الحلقة-11-فيلسوف الواقع

2379 Words
-54- قصر طارق عاد طارق زعيم الع***ة ونادية التى تنتحل شخصية زوجته ، إلى قصره بواسطة الخاتم الذى أهدته إليه أخته سمر سابقا، تواجدا الزوجان فى لمح البصر فى حديقة القصر،سارا بضع خطوات في ذلك الممر الممهد بالقرميد.  تواجدا أمام الباب، فُتِح باب القصر بب**ة عين طارق،أُضِيئت المصابيح بمجرد الاحساس بوجود بشر داخل القصر، حث  طارق نادية الأديبة التي تنتحل شخصية زوجته على الدخول فانبهرت من ضخامة القصر. قلبت بعينيها ما بدا لها من القصر ببطء فقد كان على طراز غريب لم تره من قبل ، فجلود الح*****ت تفترش أرضية القصر فهذه جلود تماسيح محتفظ برأس التماسيح حيث تبث فكوكها المفتوحة الرعب فيمن ينظر إليها فما بالك بالذى يجلس على كرسى يقف شامخا فوقها. سرت قشعرينة فى جسدها عندما شاهدت ذلك وارتسم الذهول على وجهها عندما رأت طارق يجلس على أحد تلك الكراسى والتى يفترش تحتها ذلك جلد التمساح المخيف بل أسند قدميه على رأس التمساح ،ابتسم طارق ابتسامة خبيثة وقال : هيا يا نادية اجلسى جوارى لترتاحى قليلا فيبدو عليكِ الإرهاق. امتعض وجهها وحاولت أن تخرج بعض الكلمات ولكن أبت الكلمات أن تخرج منها فضحك طارق ضحكة خبيثة ثم نهض وأردف قائلا: إن نادية زوجتى كانت تحب ذلك الكرسى وأشار لكرسى يفترش تحته تمساحا مخيفا ثم قال: لقد اصطادته نادية بنفسها أثناء خطوبتنا تعبيرا عن حبها لى . شعرت نادية بالحنق من مغزى حديثه ثم مطت شفتيها وقالت بسخرية واضحة : اصطادتها بنفسها تعبيرا عن حبها لك ! اقترب منها طارق وقال : ألا تريدين النوم ؟ ثم أمسك يديها لترافقه إلى غرفة نومهما ،صعدا الاثنان درجات السلم حتى وصلا إلى طرقة واسعة فى آخرها جلد أسد معلق على الحائط . فزعت نادية عندما رأته وانكمشت فى نفسها ،فتعلقت بذراع طارق بقوة الذى ضحك وقال: إنه أسد محنط يا نادية لا تخشي شيئا ، شعرت نادية بالحنق وقالت: أهذا هو القصر إنه بيت الرعب ولا شك ، ثم أردفت بسخرية واضحة وهذا الأسد قد اصطادته زوجتك فى شهر عسلكما أكيد ، ضحك طارق بشدة وأومأ برأسه وقال: بل اصطادته يوم زفافنا ،قبل أن تردف نادية بجملة ساخرة أخرى فتح الباب ثم أردف قائلا: ما رأيك بتلك الغرفة ؟ أطلت برأسها لداخل الغرفة قبل أن تضع قدميها أرض الغرفة أخرجت نادية رأسها نظرت إلى طارق لبضع ثوان ثم أدخلت رأسها مرة أخرى ثم أخرجتها ونظرت إلى طارق مرة أخرى. أخفى طارق ابتسامته وحاول أن يتَّسِم وجهه بالجدية ثم حك أذنه بسبابته وقال: يبدو أن الغرفة لم تعجبك فلنذهب إلى غرفتى أنا وزوجتى الشجاعة نادية ، اعتلت الدهشة وجه نادية وانتابها الحنق من كلمة  الشجاعة فى نفس الوقت فقالت : أولا أنا لست جبانة ثانيا إذا كانت هذه الغرف ليست غرفتكما فكيف تكون غرفتكما ، تن*د طارق وقال: غرف*نا مثل باقى غرف القصر مرعبة ولكننا اعتدنا فى عالمنا على ذلك بل نستحسنه كثيرا. أما هذه الغرفة فقد أعددتها خصيصا لك عندما أخبرتنى جدتى أنك ستقيمين معى فى القصر ولأنك فى عالم مختلف تماما عن عالمنا فأعددت لكِ هذه الغرفة كما وصفتها لى الجدة أنها نسخة طبق الأصل من غرفتك فى عالمك يا نادية . مطت نادية شفتيها وقالت: ولكن تلك اللوحة أخذتها الجدة من غرفتى لا أعتقد أن لد*كم هذا النوع من الفن التشكيلى المنتشر فى عالمنا ؟ هز طارق رأسه نفيا ثم دخل إلى الغرفة واقترب من اللوحة وتحسسها بحنان واضح وقال : بل رسمتها بنفسى ، صورتها لى الجدة ورسمت مثلها ، اعتلت الدهشة وجهها وصوتها وقالت: رسمتها بنفسك ؟! زعيم ع***ة وفنانا ياللعجب! ربت طارق على كتفيها وقال: حسنا لقد حان وقت النوم فغدا ينتظرنا الكثير من العمل تصبحين على خير . تركها طارق ثم ذهب إلى غرفته وزوجته نادية ثم خلع سترته ثم حذائه فحزامه واستلق على ظهره وراح فى سبات عميق بسرعة فهو ينام فى غرفته التى يألفها منذ فترة ، على ع** ضيفته نادية التى لم تستطع النوم وتقلبت فى فراشها طوال الليل رغم أنها تبيت فى غرفة مماثلة تماما لغرفتها التى فى عالمها. حركت نادية يدها بحركة غريزية إلى درج الكومود المجاور لها وفتحته ثم أخرجت جهازا صغيرا مسجل عليه معزوفات موسيقية محبة لها ثم أدخلت السماعاتان الصغيرتان فى أذنيها وانسابت الموسيقى الهادئ التى تنام عليها عندما ضغطت على زر التشغيل فراحت فى سبات عميق فى الساعة الأخيرة من الليل. -55- المقر السري في الصباح بعد أن عادت العجوز مرة أخرى من عالم صافين الذي فيه يعمل طارق ضابطا حيث اختطفته بمساعدة زوجته نادية إلى المقر السري. تواجد الجميع فى المقر فى لمح البصر ، كانت سمر حينها تغير المحلول الغذائى الذى يغذى نادية زوجة أخيها أثناء سباتها ، وضعت العجوزسعاد الضابط طارق بمساعدة نادية زوجته ومساعدها فوق فراش يشبه الفراش التى تنام فوقه نادية زوجة طارق زعيم الع***ة.  تنبهت سمر إلى دخول جدتها برفقة ضيوفها إلى الغرفة التى توجد بها نادية ،وبعد أن استلقى طارق الضابط فوق فراشه ، تنبهت نادية إلى وجود سمرالتى اقتربت من نادية فضحكت ضحكة قصيرة وقالت : لدينا الآن ثلاث نسخ من نادية يا للروعة ضحكت ثانيا بشدة ثم أردفت : لن يتحمل عالمنا كل هذه النسخ سينفجر قريبا بالتأكيد. رمقت العجوز سمر بنظر معاتبة فشعرت سمر بالخجل ثم أشاحت بوجهها واتجهت ناحية طارق الضابط الغائب عن الوعى تماما.  دست فى ذراعه شيئا ينقل له المحلول الغذائى ثم أوصلت رأسه وقلبه بأسلاك متصلة بشاشة توضح الحالة الحيوية لجسده. اعتصر الألم قلب نادية على زوجها الراقد غائبا عن الوعى أمامها فوق ذلك الفراش، فلم تكن تتخيل يوما أنه يدخل فى سبات عميق مثل ما يدخله المذنبون فى عالمهم، لاحظت العجوز الألم يعتصرملامحها فاحتضنتها وقالت: أنها فترة مؤقتة يا عزيزتى ، لا تقلقى. تن*دت نادية بحرارة ثم قالت: والآن ماذا سيكون دورى معكم؟ رتبت العجوز على كتفها وقالت: فيما بعد ، ما عليكِ الآن إلا الراحة . وأشارت إليها لتنام فى فراش يجاور فراش زوجها ، استلقت نادية على الفراش وراحت فى نوم عميق . دخلت سمر إلى الغرفة التى ينام فيها طارق الضابط ونادية زوجة طارق زعيم الع***ة عقدت سمر ساعديها أمام ص*رها وقالت: طارق ونادية يا لكما من ع**دان حقا لن تنضما إلينا بسهولة ثم حكت ذقنها بسبابتها ثم اتجهت إلى جهاز صغير يشبه الخوذة جعلته متصلا بالشاشة الرئيسية. عبثت بأزرارها ثم عادت إلى فراش طارق ووضعت الخوذة فوق رأسه ثم شرعت فى تشغيلها فاستوقفها صوت جدتها الصارم التى قالت: سمر ! ماذا تفعلين بهذه الخوذة؟ تسمرت سمر فى مكانها فهذه أول مرة تفعل شيئا دون استشارة أحد . توجهت الجدة إلى فراش طارق وأمسكت الخوذة من يد سمر وقالت: تغيير الإنسان يكون بإرادته وليس بهذه الطريقة ، ليس من الحضارة أن نوجه عقول الناس  أو نزرع الفكر فى عقولهم دون إذنهم بهذه الطريقة الفجة ، أطرقت سمر رأسها أسفا وقالت: لد*ك حق يا جدتى سعاد . ربتت الجدة على كتفيها وقالت: عندما تتحسن الأمور سنيقظهما فى الوقت المناسب ونناقشهما بمنطقهما . والآن حان وقت النوم تثاءبت العجوز ثم اتجهت إلى فراش شاغر واستلقت فراحت فى سبات عميق ،أما سمر بعد أن اطمئنت على الجميع استلقت على أريكة وثيرة فراحت فى سبات عميق. *** -56- " بداخل كل منا فيلسوف إما أن يكون باحثا فى الواقع ليصل إلى الحقيقة أو باحثا فى الواقع ليطمس الحقيقة" استيقظت الجدة سعاد ، وكان النشاط فى هذا اليوم حليفها ، قامت بإعداد طعام الافطار بمساعدة مساعد الجدة ، وبعد خمس دقائق ، اتجهت إلى حفيدتها سمر وضيفتهما نادية من عالم مواز آخر ، استيقظت سمر بسهولة بمجرد أن تسلل صوت جدتها إلى أذنيها، أما نادية فاحتاجت إلى بضع دقائق حتى تتنبه لصوت الجدة ثم تثاءبت بقوة ونهضت من فراشها وفركت عينيها بقوة ثم أدارت رأسها يمنة ويسارا وقالت: صباح الخير يا جدة ، ابتسمت لها الجدة وقالت: صباح الخير ، حان وقت الافطار . هيا هيا.  انصاعت نادية لطلبها واتجهت إلى طاولة مستطيلة جلست سمر على كرسى بجوارها ، سحبت سمر كرسيا كدعوة منها لكى تجلس نادية ثم جاءت الجدة وأحضرت آخر طبق قد أعددته لنادية خصيصا فهم المفضل لديها فى عالمها ، وضعت الجدة الطبق أمام نادية فوق الطاولة ثم جلست بجوارها ، ابتسمت نادية إلى الجدة ثم أمسكت يدها وقبلتها ، ثم قالت : أدق التفاصيل تهتمين بها أنك حقا من أروع الناس الذين قابلتهم فى حياتى أطال الله عمرك جدتى. شعرت سمر بالغيرة من اهتمام جدتها بنادية القادمة من عالم مواز آخر ف*نحنحت وقالت: لقد افتقدت إلى تلك الحلوى التى كنت تصنعيها لى يا جدتى أتذكرينها، ضحكت الجدة من غيرة حفيدتها وقالت: أتذكرها لحظة سأتيها إليك فقد تركتها حتى تبرد فأنت تفضلينها باردة أليس كذلك ؟ نهضت سمر وقالت : أنا سأحضرها يا جدة. اتجهت سمر إلى المطبخ الصغير فوجدت طبقا كبيرا مغطى عندما كشفته وجدت الحلوى التى طالما تفضلها وتأكلها وبرقت عيناها ثم التقطت قطعة وبدأت تأكلها ثم عادت إلى الطاولة فوضعت الطبق فوق الطاولة ليتوسط باقى الأطباق. بدأ الجميع فى تناول الطعام.كانت نادية تلوك بعضا من الطعام ببطء وكانت شاردة تماما فى حين التهمت سمر طعامها بشراهة كأنها لم تأكل منذ فترة ، لاحظت الجدة شرود نادية وقالت لها: لا تقلقِ على زوجك . تن*دت نادية ثم قالت: أخشى بشدة رفضه لفكرة وجود عوالم موازية أخرى أخشى أن يعارض ويحارب تلك الفكرة ، أخشى أن ينتهى زواجنا بسبب ذلك ، أخشى أن نصطدم معا ونصبح عدوين يوما ما . حاولت سمر أن تخرج نادية من حزنها فأعطتها قطعة حلوى من الطبق وقالت: أعتقد أنه لن يمكنه مقاومة تلك الحلوى أبدا وسيقتنع بسرعة . ابتسمت نادية على الرغم منها ، وضحك الجميع. نهضت الجدة وقالت : أنا مضطرة لترك هذا الحديث الشيق ولكن هناك عالما موازيا يجب أن أزوره ، شخصية ستساعدنا كثيرا فى الأيام القادمة، ثم عدلت وجهة خاتمها ثم ضغطت على جوهرة خاتمها فاحخفت فى الحال . التفتت سمر إلى نادية وقالت : أريد منك مساعدتى فى شىء ما، أريد أن أتعرف على خصائص عالمك والعادات والتقاليد فقد طلبت منى جدتى ذلك عمل موسوعة لكل عالم مواز حيث قالت سنحتاجه فيما بعد . أومأت نادية بالموافقة ونهضت هى الأخرى ، قام مساعد الجدة بتنظيف الطاولة فساعدته سمر ونادية قبل أن يتوجها إلى غرفة القيادة. في نهاية اليوم عادت العجوز سعاد مرة أخرى إلى المقر السري في عالمها. ظهرت العجوز فجأة فى الغرفة التى تتواجد فيها سمر حفيدتها ونادية زوجة الضابط طارق تنحنحت العجوز لتعلن عن وجودها لهما ، فأدارتا رأسيهما ثم نهضتا من أمام الشاشة الكبيرة. ابتسمت سمر واتجهت إلى جدتها وقبلت يدها وقالت: يبدو عليك الإرهاق جدا يا جدتى استريحى رجاء ، تدخلت نادية وقربت كرسيا للعجوز لتجلس عليه ثم قالت: بالفعل يبدو التعب الشديد عليك استريحى بعضا من الوقت. جلست العجوز وقالت: ليس هناك وقت للراحة ، قطبت حاجبيها ثم أردفت : أريدك فى عالمك يا نادية  لتكونى مع نسخة زوجك لقد أحضرتها من عالم مواز آخر ، لتساعديه فيما طلبته منه ، هيا أمسكى بيدى لنذهب الآن ، نهضت العجوز ثم أمسكت يد نادية زوجة الضابط طارق في عالم صافين بعد أن عدلت وجهتها إلى عالم مواز آخر فاختفيا عندما ضغطت على خاتمها -57- قصر طارق الزعيم كان طارق زعيم الع***ة ونادية من عالم مواز آخر ، منهمكان فى البحث عن مكان ذلك الحقل المغناطيسى الموجود تحت قصر طارق ،ولكن محاولتهم باءت بالفشل ، قطع بحثهما رنين هاتف طارق حيث هاتفته أخته سمر لتطمئن عليه ،وقالت:هل حالفك الحظ فى إيجاد مكان الحقل المغناطيسى ؟ أجابهه طارق: لا، لم يحالفنى الحظ بعد . قالت سمر: حسنا لقد تذكرت شيئا منذ طفولتى تذكرت أننى وجدت حجرة صغيرة فى قبو القصر كنت قد دخلتها ، أتذكر تلك الغرفة ؟ أجابها طارق: نعم أتذكرها يومها نهرك والدك جدا وعاقبك بشدة وحذرنا من اللعب فى القبو ، ومنعنا نهائيا من النزول إليه. أتعتقدين أن هذه الغرفة تحتوى على الحقل المغناطيسي؟ أردفت سمر: أعتقد ذلك ، حاول أن تصل للقبو ولتلك الغرفة . قال طارق: حسنا سأبحث فورا فيها سلام. التفت طارق إلى نادية وقال : هيا بنا نهبط إلى القبو فهو المكان الوحيد الذى لم نبحث فيه بعد لعلنا نجد فيه ضالتنا. هبط الاثنان إلى القبو ، الذى كان عبارة عن صالة طويلة عرضها لا يتجاوز المتر، ولكنها طويلة مقسمة إلى غرف فتح طارق جميع الغرف ولم يجد شيئا مميزا فيها حتى عثر على باب غرفة مغلقا بطريقة محكمة ومثبت فوقه ألواح خشبية كثير. بحث طارق ونادية عن شىء يمكنهما من إزالة الألواح الخشبية من الغرف الأخرى حتى وجدا شيئا مناسبا لتلك المهمة. قام طارق بخلع كل الألواح الخشبية ، ثم هشَّم الباب حتى **ره تماما ، انهار الباب أمامه.