الحلقة-10-نادم لأول مرة

2727 Words
-50- قصر أسرة نادية ذهب طارق زعيم ع***ة ال*قرب الأزرق إلى أسرة زوجته التى رافقته بسعادة ، وقد استقبلتهما أسرتها استقبالا كريما وتناولوا جميعا طعام الغداء سويا ، فى جو من المرح والضحك . بعد الغداء تناولوا الحلوى فى حديقة قصر أسرة نادية الذى لا يقل فخامة عن قصر زوجها الذى تقيم فيه ، وبدأهم والد نادية بالحديث عن مستقبلهما وبالأخص طارق الذى صار مسئولا عن زعامة ع***ة ال*قرب الأزرق ،ودار الحوار التالى . قال والد نادية: ألد*ك خطة لتدير بها شركاتك التى ورثتها عن والدك . شعر طارق بالضيق وحاول إخفاؤه وقال له: تعلم يا سيدى ،أن ليس لدى خبرة فى تلك الأمور ولكن أود بشدة تعلمها وأن أصبح أقوى من والدى بالطبع ولكن من أين أبدأ ؟.هل لك أن ترشدنى لذلك ؟  مط الوالد شفتيه وقال له: حسنا يمكنك أن تأتى إلى شركاتى وتشاهد كيف أديرها وإذا راق لك طريقة إدارتى، فاستعن بها فى إدارة شركاتك كما يمكنك الاستعانة بنادية ابنتى فهى تعلم كل شىء عن شركاتنا فهى لم تكن مثلك تريد أن تبتعد عن شركات أسرتها ، كما فعلت أنت . شعر طارق بالندم لأول مرة عندما أدرك أهمية التعرف على أسرارا وخبايا عمل أبيه ،وكان يرفض ذلك فعليه لكى ينقذ عالمه من عنصرية القوة أن يعرف كل شىء مظلم فى عالمه ، نهضت نادية وجلست بجوار زوجها وقالت له: ما رأيك فى اقتراح أبى؟ هل تريد حقا معرفة كل شىء وتريد أن تكون الأقوى؟ وبرقت عيناها بحماسة عندما انطلقت كلماتها محاولة بذلك حث زوجها على المضى قدما فى ذلك الطريق ثم نهضت واتجهت نحو أذنه وأردفت قائلة : أنا من المحبب لى أن يكون زوجى الأقوى فى العالم، من الرائع أن يكون زوجى هو القائد يتبعه الجميع حتى أسرتى وصفقت بيدها كالأطفال وقالت: يا له من حلم رائع .  نهض طارق وعدل من ملابسه وقال لها: سيتحقق ذلك قريبا جدا عزيزتى .قرر طارق الرحيل فقد حل المساء واستأذن والد نادية فى الرحيل ورافقته نادية بعد أن ألقت التحية على جميع من بالقصر،ثم استقلا سيارتهما الفارهة جدا وعادا إلى قصرهما على الفور. -51- قصر طارق  وصل الزوجان إلى باب القصر وقبل أن يفتح طارق الباب سمع صوتا لم يسمعه منذ خمس سنوات ،كان الصوت يناديه ويقول له : مبارك يا طارق تجمدت يد طارق وخفق قلبه بسرعة عندما تبين له صاحب هذا الصوت وأدار نفسه، ليواجه صاحب هذا الصوت وقد فعلت نادية ذلك أيضا وكانت المفاجأة. كان صاحب ذلك الصوت هو جدته التى رحلت دون أن يعلم أحد عنها شيئا منذ خمس سنوات بحثوا فيها عنها فى كل مكان لم يجدوها والآن تقف أمامه حية ترزق والتى قالت له: هل ستتركنا فى الخارج هكذا؟ رحبت نادية بهما وقالت : أهلا بك يا جدة ، تفضلا ودخلا القصر ودخلت نادية التى كانت تجر طارق وتنتزعه نزعا من تأثير المفاجأة . جلس الجميع وهمست نادية لطارق قائلة: يبدو أن جدتك وقعت فى الغرام وهربت لتتزوج هذا الرجل ويبدو أنها قد عادت لترث أبيك . لم يعلق طارق على تخمينها ثم التفت طارق إليها وقال :رحبى بهما وأنا سأحضر لهما عصيرا وحلوى ثم اتجه إلى المطبخ ثم فجأة نهض الرجل وبسرعة خاطفة حقن نادية بشىء ما وقد فقدت الوعى على الفور. صعق طارق عندما عاد ووجدها ملقاة على الأرض وقد فقدت الوعى أمسكت ذراعه جدته وقالت : لا تقلق ثم قالت له: اقترب من زوجتك ومنى ثم اقترب منهم الرجل الذى يرافق العجوز فضغطت العجوز على جوهرة خاتمها ثم انتقلوا على الفور إلى مقر الجمعية السرية فورا وقد تفاجأ الجميع هناك بالزائرين الذين حضروا بغير ميعاد متفق عليه . ***   -52- مقر الجمعية السرية  كانت أخته سمر فى تلك الأثناء مشغولة تماما منذ الصباح في إعداد جهاز الإنتقال للعوالم المتوازية الأخرى والذى ينقصه إحداثيات المناطق التى تصل بينها وكانت موجودة منذ نشأة تلك العوالم ،سمعت سمر صوتا يناديها من السماعات ، انتزعها من انشغالها وقالت : ماذا حدث؟ أجابها: احضرى حالا أمر عاجل. تن*دت سمر وتركت كل شىء وصعدت إلى الأعلى ثم دخلت مكتب الاجتماعات.ارتسم الذهول على وجهها عندما شاهدت جدتها واقفة أمامها مبتسمة كعادتها فانطلقت تجاهها وارتمت فى أحضانها واجهشت بالبكاء ،ربتت العجوز على كتف حفيدتها وقالت:لقد سافرت لبعض الوقت وها أنا عدت إليكم الآن .ابتسمت سمر لها وقالت: الحمد لله على سلامتك يا جدتى. جلس الجميع حول طاولة بيضاوية وترقب الجميع لما ستحكيه العجوز عن فترة غيابها طوال الخمس سنوات الماضية، اتكأت العجوز على عصاها ونهضت من مجلسها ثم أخرجت مكعبا فضى اللون ضغطت على دائرة ذهبية اللون على أحد أوجهه فظهرت صورا متحركة مجسمة فزع الجميع لما رأوه فلم يكن عالمهم قد وصل إلى اختراع تلك الأداة بعد. فالخواتم التى ينتقلون بها لم يصنعوها بل وجدوها. تركتها لهم تلك العجوز قبل أن تختفى ولم تخبرهم كيف وجدتها ،المهم أظهر المكعب فيلما مسجلا فيه تظهر أربعة فتيات مختلفات فى المظهر والطباع والقوى . كانت كل فتاة تريد أن تحكم العالم بطريقتها الخاصة فدب الخلاف بينهن إلى أن تدخل بعض ملوك الجن الذين على خلاف مع الملكة الأم وقالوا لهن : إنه يوجد ستة عوالم أخرى شبيهة بذلك العالم الذى تريد كل منهن حكمه بما ترضاه. طلبوا منهن أن تختار كل منهن عالما مناسبا لطريقة كل واحدة منهن ،وافقت الفتيات على ذلك. انتهى الفيلم على ذلك وقبل أن يعلق أى أحد على ما شاهده أخرجت العجوز مكعبا آخر يشبه الأول وضغطت عليه وظهر فيلما آخر فيه العجوز تقف أمام الأم ودار الحديث التالى بينهما. الأم: أهلا بك أيتها العجوز الحكيمة ثم أخرجت الملكة مكعبا وضغطت عليه وقالت ستفهمين كل شىء عندما تشاهدين ذلك وكان هو نفس الفيلم الذى عرضته العجوز عليهم فى بادىء الأمر ثم طلبت منها الأم أن تساعدها فى أن يعلم كل عالم بوجود عالم مواز آخر له فى كون آخر وقد اختارتها بالذات لأنها الوحيدة الباقية على قيد الحياة فنسخها الباقية توفين فى عوالمهن . فعندما تتنقل بين العوالم الأربعة يصدقها ذوي نسخها المتوفيات فى تلك العوالم عندما تقا**هم وتحكى لهم بوجود عوالم متوازية أخرى ،فوافقت العجوز على تلك المهمة وأخذت الأدلة التى دستها للمعارضين فى كل عالم مواز لأنهم الاكثر رغبة فى إيجاد عالم آخر يعيشون فيه حيث ضاق بهم الحال فى عالمهم وأصبحوا منبوذين فهم أرادوا الهجرة من عالمهم إلى عالم آخر يمكنهم فيه قبولهم . انتهى الفيلم وتلاشت صوره تدريجيا ،ثم نظر الجميع إلى بعضهم البعض ،ثم نهضت سمر وقالت إذن أنت التى أرسلتِ لى ذلك الصندوق الذى يحوى كل المعلومات اللازمة،لصناعة الجهاز،وأيضا تلك الخواتم وكيفية استخدامها ،أومأت العجوز برأسها بالموافقة وقالت: نعم إنه أنا . نهض طارق وقال ولماذا جعلتى نادية زوجتى تدخل فى غيبوبتها تلك ؟ حكت العجوز ذقنها وقالت : نادية لها ثلاث نسخ أخرى فى العوالم الأخرى ولكن نسختها فى عالمنا نحن ليست من المعارضين،فستكون عقبة كبيرة كما أنه يجب علينا فى نفس الوقت أن تؤمن بقضيتنا وتساعدنا فكيف نحل تلك المشكلة، فقررت أن أجعلها تغيب عن الوعى فترة طويلة مع توفير الرعاية الطبية اللازمة لها هنا فى المقر ونأتى بنادية النسخة الأخرى فى أحد العوالم الأخرى والتى ستحل محلها والتى ستساعدنا فى الحصول على مخطوطة مهمة جدا فى تحديد أماكن إتصال العوالم الأربعة ببعضها البعض وهى توجد فى خزانة خاصة تابعة لعائلتها ،ولأننا لا نضمن تعاونها معنا فسنضطر لإحلال نسختها حتى نحصل على دعم عائلتها دون أن يشعروا بذلك. تن*د طارق وقال: حسنا ولكن هل وجدتِ تلك الأخرى ؟ أجابته العجوز: بالتأكيد وسوف أحضرها غدا فى الصباح الباكر وقد أوضحت لها كل شىء. ولكن علينا إخراج ما برأس زوجتك من معلومات حتى نزرعها برأس نادية الأخرى لكى لا ينكشف أمرها سألها كبير أعضاء الجمعية : وكيف نفعل ذلك؟ أشارت العجوز سعاد لمساعدها الذى أخرج من حقيبته خوذة عجيبة بها أسلاك متشابكة ووضعها على رأس نادية الغائبة عن الوعى ،ثم أخرجت العجوز مكعبا ورديا اللون ووضعته داخل فراغ فى الخوذة يتسع لحجمه وضغطت على المكعب الذى أضاء بلون وردى خلاب ثم انقطع الضوء معلنا بذلك انتهاء عملية نقل البيانات من مخ نادية إلى المكعب . قلبت العجوز المكعب بين يديها وقالت بنفس الطريقة سنزرع كل ما برأس زوجتك نادية إلى نسختها حتى لا ينكشف أمرها.  فحصت سمر الخوذة والمكعب بانبهار واضح فهى ذات عقل فريد فى عالمها يفكر كما يفكر العلماء والذين لا يتواجدون أبدا فى عالمها فعالمها لا يهتم إلا بعلوم الآلات التى تزيد من قوة سكان عالمها. لاحظت جدتها شغفها بدراسة كل شىء كالكواكب والنجوم والضوء وصفاته وغيرها من علوم الفيزياء لذلك اختارتها لتدرس الكتب التى أحضرتها من العوالم الموازية والتى تهتم بدراسة تلك العلوم فعقلها الوحيد القادرعلى استيعاب تلك العلوم فى وقت قصير والقادرة على تنفيذ الأجهزة الخاصة بانتقال السكان بين العوالم الاربعة.  تثاءبت العجوز وقالت : يا لها من ليلة طويلة أعتقد أنه حان الوقت لكى ينال كل منا قسطا من الراحة فالاسوأ لم يأت بعد. وافقها الجميع واقترحت سمر بأنها ستبيت مع أخيها وزوجته فى المقر حتى الصباح.  -53- كانت ليلة طويلة حيث ألقت بستائرها القلقة على نفس طارق الذى يرى زوجته نائمة إجباريا ،بينما كانت ليلة مليئة بالشغف والفضول حيث انكبت سمر بالاطلاع على ما استخرجته جدتها من معلومات من رأس نادية زوجة أخيها وتصنيفها حتى وصلت إلى معلومة مهمة جدا من ذاكرة نادية المنسوخة منها. شاهدت سمر صورة لنادية فى مرحلة الطفولة وقد أعطاها جدها الذى توفى منذ سنوات قلادة غريبة جدا على شكل مثلث يتوسطه عينا تخرج منها ستة أزرع وتردد صوت جد نادية قائلا حافظى على هذه القلادة يا نادية ثم أشار إلى العين التى تتوسط المثلث وقال هذه العين ستجعلك تشاهدين كل العوالم يوما ما.  انتابت الحماسة سمرعندما شاهدت تلك القلادة وحاولت أن تبحث فى ذكريات نادية حتى تعرف أين تلك القلادة الآن فلم تكن نادية ترتديها أبدا ،فأين توجد تلك القلادة ؟ للأسف لم تجد سمر شيئا يشير إلى مكان تلك القلادة فى ذكريات نادية ،حكَّت سمر ذقنها بسبابتها ثم نادت على أخيها طارق الذى لبى ندائها على الفور فدخل إلى الغرفة التى تجلس فيها أخته وقال: ماذا حدث يا سمر؟ أشارت سمر إلى الشاشة التى تعرض ذكريات زوجته نادية وقالت: تلك ذكريات زوجتك. انظر لتلك القلادة ألم ترها ترتديها يوما ما ؟ حدق طارق فى الشاشة للحظة ثم قال :لقد أعطتنى نادية تلك القلادة ليلة زفافنا ،أهى مهمة ؟ أجابته سمر قائلة: أعتقد ذلك فقد أوصاها جدها بالحفاظ عليها فهى ستمكنها من مشاهدة كل العوالم يوما ما. يبدو أنه كان على دراية بوجود عوالم أخرى موازية ،عقد طارق ذراعيه أمام ص*ره وقال: ولكن إذا كان جدها يعلم بذلك فلماذا لم يعلن ذلك لأحد؟ رجعت سمر بظهرها للخلف ثم أومأت رأسها بالنفى وقالت: ليس يكون السؤال هكذا؟ بل لماذا لم يعلم عامة الناس شيئا عن وجود عوالم أخرى موازية إذا كان هناك آخرون يعلمون بذلك ؟ يبدو أنه هناك أمرا خطيرا يُحَاك فى الظلام دون أن يعلمه سكان عالمنا يا طا...، قطع حديثهما ظهور جدتهما سعاد المفاجىء كعادتها والتى ابتسمت فى حنان بالغ وقالت:يبدو عليكما الإرهاق ،ألم تناما بعد؟ تنحنح طارق قبل أن يجيب قائلا: وكيف ننام وقد ألقيتِ علينا حمل لا تطيقه الجبال. نظرت الجدة إليهما بشفقة ثم تن*دت وخفضت رأسها لأسفل لحظة ثم قالت: أعلم أنها مهمة صعبة جدا فأنتم مضطرون لمواجهة عنصرية قد تأصلت فى عالمنا منذ سنوات وعصور طويلة ،عنصرية ستودى بهلاكنا لا محالة قريبا ،عليكما إنقاذ الأجيال القادمة من الوقوع فى مغبة تلك العنصرية الشنعاء مستقبلا. نظرطارق وسمر إلى بعضهما البعض وكان ال**ت سيدهما للحظات، فكانا يفكران ملِيَّا فى حديث جدتهما، قطع **تهما صوت الجدة والتى نظرت إلى الشاشة التى تعرض صورة القلادة وبرقت عيناها بشدة ثم صاحت قائلة : القلادة إنها القلادة التى أبحث عنها . انتزعت صيحتها طارق وأخته من تفكيرهما العميق وهزت سمر رأسها بانفعال واضح وقالت: هل هى مهمة جدا ؟ أومأت الجدة بالموافقة ثم أخرجت من حقيبتها مكعبا يحوى فراغا صغيرا يساوى حجمه مع حجم القلادة وقالت: نعم تلك القلادة إذا وضعتها فى ذلك الفراغ فسنعرف من خلالها الأماكن التى تربط العوالم ببعضها وبضبط الإشارات الثابتة الصادرة من كل عالم سوف نصنع هاتفا كبيرا يمكننا من خلاله الإتصال بأى من تلك العوالم ونسافر إليها فى أى وقت . ابتسم طارق ابتسامة واسعة وقد أخرج تلك القلادة من تحت ملابسه التى طمستها تماما تحتها لدرجة أن سمر لم تلحظها حول رقبة أخيها ، اعتلى وجه العجوز الراحة وأعطت سمر المكعب لتدمجه بالشاشة ثم وضعت القلادة فى الفراغ المخصص ،ضغطت على العين التى ومضت ومضات متقطعة متتالية بنمط معين حتى توقفت عن الوميض بعد لحظات تم فيها معالجة الشاشة للبيانات الواردة من المكعب وظهرت على الشاشة خريطة توضح أماكن بوابات الإنتقال بين العوالم الموازية.  قالت الجدة سآتيكم بنادية التى ستنتحل شخصية زوجتك يا طارق ، قال طارق: حسنا كما تشائين لكن متى؟ الجدة : بعد نصف ساعة من الآن وعليك الاتصال بأهلها و تقول لهم أنك ونادية مسافران اليوم إلى مكان بعيد لتقضيا شهر عسلكما ولا تذكر أين ذلك المكان . قال طارق: حسنا سأفعل ثم أخرج هاتفه واتصل بوالد زوجته .أثناء ذلك ضغطت الجدة على الجوهرة التى تتوسط خاتمها بعد أن غيرت اتجاهها وأمسكت بيد الرجل مساعدها واختفيا فى لمح البصر وذهبت سمر إلى معملها ووضعت القلادة فى المكعب الذى أعطته إياه جدتها منذ برهة لتخرج ما به من بيانات لتفحصها وتدرسها. عادت العجوز ومساعدها  ترافقهما نادية إلى مقر الجمعية السرية  فى عالم ضارين ،وطلبت العجوز من سمر مساعدة نادية من العالم الثانى التعرف على كل المعلومات التى استخرجوها من رأس نادية زوجة أخيها وأن تعلمها تقاليد عالمهم. شعرت نادية بالحرج عندما حدق فيها طارق كثيرا ف*نحنحت وقالت : لماذا تحدق فى هكذا سيدى؟ انفجرت سمر ضاحكة وابتسم طارق ثم أشاح بوجهه وخرج من الغرفة فى نفس اللحظة التى اختفت فيها العجوز مرة أخرى لتتواجد فى عالم آخر عالم صافين عالم سطوة القانون. عادت العجوز سعاد إلى عالمها بعد إتمام مهمة ما فتواجدت في المقر الرئيسي لتلك الجمعية السرية ،لتطمئن على سير الأمور مع نادية ، لم يتفاجأ الجميع فى المقر الظهور المفاجىء للعجوز حيث ابتسم الجميع وقالت سمر: ألا ترتاحين يا جدتى؟ منذ ظهورك وأنت من هذا العالم لذلك العالم، ألم يحن وقت راحتك بعد؟ ربتت العجوز على كتفها وقالت: سأرتاح حينما تنتهى مهمتى ، وبرقت عيناها وقالت بصوت خافت لم يسمعه أحد : قد اقتربت نهاية المهمة . سألت العجوزعن نادية وهل تم إعدادها جيدا لمهمتها ؟ أومأت سمر بالايجاب وقالت: إنها جاهزة حفظت كل وتدربت على أسلوب نادية تماما أرجو ألا يكشفها أحد ، دلفت نادية بهيئة نادية زوجة طارق زعيم ع***ة ال*قرب الازرق ثم قالت :حسنا أيتها الجدة أنا فى أتم الإستعداد متى سأقابل أسرتى؟ ابتسم طارق وقال بتهكم واضح : أسرتك؟ يبدو أنك اندمجت سريعا فى عالمنا يا نادية.  شعرت نادية بالضيق من نبرة السخرية الواضحة فى حديث طارق وقالت: أولا أنا مضطرة لهذا الإندماج حتى أساعد عالمكم وعالمى ، صفقت العجوز بيدها وقالت : مهلا أيها السادة يجب أن نتحد لا نسخر من بعض يا طارق الأمر لا يحتمل أى خلاف بين الجميع . اعتذر طارق وبدا على وجهه الخجل مما قال، التفتت العجوز إلى سمر وقالت : هل استخرجتِ المعلومات من القلادة ؟ ابتسمت سمر ابتسامة واسعة وقالت: لدى خبر جيد وآخر سيء . تنبه الجميع لها ، ثم أردفت قائلة: الخبر الجيد تلك القلادة تحوى خريطة توضح نقاط التقاء العوالم المتوازية وهم أربعة منهم عالمنا وكيفية تجهيز محطات لنقل الأشخاص والأشياء بل النباتات والح*****ت أيضا،أما الخبر السىء فإن إحداثيات تلك النقاط أحدها يقع داخل المعبد الذى تتعامل معه العصابات ويحصلون على كافة أنواع الأسلحة منه، وهناك نقطة تقع فى منطقة الح*****ت الضخمة المقدسة ، والثالثة تحت قصرك يا أخى والرابعة تحت قصر أسرة نادية. تنحنح طارق وقال: يكفى أن نجهز محطة واحد ونتواصل مع عالم واحد فقط ، يكفى النقطة التى تحت قصرى ، ضحكت سمر ضحكة قصيرة ثم أشارت بسبابتها نفيا وقالت: يجب أن تتصل العوالم الأربعة فى نفس الوقت إنها مسألة علمية لن أضيع وقتى فى شرحها لكم ولكن ما أريد توضيحه أن تلك النقاط يجب تشغيلها فى نفس الوقت هنا وأيضا فى العوالم الأربعة أى يجب أن نتفق جميعا فى نفس الوقت الذى سيتم فيه تشغيل المحطات معا هذا ما وجدته فى المعلومات التى استخرجتها من القلادة ، حتى لو تمكنا من السيطرة على الأربع نقاط وتمكنا من إنشاء المحطات كيف سنتواصل مع العوالم الموازية لعالمنا فى نفس الوقت نحن لا نملك سوى إشارات ثابتة من كل عالم مواز كيف؟ كيف سنتحد فى تشغيل المحطات معا فى العوالم الأربعة ؟  عقد طارق ذراعيه خلف ظهره ، بينما مطت نادية شفتيها فى حنق، فى حين جلست سمر أمام الشاشة تعبث بأزارها فى محاولة يائسة لايجاد حل علمى لذلك الموقف الحرج ، لمعت جوهرة الخاتم الذى ترتديه العجوز لأول مرة ،ف*نبهت نادية له وصاحت قائلة : أيها الجدة خاتمك ؟ فحصت الجدة الخاتم وضغطت عليه : فظهرت الملك الأم بل صورة مجسمة لها حيث كانت تبدو مرهقة جدا وقد اشتد عليها المرض ، وقالت: عليكم تجهيز المحطات وأنا سأساعد فى أن تتواصل العوالم المتوازية الأربعة فى نفس الوقت فآخر دفقة طاقة لى سأبثها فى العوالم الأربعة بنفس التوقيت سأتواجد فى منتصف المسافة بين العوالم الأربعة لا تقلقوا . تنحنحت العجوز وقالت: معذرة أيتها الملكة ولكن لدى سؤال ؟ ما بال بناتك الأربعة أين ذهبن ؟ ألن يتدخلن فيما سيحدث ؟ أطرقت الملكة الأم رأسها فى أسف واضح وارتسم الحزن على وجهها ثم قالت: لقد أدخلتهن فى سبات عميق وأبدى حتى يتوفاهن الله وقد جعلتهن بلا مئوي جعلتهن سائحات فى الأفلاك بين النجوم والكواكب حتى لا يتمكن أحد من الجن أو البشر الوصول إليهن بسهولة وتعود الكَرَّة مرة أريد أن أعطى لتلك العوالم الفرصة فى تقرير مصيرهم .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD