-79-
منزل الضابط طارق
ضغط الضابط طارق المزيف زر الجرس فاتجهت نادية التى كانت تنتظرهما بفارغ الصبر إلى الباب لتفتحته لهما ، فتحت نادية الباب ثم استقبلت زوجها والمسؤول بابتسامة واسعة ورحبت بالمسؤول وقالت له: مرحبا بك سيدى فى منزلنا المتواضع .
ابتسم المسؤول لها ثم قال فى توتر: شكرا لكى عزيزتى. دلف الجميع إلى صالة واسعة بها أريكة كبيرة وعدة كراسى ذات طابع كلاسيكى.
دعا طارق المسؤول ليجلس ثم طلب من زوجته احضار مشروب الضيافة للسيد المسؤول، ذهبت نادية للمطبخ عادت بعد دقائق ثم وضعت الصينية فوق الطاولة الصغيرة التى تتوسط الصالة بين الكراسى.
أصر الضابط طارق المزيف أن يشرب المسؤول العصير قبل أن يبدأ فى الحديث عن ذلك الأمر الهام المزعوم.
استسلم المسؤول وشرب العصير، فشعر بدوار رأسه على الفور، وغاب عن الوعى وكاد أن يسقط فأسرعت نادية والعجوز إليه ليسنداه وجاء الطبيب مصطفى بنقالة وساعده طارق الممثل فى وضع المسؤول فوقها ، ثم نقلاه إلى القبو حيث وضعه الطبيب مصطفى على جهاز السبات العميق .
قام مصطفى بمقارنة جسد المسؤول مع جسد نظيره المزيف للمرة الأخيرة ، تن*د مصطفى الطبيب ثم قال: كل شىء على ما يرام ، المزيف جاهز الآن لينتحل شخصية المسؤول الحقيقى . قالت العجوز : ليس تماما أريد أن يرتدى رجلنا ملابس المسؤول الحقيقى .
هز الطبيب مصطفى رأسه وقال : ألا يفوتك صغيرة أبدا. بدأ المسؤول المزيف بخلع ملابسه فى حين قام مصطفى بخلع ملابس المسؤول الحقيقى وساعده فى ذلك طارق فخرجت نادية والعجوز من القبو لحين الانتهاء من ذلك.
بعد ربع ساعة خرج المسؤول المزيف وقد ارتدى جميع ملابس الحقيقى تبعه طارق ومصطفى ، رمقته العجوز بنظرة فاحصة ثم قالت: حسنا فلتذهب إلى منزل المسؤول الحقيقى.
اقتربت منه ثم ألصقت رقاقة صغيرة جدا داخل صيوان الأذن وقالت: هذه الرقاقة ستمكننا من سماعك وتمكنك من سماعنا، ربتت العجوز على كتفه ثم قالت : موفق ، يا طارق ستقوم بتوصيل رجلنا بسيارتك وسترافقك نادية ، بفرض أن المسؤول المزيف قد **م على تناولك وزوجتك العشاء معه في منزله.
طلبت من المسؤول المزيف إخراج هاتف المسؤول الحقيقي من ملابسه الذي يرتديها ثم طلبت منه الاتصال بزوجة المسؤول الحقيقي ويقول لها أنه سيستضيف الضابط طارق وزوجته على العشاء.
نفذ المسؤول المزيف ما طلبته منه العجوز التي ألصقت رقاقة صغيرة فى أذني طارق ونادية ، ثم اتجها بمرافقة المسؤول المزيف إلى سيارة طارق حيث استقل الجميع السيارة التي انطلقت إلى منزل السيد المسؤل الحقيقي.
-80-
تكرر المشهد مه باقي المسؤولين ولكن بتفاصيل مختلفة حيث حاول الضابط طارق المزيف وزوجته نادية بمواصلة مهمتهما في استدراج المسؤولين حتى يتم استبدالهم بمزيفين.
عاد الضابط طارق وزوجته إلى منزلهما بعد نجاح مهمتهما فوجدا العجوز سعاد التي ابتسمت وقالت : لقد سمعنا كل شىء يبدو أنكما قد سعدتما كثيرا بتلك الزيارة ،جلست نادية على أقرب كرسى ثم قالت: والآن ماذا بعد؟
قالت العجوز: طارق سيتصل بمديره يطلب منه مد عطلته ثلاثة أيام أخرى ، لأنه وعدك بالسفر خارج مصر، لتزورا قارة أوروبا التى طالما حلمت بزيارتها.
حيث أرسل بعض المسؤولين الأوروبيين أصدقاء الضابط طارق دعوة من أجل قضاء بعض الأيام هناك تحت ضيافتهم وهناك سيلتقى بباقى المسؤولين ورجالى هناك سيقومون بباقى الامور التى أوضحتها لهم مسبقا ما عليكم سوى استدراج كل مسؤول هناك إلى مكان بعيد بحجة أنه هناك أمر هام مثلما فعل مع المسؤول هنا ثم وضع الم**ر فى المشروب و....فرقعت العجوز إصبعيها وغمزت بعينها .
أخرج طارق الممثل هاتف الضابط طارق ثم بحث عن رقم مديره واتصل به وقد وافق على مد عطلته ثلاثة أيام أخرى، لمعت عينا طارق الممثل فى حين تن*دت نادية بارتياح عندما وافق المدير على مد الإجازة.
نهضت العجوز وقالت: هذه تذكرة شاملة تسمح بولوجكما إلى أى دولة فى أوروبا ، ستسافران الآن ، اعتلت الدهشة على وجهى نادية وطارق وقالا : الآن!
استسلما لرغبة العجوز ، وقالت نادية: سأذهب لأجهز الحقائب، تنحنح مصطفى وقال: لقد أعددنا الحقائب بالفعل، ضحك طارق وغمز لنادية وقال: يبدو أن العجوز متعجلة لأمر سفرنا يا نادية ، هيا بنا إلى المطار.
أومأت العجوز رأسها بالموافقة ثم التفتت إلى الطبيب مصطفى وقالت: لقد انتهى دورك هنا عليك العودة إلى عالمك ،لتساعد خطيبتك سمر فى بناء المحطات ومحاولة إقناع الحكام فى عالمك بأهمية اتصال عالمك بالعوالم الأخرى الموازية وهذا الملف به بعض الاراء التى ستقنع حكام عالمك . أومأ الطبيب مصطفى بالموافقة ثم قال: حسنا ولكن كيف سأعود ؟
مدت العجوز يدها لتمسك بالطبيب مصطفى بعد أن عدلت وجهة الخاتم ثم ضغطت عليه، فاختفت العجوز والطبيب ليتواجدا فى عالم مواز آخر.
تفاجأت سمر خطيبة مصطفى بوجوده مع العجوز سعاد فجأة فى المنجم في عالمه عالم سابين ثم تركته معها لتذهب الى عالمها.
فى عالم مواز آخر كان الممثل طارق ونادية زوجة الضابط طارق يقومان بجولتهما المزعومة من أجل شهر العسل فى قارة تدعى أوروبا ، حيث كانت زيارتهما ستار يخفى مهمتهما الحقيقية وهى استدراج بعض من المسؤولين الذين سيشكلون عقبة فى تنفيذ مشروع سمر الذى ينادى بالتواصل مع عوالم موازية أخرى .
لذا سيتم إدخالهم فى سبات عميق ثم استبدالهم بنسخة طبق الأصل يتبعون العجوز سعاد ،فقد بحثت عنهم فى أربعة عوالم موازية ودربتهم جيدا، لينتحلوا تلك الشخصيات المهمة ، وقد نجحوا فى ذلك ، وعاد الممثل طارق ونادية إلى وطن نادية ولم يفعلوا شيئا سوى الإنتظار، إنتظار تعليمات وتوجيهات العجوز سعاد .
-81-
بكين
نعود إلى سمر أخت الضابط طارق التي سافرت إلى بكين من أجل عرض مشروعها العلمى، وبالفعل تم الإجتماع بالشخصيات المهمة التى تحكم عالمها فهذا العالم يتحكم فى مصيره تلك الشخصيات المهمة والتى وضعت قوانين هذا العالم ،لذلك قامت العجوز باستبدال بعضهم برجال آخرين حلفاء لها ، كان محور الاجتماع هو نتيجة التواصل مع العوالم المتوازية الأخرى .
استمر الاجتماع لمدة ساعة تم فيها مناقشة كل الاحتمالات ‘ ثم جاء التوصيات الآتية : الموافقة على ذلك المشروع ونقل المساجين فى سجون السبات العميق إلى السجون الجديدة التى أعدوها من أجل المساجين الجدد ، وبناء المحطات الفضائية فى أسرع وقت.
عادت سمر إلى موطنها لبناء المحطة الفضائية التى توجد فى مدينتها ، اتجهت إلى منزلها بسرعة فقد غابت عن رضيعها نصف يوم والصغار لايطيقون ذلك ، كان زوجها مصطفى الذى اعتنى بصغيرهما حتى تعود .
طرقت سمر باب منزلها بسرعة ، استقبلها زوجها بحفاوة واضحة ، جلست سمر على أقرب كرسى لها ، ثم سألت مصطفى عن يومه مع طفلهما ؟ وهل كانت مهمة رعايته صعبة أم لا؟ طمأنها زوجها بأن كل شىء على ما يرام ، وهو نائم الآن .
جلس مصطفى على مقرب منها ثم سألها بلهفة واضحة عن مشروعها وهل استطاعت إقناعهم بذلك ؟
قصت سمر كل ما حدث فى المؤتمر وأجابته بأن الحظ كان حليفها والمسؤولون وافقوا على ذلك بل أمروا بالاسراع ببناء المحطات ونقل المعاقبين بالسبات العميق إلى السجون الجديدة ، ثم قطع حديثهما بكاء الرضيع فصعدت إلى غرفته على الفور فى حين تطوع مصطفى لتجهيز طعام العشاء .
فى تلك الأثناء كانت الملكة الأم تشاهد العوالم الأربعة المتوازية فى **ت منتظرة أن يتم بناء المحطات الفضائية فوق مناطق إنعدام الجاذبية المنتشرة فى تلك العوالم.
فمهمتها تقتصر على إمداد الطرق الضوئية بالطاقة اللازمة من أجل تشغيلها مرة أخرى فهى ظلت ساكنة منذ عصور بعيدة ، فكانت العجوز انتهت من الاشراف على بناء المحطات فى عالم ضارين بمساعد حفيدتها وحفيدها، وكذلك انتهى عالم سمر زوجة المصارع مصطفى و هو عالم شارين من الإنتهاء من بناء تلك المحطات فى عالمهم ، كما شارفت المحطات الفضائية فى عالم الطبيب مصطفى على الإنتهاء في عالم سابين، ولكن كانت المحطات فى عالم الضابط طارق بدأت مؤخرا فى البناء فسيحتاج بنائها يوما كاملا .
راقبت الملكة الأم كل ذلك من كوكب بعيد حيث كان لها القدرة على متابعة كل شىء من خلال آلة ما يمكنها إرسال أشعة معينة لها القدرة على السفر بسرعة فائقة تسبق سرعة الضوء إلى تلك العوالم والتى تفصلها عن بعضها ملايين السنوات الضوئية.
هذه الأشعة يمكن تطويعها بحيث تذهب إلى أماكن معين دون غيرها ثم تعود محملة بكل الأحداث التى حدثت فى نفس اللحظة التى أرسلت إليها لهذه المنطقة المحددة مسبقا من قبل الملكة الأم هذه التكنولوجيا لم يعهدها أحد فى أى من العوالم السبعة .
فما تملكه تلك الملكة من علوم مكنتها من مراقبة كل شىء، فقد وجدت تلك العلوم مخبأة فى مكعبا صغيرا كان تائها بين المجرات.
كانت تلك الملكة أحد أفراد الجن فقد وجدت ذلك المكعب عندما كانت تلهو مع أقرانها فى الفضاء، وعندما وجدته اختفت بمجرد أن لمسته فوجدت نفسها وحيدة على ذلك الكوكب البعيد الذى صار موطنا لها وأصبحت ملكته استطاعت قراءة ما بداخل المكعب فقد كانت المختارة لذلك ، المختارة من أجل حماية العلوم المقدسة والتى لا يؤتمن على معرفتها سواها ومنذ ذلك الحين ظلت حبيسة هذا الكوكب لم تغادره إلا فى حالة استكشافها لأحد العوالم ومحاولة مَنْح بعض سكان هذه العوالم بعضا من العلم الذى حصلت عليه من ذلك المكعب العجيب .
فى تلك الأثناء و فى عالم مواز آخر يحكمه القوانين الصارمة ، كانت سمر تفكر فى أخيها الذى يتواجد فى عالم مواز آخر كان القلق يعتصرها إلى متى سيظل فى حالة السبات العميق فى ذلك العالم الآخر ؟
قفز إلى ذهنها نسخة أخيها التى توجد فى عالمها وأنه لم يعد إلى عالمه بعد ، فبحثت عن هاتفها وهاتفت نادية زوجة أخيها التى كانت ترافق طارق الممثل المنتحل شخصية أخيها فى ذلك الوقت إلى أحد المطاعم من أجل تناول طعام الافطار.
رن هاتف نادية بعد أن جلست بجوار طارق فى ذلك المطعم ، لمعت عينا نادية عندما رأت اسم سمر على شاشة هاتفها استقبلت نادية الاتصال وأخبرتها سمر بأن المحطة جاهزة لإرسال طارق إلى عالمه وطلبت منا أن تحضره إلى مقر المحطة الفضائية وأنهت سمر الاتصال ، غمزت إلى طارق وقالت: يبدو أنك ستعود إلى عالمك قريبا جدا، و أن هذه الوجبة هى آخر وجبة لك فى عالمنا ، هيا بنا ، فلنذهب إلى هناك الآن.