الحلقة-3- كشف غموض الهرم المطموس

1554 Words
-16- كشف الهرم المطموس نعود إلى سمر أخت الممثل طارق عز والتى كادت أن تقترب من المحطات التى أنشأها الحراس قديما والتى دمرتها الملكة الام قبل أن تختفى بمساعدة وزيرها ولكن قد تركت آثارا تدل على وجودها فى نفس الوقت، فقد حاولت طمسها إلى أن تكشفها لمن يستحق، فبالرغم من تدمير تلك المحطات إلا أن الطرق التى تصل العوالم ببعضها البعض لم تُدَمر بل طُمِست معالمها فقط تحت أنقاض المحطات التى احتوتها فهى مثل آبار المياه الجوفية مدفونة فى الأعماق منتظرة من يكشف الغبار عنها يوما ما لتروى ظمئا أو تنبت شجرا ،فبعد أن تيقنت سمر أن ما شاهدته وزوجها أنه مجرد خيال مجسم قررت أن تتوجه إلى ذلك المكان مرة أخرى ولكن هذه المرة بصحبة أجهزة خاصة تمحو تلك الصور المجسمة وعادت بالفعل مع زوجها فى مساء ذلك اليوم بعد أن استراح الزوجان لبضع ساعات قبل أن يعودا إلى ذلك الموقع مرة أخرى، ذهب الزوجان بنفس الطريقة وفى لمح البصر وجدا نفسيهما هناك مرة أخرى، ارتعدت أوصال زوجها مصطفى لحظة فحاول إخفاؤها قبل أن تلحظ زوجته. تقدمت سمر وغرست بعض الكرات المعدنية الصغيرة على شكل دائرة تحيط بالمكان الذى ظهرت فيه صور التنين ثم ضغطت على زر فى جهاز صغير بيدها فانفتحت تلك الكرات معا وانطلق منها أضواء صنعت دائرة كأنها هالة ضوئية تحيط بتلك البقعة ثم تراجعت سمر بضع خطوات للخلف وناولها زوجها قفصا يحوى حماما وعصافير ففتحته  سمر ثم أطلقت تلك الطيور تجاه تلك البقعة المحاطة بالكرات وحامت الطيور حولها وخرج ذلك التنين المزعوم من العدم فتراجع مصطفى للخلف ، كان التنين يطارد الطيور التى فزعت لرؤيته وطارت بعيدا. لاحظت سمر أن التنين لم يبرح تلك البقعة وراء الطيور وهذا أكد اعتقادها بأن ذلك التنين ما هو الا صورة مجسمة متحركة لتنين، استطاعت سمر من خلال حلقة الضوء التى صنعتها الكرات معا تحديد البقعة التى يخرج منها التنين وبضغطات على مجموعة أزرار بالجهاز الصغير الذى تمسكه انكشف بالتدريج ثم أزاح الستار عن أنقاض حجرية كبيرة غير متماثلة  كونت هرما ضخما ،اتسعت عينا مصطفى على آخرها وفرغ فاهه من فرط الدهشة. ابتسمت سمر ابتسامة واسعة مختلطة بالثقة ثم التفتت إلى زوجها وغمزت له قائلة: ما رأيك فى أن نبيت ليلتنا هنا تحت سفح ذلك الهرم ثم اقتربت منه ونظرت مباشرة فى عينيه وقالت:ستكون ليلة لن تنساها أبدا ،ابتلع مصطفى ريقه وقال باستنكار : هنا فى هذا الخلاء ؟! أجابته بفتح حقيبة ظهرها ثم أخرجت منها خيمة حولتها إلى خيمة مجسمة بعد نفخها بالمنفاخ ثم قالت :أعتقد أنه لا يوجد خلاء الآن. ابتسم مصطفى نصف ابتسامة وتن*د قائلا : حسنا فلنقض ليلتنا هنا تحت سفح ذلك الهرم . -17- منزل نادية الأديبة دخلت نادية الكاتبة والأديبة غرفتها بعد أن أخذت حماما دافئا فشهقت شهقة مكتومة عندما تفأجات بوجود العجوز سعاد وقالت: الجدة سعاد لقد أفزعتنى حقا . ابتسمت العجوز وقالت: آسفة ، أريدك أن تذهبي معى الآن إلى عالمى المواز لعالمك فنادية نسختك الأخرى قد أدخلناها فى سبات واستخرجنا منها المعلومات وعليك الآن أن تحلى محلها بسرعة حتى لا يلحظ أهلها تغيبها . قالت نادية :  حسنا سأرتدى ملابسى حالا . هزت العجوز رأسها بعدم الموافقة ثم أخرجت زيا منتشرا فى عالمها المواز حيث اعتادت نادية الأخرى ارتداؤه وقالت لها: ارتدى هذا الزى أخذت نادية الزى وقلبته بين يديها فى اشمئزاز وقالت : ما هذا الزى الب*ع إنه يفتقر إلى الذوق، لا ،لا لن أرتدى ذلك الزى الفظ تن*دت العجوز وقالت : أنت مضطرة لارتداؤه فهذا الزى منتشر جدا فى عالمنا بل إنه الأغلى والأفضل ولا تلبسه إلا الجميلات القويات الثريات نظرت نادية مرة أخرى إلى الزى وقالت فى سخرية واضحة : هذا ترتدينه أجمل الفتيات ؟! تن*دت نادية وقالت بتهكم واضح: حسنا سأرتديه من أجل البشرية ، من أجل مستقبل أفضل سأرتديه . خرجت العجوز لتعطى فرصة لنادية ارتداء الزي . بعد بضع دقائق خرجت نادية مرتدية ذلك الزى الب*ع على حد قولها وقد اعتلى التذمر ملامح وجهها ، كتم مساعد الجدة ضحكاته عندما شاهد نادية فى ذلك الزى الب*ع والذى أظهرها كما لو أنها أنثى أحد الح*****ت المفترسة بتلك الآنياب الحيوانية التى تزركشه وتلك رؤوس الأفاعى المحنطة المدلاة من كتفيها، لاحظت نادية ضحكات الرجل المكتومة فانزعجت أكثر فالتفتت العجوز إليه ورمقته بنظرة صارمة أخرسته فأخفض رأسه اعتذارا لهما . أشارت العجوز إلى نادية لتقترب منها وللرجل ليقترب منها أيضا ثم ضغطت على جوهرة الخاتم بعد أن عدلت وجهته واختفى الجميع بلمح البصر. -18- نعود إلى ذلك الخلاء حيث قرر الزوجان سمر ومصطفى المبيت تحت أنقاض تشبه الهرم، كان قد انكشف بعد أن أزالت عنه ذلك الخيال المجسم بأجهزتها، استلق الزوجان على ظهريهما ليراقبا النجوم والقمر الذى بدا بضوء أزرق  جميل فصخور قمر ذلك العالم تمتص جميع الأضواء ما عدا الأزرق الذى تع**ه فيبدو القمر أزرقا ، سألت سمر زوجها قائلة: ترى ما لون القمر فى العوالم الموازية الأخرى ؟ ما شكل البشر؟ ما سلوكهم؟ ما عاداتهم؟ ما... قطع تساؤلاتها تثاؤب زوجها الذى قال لها: الشىء المؤكد أن البشر فى جميع العوالم المتوازية يشعرون بالتعب فينامون أليس كذلك يا زوجتى العزيزة؟   ضحكت سمر فقد فهمت مغزى حديثه ف**تت واستسلمت للنوم. وفى أثناء نومها كانت الملكة الأم تراقبها من مجرة بعيدة جدا فأرسلت طيفا يزور منامها ويخبرها بمعلومات عن كيفية الوصول لنقطة اتصال العوالم ببعضها تحت هذه الأنقاض أثناء نومها،زار الطيف منام سمر فشاهدت نفسها تدور حول تلك الأنقاض فوجدت حجرا مختلفا عن بقية الأحجار. لمسته ونزعته من بين الأنقاض التى انهارت وتزحزحت على الجوانب وكشفت عن دائرة معدنية يصل قطرها إلى خمسة أمتار. لامس أول شعاع ذهبى من شمس هذا العالم وجه سمر التى تبيت فى الخلاء ونبه حواسها ففتحت عينيها فجأة ثم أغلقتها بسرعة فأشاحت بوجهها عن أشعة الشمس وتثاءبت بقوة أيقظت زوجها الذى فرك عينيه بقوة ثم نهض الزوجان وقال: أول مرة أنام بعمق هكذا يبدو أن النوم فى الخلاء له سحر خاص وغمز لزوجته التى قالت زوجته: أما أنا فقد شاهدت حلما أوضح لى كيفية إزاحة تلك الأنقاض وكشف ما تحتها . أمسك زوجها يديها وقبلها وقال : هل تسمح أميرتى بتناول طعام الإفطار أولا ؟ ابتسمت سمر وقالت : حسنا ولكن الأميرة تحتاج إلى المساعدة ، أومأ زوجها بالموافقة وساعدها فى تجهيز طعام الافطار . بعد ذلك، طلبت من زوجها الابتعاد عن موقع الأنقاض ثم دارت ببطء وبحرص حول الأنقاض وصورت الأنقاض شبرا شبرا ثم جلست وفحصت ما صورته حتى اهتدت إلى تلك الصخرة المختلفة عن باقى الأنقاض فهى ذات لون بنى فاتح فى حين باقى الأحجار صفراء . طلبت من زوجها إحضار حقيبة الأدوات من طائرتهما ثم صنعت جهازا يشبه كف الانسان ذو ذراع طويلة يمكن التحكم فيه من خلال يد صغيرة تتحكم فى طوله وفى حركة اليد المعدنية ثم قاست المسافة بين مستوى ذراعها وبين ارتفاع تلك الصخرة المختلفة وعلى أثر ذلك حددت طول ذراع جهازها الذى تزيل به تلك الصخرة ، وبعد أن أتمت قياساتها ، جذبت تلك اليد الصغيرة وحركتها فتحرك الذراع واليد تجاه الصخرة المختلفة ثم تمكنت منها اليد المعدنية وأمسكت بها ضغطت سمر على زر يتوسط اليد الصغيرة، فأطبقت اليد المعدنية بشدة على تلك الصخرة ثم جذبتها بقوة فانهارت الأحجار الباقية ثم انكشفت تحتها تلك الدائرة المعدنية التى شاهدتها فى منامها.  أطلقت سمر صيحة النصر الشهيرة فى عالمها فجرى زوجها ناحيتها والذى كان يحمل كوبا من العصير فصاح زوجها بدهشة وقال : ما هذا الشىء؟ اقترب زوجها من الدائرة أكثر ولكنه تعثر فى حجر صغير لم ينتبه إليه فوقع فسقط الكوب من يده ليسقط بداخل تلك الدائرة المعدنية ولكن حدث شيئا عجيبا للكوب عندما دخل تلك الدائرة . ارتسمت الدهشة على وجه مصطفى في حين فكرت سمر مليا وقالت: لا تندهش يا زوجى ففى مساحة هذه الدائرة تنعدم الجاذبية، ولكن كيف سنتصل بالعوالم الأخرى باستخدام تلك الدائرة ؟ كي... قطع تفكيرها الظهور المفاجىء للعجوز سعاد التى ربتت على كتفها وقالت: لا تقلقي سأساعدك فى ذلك ، انتفضت سمر بقوة وشهقت شهقة مكتومة وفزع مصطفى وتراجع للخلف حتى وقع داخل الدائرة فارتفع وتطاير ، ف*نبهت سمر له فناولته العصا المعدنية الطويلة فتشبث بها بقوة فجذبتها سمر بقوة وساعدتها العجوز حتى ابتعد مصطفى بعيدا عن تلك الدائرة العجيبة ،زفر مصطفى بقوة وبدا الحنق الشديد عليه وقال: ما هذا الذى يحدث ؟ إنه أسوأ شهر عسل على الإطلاق . شعرت سمر بالسوء لما حدث لزوجها فقد تحمل الكثير بسبب عملها، عدل مصطفى من ملابسه ثم أخبر سمر بأنه عائد إلى المنزل وأنه سيسافر لخارج البلاد ليبدأ معسكره الرياضى فقد اقترب موعد البطولة التى يشارك فيها ولا يريد أن يُصاب قبل البطولة وبعد أن تنتهى البطولة وتنتهى من بحثها سيعود . لم تستطع سمر التحدث ببنت شفة واستسلمت لطلبه ثم نظرت إلى العجوز وقالت : هيا نرحل سويا ثم نعود مرة أخرى ولنكمل تعارفنا بالطائرة. أومأت العجوز رأسها بالموافقة واستقل الجميع الطائرة ، انزوى مصطفى فى الكرسى الخلفى تاركا كرسى القيادة والكرسى المجاور له لتجلسا فيه زوجته والعجوز سعاد التى ظهرت فجأة ثم وضع سماعات الأذن وتسللت الموسيقى المفضلة لديه إلى داخل أذنيه ، فى حين بدأت العجوز حديثها وقالت: أشعر بالأسف الشديد للإزعاج الذى سببته لكما ، ولكن الأمر هام وضرورى جدا. ابتسمت سمر وقالت: إنك نسخة جدتى فى عالم آخر أليس كذلك؟ هزت العجوز رأسها وقالت: نعم، ثم ناولتها العجوز مكعبا من تلك المكعبات المنتشرة فى عالم سمر وقالت لها : فى هذا المكعب معلومات عن كيفية احتواء تلك الدائرة المعدنية وكيفية تشغيلها وربطها بالدوائر الثلاث الأخرى التى لم تكتشفيها بعد ففى الخريطة التى وجدتِ فيها ذلك الهرم ستجدين فيها باقى الأهرامات وستزيحين الأنقاض بنفس الطريقة التى استخدمتِها منذ قليل ما عليك سوى الإسراع فى احتواء طاقة تلك الحلقات المعدنية ثم أشارت إلى جوهرة خاتمها وقالت: إن طاقة هذه الجوهرة والتى تساعدنى فى التنقل بين العوالم الموازية الأربعة قد قاربت على الإنتهاء لذا عليكِ انجاز ما طلبته منك فى أسرع وقت. هبطت الطائرة ونزل الجميع منها ثم ربتت العجوز على كتف سمر وقالت : سأذهب لأساعد نسخاتك الثلاث فى العوالم الموازية الأخرى إلى اللقاء وضغطت العجوز على جوهرة خاتمها فاختفت فى لمح البصر .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD