم دخلت مقرها السري فى ذلك العالم المواز بمرافقة مساعدها.
-34-
قضت نادية الباحثة فى تاريخ البشرية ليلتها فى فك طلاسم تلك اللغة التى كُتِبَت بها إحدى المخطوطات القديمة والتى لم ترها من قبل. فبعد أن تركها ذلك الرجل الذى زراها صباحا،وبعد أن جاءها الطبيب طارق والذى عاتبته كثيرا بعد أن علمت أنها قد خاضت عملية تجميل لوجهها دون علمها.
طلبت منه أن يتصل بمساعدها فى مكتبها لكى يحضر لها بعضا من الأشياء المهمة طالما لن تسيطيع العودة لمنزلها إلا بعد أيام فأعطته ورقة مدون عليها رقم هاتف مساعدها وكذلك الأشياء التى تريد إحضارها.
بعد ساعة جاء المساعد وأحضر لها كل شىء ثم تركها ورحل، ففتحت جهازا خاص بالتعرف على اللغات البشرية وغير البشرية التى وجدت على مر العصور فأدخلت الصور فيه تباعا ، وبعد لحظات ومض الجهاز بومضات خضراء متقطعة ثم ومضات حمراء متقطعة.
تعجبت نادية من ذلك فهذا يعنى أن المخطوطة مكتوبة بلغتين، فالومضات الخضراء تعنى أنها لغة غير بشرية لم يتحدثها البشر أبدا أما الومضات الحمراء فهى أن اللغة بشرية .
أطلق الجهاز صفيرا متقطعا ثم خرجت ورقة مطبوع عليها نصا بلغة بشرية والتى تتحدثها نادية وكان النص كالاتى: خلق الله الإنس والجن ليعبدوه ،توطن الإنس فى أربعة عوالم موازية وسكنتها وثلاثة عوالم موازية أخرى سكنها الجن الذين كانوا ذو علم أكبر من البشر فتمكنوا من التنقل بين العوالم المتوازية الثلاثة وكونوا حلفا وأرادوا الإستيلاء على العوالم المتوازية التى استوطنها البشر منذ زمن بعيد جدا.
وذلك لأن الجن قد استهلكوا موارد عوالمهم فأرادوا الإستيلاء على عوالم البشر الذين جاءوا بعدهم وقد كرمهم الله ليكونوا خليفة له ولكن الحقد كان يملؤ قلوب الجن الذين يريدون السيطرة على البشر فى تلك العوالم الموازية الأربعة.
فبث الجن سموما فى آذان الفتيات الأربعة ضارين و سابين وصافين وشارين ونفخوا بنار العنصرية فى قلوبهن وفكرهن؛حتى يضعفوا من قوة أمهم الملكة والتي اعترضت كثيرا على فكرة استيلاء الجن لعوالم البشر.
ولكن كانت الغلبة للجن الذين تمكنوا بسجن الملكة الأم وإبعادها عن بناتها، استولت قبائل الجن على فكر البنات الأربعة وأرسلوا كل فتاة إلى أحد عوالم البشر الموازية لعوالمهم .انتهى النص بإمضاء وزير الملكة الأم.
هاتفت نادية صديقتها سمر حتى تحل معها تلك الألغاز كما نصحها مساعد الجدة الذي زارها منذ قليل.
***
-35-
سر المنجم
استقبل الطبيب مصطفى اتصال مهم من رئيس عمال أحد مناجم الذهب التى ورثها من عمه الذى توفى منذ خمس سنوات وقد ورثت عائلته تلك المناجم الأربعة جيلا بعد جيل إلى أن وصلت إليه، فهو مات عنه كل أهله لذا فهو الوريث الوحيد.
توقف التنقيب فى تلك المناجم بعد موت عمه ولكن بعد أن ذاق مصطفى حب سمر أراد أن يوفر لها حياة كريمة ،فقرر إعادة التنقيب فى تلك المناجم مرة أخرى وبعد شهر من إعادة التنقيب اتصل أحد رؤساء تلك المناجم به. تُرَى ماذا حدث؟
- أهلا سيد صابر. ما الأخبار لد*ك؟
- دكتور مصطفى يجب أن تحضر فورا إلى منجم الذهب الشرقى هناك شيئا عجيبا يحدث احضر حالا.