أشعل المصباح اليدوى الذى يحمله ثم دخل الغرفة بحذر، ولكن أصابت الدهشة طارق ونادية تماما فكانت الغرفة خالية تماما لا يوجد بها شىء . دخل طارق الغرفة وبعد أن خطا بضع خطوات داخل الغرفة حتى وصل لمنتصفها، ارتفع جسده عن الأرض حيث انعدمت الجاذبية ثم التصق جسده بسطح الغرفة. فزعت نادية لما رأته ثم حاولت الإمساك به من خلال عصا خشبية طويلة كانت بجوار باب الغرفة فأمسكها طارق بقوة ثم حاولت نادية سحبه بقوة ، شعرت نادية بذراع أحدهما تلف خصرها، وتشده للخلف شعرت بالرعب للحظة، ولكنها اطمأنت عندما سمعت صوت العجوز قائلة لها تشبثِي جيدا بالعصا يا نادية. بعد لحظات استطاع طارق الخروج من حقل انعدام الجاذبية، خرج طارق من الغرفة لاهثا من شدة التعب، ثم قال: الآن علمت لماذا حرم والدى الدخول لتلك الغرفة ، يبدو أنه كان على علم بماهية إنعدام الجاذبية بتلك الغرفة بالذات، تدخلت العجوز وقالت: أو لم يعلم ماهية ما بداخل الغرفة فمنعك من الدخول إليها، والآن قد علمنا مكان التقاء عالمنا بأحد العوالم الأخرى.  تنحنحت نادية فى خجل ثم قالت: ولكن كيف نستفيد من تلك الغرفة وهى تحت قبو القصر، ألا يجب علينا أن ن*دم القصر أولا؟ قالت العجوز بمرارة : للأسف ، سنضطر إلى هدم أجمل ذكريات عمرنا عشناها فى هذا القصر، أطرقت نادية رأسها فى يأس، فى حين كان طارق يفكر فى طريقة ما للحول دون ذلك. لاحظت العجوز شرود حفيدها فانتزعته من شروده قائلة: ما الذى تفكر فيه يا بنى، أجابها: أريد خرائط هذا القصر ربما لا نضطر لهدمه تماما، قالت العجوز : الخرائط بمكتب أبيك ، أمسك طارق يد جدته وقال فى حماس : هيا بنا إلى هناك . صعد الجميع إلى مكتب أبيه،بحثوا عن تلك الخرائط حتى وجدت نادية ملفا يحتوى على ورقة قديمة بها الكثير من الخطوط فصاحت قائلة: أعتقد أن هذه تشبه الخريطة. أخذ طارق الملف بلهفة ثم فتحه وأخرج منه ورقة مطوية ففتحها وبرقت عيناه ثم قال: إنها بالتأكيد فحصها لعدة دقائق ثم صاح قائلا: لقد وجدتها ، الغرفة مبنية بصورة منفصلة عن القصر فحدود القصر تنتهى هنا وتبدأ حدود الغرفة هنا يبدو ، نظرت العجوز بإمعان إلى الخريطة ثم قالت :حقا ما تقول ، فلنخرج لنحدد مكانها بالضبط. خرج الجميع إلى حديقة القصر.قام طارق بمقارنة الخريطة بالبناء الفعلى للقصر، فوجد الغرفة أخيرا كانت مخفاة بعناية بالأشجار التى بنيت حولها وفوقها فطمست معالمها طوال تلك السنوات. لم ينتبه فيها أحد بوجود تلك الغرفة العجيبة خلف تلك الأشجار. قالت نادية: ما علينا الآن سوى إزالة تلك الأشجار، أومأ طارق برأسه بالموافقة ثم قال: سأحضر أدوات لقطع الأشجاروازالتها ، اتجه طارق إلى الغرفة المخصصة لتخزين كل الأدوات التى قد يحتاجونها فى الصيانة أو قطع الأشجار.أحضر بغيته ثم بدأ فى قطع الأشجار وساعده فى ذلك نادية ، تدخلت العجوز قائلة سأترككما وأذهب إلى عالم مواز آخر.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD