-19-
منزل طارق عز
انسدل الليل بستائره على الجميع ،هدأت الأنفس وسكنت القلوب وطافت الأمنيات والأحلام فوق رؤوس العباد. كان طارق عز الممثل يعبث بأوراق الفيلم الذى أوشك على تصويره خلال أيام ، جرت ساعات الليل كما تجرى مياه النيل وقت الفيضان ، لم يشعر طارق بمرور الوقت ، وتسلل أول ضوء لأشعة الشمس فوق يديه منبئا بذلك بزوغ فجر جديد فى عالمه ، فما ينتظره هذا الشاب الوسيم لم يكن فى الحسبان فقريبا سيؤدى أهم دور فى حياته دورا سيغير الكثير فى عالم مواز آخر.
فرك طارق عز الممثل عينيه من التعب وتثاءب بقوة ، ثم أسدل ستائر نوافذه المعتمة لكى يحجب ضوء الشمس لينام فاستسلم لسبات طويل وانفرطت أوراق السيناريو من بين يديه .
-20-
منزل سمر
عادت سمر إلى منزلها بعد أن قابلت العجوز سعاد نسخة جدتها من عالم مواز آخر ، فوجدت زوجها نائما بوداعة تتناقض مع رياضة المصارعة التى يهواها ويمارسها وعلى وشك الدخول فى مسابقة دولية طالما حَلُمَ الانضمام فيها والتنافس عليها فقد اجتهد كثيرا لمستوى يليق بتلك المسابقة العالمية.
دلفت سمر غرفة نومها بحرص وبهدوء حتى لا يستيقظ زوجها النائم ، خلعت ملابسها ثم ارتدت ملابس النوم ، شعر مصطفى بوجودها جواره ، فالتفت ناحيتها وقال بصوت ناعس: سأذهب غدا إلى المع**ر باكرا لقد هاتفت مدربي وقلت له لا أريد أن أضيع وقتا فى التنزه.
شعرت بالحرج الشديد منه فلم تجد سمر كلاما تعقب به على حديثه ولكن سالت الدموع على وجنتيها ولاحظ زوجها الدموع فمسحها وقال: أنا لست غاضبا منك إنها الظروف يبدو أن أمرا جللا سيحدث فى الأيام القادمة قومى بعملك على أكمل وجه ثم ابتسم لها وأردف قائلا : العمر أمامنا طويل لنجعله شهر عسلا طويلا . ضحكت سمر فاحتضنته على الفور ثم أغلقت الضوء ونام الزوجان تغلفهما السكينة والمحبة.
-21-
منزل طارق
استيقظ طارق من نومه ثم توجه إلى المرحاض غسل وجهه ثم نظر فى المرآة فتسمر مكانه عندما انع** وجه العجوز سعاد على المرآة ، ابتلع ريقه ببطء شديد ثم أدار رأسه ببطء ناحية العجوز التى ابتسمت له ثم قالت : أنا لست جدتك سعاد التى توفيت منذ خمس سنوات،أنا نسختها فى عالم مواز آخر يمكنك أن تسأل أختك سمر وزوجها فقد زرتهما قبلك ثم ناولته هاتفه ليهاتف أخته، مد طارق يده المرتعشة ليأخذ الهاتف ثم اتصل بسمر التى كانت تعد طعام الإفطار لزوجها فتوجهت إلى هاتفها وفتحت الاتصال بيها وبين أخيها فتسلل صوتها العذب إلى أذنى أخيها ،
- أخى الحبيب لماذا تتصل باكرا هكذا ليست عادتك ؟
ص*رت حشرجة من حنجرة طارق وتلعثم ثم قال: إن إن جدتنا سعاد المتوفية واقفة أمامى ،
- ضحكت سمر وقالت: ليست جدتنا بل نسختها فى عالم مواز آخر حسنا لقد زارتك يبدو أنها تريدك أن تساعدها فى شيئا ما .
- أساعدها فى ماذا؟ أردفت سمر : يوجد ثلاثة عوالم موازية لعالمنا وتريد الجدة أن تساعد تلك العوالم بأن يكونوا على اتصال ببعضهم البعض لكى يستفيد كل عالم من الآخر .
مط طارق شفتيه ونظر بريبة إلى العجوز نسخة جدته المتوفية حاول جاهدا استيعاب حديث أخته فساد ال**ت بضع ثوان ، قطعه جملة أخته : أخى طارق نفذ ما تطلبه منك فحسب دون مناقشة رجاء ثم أغلقت الاتصال .
قد ساعديه أمام ص*ره ثم قال بصوت يشوبه القلق : حسنا سأنفذ لكِ ما تريدين .
ارتسمت ابتسامة واسعة على وجه العجوز وقالت: خذ هذه الملابس وارتديها فورا. أخذ منها الملابس وقلبها بين يديه ثم رفع رأسه إليها ثم قال: انها ملابس تشبه ملابس الشرطة لدينا ولكنها مختلفة بعض الشىء.