ثم انقطع الاتصال فجأة حاول مصطفى الإتصال مرة أخرى بالمنجم ولكن كان الاتصال مشوش جدا ،شعر مصطفى ببالغ القلق ،فخلع ملابس العمل ثم اتجه إلى الباب الخارجى للمشفى ليجد سمر التى لاحظت القلق الذى اعتلى وجهه فسألته هل أصاب نادية شيئا ؟ فأجابها إنها بخير وهى نائمة الآن.
تعجبت سمر وازدادت حيرتها وقالت: إذن لماذا يتصبب وجهك قلقا هكذا؟! تن*د مصطفى بقوة وقال: اتصل بى رئيس عمال أحد مناجم الذهب التى ورثتها وأخبرنى بأن شيئا مهما يحدث ويجب حضورى الآن ثم انقطع الاتصال فجأة وكلما حاولت معاودة الاتصال لا أسمع إلا التشويش.
انتقل القلق إلى وجه سمر وقالت :حسنا سأذهب معك هيا بنا. استسلم مصطفى لاقتراحها وترجلا حتى وصال إلى سيارته ثم ركبا.
تم تفعيل وضع وضع الطيران السريع جدا بالسيارة ثم أدخل إحداثيات الوجهة المنشودة.
طارت السيارة بسرعة البرق وبعد دقائق عدة وصل مصطفى وخطيبته سمر إلى مكان المنجم المنشود ، اعتلت الدهشة وجه مصطفى عندما رأى العمال متكدسين خارج المنجم يتوسطهم رئيس العمال محاولا تهدئتهم من شيئا ما ، لم يلحظ العمال حضور سمر و مصطفى ف*نحنح مصطفى الذى شق طريقه بين الحشد بصعوبة.
انتبه العمال إلى صوته فسمحوا له بالمرور بينهم حتى وصل إلى رئيس العمال الذى أمسك ذراعه فى خوف واضح وقال: دكتور مصطفى أغثنا المنجم به عفاريت. ضحك مصطفى نصف ضحكة وقال بسخرية: عفاريت! ، جئت بى من آخر الدنيا لتقول لى هذا السخف ؟
مط رئيس العمال شفتيه ثم أشار لمصطفى قائلا: حسنا فلتدخل بنفسك إلى المنجم وشاهد بنفسك .
هز مصطفى كتفيه بلا مبالاة وقال : حسنا سأدخل ، دخل مصطفى المنجم وتبعته سمر فتراجع خطوة للخلف و كاد أن يصطدم بسمر التى ابتعدت عنه جانبا ثم اتسعت عيناه وقال ملتفتا إلى سمر : ما هذا ؟ كيف هذا؟ إن أدوات العمال متناثرة فى الهواء و معلقة كيف هذا ؟
نظرت سمر حولها وقالت: يبدو أن تلك البقعة التى تتناثر فيه القطع المعدنية فى الهواء خالية من الجاذبية الأرضية ولكن انظر إلى باقى المنجم الأدوات الأخرى على الأرض ، ثم نظرت إلى مصطفى بحماسة وقالت : أريد أن يكون هذا المنجم تحت تصرفى وباقى المناجم أعتقد أنها سيكون بها نفس المشك..... وقبل أن تكمل جملتها انهالت الإتصالات على مصطفى من المناجم الثلاثة الباقية تحكى نفس المشكلة برقت عينا سمر وقالت: إذا صح تفكيري فأنت يا عزيزى لا تمتلك مناجم عادية بل خاصة جدا .
شعرت نادية بالضيق لتأخرصديقتها سمر عليها ولم تأت حتى الآن، فاتصلت بها مرة أخرى وقد امتلأ صوتها بضيق واضح ودار الحوار التالى بين الصديقتين . قالت نادية بحنق واضح: أهلا سمر لماذا تأخرت ؟ ألم أقل لك إنه أمر هام جدا؟
شعرت سمر بالحرج الشديد فقد نسيت موعدها مع نادية حيث اهتمت بمشكلة خطيبها مصطفى فتلعثمت وقالت: آسفة جدا لقد حدث أمر هام سآتى إليك على الفور. التفتت سمر إلى مصطفى وقالت له : نادية تحتاج لى الآن يبدو أن هناك أمرا مهما للغاية . سأتصل بفريقى وسأجعلهم يأتون فى المناجم الأربعة ويدرسوها لا تقلق. ربت مصطفى على كتفيها وقال: حسنا فلتذهبي إلى صديقتك ولنتقابل فيما بعد وسأعطى تعليماتى للعمال فى المناجم بمساعدة فريقك عندما يحضرون.