تن*دت العجوز ثم جلست على الأريكة وطلبت من طارق أن يجلس بجانبها ثم قالت: حسنا ما أريده منك أن تنتحل شخصية إحدى نسخاتك الثلاث فى ثلاث عوالم متوازي أخرى وهذه النسخة ع**دة.
يرفض تماما التعاون فى كشف العوالم المتوازية لبعضها البعض وهو ضابط نافذ فى عالمه لذا أريد منك انتحال شخصيته وتنفذ كل ما أريده منك بصفتك الضابط طارق.
لا تقلق كل المعلومات التى ستحتاجها عن نسختك فى هذا الملف كل شىء وستساعدك زوجته فى ذلك أيضا .
رفع طارق حاجباه دهشة ثم قال: نسختى متزوج! أنا لم أفكر فى الزواج مسبقا . نهضت العجوز ثم قالت: والآن ارتدى هذه الملابس بسرعة فليس لدينا وقت.
نهض طارق الممثل ثم اتجه إلى غرفته وفى خمس دقائق كان قد ارتدى ملابسه ثم خرج . ابتسمت العجوز ثم قالت: ينقصك شيئا صغيرا فاتجهت إلى غرفته ودخلت وأخذت فرشاة شعره وقامت بتصفيف شعره مثلما كان يصفف طارق الضابط شعره ثم قالت: الآن أنت مستعد لانتحال شخصية نسختك ثم عدلت وجهة خاتهما ثم ضغطت عليه وأمسكت يد طارق الممثل فاختفيا على الفور ليتواجدا فى منزل الضابط طارق في عالم مواز آخر.
-22-
منزل سمر
مع أول شعاع لضوء الشمس تناثرت حبوب اللقاح فى ذلك الصباح الباكر لتمنح هذا العالم رائحة جميلة يأنسها الجميع إلا أصحاب الجيوب الأنفية، حيث كانت سمر زوجة المصارع مصطفى من ضحايا الربيع ، فتوالت عطساتها بعد أن فتحت نافذة غرفتها واستنشقت نسيم الصباح الممزوج بحبوب لقاح الأزهار والفاكهة تلك العطسات أيقظت زوجها بعنف ، ففزع واستيقظ بسرعة ليطمئن على زوجته قائلا : ما بك يا سمر ؟ أأنت بخير؟ استمرت سمر فى العطس لمدة دقيقة ثم قالت: لا تقلق إنها جيوبى الآنفية سآخذ دوائى حالا وسأكون بخير لا تقلق.
نهض مصطفى من فوق فراشه ، اتجه إلى الحمام ليستحم ثم خرج ليرتدى ملابسه ، كانت سمر فى تلك الأثناء تجهز له حقيبته الرياضية ليعود إلى معسكر التدريب، دلف مصطفى إلى غرفته ثم اقترب من زوجته سمر والتقط يدها ثم قبلها وقال بلطف: شكرا لك يا زوجتى ، أرجو أن تتوفقى ويكون الحظ جانبك وتنهين بحثك قريبا ولكن يجب أن يطلع المسؤولون فى عالمنا على ما توصلتِ إليه فهذا الأمر أكبر منك ولابد أن يعلم كبار عالمنا بذلك حتى يخططون جيدا كيف يستفيدون من ذلك الأمر جيدا دون أن يصاب عالمنا بالضرر من اتصاله بعوالم موازية أخرى تختلف كلية عن عالمنا.
هزت سمر رأسها بالموافقة على رأى زوجها فقالت: حقا ما تقوله ، لذا قد أعددت أنا وفريق عملى تقريرا سنعرضه اليوم أنا و رب عملى إلى المجلس الأعلى لشئون الفضاء ، سنسافر مع وزير دولتنا للشئون العلمية إلى مدينة بون بفرنسا لعرض الأمر على العلماء المهتمون بعلوم الفضاء ليتم دراسة الأمر على مستوى العالم سأتغيب لمدة أسبوع ،هذا الاجتماع سريا يا مصطفى رجاء لا تتحدث مع أحد فى هذا الموضوع حتى يؤذن لنا بذلك .
ربت مصطفى على كتفها بحنان وقال: أكيد لا يجب أن يعلم أحد بذلك فقد يجد الكبار أن ضرر ذلك الأمر أكبر من نفعه ليس من مصلحة الشعوب أن تعلم بهذا الأمر حتى يتم دراسته جيدا قبل عرض الأمر عليهم ،أتفهم ذلك. رجاء اهتمى بنفسك من أجلى يا سمر ، ألا تردين إعداد الافطار لى؟ سأفتقد طهيك كثيرا.
أشارت سمر بسبابتها ثم قالت: حالا يا زوجى العزيز ، فى بضع دقائق ستجد ما لذ وطاب على مائدتنا .
-23-
مدينة بون الفرنسية
فى مدينة بون الفرنسية، سافرت سمر زوجة المصارع مصطفى يرافقها نخبة من أعضاء مجلس شؤون الفضاء فى دولتها لعرض مشروعها البحثى عن وجود عوالم متوازية ، كان الوزير سيسافر معهم لولا تلك الوعكة الصحية المفاجأة التى انتابته.
وصلت سمر وفريقها إلى مدينة بون فى الساعة العاشرة صباحا، هبط الجميع من الطائرة الخاصة بدولتهم ثم استقلوا جميعا الحافلة التى خصصها لهم مسؤولوا مدينة بون .
وصل الجميع إلى الفندق الذى سيمكثون فيه ، ارتاح الجميع من عناء السفر ثم هبطوا إلى المكان المخصص لتناول الافطار ، كان يوجد صالة مخصصة للمؤتمرات ملحقة بذلك الفندق ، بعد تناول الافطار اتجه الجميع إلى صالة المؤتمرات فى الساعة الحادية عشر، دخل الوزراء المسؤولون عن شؤون الفضاء من كل دولة فى هذا العالم ، جلسوا فى منصة خاصة بهم تواجههم شاشة كبيرة يراها الجميع من جميع الجهات، فى حين جلس علماء كل دولة فى مجموعات .
بدأ الاجتماع بالسماح للعالمة سمر من مصر بالحديث عن مشروعها المقدم لمجلس شؤون الفضاء العالمى ، نهضت سمر من مجلسها واتجهت ناحية الشاشة الكبيرة وأدخلت شريحة صغيرة بها الكثير من المعلومات عن مشروعها.
أنصت الجميع باهتمام إليها وكانت تعابير وجوههم متباينة فمنهم من أبدى دهشته ومنهم من تحمس للفكرة ومنهم من اعتلى القلق وجهه، انتهت سمر من سرد وشرح ما توصلت إليه من نتائج، وقبل أن تعود إلى مجلسها سألها أحد المسؤولين عن اقتراحاتها فأجابت سمر قائلة: أريد السماح باستكمال بناء المحطات وأن تشارك كل دولة فى ذلك ، و أن يتم عمل مجلس خاص بهذا المشروع وسن القوانين التى تنظم التواصل بين العوالم المتوازية و دراسة تأثيرتواصل عالمنا مع العوالم المتوازية.
انتشرت الهمهمات فى الاجتماع كالنار فى الهشيم ، فنهضت إحدى الوزيرات وقالت: **تا أيها السادة من فضلكم، سنوزع عليكم الآن كتيب به استبيانات قد تم اعداده خصيصا ليسهل عليكم ابداء رأيكم بوضوح فالوقت ، فقد أرسلت الباحثة سمر تقريرا مفصلا سابقا منذ أيام وطلبت استخدام ال*قل الالكترونى لعمل اسئلة الاستبيان ، سترفع الجلسة الآن على أن نعود غدا باكرا وكل عالم عليه أن يجيب على أسئلة الاستبيان بتأني دون اقحام ميوله الفكرية أو العاطفة فى الاجابة وأن يضع كل عالم الصالح العام نصب عينيه ثم أشارت لسمر لكى توزع الاستبيان على العلماء ، انتهى الاجتماع وخرج الجميع بانتظام ثم أغلقت القاعة .
استقلت سمر وزملائها العلماء من الدول الأخرى الحافلة السريعة متجهين إلى الفندق حيث يقيمون فيه،وصل الجميع ثم نزلوا من الحافلة وذهب كل منهم إلى غرفته بالفندق ، صعدت سمر إلى غرفتها ، فتحت الباب ثم أمسكت الهاتف وطلبت طعام الغداء ، اتجهت إلى الحمام لتستحم لم تستغرق بضع دقائق فكانت على عجلة من أمرها دق الباب فتحت ثم سمحت للشاب بدخول الطعام ، تناولت الطعام وبعد ربع ساعة ، بدأت تجيب على أسئلة الاستبيان كان عبارة مائة سؤال مقسمين إلى خمس فئات عن تأثير تواصل عالمهم بالعوالم المتوازية الأخرى على صعيد الصحة والأمن والاقتصاد والمجتمع .
-24-
معسكر التدريب
كان المصارع مصطفى يتمتع بعضلات مفتولة وجسد ممشوق وشكيمة قوية بالاضافة إلى وجه حسن يتنافى مع هيئته العضلية ، تواجدت العجوز سعاد أمامه فى الغرفة الخاصة به والتى دخلها لتوه فتفاجأ بوجود العجوز وتراجع للخلف بضع خطوات عندما رآها ، تذكرمصطفى العجوز سعاد عندما قا**ها مع زوجته سابقا ، فقال لها: هل تريدين سمر إنها ليست هنا بل.... قاطعته العجوز قائلة : بل جئت إليك أنت ، أريد مساعدتك فى أمر هام .
اكتسى وجه مصطفى بالجدية ثم أردفت العجوز قائلة : فى عالمى يوجد نقطتا اتصال بعالمين موازيين آخرين ولكن للأسف تلك النقطتان فى موقعين يحتاجان لمصارع قوى مثلك يساعدنى فى اقتحامهما ، انتفخت أوداج مصطفى وقال: بالتأكيد ولكن المعسكر..
مطت العجوز شفتيه ثم قالت:لا تقلق لن يحتاج الأمر سوى بضع ساعات ثم اقتربت من عينيه وقالت بحماس: أعدك ستجرب مصارعة حقيقية مع وحوش حقيقيين ، ثم همست فى أذنه اليمنى وقالت: مصارعة لن تنساها ما حييت أيها المصارع الهمام.
ابتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه ولاحظت العجوز شروده للحظة يتخيل فيها نفسه مع أحد الوحوش ثم أمسكت ذراعه وضغطت على خاتمها واختفيا فى لمح البصر ليتواجدا فى عالم العجوز سعاد.
-25-
مدينة بون
نعود إلى سمر التى سافرت إلى مدينة بون الفرنسية ، حيث ينعقد مؤتمر خاص بمناقشة الاتصال بعوالم موازية أخرى ، كانت سمر قد أجابت على الاستبيان بكل نزاهة وحاولت أن تفصل رغبتها وشغفها بالتواصل مع عوالم أخرى عن الصالح العام لعالمها ، خرجت سمر مع زملائها من الفندق إلى صالة المؤتمرات الملحقة به وفى العاشرة صباحا بدأ الاجتماع وتم تسليم الاستبيانات من قِبَل العلماء ، حيث كان الاستبيان مسجلا على رقاقات الكترونية تم تحميلها إلى جهاز تحليل الاستبيانات وبعد ربع ساعة أخرج الجهاز النتيجة على ورقة مطبوعة ، نهض كبير العلماء وتوجه إلى ذلك الجهاز وأخذ الورقة المطبوعة، سرت همهمات فى القاعة قطعها صوت رئيس المؤتمر الذى تناول الورقة من كبير العلماء وقرأها علي الحضوروكان النص كالتالى: لا يوجد ضرر من التواصل مع عوالم موازية أخرى
قفزت سمر من الفرحة مما لفت ذلك انتباه الحضور فكان ال*قل الالكترونى حليفا لها، نهضت سمر وتقدمت بتقريرها عن كيفية التواصل مع تلك العوالم الموازية من خلال مناطق انعدام الجاذبية التى اكتشفتها على هذا الكوكب إلى رئيس المؤتمر، وفى لجنة فرعية مكونة من كبار العلماء ورؤساء المؤسسات المهتمة بمجال الفضاء تم الاطلاع على التقرير وتمت الموافقة على إمداد فريقها بالمعدات اللازمة والاموال من أجل الاسراع فى بناء المحطات الخاصة بالسفر عبر العوالم المتوازية ، وفى نهاية هذا اليوم سافرت سمر من مدينة بون والعودة إلى موطنها من أجل الإشراف على استكمال بناء المحطة الموجود فى موطنها.
-26-
المحطة الفضائية
كان بناء المحطة الفضائية في مناطق انعدام الجاذبية على أشده في الأرض وكانت سمر تشرف على المحطة الموجودة فى موطنها.
كانت تناقش مع فريقها ماذا سيرسلون إلى العوالم الأخرى عندما ينجحوا في الاتصال. فهى تريد أن يكون الانطباع الأول عن عالمها جيدا ، وقطع مناقشتهم تلك سماع أزيز يص*ر من الحجرة الخاصة بحقل انعدام الجاذبية ، تفاجأ الجميع بوصول ذلك المكعب إليهم ، ارتدت سمر والفريق أزياء خاصة من أجل مسح ذلك المكعب والتأكد من خلوه من الأمراض أو الأخطار ، وبعد ساعة من الفحوصات المعملية ضغطت سمر على أحد جوانب المكعب حيث كان محفورا عليه رمزا فطنت سمر بأن يكون زر تشغيل المكعب ، خرج من المكعب صورا هولوغرافية كانت تعرض بعضا من ملامح لكوكب مختلف تماما عن كوكب سمر الذى تعيش عليه ، ثم ظهرت العجوز سعاد وأوضحت لها بأن هذه ملامح عالمها عالم ضارين وهذه الحضارات المنتشرة فى فيه وطلبت منها أن تسجل فيلما عن عالمها بواسطة تكنولوجيا عالمها وترسلها إلى العوالم المتوازية الأخرى ليتم التعارف فيما بينهم .
***